بسم الله الرحمن الرحيم
بعض صفات النار في القرآن
فضيلة الشيخ زيد البحري حفظه الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرورأنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد
فيا عباد الله بما أننا في هذه الأيام في شدة حر أحببت أن أذكر نفسي وأن أذكركم ببعض ما جاء بالقرآن عن النار وحرها ﴿ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّا ﴾ هذه النار يوقد عليها ﴿ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ﴾ تتقد بالحطب وبالبشر ﴿ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ ، ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ﴾ بل إنها توقد ويوقد على أهلها كما قال تعالى:﴿ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴾ هذه النار حذر الله عز وجل من اتباع طرق من يدعو إليها ﴿ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ﴾ ، ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ﴾ أهل هذه النار تبدل جلودهم ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ﴾ ، ﴿ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ﴾ الوجوه ﴿ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ﴾ ، ﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾ بحيث ترتفع الشفاه فتبدو الأسنان والشفاه السفلى تنحدر كما يقلب رأس البهيمة على النار ﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾ هذه النار ثياب أهلها ﴿ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ ﴾ ، ﴿قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ ﴾ الماء ﴿ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ﴾ ، ﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ من لا يؤدي الزكاة يوم يحمى يعني على هذه الأموال ﴿ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ﴾ كما أن أهلها ﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾ فكذلك الظهور ﴿ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ النار من فوق ومن تحت ﴿ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾ ، ﴿ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ﴾ هذه النار يساق أهلها إليها جماعات ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ﴾ يوقفون على النار﴿ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ يعرضون عليها من الذل ﴿ خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ﴾ وهم على حالة الركب إذا عرضوا على النار ﴿ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴾ ويدفعون إليها دفعا ﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾ ومع الدفع يكون اللوم ﴿ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا ﴾ وفي النار يسحبون على الوجوه ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ﴾ لهم فيها الصوت الفظيع المفزع مع انخفاضه أحيانا ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴾ ومع هذا الصوت لا يسمعون لهم فيها زفيرٌ وهم فيها لا يسمعون، هذه النار يراها أهلها ﴿ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ﴾ وهي تراهم أيضا مع شدة غيظ وحنق ﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴾ لأنه يؤتى بها ﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ﴾ وهي مغلقة عليهم ﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ﴾ وبأعمدة ممدة -أعاذنا الله وإياكم منها وما يقرب إليها من قول وعمل- هذا بعض ما ذكر عز وجل في كتابه عن النار وما ذكره كثير وما ذكرناه فيه الكفاية والعظة لمن وفقه الله عز وجل فانتبه إلى ما أمامه من هذه النار، نعوذ بالله من النار.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد
فيا عباد الله هذه النار أمرنا الله عز وجل باتقائها ﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ أمرنا بأن نبتعد عنها وأن نبعد طرق الوصول إليها عن أهلنا ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ هذه النار عباد الله الموفقون يدعون الله عز وجل أن يجنبهم هذه النار ومنهم من يقول :﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ ، ﴿ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ ، ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ بل إن عباد الله الذين أثنى الله عز وجل عليهم في أواخر سورة الفرقان مع تلك العبادات ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ ماذا يقولون؟ ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴾ أعوذ بالله من النار وما يقرب إليها من قول وعمل اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمرأعداء الدين وانصرعبادك الموحدين اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود اللهم كن لهم ناصرا ومعينا اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الرافضة الحاقدين اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه يا كريم اللهم هيء لهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهرمنها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.