بسم الله الرحمن الرحيم
(خطبة عشرون فائدة عن بعض ما جاء عن الموت في كتب السنة)
للشيخ/زيد بن مسفر البحري – حفظه الله وبارك الله في علمه–
4-6-1443هـ
أما بعد فيا عباد الله.. تحدثنا في جُمعٍ سابقة عن ذكر الموتِ في القرآن الكريم ونتحدث في هذا اليوم عن بعض ما جاء من أحاديث عن الموت في السنة النبوية
الأحاديث بالمئات لكنني سأقتصر على ما ينفع بإذن الله تعالى
–وكلها نافعة لكن خيفةً من الإطالة-.
الموت حتمٌ على الجميع وقد مات النبي ﷺ
في معجم الطبراني في الأوسط: “جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ “
هذا النبي ﷺ فالموت حتمٌ على الجميع ولذلك عند ابن ماجه في روايته لما أصابه الكرب وكانت فاطمة رضي الله عنها عنده فقال ﷺ لها:
“إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ مِنْ أَبِيكِ مَا لَيْسَ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدًا ؛
الْمُوَافَاةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.
لن يُترك أحد.
على الإنسان أن يحرص على التوحيد حتى يموت عليه لتكون له النجاة لا بدع لا خرافات لا شركيات….
يعض على التوحيد!، ولذلك في الصحيحين قال ابن مسعود رضي الله عنه قال النبي ﷺ كلمه وقلت أخرى: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ “. وَقُلْتُ أَنَا : مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.”
وذلك لأن التوحيد أمره عظيم، ولأن الشرك خطره جسيم
ولذلك في المسند وسنن أبي داوود والنسائي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما مات ابو طالب –يقصد أباه– ” قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ. “
انظروا إلى خطورة الشرك، وفي هذا رد على الرافضة الذين يقولون إن أبا طالب من أهل الجنة فكيف والراوي ابنه وكيف والمُوْصِفُ له بهذه الصفات ابنه فقال علي رضي الله عنه: “ إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ فَقَالَ:« اذْهَبْ فَوَارِهِ» فَقُلْتُ: إِنَّهُ مَاتَ مُشْرِكًا قَالَ: «اذْهَبْ فَوَارِهِ “
يعني ادفنه ليس كدفن المسلمين لأنه لا يجوز أن يدفن الكافر كدفن المسلمين لكن تُحفر له حفره ويوضع فيها.
فليُنظر إلى خطورة الشرك!.
على الإنسان المسلم أن يحرص على أركان الإسلام
فإنه إن مات عليها بلغ المنازل العليا؛ في صحيح ابن خزيمة:
” جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ مِنْ قُضَاعَةَ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَصُمْتُ الشَّهْرَ، وَقُمْتُ رَمَضَانَ، وَآتَيْتُ الزَّكَاةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ“
على المسلم أن يحرص في حياته على شتى العبادات،
وخصوصاً عدم التفريط في الواجبات،
ولذلك النبي ﷺ قال كما في مسند الإمام أحمد :
“مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ“
أي العبادات: “ رِبَاطٌ حَجٌّ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ “
“ مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ بُعِثَ عَلَيْهَا “
ولذلك الإنسان يسأل ربه حسن الخاتمة لأنه يُبعث على ما مات عليه
كما في صحيح مسلم قال ﷺ: ” يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيهِ“
ومن أعظم ما يكون من حسن الختام أن يموت على التوحيد ومن أعظم سوء الخاتمة أن يموت على الشرك والنفاق
ولذلك في صحيح ابن حبان قال ﷺ: “ يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ، الْمُؤْمِنُ عَلَى إِيمَانِهِ، وَالْمُنَافِقُ عَلَى نِفَاقِهِ “
ليحذر المسلم من الذنوب والإدمان عليها وخصوصاً الكبائر
ولذلك قال ﷺ كما في معجم الطبراني قال:
” مَنْ مَاتَ مُدْمِنَ خَمْرٍ لَقِيَ اللهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ ”
على المسلم في جميع أحواله أن يكون على طريقة أهل السنة والجماعة، لا على طريقة أهل الضلال من الخوارج ومن شابههم،
حتى إذا مات يموت ميتةً حسنه طيبه، خصوصاً مع الفتن؛ يكثر الطعن في الولاة وفي الخروج عليهم وهذا منافِ لمعتقد أهل السنة والجماعة،
وأيضاً يكثر مفارقة الجماعة وما عليه جماعة المسلمين، هذا خطر ولذلك النبي ﷺ قال كما في صحيح مسلم:
” ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهلية“
ولذلك عند ابن حبان ” مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ إِمَامٌ“ يعني ولي أمر
“مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ إِمَامٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً”
وعند أحمد: “وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ، فَقَدْ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ”
وفي رواية: “فإنه يموت موتة الجاهلية”
لأن أهل الجاهلية لا يعترفون برؤساء ولا زعماء؛ كل يقدحٌ من رأسه فيموت كموت أهل الجاهلية؛ لعظيم خطر ما صنع وفعل
وهذا اعتقاد –الخروج على الولاة والطعن فيهم ومفارقة أهل الجماعة–
هذا اعتقاد فاسد.
على الإنسان قبل أن يموت أن يتخلص من حقوق الله عزوجل التي وجبت عليه من كفارات أو قضاء لعبادات
ولا ينتظر أحداً يقوم بذلك بعد موته
ولذلك النبي ﷺ قال كما في الصحيحين:
” مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ “ يعني القريب.
قد لا يوفق بقريب يقوم بهذا الشيء فلماذا يترك ذمته معلقة؟
وكذلك على الإنسان أن يتخلص من حقوق الناس فلا يماطل بأموالهم وبديونهم لأن المحاصصة هناك في يوم القيامة بالحسنات.
عند ابن ماجه قال ﷺ: ” مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دِينَارٌ أَوْ دِرْهَمٌ قُضِيَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ“
ليس هناك درهم ولا دينار في يوم القيامة.
على الإنسان –إن كان ذا مال– أن لا يترك نفسه
من أن يخرج شيئاً لله قبل وفاته،
ولا ينتظر الورثة فقد لا يوفق بورثة يقومون بهذا الشيء وقد يوفق لكن لماذا يترك الإنسان نفسه هكذا؟
ولذلك في صحيح مسلم:
“ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَبِي، مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا، وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ ؟ قَالَ : ” نَعَمْ “.
هذا وارث موفق.
على الإنسان أن يترك قبل وفاته أثراً يتبعه بعد موته مستمراً
وهي الصدقة الجارية أو الشيء الذي ينتفع به، ولذلك في صحيح مسلم قال ﷺ: “ إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”
ولذلك عند ابن ماجه: ” أو مصحفاً ورّثه أو مسجداً بناه أو بيتاً لابن السبيل بناه“ يعني للمسافر “أو نهراً أجراه“ هذه مما تبقى للإنسان بعد وفاته حتى ينتفع بها.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد:
فيا عباد الله، الموت لا يفرق بين رياضي أو غير رياضي أو صغير أو كبير، ولذلك لنحذر وخصوصاً في هذا الزمن موت الفجأة، ظهر والوقائع تشهد بهذا حتى من هو يمارس النشاط الرياضي تأتيه السكتة القلبية فجأة، أناس ينامون على فرشهم ليس بهم شيء من أمراض العصر حتى من السكري والضغط ليس بهم شيء فإذا به يوقَظ ولا يستيقظ،
وهذا ذكره النبي ﷺ قال:” كما في معجم الطبراني قال:
«مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ …. وَأَنْ يَظْهَرَ مَوْتُ الفَجْأَة»
وفي مصنف عبد الرزاق: ” مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ إِذَا كَثُرَ الْفَالِجُ ، وَمَوْتُ الْفَجْأَةِ “ يعني أنه يكثر،
وأنتم تقرؤون ما نقرأ مما يذكر في الأخبار و في وسائل التواصل عن انتشار موت الفجأة الذي هو السكتة القلبية،
فليكن الإنسان على حذر في جميع أحواله، فلا يغتر أحد يقول أنا رياضي أو أنا صحتي طيبة أو ليس بي مرض من هذه الأمراض العصرية لا، الموت إذا جاء جاء.
الذي يُبعد الإنسان عن ذكر الموت: هذه الدنيا
هي السبب الأعظم!
مع تزيين وتسويل الشيطان
ولذلك حذر النبي ﷺ، بل سبحان الله حتى نعرف قيمة هذه الدنيا لنعرف جميعاً حتى نعرف جميعاً قيمة هذه الدنيا التي صرفتنا عن ذكر الموت فأصبح بعض الناس وللأسف مفرطاً حتى في الركن الأعظم بعد الشهادتين وهي الصلاة
حتى رأينا أناسًا في وسائل التواصل لا يعبؤون بأي شيء!،
الموت إذا أتى أتى،
حب الدنيا أنستنا ذكر الموت ولذلك في حديث جابر في صحيح مسلم :
” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ، وَالنَّاسُ كَنَفَيْهِ ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ “
الجدي: هو نوع من انواع الغنم.
أسك : هو مقطوع الأذنين، وقيل ملتصق الأذنين، وقيل لا يسمع
المهم أنه به عيوب .
” فَتَنَاوَلَهُ، فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ” بأُذن هذا الجدي وهو ميت جيفه
وهذا النوع من الغنم لا يُرغب وهو حي
” ثُمَّ قَالَ : ” أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ ؟ ” فَقَالُوا : مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ ؟ قَالَ : ” أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ ؟ ” قَالُوا : وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ ؛ لِأَنَّهُ أَسَكُّ، فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ ؟ “
يعني نحن لا نرغب فيه وهو حي فكيف وهو جيفه
” فَقَالَ : ” فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ .”
فنذكر أنفسنا بالموت.
أحاديث الموت في السنة النبوية كثيرة جداً
صعب أن تُذكر في خطبة أو خطبتين أو ثلاثة
لكن ليعتبر الإنسان وليتذكر الإنسان فأسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة ونسأله عزوجل أن يتوفانا وهو راضٍ عنا وأن يتوفانا على التوحيد وعلى السنة ونعوذ بالله من سوء الختام
نعوذ بالله من سوء الختام, نعوذ بالله من سوء الختام
ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة
إنك أنت الوهاب.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك,
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك , اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك, اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشداً ,اللهم اختم لنا بخاتمة السعادة واجعلنا ممن كتبت لهم الحسنى وزيادة ,
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم حميد مجيد .