لقد نفعني الله بهذه الكلمة التي سمعتها قبل عشرين سنة
من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض الناس يدخل عقله ونفسه في الدين ، وفي مسائل الدين من أجل أنه عرف حديثا واحدا
ولذلك :
ماذا يقول الشيخ ابن عثييمن ؟
وانتفعت بكلمته وسمعتها من أكثر من عشرين سنة يقول :
” ما ينظر طالب العلم من زاوية واحدة لأنه ربما ينظر من زاوية واحدة فيحكم ، وإنما عليك حتى يكون علمك متينا وصائبا بإذن الله عليك أن تأخذ العلم بجميع زواياه “
والعلم :
إذا أردت أن تأخذه بجميع زواياه ما هو إنك تذهب إيابا وذهابا في الاستراحة الفلانية ، وفي المكان الفلاني ، وتذهب يمنة ويسرة ، ومثل ما يقال : توسع الصدر وتقول : أريد علما
العلم :
إذا أردت أن تأخذه بجميع أجزائه تجثى له الركب عند المشايخ ، تتعب له الأظهر من كثرة الاطلاع ، تسهر له الأعين من كثرة الاطلاع
ولذلك :
بعض الناس يصدر نفسه وإذا به في المكان الفلاني ، في البلد الفلانية ، في المخيم الفلاني في الاستراحة الفلانية ، ويبت في قضايا الأمة ، ويأخذ بحديث سمعه ، ولربما أن يكون هذا الحديث ضعيفا ، وإذا به ينشره ، ويقول : والله الرأي فيه كذا في الشرع ، جنى على الشرع ، وجنى على نفسه ، وجنى على الأمة
ومن ثم لو كان العلم بهذه الطريقة فما أسهله !
كان ما فيه تعب
لو نحصل العلم بالذهاب والإياب ومثل ما يق ال بالروحات والجيَّات الإنسان يذهب ويروح كان ما أحسن من هذا لكن العلم لا
ولذلك :
ماذا قال شيخ الإسلام ؟
قال قيَّض الله لهذه الأمة علماء حبب إليهم ـ انظروا ـ حبب إليهم ترك الرقاد ، وحبب إليهم مفارقة الأوطان ، ومفارقة الأزواج والأولاد ، وتلذذوا به
انظر :
إذا وفقك الله يجعل هذا العلم الذي تفارق به الوطن لتطلبه فيما سبق
تسهر له الليل ، تترك له النوم
كل هذا وتتلذذ به من أجل أن يحمي الله بك هذا الدين
لكن :
هذه نصيحتي ما يأتي إنسان ويقرأ حديثا ويقول : المسألة فيها كذا وكذا وإذا به لا يفهم معنى هذا الحديث ، ولربما لا يأتي بهذا الحديث بنصه الصحيح ، بل بعضهم قد يخطئ في بعض ألفاظه
فالشاهد من هذا :
أن على طالب العلم ، والأمة بحاجة إلى أمثالكم فيما يستقبل لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيحين :
(( إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما ))
وعند البخاري :
(( حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا ))
رؤوس الآن فيه رؤوس
(( اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا ))
ياليتهم لما سئلوا صمتوا ، لا ، نقول : نحن رؤوس رأّسوهم الناس ، الناس جعلوهم رؤوسا فصدروا في المجالس وفي وسائل التواصل
(( اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم ))
انظر :
لكن لو أفتوا بعلم لا إشكال
(( فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ))
(( ضلوا )) : فيما يخص أنفسهم
(( وأضلوا )) : غيرهم
فليس الإنسان مأمورا بأن يتكلم في كل شيء
هذه نصيحة :
الأمة بحاجة مستقبلا بعد عشرين سنة ، الآن نغزى من أهل الأهواء والبدع من الرافضة والصوفية ، وما أشبه هؤلاء
إذا مات هؤلاء العلماء المتمكنون مَن للأمة ؟
يصبح الناس يرجعون إلى هؤلاء الرؤوساء الجهال
فليتنبه :
طالب العلم منكم ، وأنا أقول وقلنا أكثر من مرة :
” الجوهرة الحقيقية لعمر الإنسان حقيقة ما بين العشرين سنة إلى الأربعين “
فرصة لك إن طلبت فيها العلم ظفرت بخير عظيم لأنه عند الأربعين تكثر المشاكل يكثر الأولاد
مشاكل أسرتك
يعني :
ينشغل الإنسان بأمور أخرى ، فإذا لم يؤصل نفسه هنا بعد الأربعين ولو كان ، بعد الأربعين بإمكانه أن يطلب العلم ، لكن نقول : الجوهرة الحقيقة لمن أراد أن يكون متمكنا في العلم ما بين العشرين إلى الأربعين
والموفق من وفقه الله