الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .
أما بعد :
فقد الناظم رحمه الله :
29 ـ أبٌ أخٌ حمٌ كَذَاكَ وَهنّ *** وَالنّقصُ فِي هذَا الَأخِيرِ أَحْسَنُ
الشرح :
لما ذكر رحمه الله اسمين من الأسماء الستة في البيت السابق :
ذكر اسمين ، وهنا ذكر أربعة لتتم القسمة ، قال :
أبٌ أخٌ حمٌ كَذَاكَ وَهنّ …………………..
يعني ما أُعرب به الاسمان السابقان من الرفع بالواو ، والنصب بالألف ، والجر بالياء ، يكون الحكم كذلك في الأب والأخ والحم ، ثم لما كان الاسم السادس ( هنُ ) فيه خلاف بين البصريين والكوفيين ، لأن الكوفيين لا يرون أن ( هن ) من الأسماء الستة ، بل يقولون هي خمسة أسماء ، بينما البصريون وينوبهم في ذلك ابن مالك يروى أن ( هن ) من الأسماء الستة ، تعامل كمعاملة ما سبق من أسماء .
ثم لما كان الأفضل في ( هن ) النقص وهو الإعراب بالحركات ، قال:
……………… وَالنّقصُ فِي هذَا الَأخِيرِ أَحْسَنُ
ما هو الأخير ؟ ( هن )
فخلصنا من هذا إلى أن ( هن ) له حالتان، إحداهما أفضل من الأخرى ، فالأفضل في ( هن ) أن يعرب بالحركات .
مثال :
” هذا هنُك “
” استر هنَك “
” لا تنظر إلى هنِك “
والهنُ : عبارة عن قُبل الإنسان .
هذا : مبتدأ .
هنُ : خبر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف ، والكاف ضمير مبني في محل جر مضاف إليه .
” استر هنَك “
استر : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت .
هنَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهر على آخره .
” لا تنظر إلى هنِك “
لا : ناهية .
تنظر : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية .
إلى : حرف جر .
هنِ : اسم مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف والكاف مضاف إليه .
إذاً / هذا هو الأفضل وهي الحالة الأولى وهي حالة النقص وهي أن يعرب بالحركات .
الحالة الثانية : وهي ضعيفة ، بل لا يراها الكوفيون كما مر معنا في شرح متن ( الآجرومية )
أن يُعرب بالتمام ، وهو الإعراب بالحروف .
مثال :
” هذا هنوك “
” استر هَناك “
” لا تنظر إلى هنيك “
فنجد ” هنوك ” مرفوع وعلامة رفعه الواو .
” هناك ” منصوب وعلامة نصبه الألف .
” هنيك ” مجرور وعلامة جره الياء .
ثم قال رحمه الله :
في صدر البيت السابق ( أب ) وما يليه وهما ( أخ وحمٌ ) يندر النقص مثال :
” هذا أبُك “
” رأيت أبَك “
” مررت بأبِك “
هذا إعراب الحركات .
مثال :
” هذا أخُك “
” رأيت أخَك “
” مررت بأخِك “
ولذلك قال الشاعر :
بأبِه اقتدى عديٌ في الكرم |
ومن يشابه أبَه فما ظلم |
ثم قال رحمه الله :
( هنُ ) مر معنا أن لها حالتين ، النقص وهو الأقرب ، وهي الإعراب بالحركات ، يتلو ذلك التمام وهي الإعراب بالحروف .
إذاً بقي معنا ( أبٌ – أخٌ – حمٌ ) لها ثلاث حالات ، وهي مرتبة على حسب الأفضلية :
الحالة الأولى : التمام ، وهي أن تعرب بالحروف ، ترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجر بالياء .
الحالة الثانية : القصر ، وهي أن تلزم الألف في جميع الأحوال ، في حالة الرفع وفي حالة النصب وفي حالة الجر .
مثال :
” هذا أباك “
أباك : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
” رأيت أباك “
أباك : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
” مررت بأباك “
الباء : حرف جر .
أباك : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، فهي تلزم صفة واحدة .
الحالة الثالثة : النقص ، وهو الإعراب بالحركات كما سلف .
خلاصة القول / أن الأسماء الستة منها ما يلزم حالة واحدة وهي التمام (ذو ) و ( فو ) .
النوع الثاني : ما له حالتان ، وهو ( هن ) الأفضل فيه النقص ثم يلي ذلك التمام .
النوع الثالث : ما له ثلاث حالات ( أبٌ – أخٌ – حمٌ ) الأفضل فيها التمام ، يلي ذلك القصر وهي أن تلزم الألف في جميع الأحوال ، يلي ذلك حالة النقص وهي الإعراب بالحركات .
لو سألت سؤالا : قال الناظم رحمه الله :
أبٌ أخٌ حمٌ كَذَاكَ وَهنّ …………………..
على أي حالة من الحالات الثلاث ؟
الجواب / ليست من الأسماء الستة ، لأن الشروط غير متوفرة فيها ، إذاً : ليست معنا ، لا في قضية تمام ولا نقص ولا قصر ، فهي لا يمكن أن يكون لها إلا حالة واحدة وهي أن تعرب بالحركات ، لأنها ليست من الأسماء الستة ، فالأسماء الستة لها شروط سابقة .