تفسير سورة ( النبأ ) الدرس ( 265 )

تفسير سورة ( النبأ ) الدرس ( 265 )

مشاهدات: 524

تفسير سورة (  النبأ ) كاملة

الدرس (  265 )

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــ

تفسير سورة النبأ وهي من السور المكية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) }

{ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ } يعني عن ماذا يتساءل هؤلاء الكفار { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ } الجواب { عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ } النبأ العظيم هو القرآن { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68)} ويتضمن هذا القرآن النبأ العظيم الذي هو البعث { عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) } يعني أنهم مختلفون فيما يتعلق بيوم القيامة { الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } لأن هناك طائفة منهم كما مر معنا على  قول من أنهم كان عندهم تردد في إثبات البعث وإن قيل من المقصود من الاختلاف هنا؟ يكون بين أهل الجنة وبين أهل النار، فيكون السؤال الصادر في أول السورة من أهل الإيمان ومن الكفار، لكن أهل الإيمان يسألون من باب أن يزدادوا إيمانا، { وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ } الآية. فقال تعالى { الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) } { كَلَّا } ليس الأمر كما يقولون ولكن سيعلمون مغبة كفرهم وتكذيبهم { ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) } يعني من باب التأكيد الذي يراد منه تعظيم الأمر { ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) }.

{ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) }

{ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} يعني هذه دلائل على وجود البعث يعني تأملوا فيها { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} مثل المهاد الذي يوضع للطفل {مِهَادًا } يعني ممهدة

{ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا } يعني أنها أوتاد من أجل ألا تميد الأرض بالناس.

{ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا } يعني أصنافا وخلقناكم أزواجا فتأملوا ذلك { وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

{ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا } يعني أنكم تنقطعون عن المتاعب والمشاغل بهذا النوم حتى تعود إليكم القوة مرة أخرى.

{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا } يغطيكم لترتاحوا من عناء النهار.

{ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا } من أجل أن تبحثوا فيه عن أرزاقكم.

{ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا } يعني من أنها سبع قوية من حيث البنيان.

{ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا } يعني أنها مضيئة وشديدة الإضاءة.

{ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ } يعني من السحاب وهي التي امتلأت بالماء.

{ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا } يعني متصببا { لِنُخْرِجَ بِهِ } يعني بهذا الماء { حَبًّا } الحبوب التي تقتاتونها من قمح ونحوه { وَنَبَاتًا } يعني النبات، { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا } يعني بساتين من أشجار قد التف بعضها ببعض

{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)}

{ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا } يوم الفصل وهو يوم الفصل الذي يفصل الله فيه بين أهل الإيمان وأهل الكفر.

{ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا } يعني له وقت محدد { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ }

{ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ } يعني النفخة الثانية { فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا } يعني تخرجون من قبوركم { وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ } لأنها تنفطر وتتشقق { وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا } ولذلك الملائكة يوم القيامة كما قال تعالى: { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا }

وفتحت ..

{ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ } يعني سيرت عن أماكنها وأزيلت عن أماكنها {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا } تصبح هباء منثورا حتى إن الرائي يرى من بعد يراها كأنها مثل الماء الذي هو السراب.

{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)}

{ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا } { مِرْصَادًا } يعني أنها راصدة وتنتظر أصحابها أو أنها على اسم المفعول يعني مرصدة قد أعدت وهيئت لأصحابها.

{ لِلطَّاغِينَ } الذين تجاوزوا حدود الله { مَآَبًا } يعني أن مرجعهم إليها

{ لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا } يعني أنهم يلبثون سنين طوال وليس في هذا دليل على أن النار تفنى؛ لأنه قال { أَحْقَابًا } ولم يفرد ذلك وإنما جمع فقال {أَحْقَابًا }.

{ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا } { بَرْدًا } من حيث ماذا؟ من حيث  الظاهر { وَلَا شَرَابًا } من حيث الباطن { لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) } الحميم شديد الحرارة الماء المتناهي في حرارته { وَغَسَّاقًا } يعني ما يسيل من صديد وفضلات أهل النار، وقيل {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا } الغساق هو شدة البرد ليس كبرد وبراد أهل الجنة.

{ إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26)} يعني هذا بسبب ماذا؟ بسبب أعمالهم لم يظلمهم الله.

{ إِنَّهُمْ كَانُوا } في الدنيا { لَا يَرْجُونَ حِسَابًا } لا يرجون أن يحاسبوا؛ لأنهم ينكرونها أصلا.

{ إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28)} كذبوا بهذا القرآن أشد التكذيب.

{ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا } في اللوح المحفوظ كل شيء ضبط وحفظ، في اللوح المحفوظ وما في أيدي الملائكة.

{ فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا } وهذا أشد ما يكون على أهل النار، فذوقوا فلن نزيدكم مع هذا العذاب إلا عذابا.

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}

{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا } وهنا ذكر لمن؟ ذكر لأهل الجنة وهم المتقون، وبعض الناس في مثل هذا الزمن يقول إذا قرأت القرآن في صلاة أو في غيرها لا تقف على { فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا } وإنما قل بعدها { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا }  ثم إذا أردت أن تركع فاركع، مثل هذا لا دليل عليه، وهذا من البدع في دين الله، فالواجب على الإنسان أن يسير حيث سار الشرع فلا دليل على ذلك، فالوقوف هنا وقوف تام { فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}  استئناف آخر لا ارتباط له بما مضى { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا } يعني لهم فوز، ما هو هذا الفوز؟ { حَدَائِقَ } يعني بساتين { وَأَعْنَابًا } نص على الأعناب؛ لأنها مشهورة عند العرب.

{حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)}  يعني لهن نساء كواعب أتراب يقال تكعب ثدي المرأة يعني الفتاة تكعب ثدي المرأة إذا استدار، ولم يترهل { وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا } يعني أنهن مستويات في السن.

{ وَكَأْسًا دِهَاقًا } يعني خمرا في كأس دهاق يعني ممتلئة.

{ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا } { لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا } يعني في الجنة {لَغْوًا } من الكلام الباطل { وَلَا كِذَّابًا } يعني لا يكذب بعضهم بعضا.

{ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ } يعني ما مضى {عَطَاءً } من الله { حِسَابًا } يعني أنه عز وجل أعطاهم حسابا يعني عطاء كافيا كما لو قلت لشخص إذا سقاك شيئا تقول حسبي يعني كفاني اكتفيت

{ جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا } يعني عطاء كافيا.

{ جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) } يعني ما أعده عز وجل لهؤلاء ولأولئك من هو؟ رب السموات والأرض وما بينهما، ولذلك سبحان الله قلت لكم من أن من يتدبر القرآن تجد أن اسم الرحمن كثيرا ما يذكر فيما يتعلق بيوم القيامة، لم؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: ( إن الله قد كتب كتابا عنده إن رحمتي سبقت غضبي) وفي رواية ( غلبت غضبي )

فقال هنا { رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا } لا أحد يستطيع أن يخاطب الله، ولا أن يتكلم بشيء، ولذلك ماذا قال تعالى: { يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فقال الله { لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا }

{ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ } { الرُّوحُ } اختلف فيه هل هو جبريل أو أرواح بني آدم أو ما شابه هؤلاء؟ أقوال كثيرة، لكن الأظهر من أنه يكون جبريل، وأيضا أرواح بني آدم.

{ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا } يعني في يوم القيامة يصفون صفا فقال الله { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ } يعني بالكلام { وَقَالَ صَوَابًا } يعني قال قولا حقا إذ إنه في دنياه قال القول الحق من التوحيد والعلم الصالح، ويقول القول الحق إذا أذن له بالشفاعة، والشفاعة لا تتحقق لإنسان إلا بشرطين إذن الله للشافع أن يشفع، ورضاه عن المشفوع له.

فقال الله { ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ } هذا اليوم الحق الكائن الذي لا مرية فيه فهو واقع { ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا } من شاء اتخذ في هذه الدنيا إلى ربه { مَآَبًا } يعني مرجعا حسنا حتى يكون من أهل الجنة.

{ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا }

{ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا } هو قريب لأنه حاصل { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ } {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ }

{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } { وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ }

{ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } ينظر كل ما قدمت يداه من خير أو شر ، { وَيَقُولُ الْكَافِرُ } إذا رأى العذاب { يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا } يعني يا ليتني كنت مثل التراب، ولذلك ماذا قال عز وجل {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42) }

وبهذا ينتهي تفسير سورة النبأ…