الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .
قال الناظم رحمه الله :
41 ـ وَما بتا وَألِفٍ قد جُـــمِعا يُكْسر في الجَر وفي النصبِ مَعا
الشرح :
لما ذكر رحمه الله ما ينوب عن الحركات وهي الحروف ، لأن الأصل في الرفع أن يكون بالضم وفي النصب أن يكون بالفتحة وفي الجر أن يكون بالكسرة ، فناب عن هذه الحركات حروف سبق ذكرها ، فناب عن الضمة الواو في جمع المذكر السالم ، وناب عن الفتحة و الكسرة الياء في جمع المذكر السالم ، وناب عن الضمة الألف في المثنى ، وناب عن الفتحة في المثنى الياء ، وكذلك نابت الياء عن الكسرة في المثنى .
وأراد رحمه الله بذكر هذين البيتين أن بين ما تنوب فيه حركة عن حركة ، ما مضى ما ينوب فيه حرف عن حركة ، أما في هذين البيتين فتنوب حركة عن حركة وذلك في جمع المؤنث السالم ، فجمع المؤنث السالم يرفع بالضمة وينصب على غير المعتاد ، ينصب بالكسرة ، مع أن الأصل في النصب أن تكون الحركة هي الفتحة ، فيرفع بالضمة وينصب بالكسرة ويجر بالكسرة أيضا ، إذاً هذا المقصود من إنابة حركة عن حركة ، أين موضعها في جمع المؤنث السالم ؟ في حالة النصب .
وسمي بجمع المؤنث السالم لأن مفرده سلم ، فيخرج بذلك جمع التكسير لأنه مفرده يكسر إما بزيادة حرف أو بنقصان حرف حال الجمع:
مثل : ” رجل ” جمعها ” رجال ” إذاً ماذا صنعنا بالمفرد ؟ كسرنا بزيادة الألف .
مثال آخر : ” أعرابي ” جمعها ” أعراب ” إذاً كسرنا المفرد بنقصان .
أما جمع المذكر السالم كما مر معنا ” مسلم ” : مسلمون .
كذلك جمع المؤنث السالم يسلم مفرده من الانكسار إذا أتينا بعلامة جمع المؤنث السالم ، ما علامة جمع المؤنث السالم ؟ أن يزاد على المفرد
” ( ألف وتاء ) من غير أن تتغير بنية مفرده ” ، مثل ” هند ” نضيف إليها ” ألف وتاء ” وهما زائدتان ” هندات “
تقول : ” هؤلاء هنداتٌ ” في حالة الرفع .
وتقول : ” رأيت هنداتٍ ” في حالة النصب .
وتقول : ” مررت بهنداتٍ ” في حالة الجر .
وكل كلامنا هذا مجموع في قوله :
وَما بتا وَألِفٍ قد جُـــمِعا يُكْسر في الجَر وفي النصبِ مَعا
يعني جمع المؤنث السالم علامته أن يضاف إلى المفرد ( ألف وتاء ) زائدتان مع سلامة المفرد ، فيكسر في حالة الجر والنصب معا .
مثال : ” سمعت أبيات ” كيف نشكلها ؟ أبياتٍ أو أبياتا ؟
تقول ” سمعت أبياتا من الشعر ” لم ، مع أن آخرها ألف وتاء ؟ لأن التاء أصلية ، فأصلها ” بيتٌ “
ثم قال رحمه الله :
( أولات ) لا مفرد لها من لفظها ، فتكون ملحقة بجمع المؤنث السالم ، تقول : ” أولاتُ العقولِ فزن بالخير “
أولات : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
مثال : ” رأيتُ أولاتِ العقول “
أولات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم .
فأولات صنف من الملحقات بجمع المؤنث السالم .
الصنف الثاني : قال رحمه الله :
( أذرعات ) بلدة في أطراف الشام ، أصلها جمع ، فأذرعات المفرد منها ” ذراع ” فجمعت ” أذرعة ” وجمع الجمع ” أذرعات ” كما لو قلت ” رجل ” مفرد ، جمعه ” رجال ” جمع الجمع ” رجالات “
فيقول رحمه الله : ما كان جمعا ولكن جُعل علما لشيء فإنه يُعرب كإعراب جمع المؤنث السالم ، مثل ” أذرعات ” لأن كلمة ” أذرعات ” أصبحت علما على بلد .
تقول : ” هذه أذرعاتٌ ” في حالة الرفع .
” رأيت أذرعاتٍ ” في حالة النصب .
” سكنت في أذرعاتٍ ” في حالة الجر .
يعني أنه مقبول أن يعرب كملحق بجمع المؤنث السالم .