التفسير المختصر الشامل تفسير سورة النساء من الآية (71) إلى (77) الدرس (63)

التفسير المختصر الشامل تفسير سورة النساء من الآية (71) إلى (77) الدرس (63)

مشاهدات: 488

تفسير سورة النساء – من الآية (71) حتى الآية ( 77)

الدرس ( 63)

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري ـ حفظه الله –

قال تعالى :

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) نداء لأهل الإيمان بأن يأخذوا الحذر من مكايد الأعداء وأيضاً كما أمر عز وجل من أن أهل الإيمان من أنهم يكونون على قوة  ولذا ماذا قال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) ومع ذلك أيضاً يؤخذ  الحذر من مكايد الأعداء فقال هنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) هذا يدل في سياقه على الجهاد في سبيل الله لم؟ لأن شرع الله عز وجل لا يقوم إلا بماذا؟ بالجهاد وليس الجهاد محصوراً لقتال الأعداء فقط لا بل الجهاد جهاد أهل المنكرات بمعنى أنه يوضح لهم الخير من الشر، ينصحون.، مدافعة أهل البدع، صيانة الدين  وحفظ الدين  من أهل البدع  كل ذلك جهاد  ولذلك ماذا  قال عز وجل(وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) أي جاهد بالقرآن هؤلاء الأعداء جهاداً كبيراً  فدل هذا على أن أعظم الجهادين هو جهاد العلم بأن تجاهد بعلمك من؟ أهل البدع  وأهل الأهواء فهو أعظم من  الجهاد في ساحة المعركة وهذا قرره ابن القيم رحمه الله فقال هنا  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ)  والقدرية تقول إن  الحذر يغني من القدر لأنه ما ذكره عز وجل  هنا قال ( خُذُوا حِذْرَكُمْ) إلا لأن له  قوة في السلامة من مكايد الأعداء  ولاشك أن  قولهم قول ضلال لم؟  لأنه لا يمكن لأحد أن  ينقذ نفسه أو أن يصرف عن نفسه الشر إلا بقدر من الله عز وجل  وإنما الآية في الرد عليهم  الرد عليهم الله عز وجل قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) من باب أن الإنسان لا يلقي بنفسه إلى التهلكة ومع ذلك من الذي أمر هنا بالأخذ بالحذر من؟  الصحابة  والمؤمنون ومع ذل أثنى الله عز وجل على  الصحابة لما 

(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا)

ومع ذلك أمرهم بماذا أن يأخذوا الحذر من أعدائهم  ولذا قال خُذُوا حِذْرَكُمْ) (خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ) هذا كما في الحديث  قال ( هل أطلقها يا رسول الله وأتوكل قال بل اعقلها وتوكل ) خذوا حذركم من باب فعل الأسباب  فليس به حجة للقدرية  ولذا مر معنا  قوله عز وجل عن أولئك كما في سورة البقرة (َألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ) جماعات عظيمة (وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا) (فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا) موتوا (ثُمَّ أَحْيَاهُمْ )ۚ فدل هذا على أنه لا يغني حذر من قدر لكننا مأمورون بأن نحذر وأن نأخذ

بالأسباب وأن نتوقى المهالك لكن كل ذلك لا يمكن أن ينفع إلا بتوفيق الله

وبقدر الله وبإعانة الله وبحفظ الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) وهذا يدل على  الوجوب يدل على الوجوب لأن الإنسان  منهي عن أن يلقي بنفسه إلى التهلكة كما مر معنا في هذه السورة (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ )ۚ  وكما قال عز وجل كما مر معنا في سورة البقرة (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )ۛ (خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ) فانفروا يعني انطلقوا (فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) ثبات جمع  ثبة  وهي الجماعة  (فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) جميعا تفسر معنى يعني  انفروا جماعات جماعات متفرقة  دليل ماذا هذا المعنى ما بعده أَوِ( انْفِرُوا جَمِيعًا)  دل هذا على ماذا على أن الكلمة كما مر معنا  قد تفسر بالكلمة  التي تليها كما مر معنا (نْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى ۚ) ( وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ) هنا بينت كلمة (جَمِيعًا) بينت معنى كلمة (فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ) فقوله (فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ)  يدل على السرايا  بعث السرايا أو انفروا جميعاً بمعنى أن  الجيش كله ينفر ومن ثم  بعض المفسرين قال إن هذه الآية منسوخة لقوله تعالى (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا) والصحيح أنه ليس هناك  نسخ لافي هذه الآية  ولافي هذه الآية  فكل آية  لها ما  يخصها من  الأحوال والأزمان ولذا ماذا قال عز وجل (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا)   (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ) (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ) الام هنا في (لَمَنْ) للتوكيد  لو كان في غير القرآن(وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ) (َيُبَطِّئَنَّ ) يعني اللام زائدة للتوكيد وإن من منكم لمن ليبطئن أي ليتثاقل عن الجهاد  والصحيح يثقل غيره أيضا جمعا بين القولين وهذا شأن من؟  شأن أهل النفاق  شأن أهل النفاق  ولذا ماذا قال  تعالى

(قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا)

(وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ) يتثاقل عن الجهاد  ويثقل غيره(وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ) (وَإِنَّ مِنْكُمْ ) منكم معناها من انهم منهم من حيث ظاهر الدين وإلا فهم أهل نفاق وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم  مصيبة  أي مصيبة مما لا تلائمكم من أسر أو جراح أو ما شابه ذلك من هزيمة (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا) أي حاضر سبحان الله يظن أن النعمة عليه بأنه سلم من تلك المصيبة ولم  يتفطن إلى ما ذكر في الآيات السابقات(الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم)

حقيقة الإنعام (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فأولئك مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ )

(قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا) (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ) من غنيمة

 ( وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ ) هذه الجملة (لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ ) هذه جملة اعتراضية مربوطة بالآية أو بالكلام السابق بمعنى أن منكم لمن ليبطئن ( فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا ) (كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) وأما قوله(فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ) ( وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ) فهذا هو بيان ترتيب الآية لكن قال هنا والعلم عند الله لماذا قالها هنا والعلم عند الله بما يظهر لي لما قال ( وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا) هذا قول باطل وضلال  وبعد عن الخير فلما انتقل السياق  إلى السياق الآخر وهو ذكر الغنيمة والفضل ذكر هذه الجملة من باب  ألا  ينشغل  الذهن عن قولهم  الأول  وهو قول  خبيث حتى يذكر والعلم عند الله من قرأ من أن أولئك لا يغيب عنك قولهم السابق وهو قوله  (قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا ) من باب التذكير من أن هؤلاء قولهم قول سفيه وخبيث  (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ  ) مودة بعض الناس يقول كيف تكون هناك  مودة  وهؤلاء ليسوا بأهل إيمان مودة من حيث الظاهر باعتبار أنهم في صورتهم صورة  أهل إسلام لذلك  ماذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قيل لهم  اقتل المنافقين  ماذا قال ( حتى لا يتحدث الناس أن محمداً  يقتل أصحابه ) وهم ليسوا بأصحابه لكن هم أصحاب من حيث الصورة ولذا ماذا قال عز وجل  ( وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا )  سبحان الله جعل الفوز العظيم أنه يغنم من هذه الدنيا وهذا يدل على ماذا يدل على أن هؤلاء  ليسوا بأهل بعد نظر  وليسوا بأهل خير وصلاح (فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) (فَأَفُوز) نصب الفعل المضارع بعد الفاء لأنه واقع بعد التمني (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) لم يقل فأفوز فقط بل قال ( فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) مما يدل على أنهم أصحاب دنيا وهذا هو الأظهر في سياق الآيات وهو قول الجمهور  خلافاً لمن قال من أن هذا السياق في ضعفة أهل الإيمان لم؟ قال لأن  قوله (وَإِنَّ مِنْكُمْ) يعني أنهم منهم لأن أهل النفاق ليسوا منهم ولذلك قال تعالى (مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ)  وأيضاً قول مودة والمودة إنما تكون بين من ؟ بين أهل الإيمان فيقول السياق سياق حديث عن من؟ عن ضعفة  الإيمان لكن الصواب والأظهر ما قررناه (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ ) فليقاتل هنا  قال هنا  فليقاتل  الفاء هنا  تدل على شيء سابق  بمعنى أن ذلكم الفضل  وتلك الخيرات المذكورة في الآيات لأهل الخير تدعوكم إلى أن تتحصلوا عليه وذلك عن طريق الجهاد الشرعي (فَلْيُقَاتِلْ) أمر هنا (فِي سَبِيلِ اللَّهِ) لتكون كلمة الله هي العليا كما فسره صلي الله عليه وآله وسلم وهذا هو الجهاد الشرعي (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ ) يعني يبيعون  وهذا أمر لمن ؟ لأصحاب الإيمان أصحاب الإيمان  الكامل (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ) يعني يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة يبيعون الحياة الدنيا  ولكن  لتبقى أخراهم وليتحصلوا  على الثواب  العظيم في الاخرة (َ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ)  بعض المفسرين  قال الأمر  هنا  لمن؟ لأهل النفاق أو لضعفة الإيمان (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ) يشرون هنا  ليس بمعنى البيع وإنما بمعنى الاشتراء بمعنى الاشتراء يعني يشرون يعني  يشترون  يشترون ماذا؟ الحياة الدنيا والثمن الذي يقدمونه ماذا؟ الآخرة لكن السياق يدل على ما قررناه ولا مانع من دخول هذا الأمر لأولئك لعلهم أن يستيقظوا ولا شك أن القول السابق من أن يبيعون يشترون يكون ظاهراً في النفاق لأن من في قلبه إيمان ولو ضعف فإنه لا يكون كحال أهل النفاق ( فلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًاَ) قال هنا (وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ) هذه ثمرات ماذا؟ الجهاد في سبيل الله بمعنى أنه إن قتل فله أجر عظيم  وإن سلم  وغنم  فله أجر عظيم ومن يقاتل في سبيل الله  فيقتل أو يغلب أو يغلب فيقتل أو يغلب بمعنى أنه ينتصر  ينتصر( وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) والأجر العظيم من الله عز وجل أجر عظيم  ومن ذلك  ما ذكره عز وجل عن حال  الشهداء ومالهم من الكرامة في القبر ومالهم من  الكرامة في الآخرة  لكن هنا  ماذا قال (وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)  يدل علي أن من  انتصر  وحاز على الغنيمة وسلم من أن أجره  كأجر من  قتل كذا نعم هذا هو الظاهر ولذلك النبي  صلي الله عليه وآله وسلم كما في  صحيح مسلم قال  لما ذكر من أن الله ضامن من قاتل  إيمانا  بالله  من أن الله  عز وجل  يرجعه  بما نال من أجر  أو غنيمة من أجر أو غنيمة قول من أجر أو غنيمة  يدل على أنه لا يحصل إلا على واحدة إما الأجر أو الغنيمة بمعنى أنه إذا مات  فله الأجر  إن رجع سالماً غانماً فرن له الغنيمة لكن ليس له من الأجر  شيء ولا شك  أن مثل هذا  ينتقض بماذا   ينتقض بما حصل لصحابة رضي الله عنهم  في غزوة بدر فإنهم غنموا وسلموا ومع ذلك  فهم من أعظم  الناس بل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ثبت عنه  قال وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا  ما شئتم فقد غفرت لكم فيكون معنا هذا الحديث من أن أو هنا بمعنى  الواو  بمعني الواو من أجر وغنيمة وقد جاءت رواية  في مسلم وسنن أبي داود أيضاً بالواو  فالشاهد من هذا لو قيل  لو قيل هناك في صحيح مسلم  قال صلى الله عليه وآله وسلم (ما من سرية  تسلم فتغنم إلا تعجلوا ثلثي أجرهم والثلث لهم أجر) فما لجواب عن هذا بعض أهل العلم ضعفه ولاشك أن هذا القول  ضعيف  لأنه في صحيح مسلم والرواة له ثقاة فإذاً يكون معنا تعجلوا ثلثي ماذا يكون يكون  والأقوال فيه كثيرة من أن من لم يغنم و وأصيب في المعركة أن أجره أعظم من أجر هؤلاء وهؤلاء له أجر ولكن لا يعني أن أجرهم يكون مساويا لأجر أولئك  ولذلك كما جاء في الصحيح من أن خباب قال فمنا من مات ولم يصب شيئا كمصعب بن عمير بمعنى أنه  لم ينل شيئاً من الدنيا   قال ومنا من أينعت له  ثمارها فهو يهدبها يعني يصيب منها فدل هذا على أن هناك فرقاً بين هؤلاء  بين هؤلاء ولو قيل إذاً يكون أجر من في غزوة بدر أقل لأنهم غنموا وسلموا أقل ممن ممن غزا في غزوة أحد  هل هذا الكلام صحيح  الجواب لا لم؟ لأنه يعني أهل بدر اختصوا بخصيصة تميزهم من أنهم كانوا في أول إسلام وما شابه ذلك وما كانوا فيه من خوف وما كانوا فيه من قلة  فكان لهم الفضل الذي بينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يعني أنهم لو لم يسلموا لا يعني أنه لن يزاد لهم فضل اعلي من هذا  الفضل فدل هذا على أن أهل بدر  لهم الخصيصة  التي تميزهم بما ذكره النبي صلي الله عليه وآله وسلم  ولاشك ن حال الصحابة رضي الله عنهم  في أول الإسلام  ليس كحال  من جا بعدهم حتى في زمنهم ولذلك ماذا قال عز وجل( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحسنى ۚ) (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ) ذكر هذه الآية من باب الحث من باب ماذا من باب أن القتال في سبيل الله إنما هو من أجل إعلاء كلمة الله ومن أجل  تخليص  المستضعفين  من عذاب أولئك الطغاة ولذا قال تعالى( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) ما الذي يمنعكم من القتال  في سبيل الله (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ) إما في سبيل المستضعفين من هؤلاء أو في تخليص هؤلاء بمعنى أنكم مأمورون بالقتال  وقد مر معنا كثيراً في سورة البقرة  من أن الجهاد لا يكون جهادا شرعياً إلا بشروطه الشرعية ومن ذلك  ولي الأمر وإذن ولي أمر المسلمين قال هنا (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ ) يعني خلصوا يعني في تخليص  المستضعفين خلصوا هؤلاء (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ)  وهذا يدل أيضاً على ماذا ؟ تدل هذه الآية على أن فك الأسرى وأن تخليصهم بفداء أو ما شابه ذلك أن الولاة عليهم هذا الأمر ولذا قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح البخاري ( فكوا  العاني ) العاني يعني الأسير والمستضعفين  من الرجال والنساء والولدان  انظر قدم  الرجال لأن الرجل إذا كان في حالة ضعف فإنه يكون ضعيفاً من حيث  جسمه ومن حيث  نفسيته  لأن الرجل يرى أنه رجل وليس كغيره  ،ن الأطفال  ومن النساء فإذا أصيب بضعف هنا أصيب بضعف في البدن  وفي ضعف  نفسي ولذلك ماذا قال صلى الله عليه وآله وسلم  ( وأعوذ بك من قهر الرجال) وهذا يدل علي  أن هؤلاء والعلم عند الله ما قدمهم الله عز وجل وهم الرجال إلا لهذا الأمر من الرجال  والنساء  لأنهن ضعفاء  والولدان  يعني  الصغار  ولذلك  كما جاء في صحيح البخاري وغيره  قال ابن عباس  رضي الله عنهما  قال (أنا  وأمي من المستضعفين بمكة)  (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ) يعني خلصوا هؤلاء من أذى أولئك الكفار من الرجال والنساء  والولدان  ولا شك أن  تقديم النساء علي الولدان  باعتبار أن  الضعف يكون  أعظم بالنسبة  إلي المرأة من  الأطفال  لأن الأطفال  و لو كان  لديهم  ضعف  فإنهم  ليسوا ككبار  السن وليسوا كالنساء البالغات اللواتي  يفكرن في  عواقب الأمور  فالأطفال ليس حالهم كحال هؤلاء والولدان  اللذين يقولون وهم هؤلاء  المستضعفون (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا)  القرية هنا بإجماع المفسرين  كما قال بعض المفسرين  هي مكة باعتبار ما كان من حال الصحابة رضي الله عنهم مع كفار قريش ولذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعوا للمستضعفين  في مكة  فقال عز وجل  هنا (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا) يدعون الله (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا ) وتوكلوا على  الله ولم يثقوا بالبشر (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) وهم كفار قريش الظالم أهلها الأصل أن  الصفة وهي الصفة الظالم تكون مقدمة على الأهل بمعنى من الذي ظلم؟ من هو الظالم؟ هم الأهل  لكن هنا  صفة قدمت على الموصوف  ولتعلم القاعدة هنا  من أن  الصفة تكون بعد الموصوف   لكن هنا قدمت  فإذا قدمت الصفة علي الموصوف فلها حالتان رما القطع بمعنى  الفصل  أو بمعنى الوصل  كما هنا هنا  وصل بمعنى أنها وصلت بما قبلها بما قبلها فتأخذ حكم  ما قبلها  ولذا ماذا قال القرية الظالم أخذت في حكم الإعراب  ماذا  القرية لأن القرية أخرجنا من هذه القرية مكسورة الظالم كسرت هذا لأنها وصلت لكن إذا فصلت وقطعت  هنا تكون منصوبة  قال تعالى (لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) من التي تلهو  القلوب  لكن قدم  اللاهية هنا ففصلها يعني قطعها فتكون منصوبة لاهيةً قلوبهم  خشعاً أبصارهم  قال هنا الظالم أهلها  أهلها فاعل لماذا؟  لاسم الفاعل الظالم  الظالم  أهلها( وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) يدعون الله  أن يكون عليهم  ولي يتولى أمورهم  فيأتي إليهم بما ينفعهم  ويدفع عنهم مايسؤهم بأمره عز وجل  قال تعالي هنا  عن هؤلاء( وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) يتولى أمورنا  (وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) بمعنى أنه بأمرك عز وجل وبقدرتك  ينصرنا  من هؤلاء الكفار وقد وقع مثل هذا  فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم  لما فتح مكة  ولى عليهم  من يكون  ولياً ونصيراً( وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) (وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا)

(الَّذِينَ آمَنُوا) هنا النوايا تختلف النوايا تختلف  ولذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سئل كما في الصحيحين ( الرجل يقاتل شجاعة الرجل يقاتل حمية يعني عصبية  الرجل يقاتل للذكر يعني  من أجل أن يذكر ذلك في سليل الله  قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )

 (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) لإعلاء كلمة الله (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ)أن ما يضاد هؤلاء الكفار هم أهل الإيمان  قال هنا والذين كفروا ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) ومر معنا  ما يتعلق بالطاغوت    (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ) هؤلاء أولياء الشيطان من يقاتل  من هؤلاء في سبيل الطاغوت  وهذا يدل علي ماذكرناه من أن  كلمة الطاغوت تكررت في هذه السورة  من باب أن يتمعن  الإنسان من أن  الطاغوت تتعدد معانيه وهو كل ما تجاوز به الإنسان حده من معبود أو متبوع  أو مطاع  قال هنا ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ) لأن الشيطان  هو أعظم الطواغيت  وهؤلاء الذين كفروا ما قاتلوكم إلا من أجل إرضاء الشيطان (فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا )  سبحان الله مهما فعل الشيطان  مهما أز أصحابه فكيده  ضعيف ولذا مر معنا ما تعلق بغزوة أحد ماذا قال عز وجل (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَه) يعني يخوفكم بأوليائه (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين)  قال هنا (فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا )َ إذاً كيد الشيطان  ضعيف  لكن لو قال قائل  الله عز وجل ذكر عن النساء  من أن كيدهن عظيم (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) فدل هذا على ماذا يدل على أن  كيد النساء كيد عظيم  بينما كيد الشيطان هنا ضعيف فكيف يكون ومعلوم أن  النبي صلي الله عليه وآله وسلم كما ذكر في أحاديث منها كما ثبت ( إذا خرجت المرأة استشرفها الشيطان) فدل هذا على  أن الشيطان هو الذي يؤز الناس إلى  الشر فكيف يكون كيده ضعيفا والعلم عند الله (إِنَّ كيد الشيطان ضعيف)َ ولذلك ماذا قال  عز وجل( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّه )إذاً هو أمام  قوة الله  وأمام عباد الله  الصالحين  الذين أمدهم الله عز وجل بقوة منه كيده ضعيف كيده ضعيف.

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) هل هذه الآية نزلت في ضعفة الإيمان ممن في قلبه ضعف إيمان  أو هي في المنافقين  علي كل حال  قولان وجاء في سنن النسائي  كما ثبت  من أن عبدالرحمن  بن عوف رضي الله عنه  أتي إلي النبي صلي الله علي وآله وسلم ومعه أصحاب له فقالوا يارسول الله كنا في الجاهلية  كنا في  عز فلما  دخلنا في الإسلام  أصبحنا في ذل من هؤلاء الكفار  فلو أذنت لنا بالقتال  فقال صلى الله عليه وآله وسلم إنما أمرت في مكة بالعفو فلا تقاتلوا  فلما هاجروا إلى المدينة  نزلت آيات  القتال فإذا ببعضهم إذا ببعضهم  يكف عن  القتال لكن لاشك  أن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه  ليس كهؤلاء هذه الآية إما في أهل النفاق أو في ضعفة من  أهل الإيمان ولعله الأقرب  لهذا الدليل عند النسائي  فقال عز وجل هنا (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ )يعني عن القتال إنما أمرت بالعفو  (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) وهذا يدل على ماذا ؟ يدل كما مر معنا توضيح ذلك  في سورة  البقرة  لما قال عز وجل عن  شأن أهل  الكتاب  ماذا قال عز وجل ( فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حتى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) وهذا يدل على ماذا؟ يدل على أن  أهل الإسلام متى  ما كانوا في حالة لا يستطيعون بمعنى أن المسلمين لا يستطيعون  الجهاد وليس عندهم قدرة   وليس لهم سبيل فإن الواجب عليهم أن  يقيموا شعائر الله  من إقامة الصلاة من إيتاء الزكاة من تعلم العلم الشرعي وماشابه ذلك  من أجل  أنهم يكونون أقوياء  يكونون أقوياء فيما لو قدر الله عز وجل لهم  نصرة وقوة ومن ثم  قال هنا( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ) أي فرض عليهم  القتال ( إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ) يعني من قتالهم (كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً)

بمعنى أن الخشية بلغت بهؤلاء من الناس أعظم من خشية الله عز وجل إن لم تكن أعظم من خشية الله فهي لا تقصر من أن تكون كخشية الله عز وجل لم يخشونهم لأنهم يرون  أن أسباب الموت من هؤلاء قريبة لكنهم  لا ينظرون إلى عواقب الأمور وأن الله عز وجل قدر كل شيء ولذا قال( يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ) يعني نحن نريد أن نبقى في الدنيا حتى نكون في هذه الدنيا فلا يحصل لنا الموت بسبب القتل  فبالقتال  ييتم الأطفال ويرمل النساء ، لم كتبت علينا القتال ( لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ) إلى أجل قريب نستمتع في هذه الدنيا إلى أجل  قريب حتى  تأتينا آجالنا مع العلم أن الإنسان مقدر له أجله بموت أو بقتال أو بغير ذل ( لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ)   ولو عمرتم في هذه الدنيا ما عمرتم ( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَىٰ ) كما قال تعالى (لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفًا ۚ) (وَإِنْ كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) إذاً قال هنا ۚ (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا) (وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا) أي لاتظلمون مما عملتم من خير أو شر (فَتِيلًا) الفتيل مر معنا  وهو ماذا ؟ الخط الذي يكون في نواة  التمرة  ونكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.