( سبع فوائد متعلقة بشهر شعبان )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
( أما بعد )
فنحن في شهر شعبان وقد دخل علينا هذا الشهر ، وهذا الشهر إن كان لي معه حديث فإن الحديث يتمحور في عدة فوائد .
( الفائدة الأولى )
أنه ” لا يجوز أن يبارك بدخوله ”
كما هو صنيع بعض الناس في وسائل التواصل من الرسائل التي ترد في هذه الجوالات المسماة بـ ( الجوالات الذكية )
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
وعند مسلم :
( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
ولا ندري ماذا جرى لهذا المجتمع ؟!
كلما مرَّ ودخل شهر أتوا إلينا بهذه البدع .
********
( الفائدة الثانية )
أن الأمة مأمورة بأن تتحرى هلال شعبان من أجل رمضان “
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي :
( أحصوا هلال شعبان لرمضان )
قال ابن حجر رحمه الله : على الأمة أو على بعضها أن تترقب مطالعه ومداخله من أجل أن يحصى شهر رمضان “
$$$$$$$$
( الفائدة الثالثة )
أن هذا الشهر يستحب أن يكثر من الصيام فيه “
جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم :
( كان يصوم أكثر شعبان )
لم شعبان بالذات ؟
قال بعض العلماء : من باب التعظيم لرمضان ، وقد جاء حديث عند الترمذي ، ولكنه ضعيف ، كما أفاد ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح .
وقال بعض العلماء : لأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لا يتيسر لهن أن يصمن ما عليهن من قضاء رمضان إلا في شعبان ، فلما كن مشغولات رضي الله عنهن بذلك القضاء ، صام عليه الصلاة والسلام .
ولكن الصحيح في تفضيل صوم أكثر شعبان :
ما جاء في سنن النسائي وأشار ابن حجر رحمه الله في الفتح إلى تصحيحه ، وحسنه الألباني رحمه الله في الصحيحة ” أنه شهر ترفع فيه الأعمال “
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( شعبان بين رجب ورمضان يغفل عنه الناس ، ترفع فيه الأعمال ، فأحب ألا يرفع عملي إلا وأنا صائم )
########
( الفائدة الرابعة )
أن ما ورد من رسائل يتناقل فيها أحاديث من أن ” شهر شعبان تحصد فيه الأرواح وأن الأرواح تموت فيه أكثر من الشهور الأخرى “ فإنها أحاديث لا تصح ، ومن ثمَّ فإنه لو ترسخ هذا الأمر وتلك المعلومة في أذهان الناس تشاءم الناس بشهر شعبان .
وما جاء في حديث عند أبي يعلى أن عائشة رضي الله عنها قالت :
( يا رسول الله : تكثر الصيام من شهر شعبان أهو أحب الشهور إلى الله ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : تكتب منية كل نفس في شهر شعبان ، فأحب أن يأتي أجلي وأنا صائم )
قال الألباني رحمه الله كما في الضعيفة “ هذا حديث منكر لا يصح “
إذاً / ما يرد وما يورد وما يتناقل وما يتراسل عن طريق الجوالات من أن هذا الشهر فيه أحاديث تدل على أن هذا الشهر تحصد فيه الأرواح فهي أحاديث ضعيفة ولا تصح .
$$$$$$$
( الفائدة الخامسة )
أن الناس كما ابتدعوا في شهر رجب بدعاً ابتدعوا في ليلة النصف من شهر شعبان بدعاً .
قال سماحة شيخنا ابن باز رحمه الله كما في مجموع الفتاوى ” كل ما ورد من حديث يدل على أن ” العبادة أو الصلاة في ليلة النصف من شعبان لها فضل ومزية “ فإنها أحاديث موضوعة مختلقة على النبي صلى الله عليه وسلم .
وما ورد من أحاديث لم تأمر بعبادة وإنما دلت على فضل ليلة النصف من شعبان قال رحمه الله “ كلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها .
قال ابن رجب رحمه الله كما في ” لطائف المعارف ” قال ” وردت أحاديث في فضل ليلة النصف من شهر شعبان وهذه الأحاديث ضعفها أكثر الأئمة “
إذاً / لا يصح حديث في فضل ليلة النصف من شهر شعبان .
&&&&&&&
( الفائدة السادسة )
أن هناك حديثاً عند ابن ماجه وغيره من أهل السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا انتصف شهر شعبان فلا تصوموا )
هذا الحديث نقل ابن حجر رحمه الله كما في الفتح عن الإمام أحمد أنه قال ” إنه حديث منكر “
الألباني رحمه الله يحسنه ، وعلى افتراض تحسينه ، فإن هذا الحديث أحسن ما يُحمل عليه :
أن من علم من نفسه أنه لو صام بعد منتصف شهر شعبان أن صوم رمضان سيثقل عليه فيدخل في هذا الحديث إن صح ، وإلا فالأصل أن المسلم يكثر من صيام شهر شعبان.
*******
( الفائدة السابعة )
أن المسلم لا يجوز له أن يحتاط في اليوم التاسع والعشرين أو في اليوم الثلاثين من شهر شعبان لا يجوز له أن يحتاط لرمضان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :
( لا تقدموا ) يعني لا تتقدموا ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه )
ولذلك في حديث عمَّار بن ياسر رضي الله عنه كما عند أهل السنن :
( من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم )
اللهم إلا إذا كان المسلم اعتاد على أن يصوم يوم الاثنين أو يوم الخميس ثم صادف يوم الاثنين أو الخميس صادف يوم التاسع والعشرين أو اليوم الثلاثين من شهر شعبان فلا إشكال في صومه ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام :
( إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه )
هذه فوائد سبع متعلقة بشهر شعبان ، وأهم ما لدي من هذه الفوائد – وكلها مهمة – ما أصاب الناس من هذه البدع ، كل من أتته رسالة عبر الواتساب أرسلها ” انشر تؤجر ” لا يجوز لك أن تنشر شيئا إلا بعدما تستوثق من أهل العلم ” انشر تؤزر ” أما أن يهدم الدين بهذه البدع ، المعاصي والذنوب أهون من البدع ، البدع لما تأتي إلى الناس وتصيب دين المسلم فإن دينه يهلك ، ثم إننا انفتحنا على العالم الخارجي ، هناك طوائف مبتدعة ” الصوفية والرافضة ” ربما يؤلفون مثل هذه الأحاديث أو مثل هذه العبادات ثم يرسلونها للناس على أنها من أهل السنة ثم إذا ببعض الناس ممن لديه قصور في العلم الشرعي إذا به يرسل هذه الرسائل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتواتر :
( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )
قال بعض العلماء : يدخل في هذا الحديث من ذكر حديثاً لم يستوثق من صحته ، لو قال أنا لا أدري هل هو صحيح أم ضعيف ؟ “
نقول تقع في هذا العقاب ، نسأل الله عز وجل أن يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد