من الفوائد البلاغية ( 61 ) ( تتمة التقييد بالنفي )

من الفوائد البلاغية ( 61 ) ( تتمة التقييد بالنفي )

مشاهدات: 511

من الفوائد البلاغية : تتمة التقييد بالنفي

فضيلة الشيخ :

زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفائدة البلاغية :

ــــــــــــــــــــــــ

 

سبق وأن كررنا مرارا أن البلاغة ترتكز على ثلاثة علوم :

علم المعاني

علم البيان

علم البديع

لا يمكن أن تتحدث بالشيء إلا ويكون لك معنى في نفسك هذا علم المعاني

تريد أن تذكر هذا المعنى هو ــــــــــــ البيان

إذا زينت هذا الكلام بمحسنات هو ــــــــ علم البديع

لا علاقة لنا بعلم البيان ولا بعلم البديع

نحن لا زلنا في علم المعاني

 

علم المعاني يرتكز على شيئين :

المسند  : وهو المحكوم به

المسند إليه : وهو المحكوم عليه

قام زيد:

زيد المسند إليه هو المحكوم عليه

ما هو المحكوم به ؟

قام  : وهو المسند

 

إذا أتى المسند والمسند إليه مثل قام زيد فهذا يسمى عند البلاغيين بالجملة المطلقة

إذا اقتصر في الكلام على المسند والمسند إليه فهي جملة مطلقة

إذا أتى ما يزيد في الجملة على المسند والمسند إليه هنا تكون الجملة مقيدة

 

والتقييد يكون بأمور :

بالبدل

بالصفة

بعطف النسق

بالتوكيد

التقييد بالنواسخ

التقييد بالشرط

 

هنا معنا التقييد بالنفي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن حسن الحظ :

أن درسنا اليوم عن أدوات النفي المشبهة بـ ” ليس  “

والنفي عندنا يكون التقييد بالنفي على حسب أداوت النفي

أدوات النفي سبعة كما مر معنا

كل هذه الأدوات لها معنى

 

ولتعلموا :

أن أهل النحو يعنون بحركة الكلمة مرفوعة أو منصوبة أو مجرورة

هذا حرف  جر حرف كذا حرف شرط حرف  موصول

اسم موصول

هذا هو الذي يعني به أهل النحو

أهل البلاغة يعنون بمعنى الكلمة :

مِن ـــــــــــــــ هذه بيانية تبعيضية

هذا هو تخصص البلاغيين

تخصص النحاة في عمل هذا الشيء أو في عمل هذه الأدوات

 

عندنا أداوت النفي سبعة :

لا     ما ــــــــ       التي معنا اليوم

إن     لات

لن  لم

لما

 

حتى نجمع هذا المتبعثر إن صح التعبير أنه متبعثر من حيث المعلومات نقول :

النفي :

إما أن يكون ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا

الأدوات التي للنفي في الماضي من هذه السبعة :

لم     لما

لم يقم زيد ــــــــــ هنا نفي الماضي

لما يقم زيد    ــــــــــــــــــ نفي الماضي

لم يقم زيد :

أين المسند : يقم لأنه المحكوم به

زيد : المسند إليه المحكوم عليه

الجملة هنا مقيدة بالنفي

إذاً:

لم ولما للنفي في الماضي

 

ولكن هناك فرق بين [ لم ] و[ لما ] وهي مفيدة من حيث المعنى :

 

إذا قلت لم يقم زيد : هذا للنفي في الماضي على وجه العموم

لم يقم زيد الآن لم يقم زيد السنة الماضية

لم يقم زيد : في الماضي قبل يوم قبل أسبوع في العام الماضي    إلخ

 

لما ـــ لها فائدة :

لما يقم زيد هي للنفي في الماضي لكنها تقرب النفي في الحاضر مثل قد ، قد في الإثبات تقرب الشيء في الحاضر

 

مثل :

أفلح المؤمنون

بيان أن المؤمنين مفلحون

متى ؟

الله أعلم لكن   {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ }المؤمنون1

يعني أن الفلاح قريب

 

لما تقول : لما يقم زيد :    هنا نفي لمدة قريبة

 

ولذلك : لا يصح أن تقول : لما يقم زيد في العالم الماضي لا يصح لأنها تقرب النفي

لكن يصح أن تقول : لم يقم زيد في العام الماضي

 

فائدتها في النفي كفائدة قد  في الإثبات

قد تقرب الشيء في الإثبات إلى الحاضر

لما : تقرب الشيء المنفي إلى الحاضر

ولما : هي للنفي ولكن يتوقع الحصول

 

((قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا )) أثبتوا الإيمان ((قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ))

هو لم يدخل نفى أن يكون هناك دخول للإيمان في قلوبهم لكن يتوقع حصوله

إذاً :

النفي يكون في الماضي بلم ولما

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الحاضر :

ــــــــــــــــــــــــــــ

أدواته :

ما  ــــ التي أخذناها في الألفية قبل قليل

إنْ

لات

إذاً :

إن التي تعمل عمل كان

ما التي تعمل عمل كان

لات

 

نأتي إلى [ ما ] :

 

((مَا هَـذَا بَشَراً ))

هذا نفي الحاضر

وليس نفي المستقبل إنما هو للحاضر

 

إنْ زيد قائما :

إن : أداو نفي تعمل عمل ليس

زيد : اسمها

قائما : خبرها

سواء دخلت على معرفة أو على نكرة

إن زيد قائما

ويصح : إن رجل قائما

لا إشكال

 

بقي معنا : لات

لات :  أصلها لا النافية فدخلت عليها تاء التأنيث الساكنة والأكثر فيها أن يحذف إما الاسم أو الخبر والأكثر أن يحذف الاسم:

((وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ  ))

ولات الحين حين مناص

لات :

لا : نافية

التاء : تاء التأنيث الساكنة:

حين : خبرها أين اسمها محذوف

عندنا للنفي في الحاضر ما وإن ولات

 

نأتي إلى النفي في المستقبل أداة واحدة :

لن

لن يقوم زيد

يعني : في المستقبل

إذاً :

عندنا نفي في الماضي

ونفي في الحاضر

ونفي في المستقبل

 

لتعلموا :

وهذا العلم له معنى عندنا البلاغيين والمعنى مفيد لك يا طالب العلم الشرعي

الفعل المضارع في أصله يفيد الحاضر

تقول : يقوم زيد

لما تسمع كلمة يقوم زيد:

تقول : يقوم يعني الآن في الحاضر

إذاً: قيامه في الحاضر

 

إذا أردت أن يكون قيامه في الماضي أدخل عليه لم ولما تقلب لم ولما الفعل المضارع إلى الماضي

لم يقم زيد

لما يقم زيد

 

إذا أردت أن تقلب الفعل المضارع إلى المستقبل أدخل عليه

لن

 

هناك أداة :

تقول لا أقيد :

أنا حيثما تشاؤون في الماضي في الحاضر في المستقبل وهي :

لا

وهذه لا لابد أن يكون اسمها وخبرها نكرتين

 

إذا ً :

عندنا النفي من حيث  الأدوات :

إما نفي ماضي

أو في الحاضر

أو في المستقبل

أو حرة مطلقة ـــــــــــــــ لا