هذا هو علاج لـ [ ذنوب الخلوات ]
ـ نسأل الله لنا ولكم العصمة والثبات على الحق حتى نلقاه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاشك أن هذا الموضوع جدير بأن يتحدث عنه
فمع كثرة هذه المقاطع الإباحية قد يخلو الإنسان بنفسه فيرى ما حرم الله عز وجل فإذا فرغ من النظر ندم
وقد يقع هذا الأمر ممن فيه خير وصلاح لأن الإنسان لا يأمن من الفتنة
وعلاج ذنوب الخلوات :
عندي علاج واحد :
لو طبقه الرجل أو طبقته المرأة أفلحوا بإذن الله عز وجل
العلاج :
هو أن يحرص المسلم وأن تحرص المسلمة من حين ما يؤذن المؤذن ينطلق الرجل إلى المسجد فيصلي ما كتب الله له ، ويصلي السنة الراتبة إن كانت هناك سنة راتبة
ويقرأ ما تيسر من القرآن أو له أن يذكر الله حتى تقام الصلاة
بعد الفراغ من الصلاة :
يذكر أذكار الصلوات إن كانت هناك سنة راتبة فيصليها
وكذلك الشأن في المرأة :
من حين ما تسمع الأذان تهرع إلى الصلاة
إن استمر المسلم واستمرت المسلمة على هذا الأمر فإن هذا الأمر كفيل لها بإذن الله أن يخلص الإنسان من تبعات هذه الذنوب
لِمَ الصلاة ؟
في حديث أبي هريرة في مسند الإمام أحمد :
(( جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال : يارسول الله إن فلانا يصلي بالليل لكنه إذا أصبح سرق ، فقال عليه الصلاة والسلام : سينهاه ما تقول ))
يعني ستنهاه صلاته بالليل عما ذكرت من هذا الصنيع السيء الذي يفعله
هذا حديث
قوله عز وجل :
{ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }
إذاً :
الصلاة هنا فيها فائدتان إحداهما أعظم من الأخرى :
لما يرتبط بهذه الصلاة على الطريقة التي ذكرتها في مقدمة حديثي ستنهاه هذه الصلاة عن فعل الفحشاء والمنكر
ولا يقتصر الأمر على هذه الثمرة بل تأتي ثمرة أعظم من هذه الثمرة
ما هي الثمرة ؟
{ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }
قال شيخ الإسلام رحمة الله عليه : ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر )
قال :
لذكر الله في الصلاة أكبر من نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر
ويقول :
من ظن أن ذكر الله أعظم من الصلاة فقد أخطأ في تفسير الآية
يقول :
ذكر الله يعني تعظيم الله في هذه الصلاة أعظم من نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر
إذاً :
لو أتى بهذه الطريقة التي ذكرتها لا تنهاه الصلاة عن الفحشاء والمنكر فحسب ، بل يتولد له كما قال شيخ الإسلام في الفتاوى من تعظيم الله ومن رجائه ومن محبته فيحصل له من هذه المحبة ومن هذه الخشية ، ومن هذا الرجاء يحصل له من كل واحد ناه ينهاه عما يسخط الله عز وجل
نأتي إلى آية أخرى في نفس السياق :
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ }
ما الثمرة ؟
{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }
هذه فائدة :
دفعنا مفسدة السئية
لكن ما ختام الآية ؟
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }
ختام الآية :
{ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }
فمن أتعبته ذنوب الخلوات ليس لك سبيل من النجاة منها إلا بهذه الطريقة هنا :
لا تتخلص من تبعة هذه الذنوب فحسب بل يرتقي قلبك إلى ما هو أعظم حتى يصل إلى أن تتلذذ بهذه الصلاة فتغنيك هذه اللذة لذة الصلاة التي هي أعظم العبادات تغنيك عن كل ما سواها من الشهوات ومن اللذات
ولذلك في سنن النسائي :
ماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟
قال : ( وجعلت قرة عيني في الصلاة )
هذا هو الحل الوحيد والعلاج الوحيد لمن أصيب بذنوب الخلوات
بالنسبة إلى الرجل وبالنسبة إلى المرأة
وزيادة على ذلك :
هذا تحذير
يعني النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال :
( كل أمتي معافى إلا المجاهرين )
يعني :
من يجاهر بالذنب هذا في الغالب أنه لا يعافى بمعنى أنه لا يوفق للتوبة
فأتى ذلك الحديث الذي عند ابن ماجه وهو حديث ثوبان ينبه من خطورة ذنوب الخلوات
يعني :
لا يظن أحد أن الأمر فظيع بالنسبة إلى المجاهرة فحسب
ذنوب الخلوات أيضا لا تقل خطورة
ولذلك في حديث ثوبان قال :
( لأعلمن أناسا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات كجبال تهامة بيضاء يجعلها الله هباء منثورا )
فقال ثوبان : يارسول الله صفهم لنا
قال :
(( هم منكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ))
لا أحد يقول أنا أخشى من سوء الخاتمة
سوء الخاتمة إنما هي لدسيسة في نفسك
فإذا نجاك الله من دسائس الصدور وفقت بإذن الله تعالى إلى حسن الختام
نسأل الله لنا ولكم وللمشاهدين حسن الختام