العالم العابد الحافظ الزاهد الذي حذَّر منه السلف

العالم العابد الحافظ الزاهد الذي حذَّر منه السلف

مشاهدات: 546

العالم العابد الحافظ الزاهد الذي حذَّر منه السلف

وما موقفنا نحن ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هذا هو العالم العابد الثقة الحافظ المتقن الفقيه الزاهد الورع الذي حذر السلف منه

وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال ترجمته وكذلك ذكرها في سير أعلام النبلاء وكذلك ذكر ترجمته ابن عدي الجرجاني في الكامل في ضعفاء الرجال

وكذلك ذكر ذلك يوسف المزي في تهذيب الكمال في أسماء الرجال وذكره غيرهم من الأئمة

هذا الرجل هو :

الحسن بن صالح الفقيه الهمداني الثوري

 

هذا الرجل قال عنه ابن معين : هو ثقة كما في ميزان الاعتدال

وقال أبو حاتم : هو ثقة حافظ متقن

وقال أبو زرعة : اجتمع فيه إتقان وفقه وزهد

وقال النسائي : هو ثقة

 

وكان عابدا :

إلى درجة أنه إذا سمع قراءة القرآن صعق وأغشي عليه :

ومعلوم أن الغشية من قراءة القرآن هذه لا تمدح على وجه الإطلاق كما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى :

قال : ” فإن الصحابة رضي الله عنهم هم لديهم من القوة من قوة القلب ما جعلهم يثبتون أمام قراءة القرآن ولم يحصل فيهم  غشي ولا صرع ولا ذهاب عقل

 

هذا الرجل :

 كان يقوم الليل هو وأمه وأخوه علي وكان توأما معه وكانوا يقسمون الليل ثلاثة أقسام فلما ماتت أمهما قسماه قسمين فلما مات أخوه صلى الليل كله

حتى إنه قرأ ذات ليلة بعم يتساءلون حتى الفجر

 

 

وهذا العالم العابد الزاهد :

الذي هو من الكوفة الهمداني الثوري ذمه كثير من السلف وكان بعضهم كابن مهدي كان يروي عنه ثم ترك الحديث عنه وكذلك ترك الحديث عنه جمع من الأئمة

 

وهذا العالم :

ولد سنة مائة للهجرة وتوفي سنة مائة وتسع وستين للهجرة

ويكنى بأبي عبد الله

 

وقد حذر منه السلف تحذيرا بليغا حتى إن شريكا كان لا يجيز شهادته ولا شهادة أصحابه

والثوري كما نقل ذلك الجرجاني في الكامل كان لا يكلمه حتى مات وكان إذا التقى به في طريق أعرض بوجهه عنه

 

هذا الرجل :

كما قال الذهبي في سير أعلام النبلاء يقول : ” هو من أئمة الإسلام لولا تلبسه ببدعة “

 

يا ترى ما هي هذه البدعة ؟

 

البدعة أنه :

ـــ كان لا يجيز صلاة الجمعة خلف أئمة الجور

ـــ وكان يرى الخروج عليهم مع أنه كما قال الذهبي رحمه الله أنه كان يجيز الخروج مع أنه ما قاتل كان يرى الخروج على الأئمة الظلمة

 

ولذلك:

لما دخل الثوري يوم الجمعة فرآه عند سارية يصلي قال : أعوذ بالله من خشوع النفاق وأخذ نعليه فتحول إلى سارية أخرى

 

وقال الأشج:

” سمعت ابن إدريس وذكر عنده صعق الحسن بن صالح فقال : ” تبسم سفيان أحب إلينا من صعق الحسن “

 

وكان بعض السلف كزائدة يجلس في المسجد يحذر الناس منه ومن أصحابه لأن له أصحابا تبعوه في هذا المنهج

 

بل إنه ذكره يوسف بن أسباط وكان يحذر منه

فقال له رجل : أليست هذه غيبة ؟

قال : يا أحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم إني أنهى الناس من أن يعملوا بما أحدثوا فيتبعوهم فيتحملوا أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم

 

ولذلك:

كان لا يترحم على عثمان

قال الذهبي في السير : ” من سكت عن ترحم مثل الشهيد عثمان فإن فيه شيئا من التشيع “

 

وقد قال أحمد بن يونس : ” لو لم يولد الحسن بن صالح لكان خيرا له “

 

وهذا التحذير من السلف سبقه تنبيه ونصح له ولذلك:

 

كما ذكر الذهبي في السير أنه أتاه من أتاه لما ترك الجمعة فجعل يناظره ليلة حتى الصباح ولكن كان مستقرا على رأيه

 

وقد قال وكيع : حدثنا الحسن

فقيل له : من هو الحسن ؟

قال : هو الحسن بن صالح الذي إذا رأيته ذكرت سعيد بن جبير أو شبه سعيد بن جبير

 

قال الذهبي معلقا : قال : ” بينهما قدر مشترك من العلم والعبادة ومن الخروج على الظلمة تدينا “

 

وكما هو معلوم ومر معنا :

أن سعيد بن جبير يرى جواز الخروج وهذا لا يعني أنه يحط من قدر هؤلاء العلماء فلهم قدرهم من حيث الميزان الآخر وهو ميزان العدل نعدل في هؤلاء

 

ولذلك :

ذكرنا ما للحسن بن صالح من ثناء العلماء في حفظه وفي ورعه وفي ديانته

لكن من حيث ما وقع فيه يحذر منه

وكذلك ما وقع فيه سعيد بن جبير رحمه الله هذا من اجتهاد منه

وبالتالي فإنه لا يعول على قول أحد إلا ما جاءت به الشريعة

 

ولذلك :

في تهذيب الكمال : (( قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبا معمر يقول : كان وكيع يحدثنا فإذا بلغ الحسن بن صالح أمسكنا أيدينا

قال : ما بالكم ؟ فقال بيده هكذا

يعني : أنه كان يرى السيف على الولاة الظلمة

فسكت وكيع ))

 

إذاً :

لم يكن هذا التحذير وليدا وإنما سبقه تحذير وتنبيه كثير من السلف له

فسبحان الله !

إذا كان هذا الرجل عالما عابدا متقنا فقيها ثقة فإنه لا يعتد بقوة حافظة ولا بفقه ولا بفهم ولا بإتقان حتى يكون الرجل على منهج أهل السنة والجماعة

 

فانظر :

هو لم يقاتل وإنما فقط يرى الخروج على الأئمة الظلمة دون أن يشارك

فما ظنكم بمن شارك

فتنبه يا أخي

فإنه يجب أن يعرض قول كل إنسان على الكتاب والسنة وعلى حسب ما فهمه السلف رحمهم الله

فلا عبرة بحفظ ولا بفقه ولا بما سوى ذلك مما يوصف به الإنسان حتى يعرض علمه على الكتاب والسنة وعلى حسب ما فهمه السلف

 

أسأل الله لي ولكم الثبات على الحق حتى الممات