خمس وقفات مع أعياد النصارى

خمس وقفات مع أعياد النصارى

مشاهدات: 532

خطبة

” خمس وقفات مع أعياد النصارى “

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

 

( أما بعد : فيا عباد الله  )

” أعياد النصارى كثيرة”

 

 

وهذه من البدع التي ابتدعوها في دينهم فوفدت إلينا بعض من هذه الأعياد بسبب هذا  الانفتاح العالمي ، عندهم ما يسمى

بعيد الأم

بعيد الحب

بعيد رأس السنة

بعيد رأس السنة على مرور عام على ولادة الإنسان وما شابه هذه الأعياد ،  وقد ذم الله عز وجل النصارى في كتابه لمّا ابتدعوا في دين الله عز وجل هذه البدع فكيف يتأسى بهؤلاء أو يحذى حذوهم

قال عز وجل { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا } الحديد 27   ، قال المفسرون دخلوا في الكهول والجبال و أرادوا أن يتعبدوا الله عز وجل بعبادات من تلقاء أنفسهم فذمهم الله عز وجل

{ و رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا }  الحديد 27

 

وصدق ابن مسعود رضي الله عنه إذ قال { رب مريد للخير لم يصبه }

ولذا ترى بعض الناس يقول أنا مع الناس    سبحان الله

والله وبالله وتالله

لو أن الناس كلهم كانوا على البدعة وأنت على السنة فأنت الناجي وهم الهالكون ، قال ابن عمر رضي الله عنهما قال:

 { كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة }

لا يغرنك كثرة المقلدين للغرب لا يغرنك  هذا فإن أهل السنة هم قلة قال الفضيل ابن عياض رحمه الله قال : { عليك بالسنة ولا يضرك قلة السالكين ، و إياك والبدعة ولا يغرنّك كثرة الهالكين ، لِمَ ؟

لأن الله عز وجل قال { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } الأنعام 116

قال الحسن البصري رحمه الله

{ أهل السنة هم القليل فيما مضى ، وهم القليل فيما بقي }

 

أعياد النصارى هي مضاهاة لأعياد المسلمين :

حديث أنس في المسند وسنن أبي داود { أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما قدم المدينة وجد أن الأنصار يلعبون في يومين فقال صلي الله عليه وآله وسلم ما هذان اليومان فقالوا هذان يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال صلي الله عليه وآله وسلم إن الله قد أبدلكما بخير منهما عيد الأضحى وعيد الفطر  }

فتأتينا الفتوى بجواز أن يحتفل الإنسان بمرور سنة على ميلاده سبحان الله ، يقولون هذه حادثة تخص الإنسان نفسه ونحن نقول لهم أين قوله صلى الله عليه وآله وسلم في هذين اليومين

أليس هذان اليومان من الأمور الاعتيادية؟

نعم

ولكن عليك بالأمر العتيق عليك بما كان عليه السلف عليك بما كان عليه علماؤنا الذين توفاهم الله والذين هم في هذا العصر نحسبهم والله حسيبهم ، عليك بالأمر العتيق عليك بالقديم ولا تقل إن الحق اختلف عليّ

                               لا والله لا والله لا والله

يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول { إن على الحق نورا } سبحان الله كيف يحتفل بأعياد النصارى أو كيف يهنئون أو كيف يفرح بأعيادهم أو كيف يتابع أعيادهم

وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في اقتضاء الصراط المستقيم قال رحمه الله { العيد هو ما عاد على وجه معتاد أو بتكرر السنة أو بتكرر الشهر أو بتكرر الأسبوع أو بتكرر اليوم }

فإذن هذه الأعياد أعياد النصارى هي في الحقيقة يراد منها المضاهاة لأعياد المسلمين ، لو قيل بجواز الاحتفال بها أو بتهنئة هؤلاء ، إذن لا فرق بين هذه الأعياد وبين عيد الأضحى وبين عيد الفطر ، ثم إذا بأعياد المسلمين تندثر لأن الأعياد من العبادات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل .

أعياد النصارى سبيل لاتخاذهم إخوانا وسمعت من يقول إخواننا النصارى

حذر السلف رحمهم الله من أن ينزلق الإنسان في براثن اليهودية أو في براثن النصرانية وهو لا يشعر.

ابن كثير رحمه الله في تفسيره لما ذكر مفسراً قوله تعالى

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء }

ذكر عن عبدالله بن عتبة أنه قال { ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر قالوا : فظننا أنه يريد قوله تعالى { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ }  المائدة 51

ابن عمر رضي الله عنهما بيّن أن الاحتفال بأعياد الكفار بأعياد النصارى اعتبره رحمه الله سبيلاً إلى الحشر مع هؤلاء قال رضي الله عنهما :

{ من بنى بأرض المشركين فصنع نيروزهم ومهرجاناتهم حتى مات على ذلك حشر معهم يوم القيامة }  حتى إنه من الانهزامية عند البعض انهزم حتى في اللغة لا يريد التحدث باللغة العربية ، يرى أن التحدث باللغة الإنجليزية هو شعار التقدم حتى سمعنا من كثير من الطلاب يقول لا أرغب ولا أحب اللغة العربية

لِمَ ؟

قال: لصعوبتها  .

والله إنها ليست صعبة ولكن الخلل في نفوسنا لكن الخلل في قلوبنا حتى فيما يتحدث به

سبحان الله ، اسمعوا ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم قال رحمه الله قال

{ لا يجوز أن تتخذ لغة لكفار شعارا يتحدث بها عن لغة المسلمين قالوا : لِمَ؟ قال : لأن أعظم شعارات الأمم هي اللغة }

ولذلك بعض البلدان كالصين وما شابه لما دخلت عليها ثلاث كلمات في اللغة الإنجليزية أقامت الدنيا لم تقعدها

إذن هذا مصداق قوله رحمه الله { لأن اللغة هي أعظم شعارات الأمم }

فإذا ألغينا اللغة العربية ألغينا لغة القرآن ألغينا لغة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يفقه القرآن كيف تفقه سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم} ثم قال رحمه الله { إلا إذا اقتضت الحاجة للتحدث بها لا على وجه الاستمرار فهذا جائز لما عند أبي داود أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أمر زيد بن ثابت أن يتعلم له لغة يهود وقال { إني لا آمن يهود على كتابي ــ يعني يقول لو أتيت بكاتب من اليهود ربما أنه ينقص أو يزيد شيئا ـــ قال زيد بن ثابت : فتعلمت لغتهم فحذقتها في نصف شهر} .

 

أعياد النصارى تنافي التبرؤ من الكفار حتى في سياق الموت نعم نحن مطالبون بالتبرؤ من الكفار حتى في سياق الموت ذكر البغوي رحمه الله في تفسيره تحت قوله تعالى { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا }  لقمان 15

ذكر أن أم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه واسمها حمنة بنت أبي سفيان ذكر أنها لما علمت بإسلام سعد وكان سعد رضي الله عنه من أبر الناس بأمه وكان مشهوراً في الجاهلية ببر أمه فقالت : { لا آكل ولا أشرب ولا استظل حتى تعود إلى ملة أبيك أو حتى أموت فتعيّر بين الناس فيقال يا قاتل أمه } فأراد سعد رضي الله عنه أن يتلطف معها القول حتى يقنعها لكنها لم تقتنع ، كلما أتى إليها إذا بها مصرة على حالها .

فماذا قال سعد رضي الله عنه ؟

قال: { والله يا أمي لو أن لك مائة نفس فخرجت نفس تلو الأخرى على أن أترك دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما تركته فكلي أو لا تأكلي اشربي أو لا تشربي استظلي أو لا تستظلي والله لن أعود إلى ملة أبائي} فلما رأت اليأس من سعد رضي الله عنه عادت فأكلت وشربت واستظلت

قال البغوي رحمه الله { إن الموالاة بين المسلمين والكفر انقطعت حتى في سياق الموت ، ثم ذكر حديث أسامة كما في الصحيحين {  لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم }

فكيف يتباهى بهذه الأعياد الشركية أو يفتخر بها أو يهنئ أصحابها بها مع أن مرور السنة الميلادية هي وهم يقولون إن  عيسى عليه السلام ولد في هذه السنة أو في هذا اليوم وهي من الأمور المتوهّمَة فليتق العبد الله عز وجل وليحافظ على عقيدته ، فإن سبيل الوقوع في الشرك وترك التوحيد إنما هو بإتباع اليهود والنصارى و لا تغرنكم الحضارة الغربية فإن تلك الحضارة كانت بأيدي المسلمين ، سقطت الروم وسقطت الفرس بأيدي الصحابة رضي الله عنهم مع أنهم ضعفاء مع أنهم قلة

لِمَ ؟

لما حملوه من دين الله عز وجل

أما بقاؤنا على ما نحن عليه نعد أذناباً لهؤلاء فإن هذا والله هو الخزي والعار

 

أعياد النصارى تنافي العزة التي يسعى إليها المسلمون :

واسمعوا إلى هذه القصة وقصص الصحابة رضي الله عنهم كلها في مقام الاعتزاز بدين الله عز وجل

ذكر الذهبي في  سير أعلام النبلاء وذكر ذلك ابن حجر رحمه الله في الإصابة وقال { إن لها شاهدا من أن عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه وقع أسيرا في يد هرقل وكان عبد الله رضي الله عنه كان قائد تلك السرية فلما  وقع في يد هرقل قال له هرقل مختبراً حاله قال له :{ تنصر ولك نصف ملكي وأزوّجك ابنتي فماذا كان الجواب قال له عبد الله والله ما تملك وما تملكه الفرس وما تملكه العرب لا يساوي عندي قُلامة  ظفر }، فلما رأى هرقل صميم حاله وعزة نفسه قال : إذن أقتلك قال :اقتلني فأتى هرقل وقال لأصحابه : اصلبوه وارموه بالسهام بين يديه وبين رجليه لكي يضعفه } ففعلوا ولكن لم يتحرك منه شئ رضي الله عنه ما هذا القلب الذي يحمله هذا الصحابي رضي الله عنه

فلما رأى أنه لم يتحرك منه شئ قال : أنزلوه فلما أنزلوه قال أحضروا قصعة كبيرة من نحاس وبها زيت مغلي فوضعها فرمى بأحد الجنود في هذه القصعة فتطاير لحمه وتطايرت عظامه فقال: ارفعوا عبد الله ، فرفعوه لكي يقذف من علو في هذه القصعة حتى تتمزق أعضاؤه ويتفرق لحمه فلما رفع دمعت عين عبد الله فقال هرقل : انزلوه لعله تأثر ، فلما انزلوه قال : ما بالك دمعت عينك ، قال : وددت لو أن لي مائة نفس تقتل في هذا الزيت حتى أنال الشهادة  مائة مرة

فلما رأى هرقل أن هذا الرجل من أصعب الرجال الذين مروا عليه أتي الامتحان الأصعب والأشق الذي من نجى فهو الناجي ، إذا أردت أن تمتحن أي شخص فامتحنه في شهوة البطن وفي شهوة الفرج ، حبسه في السجن ثلاث أيام ولم يضع عنده طعاماً ولا شراباً سوى الخمر والخنزير وأدخلوا عليه جارية في أعظم ما يكون من الجمال وهي عارية فمكثت عنده ثلاثة أيام فخرجت فقالت : ما أدري أأنتم أدخلتموني على بشر أم على حجر  ، فأخرجه هرقل

عزة  ، سبحان الله

نحن انهزمنا وضعفنا بمجرد عيد يقام لهؤلاء أو مجرد حركات يفعلونها حتى نرى بعض شبابنا من يلبس سوارة تقليداً للكفار أو يقلد سلسالاً في عنقه أو يفعل بعض الأفعال

سبحان الله !!

فلما أخرجوه رضي الله عنه ورأى شدة هذا الرجل قال : قبل رأسي وأطلق سراحك ، فقال عبد الله :   أقبل رأسك شريطة أن تطلق من معي كلهم ، لا يريد النجاة لنفسه فحسب بل قال : حتى تطلق سراح من معي  ، فقال : أفعل ، فقام عبد الله فقبل رأسه لا إكراماً له ولكن من أجل أن ينقذ هؤلاء المسلمين المستضعفين من بطشه فقبل رأسه وأطلق هرقل سراحهم .

فلما قدم عبد الله على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلم  بالخبر، قام عمر فقبل رأس عبد الله وقال : {حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله }، فماذا عساك أن تقول يا من يرغب في السير حذو الكفار ولاسيما النصارى في هذا الزمان

 

حافظوا على دينكم حافظوا على معتقداتكم حتى لا يذوب الإنسان في مثل هذا الهيجان الهائل من هذه التقاليد وهذه الشعارات الكفرية ، ثم إذا به يخرج من حيث لا يشعر من دين الله عز وجل  فاتقوا الله نسأل الله أن يعيد لهذه الأمة مجدها وعزها وكرامتها