خطبة رقم (7) ( تسعة أصول ) مهمة يحتاجها العامي وطالب العلم ليعصم بإذن الله من الزلل

خطبة رقم (7) ( تسعة أصول ) مهمة يحتاجها العامي وطالب العلم ليعصم بإذن الله من الزلل

مشاهدات: 150

خطبة رقم (7)

( تسعة أصول )

مهمّة يحتاجها العامّيّ وطالب العلم لِيُعصَم بإذن الله من الزلل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

elbahre.com/zaid

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    تحدّثنا في جُمَعٍ سابقة عن سبعةٍ وخمسين أصلًا من الأصول المهمّة التي يحتاجها العامّيّ وطالب العلم في هذا الزمن حتّى يُعصَمَ بإذن الله عزّ وجلّ من الزلل

 

 الأصل الثامن والخمسون :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الذبح عبادةٌ يُتقرّب بها إلى الله عزّ وجلّ ، مَن صرَفَها لغير الله فقد أشرك بالله شركًا أكبر يُخرجُه عن ملّة الإسلام

فمن ذبح للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أو لأيّ نبيّ أو لأيّ مَلَك أو لأيّ مخلوق فإنّه وقع في الشرك الأكبر.

 

قال تعالى :

 { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ }

أي : وانحر لِربّك

وقال عزّ وجلّ آمِرًا نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم : {  قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي } يعني ذبحي { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ  وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }

فلا يُعبَث بهذه العبادة العظيمة .

الأصل التاسع والخمسون :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الله جلّ وعلا مَدَحَ المُوَفِّين بالنذور :

{ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ }

وقال تعالى :

{ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }

 فتعليقُه على عِلمِ الله عزّ وجلّ -العلم الذي يُترتّب عليه الجزاء- مع ختام الآية :

{ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }

يدلّ على أنّ النذرَ عبادة ، مَن صرَفَها لغير الله عزّ وجلّ فقد أشرك بالله شركًا أكبر

فلا يجوز أن يقول العبد نذرٌ علَيَّ لِلنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أو نذرٌ علَيَّ لِجبريل أو لِأبي أو لِأُمّي أو لأيّ مخلوق

الأصل الستون :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهداية والتوفيق من الله ؛ ولذلك النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ما هَدَى عمَّه ، ونوح ما هَدَى ابنه ولا زوجته ، وإبراهيم ما هَدَى أباه

قال تعالى :

{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ }

فهداية التوفيق بأن يفعل العبدُ الخيرَ ، هذه ليست بأيدي المخلوقين ، لكن هداية البيان والتوضيح للشرع ووعظ الناس ، فهذه تكون مِن المخلوق .

 قال تعالى للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم :

{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي }

هداية ماذا ؟

هداية بيان وتوضيح ، بيان الشرع للناس

{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

  أمّا هداية القلوب ، هداية التوفيق والإلهام ، فهذه إنّما هي مِن الله عزّ وجلّ .

الأصل الحادي والستين :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الغلوّ في الصالحين سبيلٌ إلى الشرك بالله عزّ وجلّ

 ولذلك :

 حذّر منه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كما عند أحمدَ وغيره :

( إيّاكم والغلوّ ، فإنّ مَن كان قَبلَكم أهلَكَهم الغلوّ )

 كيف ؟

    الناس من حين ما خلَقَهم الله عزّ وجلّ مِن لَدُن آدم إلى نوح عَشَرة قرون ، كانوا على التوحيد .

   فَوَقَع الشرك في قوم نوح ، لِمَ  ؟

  لأنّ هناك رجالًا صالحين ( وَدّ وسُواع ويغوث ويعوق ونسر ) أسماء رجال صالحين ، ماتوا .

  فَقَومُهم قالوا نجعل صُوَرًا لهم في مجالسنا لِكَي نراهم ، فَنذكُر الله عزّ وجلّ ، بعد أن أوحى الشيطان إليهم ذلك ، فَفَعلوا .

   فَلَمَّا مات هؤلاء الذين وضَعوا الصُّوَر أتى الجيل الذي بعدهم ونُسِيَ العلم ، فأوحى إليهم الشيطان ، أنّ هؤلاء لهم مكانة . فَعُبِدوا مِن دون الله عزّ وجلّ .

 

  ولذلك :

حذّر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم  مِن الغلوّ في الصالحين .

 عبدٌ مثلك ؛ لا يملك لنفسه لا ضرًّا ولا نفعًا .

الأصل الثاني والستين :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 المدائح النبويّة والقصائد التي يُمدَح فيها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أو الكلمات .

    هو صلّى الله عليه وآله وسلّم له مكانة في قلوبنا ، كما أَمَرَنا بذلك الله جلّ وعلا ، وأَمَرَنا بذلك هو صلّى الله عليه وآله وسلّم .

  ولذلك :

ماذا كان يقول كما عند البخاريّ (( لا تُطروني – لا تبالغوا في مَدْحِي – كما أطرت النصارى  ))

 كما : ليست للتشبيه ؛ لأنّ النصارى وقعت في الشرك ، مَقصُوده للتعليل . يعني لا تبالِغوا في مَدْحِي لِئَلّا يُفضِيَ بكم هذا المدح إلى ما وقعَت فيه النصارى –

( لا تُطروني كما أطرت النصارى ابنَ مريم ، إنّما أنا عبد ، فقولوا عَبْدُ الله ورسوله )

   ولذلك :

 الرافضة والصوفيّة ، لمّا غالَوا في النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وغالَوا في الصالحين وفي الأولياء ، أوقعَهم ذلك في الشرك بالله عزّ وجلّ ، فجعلوا يستغيثون بهم ويدعونهم ، ويتقرّبون إليهم مِن دون الله عزّ وجلّ .

 

الأصل الثالث والستين :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 المساجِد محلّ العبادة ، فلا يجوز أن يوضَع فيها قبر .

 ولذلك إذا وُضِعَ فيها قبر ، فيجب أن يُنبَشَ ، ويوضع في المقابر ( مقابر المسلمين )

   فإن بُنِيَ على القبر مسجد ، وَجَبَ هدمُ هذا المسجد ؛ لأنّه كمسجد الضِّرار ، ما بُنِيَ على تقوى من الله عزّ وجلّ ، ولا على رِضْوَان مِنَ الله عزّ وجلّ.

 ولذلك :

 النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال كما في الصحيحين

( لعنةُ الله على اليهود والنصارى اتَّخَذُوا قبورَ أنبيائهم مساجد )

   لَو قيل قبر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في المسجد النبويّ ( وهذه شُبهة ) أجبتُ عنها في موضع آخر بتفصيل . لو قيل بذلك ، فليس بصحيح .

  هو صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي بنى المسجد ، فكيف يبني المسجد على قبره ، إنّما دُفِن صلّى الله عليه وآله وسلّم في حُجرة عائشة .

  فَلَمَّا جاءت الدولة الأمويّة ووسّعَت المسجد النبويّ ، وسّعته مِن جِهة حجرة عائشة. ولم يتّفق السّلف في ذلك ، بل خالف بعضهم .

  لكن قوّة السُّلطة ، أقرّت هذه التَّوسِعة ، ومِن ثَمَّ دخلت الحجرةُ في المسجد النبويّ ، والحُجرة دُفِن فيها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم .

  وَلَمْ يُدفَن صلّى الله عليه وآله وسلّم في المسجد .

 

الأصل الرابع والستين :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال كما في الصحيحين :

 ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتَّخَذُوا قبورَ أنبيائهم مساجد )

(( يُحذِّر ما صنعوا ، يُحذّر ما صنعوا ولولا ذلك لَأُبرِزَ قبرُه ))

لأُخرِج ، لَمْ يُدفن . لولا ذلك لَمْ يُدفن في حجرة عائشة . كان دُفِن مع غيره ، ولولا ذلك لَأُبرزَ قبرُه صلّى الله عليه وآله وسلّم . ولكنّه خشِيَ أن يُتَّخَذَ مسجدًا .

 

  والبناء على القبور مساجد ، نوعان :

    البناء الأول : إمّا أن يَبني عليه مسجدًا حسّيًّا . هذا نوع

  البناء الثاني : أنّ المقابر أو القبور يُتعبَّد فيها لله.

انظر ( يُتعبَّد فيها لله )

    لَمْ يُتعبّد فيها لأهل القبور . لا .

يُتعبّد فيها لله . فهذا من اتّخاذ القبور مساجد

 لِمَ ؟

   لأنّه وسيلةٌ في المستقبل إلى أن يَصرِفَ هذه العبادة لهذا القبر ، أو لهذه القبور

ولذلك :

قال شيخ الإسلام رحمه الله ، قال :

” إخراج الصدقة مع الميّت بِدعة ، فإذَن لا صَدقةَ ولا عبادةَ يجوزُ فِعلُها في المقابر إلّا ما جاء الشرع باستثنائه بأن يُصلّى على الميّت ولم يكن قد صَلّى عليه من قبل ، وإلّا فلا يجوز “

 

ولذلك :

قَصدُ بعضِ الناس بِالصَّدَقة من أطعمةٍ وأشربةٍ ونحوِ ذلك في المقابر من باب بناء المساجد على القبور بناءً معنويًّا ، بناءً معنويًّا .

الأصل الخامس والستين :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

     النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كما في السُّنن قال :

 ( لَعَنَ الله زائرات القبور ) جملة ( زائرات القبور ) تدلّ عليها أدلّة أخرى وشواهد أخرى .

   فزيارة المرأة للمقبرة بأيّ حجّة من الحُجج يَصدُق عليها هذا الوعيد الشديد . لَعَنَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم زائرات القبور

الأصل السادس والستين :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كما في السُّنَن لَعَنَ زائراتِ القبور والمُتّخِذين عليها المساجد والسُّرُج .

كلمة [ السُّرُج ] تَشهد لها الأدلّة الأخرى التي حذّرَت مِن الغلوّ في أهل القبور

 ومِن ثَمَّ :

 فإنّه لا يجوز أن تُنوَّر المقابر ، لا تنويرًا دائمًا ( أي مستمرًّا ) ولا تنويرًا مؤقّتًا

  وإنّما يجوز أن يُنوّرَ لِحاجةِ دفنِ الميّتِ فقط . بعد ذلك يُطفَأ السراج أو هذا النور ، الذي يكون بِيَدِ هؤلاء المُشَيِّعين .

   والدليل :

 ما جاء عند ابن ماجه كما ثبت عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه أدخلَ رجلًا في قبره ليلًا وأسرج عليه مِن أجْل أن يتمكّن صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابُه مِن دفنه ، بعد ذلك يُطفَأ هذا السراج .

 

هذه أصول لها تَتِمّة ؛ لأنّها مهمّة ويَحتاج إليها عامّة الأُمّة ، حتّى يُعصَمَ الإنسانُ من الزَّلل بإذن الله عزّ وجلّ