هل يمكن أن تجيب بكل صراحة على هذا السؤال إن كنت ممن دخل في السياسة ؟

هل يمكن أن تجيب بكل صراحة على هذا السؤال إن كنت ممن دخل في السياسة ؟

مشاهدات: 431

هل يمكن أن تجيب بكل صراحة على هذا السؤال إن كنت ممن دخل في السياسة ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الله عز وجل يقول في مطلع سورة العنكبوت { الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) } فالمؤمن لابد أن تمر به فتنة والله عز وجل ماذا قال { مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } فدلت هاتان الآيتان وغيرهما من النصوص الشرعية على أن المؤمن ممتحن ، وأن هذه الدنيا دار بلاء وامتحان له وأن ما يجري في البلدان الإسلامية عموما وفي الدول العربية خصوصا فإنه ولاشك أنها من الابتلاء والامتحان ولكن ما هو واجب المسلم ؟ لأن هذا قدر الله ولا راد لقضائه وهو إذا قدر شيئا فإنه لا يقدر شرا محضا أبدا كل قدر الله خير إما خير محض أو خير باعتبار آخر

العافية خير محض ، المرض هو خير باعتبار أمر آخر بمعنى أن الإنسان قد يمرض هو شر لهذا المريض لكن فيه خير إما خير لهذا المريض تكفر  عنه سيئاته ، وإما أنه كان مذنبا فيتوب وأما أن يكون متكبرا فيعتبر غيره به فيقول ذلك الرجل العظيم المتكبر والمتسلط أقعده هذا المرض فيكون عبرة ، إذن هو خير

ليعلم وهي قاعدة عند أهل السنة والجماعة أن الله لا يقدر شرا محضا  وإنما يقدر إما خيرا محضا وإما خيرا باعتبار آخر أو لمصلحة أخرى أما ما وقع فإن الواجب على المسلم حيال ما يقع ما يلي :

أولا : ألا يتحدث الناس فيما يجري دون علم وإنما بالظنون وبالتالي إذا بالأخبار تأتي من ذلك الشخص ومن ذلك الشخص والأمة العربية أو أهل الإسلام أكثر من مليار فإذا أتت هذه الأخبار واضطرب بعضها مع بعض  المصلحة لمن ؟ المصلحة للأعداء وليس لأهل الإسلام ولذلك إذا أتت الفتن فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( ووقوع الكلام فيها كوقوع السيف ) فلا يتحدث إلا من هو عاقل فاهم له شأن في هذا الأمر ، ولذا يقول عز وجل { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ } يتسارعون { أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ }

هؤلاء وللأسف يتحدثون وبعض الناس بل إن الأمة كلها مصابة بما يجري تتأثر بما يجري من الهم الذي يكون في قلوبهم يتحدثون ويظهرون ما في نفوسهم ، ولكن لو نظرنا إلى حال كثير من هؤلاء نجد أنه يتحدث فيما يجري بالساعات الطوال بالليل والنهار، لكن لما يأتي إلى الأساس لأن كلامه لا يجدي ولا يفيد يعني لما أتحدث معك عن هذه القضايا وأخطئ فلان وأصوب فلان وما جرى وسيصير كذا وكذا الأمة الآن ماذا ستستفيد من هذا الكلام ؟

لكن لو نظرنا إلى حال كثير من هؤلاء نجد أنهم في المجالس يتحدثون لكن لما تأتي إليه في صلواته في خلواته في دعائه وكل يسأل نفسه هل يدعو لهؤلاء المسلمين أن يرفع ما أصابهم من ضر ؟

أم أن الإنسان اشتغل ليل نهار بالحديث وبالتحليلات دونما فائدة

تصور لو أن هذا الإنسان اشتغل بالدعاء لهم لظفر هؤلاء المسلمون

ولذلك إذا ادلهمت الأمور وضاقت المحن بالمسلمين عليهم أن يفعلوا مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم

اجتمعت قريش بجحافلها في غزوة بدر ومعه تلك الطائفة القليلة ومع ذلك خرج يدعو الله فيقول ( اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض فيسقط إزاره فيقول أبو بكر شفقة به كفاك مناشدتك ربك )

إذن المقام مقام دعاء لا مقام تحليلات ولا مقام تخطئة وتصويب ولذلك نرى أن الصغيرو الكبير دخل في هذا الأمر، وهذا نابع من حب المسلمين لكي يرفع الله ما نزل بهم من ضر لكن لا يعني هذا أن نغفل عن الأساس الذي يفيد هؤلاء المسلمين ، ولاشك أن النصر قادم { أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } { حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ } فالخير قادم والنصر قادم ولكن لا يستعجل المسلم

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري لما أتاه خباب بن الأرت وهو متوسد بردائه عند الكعبة وقال يا رسول الله ــ في أول الأمر لما كانوا ضعفاء ( ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا ، فقال عليه الصلاة والسلام قال ألا وإن من كان قبلكم كان يؤتى بالرجل فيفلق من رأسه إلى قدميه فلقتين ويؤتى بأمشاط الحديد فيمشط ما بين لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه والله  ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من حضرموت لا يخاف إلا الله ولكنكم قوم تستعجلون )

فالنصر قادم لا محالة

الأمة الإسلامية ذهب والذهب لابد أن يصهر بالنار حتى يتطهر ويخرج الخبيث من الرديء { مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند الترمذي قال ( أمتي مثلها مثل المطر لا يدرى الخير في أوله أم في آخره )

الخير في هذه الأمة لكن هذا الذهب يحتاج إلى أن يمتحن وأن يصفى ولا يمكن لنا طريق للتصفية إلا بالرجوع إلى الله

الآن تصاب ألأمة المسلمة بهذا النصب أين شباب المسلمين وأين كبار المسلمين أين نحن من الصلاة

انظر في وسائل التواصل تجد بعض المشاهد التي لا تليق من بعض البنات وبعض النساء لما تخرج في صورة غير طيبة كيف يأتي لنا النصر ونحن في هذه الحال فلابد من الرجوع إلى الله حتى يرجع إلينا النصر بإذن الله