﴿بسم الله الرحمن الرحيـــــــم﴾
خطبة عشرون فائدة من كتب السنة عن فضل إزالة الأذى عن الطريق
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
17-7-1443هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادِي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﷺ وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ] آل عمران -102[
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} ] النساء -1[
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا – يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} ] الأحزاب 70-71 [
أما بعد: فيا عباد الله جاءت السنَّة ببيان فضل من أزاح وأزال ورفع الأذى من طرقات الناس
فمن محاسن أعمال هذه الأمة التي عُرِضت على النبي ﷺ من ذلك:
إزالة الأذى عن الطرقات
في صحيح مسلم قال ﷺ: عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الْأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ”
الأذى ولو قل ولو صَغُر، وكلما كان الأذى أعظم فأُزِيل كان الأجر أعظم
إزالة الأذى من طُرق الناس من شُعب وأبواب الإيمان
النبي ﷺ قال كما في صحيح مسلم: “الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ – أَوْ : بِضْعٌ وَسِتُّونَ – شُعْبَةً،“
وجاء في سنن أبي داود في روايته بالجزم: “الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً“
وجاء في مسند الإمام أحمد في روايته:
“ الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا “
فمن شُعب وأبواب الإيمان إزالة الأذى عن الطريق
فقال ﷺ عن تلك الشُعب وعن تلك الأبواب فقال:
” فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ“
في رواية أحمد وأبي داود: “وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْعَظْمِ عَنِ الطَّرِيقِ“
النبي ﷺ بيَّن أن كل إنسان عليه صدقة في كل عظمٍ من عظام بدنه
قال ﷺ كما في صحيح البخاري: “ كُلُّ سُلَامَى“ –سلامى يعني العظام كلُّ عظمٍ من عظام الإنسان عليه صدقة من حين تطلع الشمس–
قال ﷺ: “ كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ “
ثم ذكر من بينها قال: “ وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ “
عند مسلم قال: “وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ شَوْكَةً، أَوْ عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ، عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِمِائَةِ السُّلَامَى ؛ فَإِنَّهُ يَمْشِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ “
هنا يستوقفني أمر أولئك الذين يرمون بمخالفاتهم وهم في سياراتهم في الطرقات
أما يخافون من الله عز وجل؟ هذا فيه معارضة لهذه الأحاديث!
ولذلك بعضهم يرمي علباً أو يرمي مناديل أو حتى قاذورات نسأل الله السلامة والعافية
أو حتى من يتنخم في الطرقات نسأل الله السلامة والعافية
بعض الناس يتنخم وكأن الأمر عادي –لا– هذا من أعظم الأذية للناس
بعضهم أذية من هو مبتلى نسأل الله أن يشفيه وأن يعافيه ممن أُبتلي بالدخان يرمي بهذه السيجارة وهي مشتعلة هذا من أعظم الأذى
تصور لو أن سيارة خلف هذا الرجل حصل فيها تهريب في بنزين أو في وقود من الوقود واحترق هذا الرجل ظلماً وعدوانا.
ولذلك إزالة الأذى ينتفع به الذي يُزِيله إضافة إلى أنه ينتفع به الآخرون.
أبو برزة رضي الله عنه كما في صحيح مسلم قال: ” يَا نَبِيَّ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ. قَالَ : ” اعْزِلِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ “.
النبي ﷺ قال كما في صحيح البخاري: “ أَرْبَعُونَ خَصْلَةً “ وفي رواية الإمام أحمد: ” أَرْبَعُونَ حَسَنَةً” لأن هذه الخصلة تؤدي بالإنسان أن ينال الحسنات والحسنات درجات
“أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز” وفي رواية الإمام أحمد: ” مِنْحَةُ الْعَنْزِ“
كانوا فيما مضى –وهذه لها فضل؛ هذه أعلى الخصال– ماهي؟ أن تعطي إنسان شاة أو بقرة أو ناقة فترة من الزمن لينتفع بحليبها وبلبنها ثم إذا به يردها عليك هذه منيحة العنز لها أجر عظيم
قال: ” أَرْبَعُونَ خَصْلَةً، أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ“ ثم قال ﷺ:” مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا “ –يعني من الأربعين– ” رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا ” –يصدق بوعد الله أنه سيثيبه– “إلا أدخله الله بها الجنة“
قال حسان أبن عطية وهو أحد الرواة قال –متأملين في هذه الخصال– قال: “ فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ الْعَنْزِ مِنْ رَدِّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ” فالرواة اجتهدوا على أنه يكون من بين هذه الأربعين إزالة الأذى عن الطريق
بل إن النبي ﷺ كما في الصحيحين قال : ” بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ“ –أي عن طريق الناس– “فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ “.
في صحيح مسلم قال ﷺ: ” مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ ؛ لَا يُؤْذِيهِمْ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ “.
بل في صحيح مسلم قال ﷺ: ” لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ،” ما السبب؟ “ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ “.
في رواية الإمام أحمد ” فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَقَلَّبُ فِي ظِلِّهَا فِي الْجَنَّةِ “.
وهذا من النعيم، حتى تلك الشجرة التي لا تكون في الأرض أو ذلكم الأذى الذي لا يكون في الأرض وإنما يكون معلقاً يكون له أجر؛ يُزال.
ولذلك النبي ﷺ كما عند أبي داود قال: ” نَزَعَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ غُصْنَ شَوْكٍ عَنِ الطَّرِيقِ، إِمَّا كَانَ فِي شَجَرَةٍ فَقَطَعَهُ وَأَلْقَاهُ، وَإِمَّا كَانَ مَوْضُوعًا فَأَمَاطَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ بِهَا، فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ “.
ولذلك عند أحمد رحمه الله: ” بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى طَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ، فَقَالَ : لَأَرْفَعَنَّ هَذَا لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ لِي بِهِ. “ –لا تحتقر شيء من الأعمال– “فَرَفَعَهُ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِهِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ “
.وهذه الأحاديث في حق ماذا؟ في حق أذى يسير إما شوكة وإما شجرة وإما أن يكون عظماً كما في الروايات الأخرى، فما ظنكم بما هو أعظم من ذلك مما به أذى عظيم يتضرر به الناس فيكون الأجر أعظم.
ولذلك في رواية الإمام أحمد وهو حسن بشواهده قال: “أَوْ مَازَ أَذًى عَنْ طَرِيقٍ “
–ماز يعني أخر ونحى– “أَوْ مَازَ أَذًى عَنْ طَرِيقٍ، فَهِيَ حَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا“
ولذلك مما هو أذى تلك الآبار التي توجد في مزارع مهجورة أو في هجر نائية أو في صحراء قاحلة لها خمسون سنة أو أكثر أو أقل
تلك الآبار على المسلم متى ما رأها أن يخبر الجهات المختصة حتى لا تقع في تلك الآبار أنفس فتهلك – سبحان الله – أذى عن طريق من عظم أو شوك او من شجرة يكون هذا الأجر فكيف إذا أنقذت نفساً؟
وما هو الثواب؟ اسمع! قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} ] المائدة -32[
كن سبباً في إنقاذ غيرك من الوقوع في هذه الآبار المهلكة
اسال الله عز وجل أن يصرف عني وعنكم وعن أحبابنا السوء والشر
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه أنه هو الغفور الرحيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﷺ وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين،،أما بعد:
فيا عباد الله اعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
اللهم أعز الإسلام والمسلمين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين
وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، اللهم كن لهم ناصراً ومعيناً
اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الرافضة الحاقدين
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك
اللهم من أراد بهذه البلاد شراً فأشغله في نفسه ورُد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه يا قوي يا عزيز
اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين
الحمدالله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلى أنت تفعل ما تريد أنت الملك لا إله إلا أنت
أنت الغني ونحن الفقراء
أنت الغني ونحن الفقراء
أنت الغني ونحن الفقراء
أنزل علينا الغيث، أنزل علينا الغيث، أنزل علينا الغيث
واجعل ما أنزلته قوةً لنا وبلاغاً إلى حين
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحاً غدقاً طبقاً مجللاً عاماً نافعاً غير ضار تسقي به البلاد والعباد
اللهم سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدمٍ ولا بلاء ولا غرق
اللهم اسقِ عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحيِ بلدك الميت
اللهم إنا نستغفرك بأنك كنت غفارا فأرسل علينا السماء مدرارا
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ