أعمال عشر ذي الحجة
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
- من غروب شمس هذا اليوم دخلت عشر ذي الحجة وهذه العشر يندب ويشرع للمسلم أن يكثر فيها من النوافل سواءً كانت نافلة صلاة أو نافلة صوم أو نافلة صدقة كل ما كان عبادة وكل ما كان عملاً صالحاً فإن المسلم محثوثٌ على فعله في هذه العشر لقول النبي عليه الصلاة و السلام في حديث ابن عباس كما عند البخاري (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام [يعني أيام العشر] قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد إلا رجلٌ خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء وفي رواية في غير صحيح البخاري ( ما من أيام أعظم و لا أحب العمل إلى الله عزوجل فيهن من هذه الأيام فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) .
- مما جاءت به النصوص الشرعية في بعض العبادات التي ينبغي للمسلم ويتأكد في حقه أن يفعلها في هذه العشر أن يصوم التسع لما جاء في السنن عن بعض أزواج النبي عليه الصلاة و السلام أنها قالت (كان النبي عليه الصلاة و السلام يصوم تسع ذي الحجة) .
- الصيام يبتدئ من يوم غدٍ إن شاء الله تعالى سواء كان شهر ذي القعدة شهراً ناقصاً أم كاملا فغداً يقيناً هو الأول من ذي الحجة قد يكون اليوم الماضي هو اليوم الأول باعتبار أن الشهر ناقص لكن لا ندري ونحن عندنا قاعدة شرعية أن الإنسان إذا لم يدرك الشهر برؤية الهلال أن يتم الشهر وشهر ذي القعدة هو على الإتمام يكون ثلاثين .
- يشرع له التكبير في المساكن والأسواق وفي كل مكان ولذا كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما إذا دخلت العشر يخرجان إلى السوق فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما فيسمع لتكبير هما صوتٌ في الأسواق , عمر رضي الله عنه كان في منى (يكبر حتى ترتج منى من التكبير) لكن هذا التكبير كلٌ على حده ما هو تكبير جماعي بمعنى أن يكبروا بصوتٍ واحد فيبتدئون بكلمة واحدة وينتهون بكلمة واحدة هذا التكبير هو تكبير جماعي ولا يشرع في الشرع لأنه لم ينقل عن النبي عليه الصلاة و السلام ولا عن الصحابة رضوان الله عليهم.
- مما يتأكد في الشرع أن يصام يوم عرفة وقد أخبر النبي عليه الصلاة و السلام كما عند مسلم أنه يكفر سنتين .
- وكذلك يتأكد في يوم عرفه لمن لم يحج من بعد صلاة الفجر يوم عرفة يبتدئ بالتكبير المقيد من فجر يوم عرفة إلى بعد عصر آخر يوم من أيام التشريق ففي دبر كل صلاة بعد أن يقول (استغفر الله) ثلاثا (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) يكبر بما تيسر من العدد ثم يعود بعد ذلك إلى الأذكار التي شرعت بعد الصلاة
- خليقٌ بنا أن نحرص على العبادات في هذه العشر ولذلك أقسم الله بها في سورة الفجر على ما قاله بعض المفسرين [وَلَيَالٍ عَشْرٍ] .
- أيام ذي العشر من ذي الحجة أفضل من أيام العشر الآواخر من شهر رمضان كما قال شيخ الإسلام رحمه الله (نهار العشر من ذي الحجة أفضل من نهار العشر الآواخر من رمضان والليل في العشر الآواخر من شهر رمضان أفضل من الليالي التي في العشر الآوائل من ذي الحجة).
وصلى الله على نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين