تفسير سورة ( التين ) الدرس ( 282)

تفسير سورة ( التين ) الدرس ( 282)

مشاهدات: 595

تفسير سورة ( التين )

الدرس (282 )

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفسير سورة التين…

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)}

{ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } أقسم الله بالتين، وهو هذا التين المعروف، وكذلك الزيتون وهذا هو الصحيح لظاهر الحديث، وأما من قال من أن التين والزيتون من أنهما جبلان، فإنه خلاف ظاهر الآيات إلا أن يقال من أن المقصود من ذلك القسم بالمكان الذي نبتا فيه، وعلى كل حال فالقسم هنا ظاهر قسم بماذا؟ بهذا التين وبهذا الزيتون المعروف.

{ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) } وهو الجبل الذي كلم الله عنده موسى، وسمي بالسنين، وذلك لكثرة أشجاره، ولذلك مر معنا توضيح لذلك أكثر في قوله تعالى { وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ}.

{ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ } وهو مكة وسمي بالأمين؛ لأن من دخله كان آمنا {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ } يعني لما أقسم بهذه الأشياء بيَّن أن جواب القسم { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } يعني في أحسن هيئة {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } قال بعض المفسرين { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } يعني أنه يكون بعد الشباب، وبعد هذا الحسن يرد إلى أرذل العمر كما قال تعالى الله { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً }

وقال بعض المفسرين من أن قوله تعالى {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } يعني أن المقصود من ذلك أن هذا الإنسان مع حسن صورته إذا لم يؤمن بالله فإنه يرد إلى أسفل سافلين، وهي النار، ثم قال الله بعد ذلك {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } يعني غير منقطع وغير منقوص، ومن ثم فإنه على القول الأول يكون أهل الإيمان ممن أصابه الخرف تكون أعماله باقية، وعلى القول الآخر من أن المقصود أسفل سافلين يعني أنه لا ينجو من النار إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات فلهم أجر غير ممنون.

{فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} أنت يا أيها الإنسان بعد تلك الدلائل {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ}  يعني بيوم القيامة

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } يعني من أنه أحكم الحاكمين الذي يفصل بين عباده بحكمه الجزائي، وأيضا له الحكم القدري، وله الحكم الشرعي، وليعلم أنه ورد حديث من أن الإنسان إذا قرأ هذه الآية {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } فيقول:” بلى وأنا على ذلكم من الشاهدين” لكن الحديث ضعيف…