أما بعد : فيا عباد الله /
موضوع هذه الخطبة بعبارة مختصرة تتحدث عن ” حقيقة الرافضة “
الحقيقة الأولى :
أنهم سموا بهذا الاسم لأنهم رفضوا مجلس علي بن الحسين ” لما سئل عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ؟ فأثنى عليهما خيرا، وقال هما وزيرا جدي ” فرفضوا مجلسه لأنهم يرفضون الإقرار بخلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، ولذا فإن الوصف الجميل الحسن لديهم أن يوصفوا بأنهم شيعة لأن التشيع معناه التحبب ، فهم يحبون آل البيت ، ولكن محبتهم لآل البيت محبة قد غالوا فيها إلى أن رفعوا بعض أئمتهم إلى درجة النبي صلى الله عليه وسلم بل إلى درجة الخالق جل وعلا ، ولذا فإن الوصف الجدير الملائم لهم أن يقال الرافضة ، لأننا نحب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولكن على مقتضى ما جاءت به شريعتنا .
الحقيقة الثانية :
أن هؤلاء الرافضة حدثوا بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ، ولما حصلت وقعة الجمل بين عائشة وبين علي رضي الله عنهما ، وكذلك ما حصل بين علي ومعاوية رضي الله عنهما في صفين ، وهذا يدل على أن الأمة الإسلامية متى ما تفككت فإن هذا طريق للبدع أن تخرج وأن تبرز ، فلما تفرقت الأمة ضعفت فظهرت أمثال هذه الفرقة الضالة .
الحقيقة الثالثة :
أنهم يسعون لنشر مذهبهم في العالم الإسلامي كله ، وهم يتحركون في دعوتهم ليس على مستوى الأفراد وإنما على مستوى دولتهم في إيران .
الحقيقة الرابعة :
أنهم يسمون بالاثنى عشرية ، لأن عندهم اثني عشر إماما يغالون فيهم مغالاة عظيمة ، أولهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وينتهي هؤلاء إلى محمد المهدي بن الحسن العسكري ، يقولون إنه دخل في سرداب سامراء وهو طفل صغير ، وهم ينتظرون خروجه حتى ينصفهم من أعدائهم ، ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر ، وقد أسلفنا في خطب ماضية أن هذا الرجل إنما هو شخصية وهمية لا حقيقة لها .
الحقيقة الخامسة :
أن منشأ هذه الفرقة الضالة من عبد الله بن سبأ اليهودي، لما قُتل عثمان رضي الله عنه ظهرت هذه الفرقة يرفع رايتها عبد الله بن سبأ اليهودي ، فأظهر الإسلام ونقل ما وجده من فكر يهودي إلى التشيع ، فماذا فعل ؟ وبماذا أتى ؟
قال برجعة بعض الموتى ، وقال بالبداءة على الله ، يعني أن الله قد كتب شيئا وبدا له أن يغير ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، ومن أفكاره أنه نسب النسيان إلى الله عز وجل في بعض الأحوال .
وهذا الرجل قال كما أن يوشع وصي لموسى كذلك علي وصي من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الرجل تنقل من المدينة إلى مصر إلى الكوفة إلى البصرة حتى وصل إلى أن يقول لعلي رضي الله عنه ” أنت أنت ” يعني أنت الإله ، فهمَّ علي رضي الله عنه أن يقتله حرقا بالنار ، لكن ابن عباس رضي الله عنهما أشار عليه بتركه ، فنفاه علي رضي الله عنه إلى المدائن .
الحقيقة السادسة :
أن لديهم كتابا يسمى بالكافي ، هو بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة ، لإمامهم الذين يزعمون أنه إمام ، ولا شك أنه إمام لكنه إمام ضلالة وهو الكليني، ألَّف هذا الكتاب واختلق فيه أكثر من ستة عشر ألف حديثا ، ولا يصح فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء إنما هو خرافات .
الحقيقة السابعة :
أن لديهم كتابا يسمى ” بفصل الخطاب في بيان تحريف كتاب رب الأرباب ” للحاج ميرزا حسين ، هذا الرجل ألف هذا الكتاب وقال إن القرآن قد زيد فيه وانتقص ، ومما انتقص فيه أنه انتقص في سورة الحشر ( وجعلنا عليا صهرك )
الحقيقة الثامنة :
أن لديهم كتابا يسمى بتنقيح المقال في أحوال الرجال ، للمامقاني يسمونه آية ، ولا شك أنه آية وعلامة على خبث وفساد ، وهو ما يسمى عندهم بإمام الجرح والتعديل ، وهذا نسأل الله العافية قد لقب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بالجبت والطاغوت .
الحقيقة التاسعة :
أن آخر أئمتهم ويعظمونه وقد أخذه الله عز وجل ” الخميني ” وهذا الرجل له كتاب كشف الأسرار وكتاب الحكومة ، فهذا الرجل أظهر الثورة في إيران ، وهو الذي أنشأ فكرة ولاية الفقيه ، بمعنى أن الولي وأن الفقيه هو الذي يتصرف في أمور الدولة ، وأما بالنسبة إلى الرئيس فإنما هو على هيئة صورة لا يتحرك إلا عن طريق هذا الفقيه .
الحقيقة العاشرة :
أن الإمامة عندهم تكون بالنص ،فهم يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من حجة الوداع ووصل إلى غدير يقال له ( خُم ) ينسب إلى رجل ، أوصى بالخلافة بعده إلى علي رضي الله عنه ، ولذلك يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي رضي الله عنه .
الحقيقة الحادية عشرة :
أنهم يقولون إن عليا رضي الله عنه نص بالخلافة من بعده على ابنيه الحسن والحسين ، فكل إمام معين يوصي لمن بعده بالخلافة .
الحقيقة الثانية عشرة :
أنهم يقولون بالعصمة لأئمتهم ، يقولون إن أئمتهم لا يذنبون ، لا يقعون لا في كبائر ولا في صغائر ، وهم معصومون من الخطأ والنسيان .
الحقيقة الثالثة عشرة :
أن عندهم فكر يسمى بالعلم ، بمعنى أنهم يقولون إن الولي لديه علم وأنه لا فرق بينه وبين النبي في العلم فهما على مستوى واحد في العلم ، اللهم إلا أن الفرق بين النبي وبين الولي أن النبي يوحى إليه وأن الولي لا يوحى إليه .
وهم يقولون بأن هذا الولي يخرج في كل زمن ولديه من علم أسرار الشريعة ما يخرج الناس – كما يزعمون – من الضلالة مما يقتضيه زمانه .
الحقيقة الرابعة عشرة :
أن لديهم ما يسمى بخوارق العادات ، يعني أنه يمكن أن تخرق العادة على يد الولي ، ويسمون هذا بالمعجزة ، يقولون مثلا إن هذا العمود الذي أمامي تنخرق فيه العادة فيتحول إلى سيارة ، وهم يقولون إنها تقع على يد الولي .
ولا شك أن كرامات الأولياء ثابتة في شرع الله عز وجل ، ومن معتقد أهل السنة والجماعة ولكنها ليست بهذه الخصيصة التي ذكرها هؤلاء ، لم ؟ لأن الله عز وجل قد يجري على خلاف العادة على يد ولي صالح تقي ما يحتاج إليه ، مثل ما حصل لعمر رضي الله عنه لما كان يخطب في المدينة و جيش المسلمين في العراق وعليه سارية بن زنيم رضي الله عنه ورحمه وكاد العدو أن يفتك بهم ، فقال عمر رضي الله عنه وهو في المدينة قال لسارية يا ساريةُ الجبلَ الجبلَ ، يعني يا سارية الزم الجبل حتى لا يأتيك العدو ، فسمع سارية صوت عمر وهو في العراق ، فهذه من خوارق العادات ، ولكنها تقع متى ما احتاج إليها الولي ، لكن هؤلاء يغالون فيها مغالاة عظيمة .
الحقيقة الخامسة عشرة :
أنهم يقولون بالغَيْبة ، بمعنى أن الزمن لا يمكن أن الزمن لا يمكن أن يغيب عنه حجة وإمام ، ولذلك فإن إمامهم كما هو حالهم هو من دخل في هذا السرداب وهم ينتظرونه حتى يخرج إليهم .
الحقيقة السادسة عشرة :
أن لديهم ما يسمى بالرجعة ، بمعنى أن محمد المهدي ، يقولون دخل في سرداب وأنه سيعود ، ولذلك يأتون إليه ويقفون عنده حتى تغرب الشمس وتشتبك النجوم وينادونه ” اخرج إلينا ، اخرج إلينا ” وكما أسلفنا إنما هي شخصية وهمية .
الحقيقة السابعة عشرة :
أن لديهم فرقة تزعم بالرجعة ، لكن من نوع آخر ، يقولون برجعة بعض الموتى ، يعني من مات سيعود مرة أخرى .
الحقيقة الثامنة عشرة :
أن لديهم ما يسمى بالتقية ، والتقية هي من أصول دينهم ، فمن تركها فقد خرج عن الدين ، ويقولون لا تترك هذه التقية حتى يخرج الإمام الذي يقوم بأمر الناس .
إذاً لا يغتر بهؤلاء ولا بأئمتهم ولا بكلامهم المعسول ، فإنهم يبطنون الشر ، لكن مع هذا كله مع أنهم يتقون والتقية فيها كثير من النفاق والخزعبلات التي أحدثوها ، لكن مع ذلك لا يعني أننا متى قابلنا هؤلاء أننا لا ندعوهم إلى الله عز وجل ، فلابد أن تقوم الحجة عليهم تلو الأخرى ويكرر في ذلك .
فمن ترك الصلاة عندنا فقد خرج من الدين ، كذلك عندهم من ترك التقية فقد خرج من دينهم حتى يخرج الإمام القائم بأمور الناس كما يزعمون .
الحقيقة التاسعة عشرة :
أن لديهم ما يسمى بالمتعة ، بمعنى أن له أن يتمتع بامرأة يدفع إليها مبلغا من المال على أنه يستمع بها لمدة شهر أو لمدة شهرين ، وهي عندهم من حسن العادات ، بل يعدون ذلك من أفضل القربات ، ولا شك أن المتعة كانت موجودة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم لما احتاج إليها المجاهدون ، ولكن نسخ حكمها ولم يبق، لكن هؤلاء أبقوها وتوسعوا في ذلك توسعا كبيرا .
الحقيقة العشرون :
أن لديهم ما يسمى بمصحف فاطمة رضي الله عنها ، وهذا المصحف فيه من الآيات كما يزعمون ما يعادل ثلاثة مصاحف من المصحف الشريف ، وفيه من الخرافات ما الله به عليم ، ولذلك يقال إنه ليس فيه حرف واحد من هذا القرآن الذي بين أيدينا .
الحقيقة الحادية والعشرون :
أنهم يتبرؤون من أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، ويقولون هم الذين انتزعوا الخلافة من علي رضي الله عنه بعد أن أوصى النبي صلى الله عليه وسلم له بها ، بل إنهم يصفون كما أسلفنا يصفون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بالجبت والطاغوت ، وهم نسأل الله العافية في كل أمر ذي بال ، نحن نسمي الله عز وجل ، هم في كل أمر ذي بال يسبون ويلعنون أبا بكر وعمر، ويلعنون كثيرا من الصحابة ، وبالأخص عائشة رضي الله عنهم ، وإذا سُبَّ الصحابة رضي الله عنهم فهذا يعتبر قدح في الله عز وجل ، لم ؟ لأنهم على زعمهم هذا أن الله عز وجل لم يختر لنبيه صلى الله عليه وسلم صحبة طيبة ، وفيه قدح في القرآن ، لأن من نقل إلينا القرآن هم الصحابة رضي الله عنهم ، أيضا قدح في النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يختر صحبة طيبة .
الحقيقة الثانية والعشرون :
أنهم يغالون في علي رضي الله عنه ، وفي أئمتهم ، وهذا شيء مشاهد ، ولذلك إذا أتوا إلى المدينة نرى أنهم يتوجهون إلى قبور أهل البقيع ، يتوجهون إلى قبور من هم في هذه المقبرة من آل البيت ويتوسلون إليهم ويدعونهم من دون الله عز وجل ، ولذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله ” هم عمروا المشاهد وهجروا المساجد ” يعني عمروا المقابر وهجروا المساجد ، ويقول رحمه الله ” ما من بدعة ظهرت في دين الله عز وجل إلا عن طريق الروافض ” ولذلك بعضهم كالسبئية ينسبون الألوهية لعلي، وبعضهم يقول إن جبريل أخطأ في الرسالة فألقاها على محمد وكان الأحق بها هو علي ، وبعضهم يسمون بالغرابية يقولون علي رضي الله عنه – ومن هنا أنبه على أمر وهو أن بعض أهل السنة قد يخطئ فيصف علي فيقول الإمام علي ، لا شك أنه إمام ولا نتردد في ذلك ، لكن هذا الوصف أتى به هؤلاء الروافض ، ولذلك لو مر اسم شخص من آل البيت من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كعلي قال بعض أهل السنة علي عليه السلام ، فاطمة ، قال عليها السلام ، يخصصون آل البيت بالسلام ، لا شك أنه يسلم عليهم ، لكن كما قال ابن القيم رحمه الله تخصيص أحد بالصلاة والسلام على وجه الاستمرار هذا ليس من شرع الله عز وجل
ولذلك يقولون إن عليا كالنبي صلى الله عليه وسلم يشبه أحدهما الآخر كما يشبه الغراب الغراب .
الخطبة الثانية
أما بعد فيا عباد الله /
الحقيقة الثالثة والعشرون :
أن لديهم عيدا يسمى ” بعيد غدير خم ) وذلك في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ، وهم يعظمون هذا العيد ، حتى إنهم يفضلونه على عيد الفطر وعلى عيد الأضحى ، وهم يؤكدون على سنية صومه ، لم هذا اليوم ؟ قالوا لأنه هو اليوم الذي أوصى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالخلافة من بعده إلى علي لما رجع إلى المدينة ووصل هذا الغدير الذي بين مكة والمدينة في ذلك اليوم .
الحقيقة الرابعة والعشرون :
أن عندهم عيدا يسمى بعيد النيروز ، وهم من أعياد الفرس ، ويقولون إن الغسل فيه مستحب ، وهؤلاء إن الفرس لما فقدت لما فقدت مكانتها بسبب المسلمين أظهروا هذا الرفض من أجل أن يتقربوا إلى دين الله عز وجل ليعيدوا ما خرج من مملكتهم .
الحقيقة الخامسة والعشرون :
أن عندهم عيدا في التاسع من شهر ربيع الأول ويسمى بعيد أبيهم الشجاع ، وهو اليوم الذي قتل فيه أبو لؤلؤة المجوسي عمر رضي الله عنه ، فلما قتل عمر في ذلك اليوم استحق أن يجعلوا فيه عيدا ، ولذلك يسمونه بعيد أبيهم بابا شجاع الدين.
الحقيقة السادسة والعشرون :
أنهم في يوم عاشوراء كما هو معلوم يقيمون حفلات العزاء والمآتم ويضربون أنفسهم وما شابه ذلك من هذه الخزعبلات ، ويعتقدون أنهم لم ينصروا الحسين فإنهم بهذا الفعل يكفرون عن سيئاتهم ، لأن الحسين رضي الله عنه قد مات في عاشوراء من شهر الله المحرم .
الحقيقة السابعة والعشرون :
أن التشيع انعكست فيه معتقدات الفرس ، والفرس ساهموا كما أسلفنا لينتقموا من المسلمين الذين أخرجوهم من مملكتهم ، ولذلك لا يسمون الخليج بالخليج العربي وإنما يسمونه بالخليج الفارسي لأنهم كما يزعمون سيعيدونه إلى حوزتهم كما خرج من حوزتهم كما يزعمون .
الحقيقة الثامنة والعشرون :
أن هذا المعتقد اختلطت به أفكار يهودية وكما أسلفنا أن الذي أسسه عبد الله بن سبأ اليهودي ، وذلك يرى في هذا المعتقد الفاسد بصمات الوثنية .
الحقيقة التاسعة والعشرون :
أنهم كما شابهوا الفرس وشابهوا اليهود ، شابهوا النصارى ،كيف ؟ أقوالهم في آل البيت والمغالاة فيهم أوصلتهم إلى ما فعلته النصارى بعيسى بن مريم عليه السلام ، ولذلك شابهوهم بكثرة الأعياد ، وبكثرة الصور ، وبكثرة اختلاق خوارق العادات .
الحقيقة الثلاثون :
أن مركزهم الآن في إيران ، وقد امتد مذهبهم الفاسد إلى العراق وإلى أفغانستان وقد انتشروا في هذه السنوات الأخيرة في الخليج العربي ، ولذلك هؤلاء ينطلقون في نشاطهم الفاسد على مستوى دولتهم ، ولذلك يجب على المسلمين عموما حكاما ومحكومين أن يتنبهوا لخطر هؤلاء .
وفي سوريا قلة يسيرة ، ولكن لهم اتصال بالنصيرية الذين هم غلاة الرافضة ، نسأل الله عز وجل أن يسحقهم وأن يبيدهم وأن يخلص الشعب السوري من ضلالهم ومن طغيانهم .
ولعل النصيرية نتحدث عنها إن شاء الله إن تيسر ذلك في الخطبة القادمة بإذن الله تعالى .
الخاتمة : ………………..