تنبيهات بمناسبة العام الجديد

تنبيهات بمناسبة العام الجديد

مشاهدات: 497

( تنبيهان بمناسبة العام الجديد )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :

أما بعد :

نحن في نهاية هذه السنة للعام الهجري ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين ، هنا أمران يحصلان عند تمام السنة

الأمر الأول :

إذا قدمت السنة القادمة هنأ الناس بعضهم بعضا ، وهذا ليس من شرع الله ، هذا العام الهجري ليس له أصل في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤرخه ولم يؤرخه أبو بكر رضي الله عنه ، وإنما أرخه عمر رضي الله عنه باتفاق الصحابة من أجل أن يدون الدواوين وأن يعطي العطايا ، يريد أن يكون هناك تاريخ يبني عليه في عطايا الناس ، فأرخه باتفاق الصحابة رضي الله عنهم ومن في عصره ، ومع هذا لم يثبت أن بعضهم كان يهنئ بعضا ، أما ما يحصل من التباشير والفرح فلا يشرع ، إذا أجزنا هذا فإن لنا أن نجيز أن يهنأ الشخص بعيد ميلاده ولا بأس في هذا ، نحن نقول عيد الميلاد محرم ، كون الناس يهيئ بعضهم بعضا، ثم هذا الشهر وهو شهر محرم ليس هو أول شهر قدم فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما قدم في شهر ربيع الأول ، هاجر من مكة إلى المدينة في شهر بيع الأول، الصحابة رضي الله عنهم لم يجعلوه من أول شهر بيع الأول مع أنه يوافق وقت قدوم النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن قالوا نجعله في محرم ، لماذا محرم ؟

قالوا لأنه الشهر الذي يلي الحج ، يلي منصرف الحجيج ،فيتذكره الناس ثم نخشى أن يتطور الناس في هذا الأمر ثم تحصل احتفالات ، والبدع يدخل بعضها في بعض، فعلى المسلم أن يحافظ على عقيدته ، ومن تتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وجد أنه كان حريصا على سد كل طريق يفضي إلى ما يفسد العقيدة أو يشوبها .

الأمر الثاني :

بعض الناس تأخذه العاطفة ويقول يا أخي اغتنم الأيام الأخيرة حتى لا تأتيك السنة القادمة إلا وأنت قد ختمت سنتك على عبادة ، صم هذا اليوم ، وهو لم تجر عادته أن يصوم  ، استغفر الله في هذا اليوم ، اختم هذا اليوم الذي سينقضي من هذه السنة اختمه بذكر ، اختمه بصلاة ، بصوم ،  فهذا كله من البدع ، لأنه كما أسلفنا أن هذا التاريخ لم يكن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا في عصر أبي بكر رضي الله عنه ، وقد قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) يعني مردود على صاحبه ، وعند مسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) فليتنبه لمثل هذا الأمر ، فيجب على المسلمين أن تمر السنة كمرور أي شهر ، كمرور أي يوم ، جاء عهد عمر وعهد عثمان وعهد علي ، ومن بعدهم  ، ومع ذلك لم يحدثوا شيئا من هذا ، وإنما حصل مثل هذا في هذا الزمن ، وأقول لكم إن البدع تفتح أبوابها ، وكلما ضعفت العقيدة كلما أصاب الناس الشر ، أذكر لما جاء تاريخ 11/11/2011م أتتني رسائل عبر الجوال ، ثناء ودعاء بمرور هذا اليوم ، يا أخي هذا تاريخ النصارى ، لا تمت لنا به أي صلة ، فلما توافقت هذه الأعداد ، احد عشر ، احد عشر ، ألفين واحد عشر ، وصلتني رسائل من أكثر من شخص ، وهي قد أرسلت لغيري من التبريك والتهنئة والدعاء ، لماذا ؟ إذاً إذا مر بنا اثنا عشر ، اثنا عشر ، ألفان واثنا عشر نفعل مثل هذا ، وهكذا حتى تضيع عقيدتنا في خضم ما نستقبله من الغرب ، ثم اعلموا أن بعض الرسائل قد يأتي بها أشخاص ليسوا على عقيدة صافية ، قد يبثها بعض الروافض ، قد يبثها بعض المغرضين لهذا الدين من أجل أن يقل شأن العقيدة في نفوسنا ، فليتنبه المسلم لمثل هذا .

أسأل الله عز وجل أن يحفظ لنا عقيدتنا وتوحيدنا إنه ولي ذلك والقادر عليه .