فوائد رمضانية ـ الجزء الأول

فوائد رمضانية ـ الجزء الأول

مشاهدات: 515

فوائد رمضانية  ــ الجزء الأول

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أعرض على مسامعكم بعض الفوائد المتعلقة برمضان وبالصوم

من الفوائد الرمضانية :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن التهنئة بقدوم شهر رمضان قد بين ابن رجب في كتابه لطائف المعارف : أن قول النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي هريرة في المسند وسنن النسائي يقول أبو هريرة  رضي الله عنه ( كان إذا قدم رمضان قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( قد جاءكم شهر مبارك )

قال فهذا أصل في تهنئة المسلمين بعضهم لبعض بقدوم شهر رمضان وكيف لا يهنأ ولا يبشر المؤمن بقدوم شهر تفتح فيه أبواب الجنان

كيف لا يبشر المسلم بشهر قدم وفيه تغلق أبواب النيران

كيف لا يبشر العاقل بقدوم شهر تغل فيه الشياطين

وابن رجب رحمه الله :

اسمه عبد الرحمن بن رجب البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي المتوفى سنة سبعمائة وخمس وتسعين للهجرة .

 

ومن الفوائد الرمضانية :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن بعضا من الناس عند قدوم هذا الشهر  يقول  دعاء أو يرسل دعاء على هذه الأجهزة من الجوالات يقول  هذا دعاء رمضان ”  اللهم سلمني إلى رمضان وسلم إلي رمضان وتسلمه مني متقبلا  “

ليس بحديث أن يقال ويستمر عليه أو هذا دعاء رمضان فإن هذا لا أصل له في الدين

 

ومن الفوائد الرمضانية :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال ابن رجب كما في لطائف المعارف : ” قال باع بعض السلف جارية لهم إلى قوم فلما أتى شهر رمضان رأتهم وهم يستعدون لرمضان بالأطعمة ونحوها فقالت لهم ماذا تصنعون ؟ قالوا نستعد لقدوم رمضان

فقالت ألا تصومون ولا تتهيؤون للصيام إلا إذا قدم رمضان والله لقد أتيتكم من قوم كل أيامهم رمضان ردوني إليهم

وهذا إن دل يدل على أن عادة التحضير بشراء الأطعمة والأشربة قبل قدوم رمضان عادة قديمة لكن السلف ما كانوا يحرصون على بطونهم وإنما كانوا يحرصون على زيادة إيمانهم وتقواهم

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــ

وذكر ذلك ابن رجب :

أنه جاء حديث عند ابن أبي الدنيا وهو ” الصائمون يخرج من أفواههم ريح المسك يوم القيامة وتوضع لهم مائدة تحت العرش يأكلون منها والناس في الحساب “

هذا حديث ضعيف لا يصح عنه عليه الصلاة والسلام

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المتعلقة برمضان وبالصيام :

أن النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الحديث القدسي فيما يرويه عن ربه (( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ))

ما معنى ( فإنه لي وأنا أجزي به ) ؟

هناك أقوال عدة لكن أذكر ما يمكن أن يشتهر حتى يكون المسلم على بينة مما قاله العلماء السابقون قال بعض العلماء أضاف الله الصيام إليه سبحانه وتعالى من باب إضافة التكريم والتشريف كما يقال هذا بيت الله

وقال بعض العلماء ( إلا الصيام فإنه لي ) المقصود من هذا كما قال بعض العلماء أن عدد أجره لا يعلم به إلا الله

وهذا لو صح الحديث الوارد فيه لكان فيصلا وهو ” الصيام لي لا يدري أحد عما فيه “

لكنه لا يصح

ومما قال هنا  ” الصيام لي ” يعني أنه خال من الرياء وهناك حديث لكنه مرسل من مراسيل الزهري ” إلا الصيام فإنه لا رياء فيه ” وروي موصولا من حديث أبي هريرة عند البهقي لكنه لا يصح

 

وقيل إنه أضافه إليه لأنه الصائم يمتنع عن الطعام والشراب وهذه صفة لله قالوا فكونه جل وعلا لا يأكل ولا يشرب لما تشبه هذا الصائم بهذه الصفة التي هي لله فإنه حينها وأضافه إليه ولكن هذا لا يصح ولا يعتمد عليه

وقال بعض  العلماء  ( إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به  ) من أنه يخص الملائكة لأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب وأضيف الصيام إليه لكنه أيضا لا يصح

وقال بعض العلماء : لأن الصيام لم يتعبد أحد لغير الله به يعني هو مما صرف لله وحده دون أن يصرف لغيره من المعبودات التي وجدت على الأرض ولكن هذا منتقض من أن من يعبد النجوم يتقربون إليها بالصيام

إذاً أيضا هذا لا يصح

وقال بعض العلماء  : لأن الصيام هو أفضل الأعمال عند الله لحديث أبي أمامة عند النسائي

(( عليك بالصوم فإنه لا عدل له )) يعني لا مثيل له

ولكن يعارضه قوله عليه الصلاة والسلام : (( واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ))

وقد قال بعض  العلماء ـ وهذا ما أردت الوصول إليه لأنه ينتشر ويتناقل لكن من باب التبيين والتوضيح أن الناس يتناقلون في بعض الرسائل يقولون ” الصوم لا يكتب ” يعني لا تكتبه الحفظة لا تكتبه الملائكة

لم ؟

لأنه قال (( إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ))

واستدلوا بحديث وهو الإخلاص سر من أسراري حديث قدسي ” الإخلاص سر من أسراري أودعته قلب من أحب لم يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده “

لكنه حديث واهم جدا يعني ضعيف جدا لا يصح كما قال ابن حجر ويكفي رده حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين (( هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ))

فدل على أن الصوم تكتبه الملائكة وليس هناك دليل على أن الصوم لا يكتب

وأيضا مما ينتشر وأردت بيانه هنا قالوا ” الصيام لا يوزن يوم القيامة ” يعني  ما يوضع في الميزان

لم ؟

لأن أجره عظيم لأنه قال (( إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ))

والجواب أن القول ليس بصحيح

لم ؟

لأن الله قال { وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِين }

وقال { وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ }

فليس هناك دليل يخرج الصيام من وضعه في الميزان يوم القيامة ،  ليس هناك دليل على هذا ومما يؤكد ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم قال عليه الصلاة والسلام  (( أتدرون ما المفلس قالوا يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم عنده ولا متاع ))

فقال عليه الصلاة والسلام (( المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ))

انظر قال (( بصيام  ))

(( من يأتي من أمتي بصلاة وصيام وزكاة وقد أخذ مال هذا وسفك دم هذا وشتم هذا وضرب هذا فيؤخذ من حسناته فإن فنيت قبل ما يقضى عليه أخذ من سيئاتهم ثم طرحت عليه ثم  طرح في النار ))

هذا يدل على ماذا يدل على أن الصوم أنه تؤخذ منه الحسنات

بعضهم سيقول إنه لو كان على العبد مظالم للخلق يأخذون من حسناته لكن لو أن حسناته فنيت كلها إلا الصيام فإن الصيام يتكفل به الله كما قالوا يتكفل به الله ويرضي المخلوق ويبقي الصوم لصاحبه

هذا وإن كان ورد عن بعض العلماء لكنه ترده الأدلة التي ذكرتها من أنه يوزن  ومن أنه تؤخذ منه الحسنات ولا يكون الصوم مميزا عن غيره في المحاصصة من الحسنات في أخذ المظالم من العبد يوم القيامة

 

من الفوائد الرمضانية :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن ابن رجب كما في لطائف المعارف قال ” إن رمضان يجتمع فيه جهادان من العبد لنفسه ، جهاد بالليل وجهاد بالنهار  “

الجهاد الذي بالنهار هو الصوم والجهاد الذي يكون بالليل هو قيام الليل

قال : ” فمن وفق فقام بهذين الجهادين جهاد الليل وهو قيام الليل وبجهاد النهار الذي هو الصوم كان من الصابرين فيوفيه الله أجره بغير حساب لأن الله قال عن الصابرين { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب }

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

لكون هذا الحديث مشتهرا أحببت بيانه وهذا ربما تتناقله النساء

من أن عائشة رضي الله عنها قالت : ” يا رسول الله كيف حبك لي ؟ فقال : كعقدة الحبل  ، فقالت رضي الله عنها فكلما أتى وسألته عن هذه العقدة تقول إني أقول كيف حال العقدة معك يا رسول الله فيقول على حالها “

” على حالها “

هذا الحديث تناقل وهذا الحديث ذكر ابن حجر في لسان الميزان تحت ترجمة أحمد بن عيسى بن محمد الكندي الليثي من أن الدارقطني قال في غرائب قال هذا  الحديث قال الدارقطني باطل لأن أحمد بن عيسى بن محمد هذا له أحاديث شاذة يخالف بها عموم الرواة

فإذاً هذا الحديث باطل وهو حديث العقدة بعضهم صور عقدة الحبل وذكر هذا الحديث ونشره في وسائل التواصل لكن كما قال الدارقطني هذا حديث باطل من أباطيل هذا الرجل الذي ذكرته وذكر بعض الأحاديث التي انفرد بها هذا