ما حكم قول ( اللهم لا تحوجني إلى أحد أو إلى أحد من خلقك ) ؟

ما حكم قول ( اللهم لا تحوجني إلى أحد أو إلى أحد من خلقك ) ؟

مشاهدات: 1220

ما حكم قول :

(  اللهم لا تحوجني إلى أحد أو إلى أحد من خلقك ) ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة :

 (( اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك أو إلى أحد ))

هذا الدعاء :

جاء عن علي رضي الله عنه أن قال هذا الدعاء : (( اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك ))

فقال صلى الله عليه وسلم : (( لا تقل هذا فإنه ما من أحد إلا وهو محتاج إلى خلق الله ، ولكن قل : اللهم لا تحوجني إلى شرار خلقك الذين إذا أعطوا منُّوا ، وإذا منعوا ذموا ))

لكن هذا كما قال ابن حجر رحمه الله وغيره قالوا :  [ هذا حديث لا أصل له ]

وإن كان السيوطي يقول : ” إنه ورد عند الديلمي من طريق أبي نعيم “

لكن قال ابن عِرَاق في تنزيه الشريعة :

ــ الناس ينطقون ابن عرَّاق هذا المشتهر شهرة عالية وكثيرة ، وإنما الصحيح ابن عِرَاق

على كل حال قال : ” لم أجد من ترجم لبعض من رواه “

فدل هذا على أن هذا الحديث لا يصح

ولكن :

كما ذكر في كشف الخفاء يقول : ” إن السيوطي قال : إن الإمام أحمد منع من ذلك “

قال السيوطي : ”  ويمنع من هذا الدعاء “

لم ؟

قال الإمام أحمد لما سئل عنه قال : ” هذا رجل تمنى الموت “

بمعنى :

أنه لا يمكن أن يستغني أحد عن أحد من الخلق

قلتُ : ولعل ما يؤيد ما ذكر هنا :

أن الله عز وجل قال : { وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا }

جمهور المفسرين  : على أن بعضهم مسخر لبعض

قد قيل بأن الغني يسخر من الفقير

هذا قول ليس مشهورا لكن المشهور { لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا } ممن نص على الحاجة ابن كثير في التفسير قال :

” أن يحتاج كل مخلوق إلى ما عند الآخر “

فدل على أن الناس بحاجة إلى بعضهم البعض

لكن يمكن أن يستغنى عن هذا الدعاء بما ثبت عند الترمذي :

 (( أن مكاتبا أتى إلى علي ليستعين به على الدين

فقال : هل أدلك على دعاء  ؟ قال له هذا الدعاء ، قال : لو كان عليك دين مثل جبل صبير  ـــ جبل صبير يقال في اليمن ـــ أداه الله عنك قل : اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك ))

فجملة : ( وأغنني بفضلك عمن سواك ) تغني عن هذا الدعاء

وجملة ( وأغنني بفضلك عمن سواك ) لا تنفي أن المخلوق يحتاج إلى الآخر

وهنا فائدة لطيفة :

 بما أنني ذكرت هذا الحديث [ حديث المكاتب ]

هذا المكاتب المباركفوري في تحفة الأحوذي قال :

وقد صحح هذا الحديث الحاكم والذهبي وفي تصحيحهم نظر

 قال : لأن فيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي

فيقول الألباني : ظن المباركفوري أن عبد الررحمن بن إسحاق هو الواسطي ، وإنما هو عبد الرحمن بن إسحاق  القرشي ، لكن الذي أوقعه في الخطأ هنا أن سند الترمذي ما ذكر فيه القرشي فقال : عبد الرحمن بن إسحاق القرشي وهو حسن الحديث ، وليس الواسطي الذي هو ضعيف في الحديث 

لكنه سيحتاج ـ حاجة الناس ـ

 اقتضت سنة الله أن يحتاج { لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا }

ولذلك : 

الرجل محتاج إلى زوجته ، أيمكن أحد أن يستغني عن زوجته ؟

المرأة كذلك

فالحاجة متعينة

بدليل ماجاء في الصحيحين :
أنه عليه الصلاة والسلام إذا أتاه شخص لحاجة وقف على أصحابه فقال:  (( اشفعوا تؤجروا ))

 فدل على أن المخلوق بحاجة إلى المخلوق الآخر

 لكن من الأدعية التي ينبغي أن تقال : إذا أراد أن يكف نفسه عن  الآخرين :   (( اللهم أغنني بفضلك عمن سواك ))