ما حكم قول :
( الله ما شفناه بالعقل عرفناه ) ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قول من يقول : ( الله ما شفناه ، بالعقل عرفناه )
تسأل عن معناها ، صحيح أم لا ؟
يتبين حكمها من معناها
قول : (( الله ما شفناه ))
يعني :
ما رأيناه ، هذه الجملة يدل لها ما ذكره أهل السنة والجماعة
ومعتقد أهل السنة والجماعة :
(( أن الله لا يرى في الدنيا ، وإنما يرى في الآخرة ))
وأما قول (( بالعقل عرفناه )) :
لاشك أن العقل دليل من الأدلة ، على معرفة الله عز وجل ، وقد بيّن شيخ الإسلام ـ كما في منهاج السنة ـ أن إثبات الصانع الذي هو الله إثباته له طرق متعددة :
ومن بين ذلك :
الفطرة والعقل
ولكن ليعلم :
أن هذا العقل لا يستقل بمعرفة ما لله من الأسماء والصفات لنفسه
لاشك أنه دليل ، نعم ، الله أمر بالتفكر في مخلوقاته وهذا إن دل يدل على إثبات العقل ،
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
ولكن لا يمكن أن يستقل العقل بمعرفة ما لله عز وجل من الأسماء والصفات ؛ لأنه لا يمكن أن تعرف الله حق المعرفة إلا عن طريق الشرع
ولذا :
هو جل وعلا أرسل الرسل وأنزل الكتب
ولكن ليعلم :
بما أن هذه دارجة حتى في غير مجتمعنا :
هي يبدو أنها دارجة على مستوى العالم
يجب أن يتفطن لأمر ، وهو :
أنه ربما عن طريق هذه الكلمة يروج لمعتقد المعطلة من المعتزلة ، وغيرها ؛ لأنهم ينفون أن يُرَى الله ،
فيقولون : لا يرى الله لا في الدنيا ولا في الآخرة
وهم يثبتون العقائد عن طريق العقل
فأخشى أن تكون هذه الجملة ، أخشى أن تكون ترويجا ، عندنا لا يقصدون ما يقصده هؤلاء ، لكن يخشى أن تكون هذه تسويقا لمعتقد المعتزلة من نفي رؤية الله عز وجل مطلقا في الدنيا وفي الآخرة
وأيضا :
هم يثبتون أن العقل في إثبات ما لله من الأسماء والصفات ، ولذا لو أتى دليل من الشرع إن وافق العقل قبلوه ، وإن لم يوافق العقل رفضوه
ولذلك :
فإن التعبير السليم الذي يخرج الإنسان من تبعات هذا اللفظ إن قال هذا القول يقول : [ الله ما شفناه ]
طبعا هو عز وجل لا يرى في الدنيا
و الدليل :
أدلة كثيرة من بينها :
ما جاء في صحيح مسلم ، قوله عليه الصلاة والسلام : ( تعلموا ) بهذا النطق ، يقول النووي : ” اتفق الرواة على هذا النطق ( تعلموا ) ، يعني اعلموا وتحققوا
(( تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت ))
فهو لا يُُرََى في الدنيا
فإذاً :
حتى يكون الإنسان في مأمن من أن يدخل بهذا اللفظ فيقول : ( الله ما شفناه ، بالشرع وبالفطرة وبالعقل عرفناه )
ولاشك أن الفطرة فطر الناس على معرفة الله عز وجل