الرد على شبهة ( ما يحصل عند الغرب من حرية الولد إذا بلغ أنه موجود في كلام الفقهاء)

الرد على شبهة ( ما يحصل عند الغرب من حرية الولد إذا بلغ أنه موجود في كلام الفقهاء)

مشاهدات: 554

الرد على شبهة ( ما يحصل عند الغرب من حرية الولد إذا بلغ أنه موجود في كلام الفقهاء)

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

هو إذا بلغ الغلام سبع سنين خير كما جاء في السنن :  ( أن النبي عليه الصلاة والسلام خير غلاما بين أمه وأبيه وقال خذ بيد أحدهما )

وهذا الاختيار اختيار تشهي وشهوة يعني إن بلغ سبع سنين يعني قبل سبع سنين يبقى عند أمه لأنها أدرى بمصالحه فيما يتعلق بمأكله وبمشربه وبملبسه ونظافته لكن إذا بلغ سبع سنين فإنه يخير الغلام ، الغلام يخير فقال عليه الصلاة والسلام ( خذ بيد أحدهما )

فإن بلغ كما قال الفقهاء فإنه يقيم حيث شاء

إذا بلغ يقيم حيث شاء والمقصود من ذلك :

أنه لا ولاية لا للأم ولا للأب عليه لأنه بلغ لكن ليس المقصود من ذلك أنه يختار اختيارا مطلقا ، حتى لا يدخل علينا بعض الناس فيقول : والله إن هذا الأمر الذي عند الغرب من أن الولد إذا بلغ أو أن البنت إذا بلغت أن الابن يخرج ويتولى أمره والبنت كذلك

المقصود من ذلك هو أنه لا ولاية بما أنه عاقل ومميز وليس بسفيه يعني :

الإسلام جعل البلوغ هو محل ماذا ؟ محل رفع الولاية ، إذا كان ماذا ؟

إذا كان رشيدا

لكن تصور لو كان بالغا رشيدا عاقلا وبلغ سن التكليف ليس معنى ذلك أنه يسمح له على وجه الإطلاق أنه يخرج ، لا إذا كان سيترتب على بقائه بعيدا عن أبيه أو عن أمه ما يترتب عليه من الفساد له في دينه وفي دنياه

فهنا :  فيبقى وليس المقصود أنه من حيث ما يبلغ أنه ينطلق

وخصوصا في مثل هذا الزمن : من  بلغ مثلا خمس عشرة سنة وقد يبلغ بأقل بنبات الشعر الخشن حول العانة أو مثلا باحتلام قد يبلغ قبل خمس عشرة سنة

لو أتى وقال سأذهب وأستقل بأمري وهو لا يحسن أن يدبر أمره لربما أنه عاقل وهو بالغ ويحسن التصرف في المال لكن قد يترتب على ذلك أن يكون سفيها من حيث الدين يخشى عليه من تضليل في فكر أو في أخلاق أو في صفات أو ما شابه ذلك هنا يمنع

وليس المقصود ما قاله الفقهاء من أنه له الحرية المطلقة

وهذا خاص بالذكر أما بالنسبة للمرأة فإن ولاية الأب عليها إلى أن تتزوج فإذا تزوجت كان الولي عليها هو الزوج وسبق تفصيل ذلك في مسألة

من ينادي بإسقاط الولاية عن النساء وتحدثنا في دروس سابقة عن هذا الأمر وهو موجود على اليوتيوب ، من باب الرد على هؤلاء وتفنيد حجج من ينادي بإسقاط الولاية على النساء

لكن ما يأتي مثل ما ذكرنا أناس ويقولون والله لأن أصحاب الأهواء وأصحاب النفوس الشريرة يأتون بمثل هذه الأشياء فيقولون نص الفقهاء  على هذا الأمر إذن ما يفعل في الغرب هو مذكور عند الفقهاء

فنقول : لا ، ليس المقصود هذا ، لأن الفقهاء يرون في الغالب إذا كانت بيئة المجتمع طيبة صالحة الغالب : أن من بلغ إذا به يصرف أموره

جيوش كان فيها شباب في عصر النبي عليه الصلاة والسلام وفي عصر الصحابة بل بعضهم كان يقود هذه الجيوش

فإذن يختلف باختلاف حال البالغ وباختلاف حال البيئات وما فيها من فتن وشبهات ، فليس الأمر مطلقا