ما حكم قول الشخص لصاحبه بالليل (( أتمنى لك أحلاما سعيدة )) ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الى درجة أن بعضا من الناس لما يودع صاحبه بالليل يقول أتمنى لك أحلاما سعيدة
وهذا مما يلحظ عند كثير من الناس أنهم اشتغلوا بالمنامات أكثر من اليقظة فترى كثيرا من الناس يسأل عما يرد عليه في منامه أكثر مما يواجهه في يقظته مما يتعلق بدينه
ولاشك أن الرؤى تفسيرها جاءت به السنة وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولكن ما كان الصحابة ولا كان السلف بهذا التعمق الذي وقع فيه كثير من الناس حتى إن بعضهم لما تفسر له رؤيا على حسب ما يريد يظل كئيبا حزينا وهو يعلم أن تفسير الرؤى قد يدخل فيها المعبر
ولذلك عند البخاري وغيره أن أبا بكر وهو أعمق الناس فهما وأعظمهم إيمانا وصفاء للقول لما فسر رؤيا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يا رسول الله أقسمت عليك أأصبت أم أخطأت ؟ قال أصبت شيئا وأخطأت شيئا )
فإذا كان أبو بكر مع له من المنقبة العالية وصفاء القلب أخطأ فما ظنكم بسائر المعبرين
ولذلك يحرص المسلم على يقظته أكثر من منامه
هل يحرص على تفسير الرؤى ؟
النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم بين أن الرؤى على ثلاثة أنواع :
رؤيا صالحة وهي ما يراه الإنسان مما يسر قلبه فهذه يسن له إذا استيقظ أن يحمد الله على ذلك وأن لا يحدث بها إلا من يحب فلا يحدث بها أي شخص
وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال ( وليستبشر ) يعني أن الخير آت
هذا إذا كان ما رآه في منامه سعيدا قد أسر قلبه هذه تفسر وتذكر للأحباب وللأصحاب
القسم الثاني أحلام : وهي ما يراه النائم في نومه مما يزعجه هذا لا يذكره أبدا بل عليه أن ينفث عن يساره ثلاثا وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا وأن يستعيذ بالله من شرها مرة واحدة ، وأن يتحول من الجنب الذي كان نائما عليه واستيقظ منه إلى الجنب الآخر وإن توضا وصلى فهذا خير وبركة
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم لما أتاه رجل فقال يا رسول الله إني رأيت في المنام أن رأسي قد قطع وأنه يتدحرج وأنا أتبعه فقال عليه الصلاة والسلام ( لا تخبر بتلاعب الشيطان بك )
هذه لا تفسر ولا تذكر
القسم الثالث أضغاث أحلام
ما يهتم به الإنسان في يقظته ويرد عليه في منامه تصور لو أن إنسانا قد تهيأ أن يتقدم لخطبة امرأة أو أن يشتري بيتا أو يشتري سيارة وأهمه هذا الأمر تجد أن هذا يرد عليه في منامه هذا لا حكم له ولا يفسر ولا يلتفت إليه ولكن على المسلم في مثل هذا الزمن أن يتقي الله في الرؤى لأن الرؤى من شرع الله ويجب على المسلم أن يتأدب بآداب الرؤى .