خطبة سبع مسائل منوعة ونادرة تتعلق بالحج والأضحية والعشر

خطبة سبع مسائل منوعة ونادرة تتعلق بالحج والأضحية والعشر

مشاهدات: 13

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة سبع مسائل منوعة ونادرة

تتعلق بالحج والأضحية والعشر

 لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

———————————

 

 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات

أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا – يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}

  أما بعد فيا عباد الله..

 بفضل من الله جل وعلا من حين ما ارتقينا هذا المنبر من عشر سنوات أو تزيد

 لم ندع مسألة من المسائل التي تتعلق بالحج أو بالعمرة أو بالأضحية

 أو بعشر ذي الحجة إلا وقد تحدثنا عنها مفصلة ومبينة.

 وفي هذا اليوم أعرض على أسماعكم بعض المسائل الهامة التي تحدث في مثل هذا العصر فيما يخص هذه الأيام، مسائل لعلها تكون مختصرة..

 

 المسألة الأولى:

 

أنه من الحرمان أن يُكتب أناسٌ عند الله أنه مر عليهم زمنٌ من الأزمان يرون أن سنةُ تشرف على الموت ثم لا يحيونها، تلك السنة هي: التكبير في مثل هذه الأيام

 في عشر ذي الحجة أو في أيام التشريق

 أو حتى التكبير الذي يكون ليلة عيد الفطر.

 فنحن نرى وللأسف أن كل سنة تضعف فيها هذه السنة فلا تكاد تطبق إلا من النزر اليسير وهذا خلاف ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم

 بل خلاف ما أمر الله به جل وعلا ﴿وَيَذكُرُوا اسمَ اللَّهِ في أَيّامٍ مَعلوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُم مِن بَهيمَةِ الأَنعامِ﴾ [الحج: 28]

تلك الأيام المعلومات كما قال جمهور المفسرين هي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة والصحابة رضي الله عنهم كما عند البخاري من حديث أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهم وعمر رضي الله عنه في منى في يوم النحر كان يكبر فيكبر الناس معه حتى ترتج منى بالتكبير، أما ما يحدث في هذا العصر نرى هذه السُّنَّة تموت أمامنا ونترك إحياءها إما كسلاً -وهذا ندرة- وإما استحياءاً !

 نستحي من تطبيق السنة؟

 غيرك يصدعُ بالغناء ليل نهار وهم على باطل وأنت على حق فلماذا هذا التفريط؟

 هي في الحقيقة سنة ولا يؤاخذ الناس لو تركوها

 لكن ما ينبغي لشرفاء ما ينبغي لفضلاء ما ينبغي للمسلمين أن يدعوا سنة.

 ابن عمر رضي الله عنهما كما في الصحيحين لما رأى تلك الرؤيا في منامه

 وأُتي به إلى النار فرأى النار في منامه ورأى أناسا فيها قال له الملائكة لن تراعَ يعني لا تخف فقصها ابن عمر على أخته حفصة فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ) . قَالَ ابنه سَالِمٌ : “فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا”

قال ابن حجر رحمه الله: مع أن قيام الليل سنة وليس بواجب

 لكن مثل هؤلاء الشرفاء الفضلاء لا ينبغي لهم أن يداوموا على ترك السُّنَّة فلنتق الله عز وجل في هذه السُّنَّة نمر في الأسواق بل في المساجد بل في المدارس بل في الطرقات بل في كل مجمع من المجمعات ما نسمع صوتا للتكبير سبحان الله!

 وهذه علامات ظهور البدع علامات ظهور البدع أن تختفي السنن فإذا اختفت السنن فإن هذا بداية لظهور معالم البدع!

 كيف يتربى أبناؤنا من في المرحلة الابتدائية الآن لما يرون هؤلاء الناس يرون الكبار لا يكبرون؟ بعد حين من الزمن إذا بهؤلاء الصغار لا يعرفون هذه السُّنَّة، بل ربما إذا أتى جيلهم يرون أن تطبيق السُّنَّة -سُنَّة التكبير- يرون أنها من البدع فلنتق الله عز وجل في هذا الأمر وفي هذه السُّنَّة حتى لا تموت.

أتحبون أن تُكتبوا عند الله أن هذه السُّنَّة تُشرف على الموت ولم تُحيُوها؟

 هذا لا يليق بعقلاء فكيف بمسلمين؟   

 

 المسألة الثانية:

 

 هي مسألة غلاء الأضاحي

 لا شك أن الغلاء عمَّ وانتشر ليس في الأضحية فحسب بل في كل ما يحتاج إليه الناس وعلى هذا فليتق الله أولئك التجار الذين يرفعون الأسعار من غير حجج ومن غير مبررات لكن هذا هو الواقع؛ الواقع أن الأضاحي قد ارتفع سعرها لكن أريد أن أذكر حيثية هنا وهي أن الناس يتحدثون في المجالس كيف نضحي والبهائم غالية الثمن؟

 وإذا بهذا الرجل الذي يتحدث في هذا المجلس هو لا يريد أن يضحي ويثني غيره عن التضحية وهذا ليس من المناسب؛ إذا أردت أن لا تضحي فلك ذلك فهي سنة مؤكدة عند الجمهور ولا تجب عليك بل هي لا تجب عند جميع العلماء إذا لم تكن لك سعة لكن إذا أردت أن لا تضحي فلا تذكر غلاء أسعار الأضاحي يعني ما غلا شيء إلا هذه الأضاحي ولذلك لتحتسب الأجر ولتتذكر ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله لما سئل أيهما أفضل الأضحية السمينة أم الأضحية عالية الثمن؟ فقال رحمه الله:

 أجرك في الأضحية على قدر قيمتها مطلقًا.

 ففرق بين من يضحي بألفين وبين من يضحي بألف فلنحتسب الأجر، يعني ما هناك غلاء إلا هذا الأمر؟

 بعض من الناس إذا به في كل أسبوع أو في عشرة أيام

 يمكن أن يشتري لعائلته عشاء -عشاءً فقط ليس في اليوم كله- عشاء ربما يشتريه بثلاثمائة ريال ويرى أن هذا ليس بمبلغ باهظ؛ فكيف إذا مرت بك هذه السُّنَّة؟ يعني لتتذكر العوض من الله ولذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال كما في الصحيحين: ” مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا “

وجاء عند البخاري أن عائشة رضي الله عنها لما حجت متمتعة وحاضت وأمرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تأتي بحج القران؛ لما فرغت قالت: ” يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ ؟ ” يعني: أيرجع الناس بنسكين وأرجع بنسك واحد؟

 مع أن القران يعتبر عن نسكين لكنها تريد أن يكون لها نسك منفصل عن النسك الآخر فقال صلى الله عليه وآله وسلم لما أمر أخاها عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم قال لها صلى الله عليه وآله وسلم:

أجرك “عَلَى قَدْرِ نَفَقَتِكِ أَوْ نَصَبِكِ”

أو هنا هل هي شك من الراوي أو أنها تنويع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ الصواب والأظهر أنها تنويع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم

 لما جاء عند الحاكم والدار قطني أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال:

” إِنَّ لك من الأجر على قَدْر نَصَبِكِ ” يعني تعبك ” ونَفَقَتِكِ “

 أتى بالواو مما يدل على أنه كلما عظم نفقتك من غير مباهاة -كما قال النووي- في أي عبادة من العبادات؛ فإن لك أجرا عظيما.

 فخلاصة القول إذا أردت أن لا تضحي، لا تضحي لكن لا تثني غيرك عن هذه التضحية، أما أي يشاع هذا الخبر !! فهذا ليس من المناسب،

 يعني ما غلت الأسعار إلا في الأضاحي؟ كل شيء غلا يعني هذه الشعيرة مرة في السنة نبخل بها؟ يا أخي وليس من الضروري إذا لم تكن لديك قدرة على باهظة الثمن؛ يا أخي عليك بما قل ولو قل سعرها

 ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استَطَعتُم﴾ [التغابن: 16]

 

 المسألة الثالثة:

 

 أن هناك سنة مهجورة في الهدي الذي يهدى إلى مكة تطوُّعًا

هنا سنة مهجورة ما هي؟

أنه يستحب لمن لم يذهب إلى مكة للحج أو للعمرة يستحب له أن يبعث بهدي إلى مكة أو أن يوكل شخصا هناك وهو جالس هنا من أجل أن يذبح له هديا ليعطيه فقراء مكة والدليل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهَا” إلى مكة ” وَمَا يُمْسِكُ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا يُمْسِكُ عَنْهُ الْمُحْرِمُ ” ولا يحرم عليه شيء مما يحرم على المحرم يعني هو ليس بمحرم لكن يستحب.

مثل هذه السُّنَّة افتُقِدت إلا عند القلة أو الندرة من الناس.

 

 

 المسألة الرابعة:

 

وهي مسألة غلاء أسعار الحملات

  كنا فيما مضى قبل خمسة عشر عامًا كانت الثلاثة آلاف  من الأسعار الباهظة، ازداد الأمر ولا أدري ما الذي زاد السعر؟

 ازداد الأمر وإذا بهؤلاء أصحاب الحملات يزيدون في هذه الأسعار إلى أن بلغت أقل حملة هذه السنة عشرة آلاف ريال!

 سبحان الله! ماذا ستقدم لي وأنت لا تذهب بي إلا في اليوم السابع؟

يعني كم يوم؟ خمسة أيام!

ليست بشيء؛ ومع ذلك إذا بهؤلاء يرفعون الأسعار، وعلى هؤلاء أن يتقوا الله عز وجل لأنك لو سبرت إلى ما يؤخذ منهم 

 فإنهم يؤخذ منهم ليس بذلك الشيء الكبير وإنما -نسأل الله العافية- أصبحت العبادات وأصبحت المشاعر محلًا للبيع والشراء

 تلك مشاعر لا يجوز أن يُعبث بها ولا يجوز أن تكون محلاً للتجارة، لا شك لك أن تأخذ نظير تعبك، ولكن ليست بهذه الأسعار العالية باهظة الثمن وبالتالي فإن على أصحاب الحملات  أن يستحضروا أنهم  كلما خففوا عن الناس كلما ازداد لهم الأجر، ولذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين لما أتاه الفقراء قالوا يا رسول الله ” ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الْأَمْوَالِ ” يعني أصحاب الأموال بالأجور “بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ”  قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” وَمَا ذَاكَ ؟ ” ومن ضمن ما قالوا كما في رواية البخاري قالوا: ” َلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا”

قال ابن حجر رحمه الله كما في الفتح: يمكن أن تُضبط يُحِجُّون ليست يَحُجُّون بل يُحِجُّون بمعنى أنهم يحججون غيرهم فدلَّ هذا الضبط كما ذكر ابن حجر رحمه الله على عظيم فضل من يُحجِج غيره؛ فإذا أنقصت هذه الحملات من هذا السعر كان لهم أجر وبارك الله عز وجل لهم في أموالهم، فكيف والناس يبتلون ببعض الحملات التي لا توفي بشروطها فيذهب الحاج وإذا بالشروط التي ذُكِرت له وجُمِّلت له إذا بتلك الشروط منعدم أكثرها!

 فكيف إذا كانت حملات وهمية؟ سبحان الله يا أخي أين الإيمان أين التقى؟ إلى هذه الدرجة! أن تأخذ أموال أموال من؟ لو أخذت أموال أناس عاديين لكان هذا خطير لكن أخطر من ذلك أن تأخذ أموال من يذهب إلى الحج ويتهيأ لتلك الشعيرة ولتلك الفريضة ثم تأخذ ماله بغير حق؛ إذا كان الإسلام أباح للحاج إذا ضاعت نفقته أن يكون في حكم المحصر بمعنى أنه يتحلل من إحرامه ويلبس ثيابه المعتادة ويكون قبل ذلك قد حلق شعره ويتحلل من ذلك يعني لما يذهب الإنسان وخصوصا قد يُلعب على بعض الأشخاص الوافدين إذا به يعرض نفسه من أجل مال لا يقدم له لا خيرا والله لا في دينه ولا في دنياه لأنه معدوم البركة.

 

المسألة الخامسة:

 

 ومن المسائل الأسعار غالية وهذا هو واقعنا

 بعض الناس يتعلل الأسعار غالية، طيب الأسعار غالية صحيح أن القاعدة الفقهية:

 [ما لا يتم الوجوب إلا به فليس بواجب]

يعني ليس بواجب عليك أن تجمع مالاً لتحج وإنما متى ما جاء وقت الحج وعندك المال فحُج وفرق بين هذه القاعدة وبين القاعدة الأخرى: [ما لا يتم الواجب..]

 هنا الوجوب: [ما لا يتم الوجوب إلا به فليس بواجب] يعني ليس من الواجب علي أن أجمع مالا لكي أزكي وإنما إذا كان عندي مال وبلغ النصاب وتوفرت فيه الشروط تلزمني عبادة الزكاة، كذلك الحج، لكن بعض الناس سبحان الله تجد أنه يسافر في السنة مرة أو مرتين يمكن أقل سعر ينفقه أو يصرفه في هذه السفرة عشرين ألف ريال

 ويمكن أن يكون ذلك في أكثر من مرة

 ثم إذا أتى الحج تولول وتأحح وتراه يقول: الأسعار باهظة، لا شك أن الأسعار باهظة وتحدثنا عن ذلك في المسألة السابقة

 لكن كون الإنسان يُقدِّم ما تشتهي نفسه على هذه العبادة لا شك أنه على خطأ عظيم.

 

المسألة السادسة:

 

 ومن المسائل الهامة بيع الحصى في مكة

 أصبحت هذه ظاهرة؛ يُجمِّعون الحصى ويأتون به إلى الحجاج ويقولون هذا الحصى جمعناه لك من أجل أن ترمي به سبحان الله!

 يعني غدا أو بعد غد إذا كنت لا أملك قيمة الحصى؛ لأن هذا الحصى الآن بسعر زهيد، غدا أو بعد غد، بعد كم سنة إذا بهذا الحصى يباع بالآلاف لأنه سيُفتقد لأنه سيُجمع وبالتالي يُضيَّق على الناس ونحن أيضا نقع في الخطأ يعني نحن أفراد الشعوب في الحقيقة نقع في خطأ لماذا؟ لأننا نتابع التجار

 ولذلك يروى عن عمر رضي الله عنه أنه رضي الله عنه لما قيل له إن تلك السلعة غلت قال أرخصوها قالوا كيف نرخصها؟ قال لا تشتروها اتركوها

 للأسف عندنا غلاء الأسعار، وإذا ذهبنا إلى المراكز الكبرى إذا بالواحد منا يدفع عربة أو عربتين ويملأ هذه العربة كأن الجوع سيضرب البلد

 فنحن نبرر لهؤلاء هذا الفعل، وبالتالي مثل هذا الحصى لا يجوز أن يباع، هذه مشاعر لا يجوز أن يلعب بها ولا يجوز أن يُعبث بها ببيع أو بشراء حتى لا يضيق على الناس الآن ضيق على الناس في قضية الحج

 إذن غدا أو بعد غد يضيق على الناس في رمي الجمار!

 ثم أين جهدك في هذه العبادة؟

 يا أخي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد حتى من الأطفال من الشباب من أهل بيته أن يباشروا النُّسُك أمر ابن عباس أن يلقط له حصى الجمار حتى يشارك بالنسك،

 أما أن يباع؟

لكن لو قدَّم لك إنسان حجرا من أجل أن ترمي به تبرعا لا إشكال فيه؛ لكن كون هذا يُعاوَض عليه بثمن هذا من الخطورة بمكان، ولا يجوز لنا أن نعين هؤلاء ﴿وَتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ﴾ [المائدة: 2]

إذًا لا يجوز لك أن تقدم على شراء هذه الحصيات من أجل أن تخفف عن نفسك؛ الحصى موجود في كل مكان، وأعوذ بالله ألهذه الدرجة أصاب الإنسان الكسل أفلا يمكنه أن يلقط حصى الجمار في طريقه؟

 

المسألة السابعة:

 

ومن المسائل الهامة وهي هامة جدًا

  رمي المخلفات من الحجاج، سبحان الله لما تمشي بين المشاعر، سبحان الله مظهر سلوكي كما يقال غير حضاري، سبحان الله كيف بنا نحن المسلمين؟ أتى الاسلام بأن تزيل الأذى عن الطريق لا أن تضع على الأذى في الطريق.

 يعني كل إنسان أكل له أكلة أو شرب له شرابا في علبة رمى به؟

 وهذا يرمي وهذا يرمي وهذا يرمي…

يا أخي ضعها في مكان النفايات، صحيح أن العدد كبير، وربما أن النفايات لا تحتوي هذه الأشياء، لكن كون الإنسان كلما أكل أكلا رمى به، منديل رمى به،

كرتون رمى به، وهكذا…

 حتى تصبح المشاعر في مظهر غير لائق!

يعني الغرب لما يرى هؤلاء يقولون سبحان الله هؤلاء المسلمون مع أن الإسلام أتى بالحث على النظافة، يا أخي الإسلام آمرك أن تزيل الأذى عن الطريق ليس أن تضع الأذى في الطريق النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين لما قال:

 ” إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ “. فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا ؟ فَقَالَ : ” إِذْ أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ ” وذكر من حقه كف الأذى.

 

 أبو برزة كما عند مسلم قَالَ : ” قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ. قَالَ : ” اعْزِلِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ “.

 في صحيح مسلم: ” الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ” وعند البخاري: ” بِضْعٌ وَسِتُّونَ” لكن اللفظ هنا لمسلم لذكر موضع الشاهد: ” الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ – أَوْ : بِضْعٌ وَسِتُّونَ – شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ”.

 

 في الصحيحين: ” بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ” قال ﷺ: “فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ “. أما ما يفعل الآن في الحقيقة شيء مشين، ثم أيضا إذا دخلت دورات المياه هناك وجدت ما يندى له الجبين وكل هذا والله نابع،

 والله نابع من عدم حبك للخير للآخرين كما تحبه لنفسك قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيح قال: “لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ “. تصور لما تريد أن تدخل دورة المياه ألا تحب أن يكون هذا المكان نظيفا من الذي قبلك الجواب: بلى إذن افعل كذلك “لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ “

 هذه مظاهر ما ينبغي أن تقع منها نحن المسلمين، يعني يُفترض أن نرتقي بأنفسنا إلى ما هو أعلى يفترض أن لا نتحدث عن هذه الأشياء لكن هذه جملة من المسائل التي أردت أن أعرضها لأن مسائل الأضحية والحج وما شابه ذلك تحدثت عنها في سنوات سابقة ولا يعني أنه يُستغنى عنها لا وإنما تُطرح إن شاء الله إن الله أبقانا وإياكم في السنوات القادمة تحدثنا عنها بأسلوب آخر اللهم إنا نسألك أن تبارك لنا في قرآننا وفي سنة نبينا أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروا وتوبوا إليه إن ربي كان توابا رحيمًا.

 

 الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المهتدين المقتدين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد فيا عباد الله..

أوصيكم على عجالة:

1- احرصوا على صيام ما تبقى من أيام في عشر الحجة وإن لم تستطع فعليك بعرفة فإنه يكفر سنتين

2- احرص على صلاة العيد مع المسلمين.

3- احرص على أن تضحي بقدر ما تستطيع ولو بما قل من المال.

4- احرص على التكبير المقيد كما تحرص على التكبير المطلق في جميع الأوقات في أيام التشريق؛ إذن هناك تكبير مقيد دبر كل صلوات يبدأ لغير الحاج من فجر يوم عرفة يعني بعد ما تقول الاستغفار اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام تكبر بما تيسر لك ثم تعود مرة أخرى إلى الأذكار.

5- واحرص بارك الله فيك على أن تجعل يوم العيد يوم عبادة وكذلك أيام التشريق يوم عبادة مع إضافة ما يكون من الفرح والسرور لأن الفرح والسرور المباح في يوم العيد هذا مما يؤجر عليه الإنسان

 ولتعلموا أن أيام التشريق تعتبر عيدا لنا باعتبار أن فيها أعمالًا شرعت لنا قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في السنن قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ “.

 أسأل الله عز وجل لي ولكم القبول والعلم النافع والعمل الصالح.

 

 اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمّر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين

 اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين

 اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه يا كريم اللهم هيئ له البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على الخير وتدله عليه اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ﴿رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ﴾ [آل عمران: 8] ﴿وَالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا﴾ [الفرقان: 74] ﴿ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [البقرة: 201]