بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يفعل المسافر، أو النائم لعذر، أو المرأة إذا جاءها الحيض أو النفاس في ليلة القدر؟
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــ
مسألة: لو أن شخصًا في ليلة القدر كان نائمًا أو مسافرًا أو مريضًا، أو كانت المرأةُ حائضا أو نفساء،
فهل يحصل لهؤلاء نصيب من ليلة القدر؟
ج/ ذَكر ابن رجب – رحمه الله – في لطائف المعارف عن الضحاك أنه سئل عن هؤلاء، فقال رحمه الله:
” أرأيت النفساء والحائض والنائم والمسافر، هل لهم في ليلة القدر نصيب؟
قال: نعم، كلُّ من تقبَّل الله عملَه؛ سيعطيه نصيبه من ليلة القدر لا يخيُّبه أبدًا “.
ولعل ما يؤيد كلامه ويزيده قوةً: أن هؤلاء من أهل الأعذار، والنبيُّ ﷺ قال كما عند البخاري من حديث أبي موسى رضي الله عنه ” إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ” ولا شك أن المرض عذر، والسفر عذر
” إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا ” وجاء أيضًا تصريح في حديث ثابت في مسند الإمام أحمد، حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال ﷺ كما في المسند:
” إنَّ العبدَ إذا كان على طريقةٍ حسنةٍ من العبادةِ ” سبحان الله انظر إلى اتباع السنة؛ ليست عبادة بدعية، قَيّد هنا قال: ” إنَّ العبدَ إذا كان على طريقةٍ حسنةٍ من العبادةِ ثمَّ مرِض قيل للملَكِ الموكَّلِ به: اكتُبْ له مثلَ عملِه إذا كان طليقًا حتَّى أُطلِقَه أو أكفِتَه إليَّ “
” طليقًا ” يعني صحيحا، ” حتَّى أُطلِقَه ” يعني مِن هذا المرض، ” أو أكفِتَه إليَّ ” يعني أنه يُميتُه.
بل جاء عند أبي نعيم في الحلية وهو حديثٌ ثابت قال الله جل وعلا للملائكة:
” اكْتُبُوا لَهُ أَفْضَلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ إِذَا كَانَ طَلَقًا حَتَّى أُطْلِقَهُ “
فدل هذا على أن هؤلاء لو حصلت لهم مثل هذه الأعذار، فلهم نصيب إن شاء الله من ليلة القدر، ليس هناك نص صريح، لكن هذا يستأنس به، وهذه أعذار مثل المرض والسفر، فيدخل فيها هؤلاء، ولا سيما أن نيتهم لو تيسر لهم هذا الأمر لقاموا ليلة القدر، وبالتالي: فإن المرأةَ الحائض والنفساء تكثر من الدعاء: ” اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ” كما ثبت مِن حديثِ عائشة رضي الله عنها، وهو حديثٌ صحيح لا مَطعنَ فيه البتة، فتُكثر مِن هذا ولو كانت حائضًا أو نُفساء إذا كانت في الليالي العشر،
لأن النبي ﷺ لما أرشد عائشة لم يقل لها: إذا كنت حائضًا أنكِ لا تقولين هذا القول!
ولا شك أن الحيض يصيبُها هي من بنات آدم، فدل هذا على أن المرأة لو أصيبت بالحيض أو بالنِّفاس في هذه الليالي تُكثر من الدعاء ” اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ” ا.هـ