خطبة ( فضل صيام شهر الله المحرم وصوم يوم عاشوراء )

خطبة ( فضل صيام شهر الله المحرم وصوم يوم عاشوراء )

مشاهدات: 567

بسم الله الرحمن الرحيم

[فضل صيام شهر الله المحرم وصوم يوم عاشوراء]

لفضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشهر المحرم هو أحد الشهور التي حرمها الله عز وجل- وعظمها { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ …} [ التوبة : 36 ] .

 

تلك الأربعة : ثلاثةٌ سرد، وواحدٌ فرد

الثلاثة:- ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم هذه سرد.

وأما الوحيد وهو الفرد:- شهر رجب.

 

ونحنُ مقبلونَ على شهرٍ من أشهرِ اللهِ الحُرم

فقد بيّن النبي ﷺ فضيلة الصيام فيه ف‏قَالَ ﷺ : ” ‏أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ …”

أخرجهُ مسلمٌ (1163) .

 

فيُستحب للمسلم أن يصوم في هذا الشهر، فإن عجزَ عن ذلك فليصُم اليوم العاشر والتاسع فقد قال النبي ﷺ عن يوم عاشوراء : “وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ” رواه مسلم 1162.

 

وليُضِف من باب الاستحباب صيام اليوم التاسع؛ لأن النبي ﷺ كان يصومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فقيلَ لهُ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ ﷺ : ” لئن بقيتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسِع” . رواه مسلم 1916

 

  • فإن عجزَ الإنسان من أن يُضيف التاسع على العاشر فليصُم العاشر وحده، ولايُكره إفراد صوم يوم عاشوراء؛ وذلك لأن النبي ﷺ كان يصوم هذا اليوم وحده طيلة حياته، وإنما قال “لئِن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع” لمّا قيل له إن اليهود والنصارى تعظمه، وهذا من باب الكمال في مخالفة هؤلاء، وإلا فهو ﷺ كان يصوم يوم عاشوراء قبل أن يهاجر إلى المدينة وقبل أن يعلم بحال اليهود بصيام يوم عاشوراء،
  • فدلّ هذا على أن المسلم لو أفرد صيام يوم عاشوراء فلا حرج عليه ولهُ هذا الفضل من أنه يكفر السنة التي قبله
  • وتكفيرُ صوم يوم عاشوراء لهذه الذنوب إنما هي من الصغائر لكن قد يوجد عند الإنسان كبائر ولا توجد عنده صغائر، قال النووي رحمه الله :” يُرجى أن يُخفف وأن يُكفَرَ عن بعضِ تلك الكبائر”.
  • فإن قيل:- إنسانٌ لا صغائر عندهُ ولا كبائر، فيُقال: يُكتبُ لهذا المسلم من الأجر والحسنات نظير هذا الصيام .
  • وهذا اليوم يوم عاشوراء إن أدركك هذا اليوم وأنت في السفر فلتحرص عليه ولذا جاء عن ابن عباس-رضي الله عنه- أنه كان يصوم يوم عاشوراء في السفر ويؤيده ما روي عن بن شهاب أنه كان يصوم يوم عاشوراء في السفر وكان يأمر بفطر رمضان في السفر فقيل له في ذلك فقال رمضان له عدة من أيام أخر وعاشوراء يفوت”
  • ويُستحب أن يُصوّم الصغار كما فعل الصحابة -رضي الله عنهم- “فكانوا يصومونه ويصوّمون صبيانهم؛ وهذا من باب تمرين الصغار على الصيام.