الاستفهام ـ الجزء الخامس

الاستفهام ـ الجزء الخامس

مشاهدات: 1334

البلاغة

الاستفهام (5 )

فضيلة الشيخ  :

زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاستفهام كما سبق من أحوال الطلب :

وهو :

طلب حصول العلم بشيء لم يكن معلوما لدى السائل من ذي قبل بإحدى أدواته

هذا هو معنى الاستفهام وهذه هي صيغة الاستفهام ،

وقد يأتي الاستفهام بأي أداة من أدواته خارجا عن هذا المعنى فيكون السائل ليس جاهلا بالحكم وإنما لديه علم

وذلك لأغراض شتى تفهم حسب دلالة السياق

1-  قوله تعالى لما ذكر تحريم الخمر:

 قال :

{ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ } هنا استفهام ، والله جل وعلا عالم فيكون المراد من هذا الاستفهام [ الأمر] يعني انتهوا .

2ــ قد يخرج عن حقيقته وعن أصله ويراد منه :

[ النهي ]:

كما في قوله جل وعلا { أَتَخْشَوْنَهُمْ } يعني لا تخشونهم .

3-  قوله تعالى:

{وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } هنا استفهام يراد منه  [ التسوية ] .

4- غرض آخر يأتي ويراد منه  [ النفي ]:

قال تعالى {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } .

معنى ذلك / ما جزاء الإحسان إلا الإحسان ،

5-  وتأتي صيغة الاستفهام ويراد منها التشويق:

 قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } .

6-  وقد يأتي الاستفهام لغرض [ التأنيس ]:

قال تعالى : {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى } .

7-  وقد يأتي الاستفهام لغرض [ التهويل ] :

كما في قوله تعالى: (( الْحَاقَّةُ{1} مَا الْحَاقَّةُ{2} } وقوله تعالى { الْقَارِعَةُ{1} مَا الْقَارِعَةُ{2} } .

8-  وقد يأتي الاستفهام لغرض [ الاستبعاد ] :

{أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ } .

9- قد تأتي لغرض [ التعظيم المفعم بالتحدي ]

كما في قوله تعالى :{ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ  }  ، وقد سبق وأن تكلمنا عن الاستفهام المشرب بالنفي والذي يراد منه التحدي هنا / أي لا أحد يشفع ،

وقوله تعالى :{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } ؟ أي لا أحد.

10-  وقد يأتي ويراد منه :[ التحقير ]:

مثال  / :

أهذا الذي مدحته كثيرا  ؟

وهناك بيت جميل بلغ في التحقير مبلغه :

          فدعِ الوعيد فما وعيدك  ضائري

       أطنينُ أجنحة الذباب يضير

11-  وقد يأتي الاستفهام لغرض [ التعجب ] ،:

{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ } .

12 وقد يأتي الاستفهام لغرض [ التهكم ] :

مثال /:

أعقلك يأمرك بهذا ؟

13-  وقد يأتي الاستفهام لغرض [ الوعيد ] :

كما في قوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } .

14-   وقد يأتي الاستفهام لغرض [ الاستبطاء ] :

كقوله تعالى: { مَتَى نَصْرُ اللّهِ } .

15ـــ وقد يأتي الاستفهام لغرض

 [ التنبيه على الخطأ ]:

كقوله تعالى :{ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } .

  • ـــ قد يأتي الاستفهام لغرض

 [ التنبيه على الباطل ] :

كقوله تعالى : {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ } .

  • ــ قد يأتي الاستفهام لغرض

[ التنبيه على ضلال الطريق والمنهج ]:

كقوله تعالى : {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } .

18ــ قد يراد منه [ التكثير ] :

كقول الشاعر :

صاحِ هذه قبورنا تملأ الرحب

 فأين القبور من عهد عاد  ؟

19ــ قد يأتي الاستفهام لغرض [ الإنكار ]:

كقوله تعالى { أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فهذا الإنكار إن وقع في سياق الإثبات فهو نفي ، وإن وقع في سياق النفي فهو إثبات ،

قال تعالى { أَفِي اللّهِ شَكٌّ } انظر إلى الهمزة [ همزة إنكار] جاءت في سياق الإثبات دخلت على جملة { أفِي اللّهِ شَكٌّ } وجملة  { فِي اللّهِ شَكٌّ } إثبات عند التأمل فيها فلما دخلت حولت هذا الإثبات إلى نفي ، فيكون جواب { أَفِي اللّهِ شَكٌّ } ؟ لا ، وإذا دخلت على النفي حولته إلى الإثبات

كقوله تعالى {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى }

الهمزة هنا: [ همزة إنكار ] دخلت على جملة منفية [ لم يجدك ] فـ [لم] كما سبق معنا أنها أداة نفي وجزم وقلب ،  {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى } قد وجدك ،

والإنكار قد يراد منه إنكار تكذيبي :

كقوله تعالى  {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } إنكار لهذا الظن ولهذا الحسبان مع تكذيبه ،

وقد يكون الإنكار للتوبيخ واللوم ،:

كقوله تعالى  {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ } .

20ــ الأخير من هذه الأغراض [ التقرير ] :

وغالبا ما يكون بالهمزة:

 كقوله تعالى  {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } ،

وأحيانا يأتي بغير أداة الهمزة، :

كقولك :

لمن هذا الكتاب ؟ أو لمن هذا القلم ؟

فإذاً /:

هذه الأغراض تعرف عند تأمل السياق فيأتي الاستفهام منصرفا عن حقيقته وعن أصله لهذه الأغراض حسبما يقتضيه سياق النص .