خطبة ( أربعون فائدة عن بعض ما جاء عن خطورة الشيطان في القرآن الكريم )

خطبة ( أربعون فائدة عن بعض ما جاء عن خطورة الشيطان في القرآن الكريم )

مشاهدات: 1095

خطبة أربعون فائدة عن بعض ما جاء عن خطورة الشيطان في القرآن الكريم

لفضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري حفظه الله

___________________________________________

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﷺ أما بعد:

فيا عباد الله نتحدث عن بعض ما جاء في القرآن من خطورة الشيطان؛ لنكن له أعداءً

 كما أنه عدو

1- ﴿إِنَّ الشَّيطانَ لَكُم عَدُوٌّ فَاتَّخِذوهُ عَدُوًّا﴾ [فاطر: ٦].

2- حذرنا الله من فتنته كما جرى منه مع أبوينا آدم وحواء

 ﴿يا بَني آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنَّةِ﴾ [الأعراف: ٢٧].

3- أوقع الشيطان آدم وحواء في الزلة فأخرجهما من الجنة

 ﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيطانُ عَنها فَأَخرَجَهُما مِمّا كانا فيهِ﴾ [البقرة: ٣٦].

4- ﴿فَدَلّاهُما بِغُرورٍ﴾ [الأعراف: ٢٢]

 خدعهما وحط منزلتهما من الطاعة إلى المعصية

 ﴿فَدَلّاهُما بِغُرورٍ﴾.

5- خدعهما إذ أقسم لهما

 ﴿وَقاسَمَهُما إِنّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحينَ﴾ [الأعراف: ٢١]. 

6- ﴿ يا آدَمُ هَل أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الخُلدِ وَمُلكٍ لا يَبلى﴾ [طه: ١٢٠].

7- ولذلك وصفه الله عز وجل بالغَرُور

 ﴿ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَياةُ الدُّنيا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الغَرورُ﴾ [فاطر: ٥]

كل ما يغُرّ الإنسان ومن أعظم ما يكون الشيطان.

8- أحب ما لدى الشيطان أن يعبد الإنسان غير الله

 ﴿أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يا بَني آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ﴾ [يس: ٦٠]

فمن عبد غير الله فقد عبد الشيطان﴿ وَإِن يَدعونَ إِلّا شَيطانًا مَريدًا﴾ [النساء: ١١٧].

9- الشيطان من اتَّبعه:

 ﴿كُتِبَ عَلَيهِ﴾ أي قُضي على الشيطان  

﴿كُتِبَ عَلَيهِ أَنَّهُ مَن تَوَلّاهُ﴾ من اتبعه:

﴿فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهديهِ إِلى عَذابِ السَّعيرِ﴾[الحج: ٤]

   ﴿إِنَّما يَدعو حِزبَهُ لِيَكونوا مِن أَصحابِ السَّعيرِ﴾ [فاطر: ٦]. 

10- لهُ حزب

 ﴿أُولئِكَ حِزبُ الشَّيطانِ أَلا إِنَّ حِزبَ الشَّيطانِ هُمُ الخاسِرونَ﴾ [المجادلة: ١٩].

11- حذرنا الله من تتبع خطوات الشيطان بشتى أنواعها

 ومن ذلك مما جاء في القرآن أن قوله تعالى:

 ﴿وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ

أتت بعد قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ كُلوا مِمّا فِي الأَرضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ﴾ [البقرة: ١٦٨]

 ومن ذلك أن يُبحث عن الحرام والخبيث.

12- أتت بعد قوله تعالى:

 ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادخُلوا فِي السِّلمِ كافَّةً وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ﴾ [البقرة: ٢٠٨]

احذر أن تخرج من الدين بأي وجه من الوجوه

أن تخالف الدين بأي وجه من الوجوه لا بذنب ولا ببدعة، ومن أعظم ما يكون: الشرك.

13- أتت هذه بعد قوله تعالى:

﴿وَمِنَ الأَنعامِ حَمولَةً وَفَرشًا كُلوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ﴾ [الأنعام: ١٤٢]

 ومن ذلك أن يُذبح لغير الله.

14- أتت في سورة النور للتحذير:

أن من تتبع خطوات الشيطان ساقه إلى الفحش والمنكر،

ولْيُتنبه في مثل هذا الزمن في بعض وسائل التواصل

بعض الناس يقول سأُشاهد هذه،  سأنظر إلى هذه…

يجره ويجره…

 ولذلك قال تعالى:

 ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشَّيطانِ﴾

ما النتيجة؟

 ﴿فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشاءِ وَالمُنكَرِ﴾ [النور: ٢١].

15- الشيطان يُخوِّف الإنسان من قلة المال ومن فقده

 حتى يمنعه من الزكاة

﴿الشَّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ وَيَأمُرُكُم بِالفَحشاءِ﴾ [البقرة: ٢٦٨]

بكل فاحشة على الصحيح لدلالة الحديث عند الترمذي

 لكن من ضمن الفحشاء أنه يأمر بمنع الزكاة.

16- لخطورة الشيطان لما وُلدت مريم

 قالت أمها من باب التحصين لها ولذريتها:

﴿ وَإِنّي سَمَّيتُها مَريَمَ وَإِنّي أُعيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ﴾ [آل عمران: ٣٦].

17- الشيطان لا يؤمن جانبه ولذلك أوقع بعض الصحابة في غزوة أحد أوقعهم في زلة

[آل عمران: ١٥٥]﴿إِنَّ الَّذينَ تَوَلَّوا مِنكُم يَومَ التَقَى الجَمعانِ إِنَّمَا استَزَلَّهُمُ﴾ أي أوقعهم في الزلة

 ﴿إِنَّمَا استَزَلَّهُمُ الشَّيطانُ بِبَعضِ ما كَسَبوا﴾

إما بذنوب سابقة أو ببعض ما كسبوا إذ خالفوا أمر النبي ﷺ  فتركوا الجبل

لكن الله عفا عنهم ﴿وَلَقَد عَفَا اللَّهُ عَنهُم﴾.

18- الشيطان يخوف بأوليائه أهل الإيمان من أعداء الله كما في غزوة أحد

﴿إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم﴾

 إلى أن قال:

﴿إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيطانُ يُخَوِّفُ أَولِياءَهُ فَلا تَخافوهُم وَخافونِ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ [آل عمران:١٧٣/ ١٧٥]. 

19- بئس من كان الشيطان له قرينًا

﴿ وَمَن يَكُنِ الشَّيطانُ لَهُ قَرينًا فَساءَ قَرينًا﴾ [النساء: ٣٨]

كيف يكون قرينًا له؟ إذا أعرض عن ذكر الله

 ﴿ وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾ [الزخرف: ٣٦].

20- سبحان الله يُعرض عن ذكر الله، ما الذي يحدث؟

لن يتركه الشيطان

 سيزيده إضلالًا عن ذكر الله

 ﴿استَحوَذَ عَلَيهِمُ الشَّيطانُ﴾

 النتيجة؟

﴿فَأَنساهُم ذِكرَ اللَّهِ﴾ [المجادلة: ١٩].

21- من تَبِع الشيطان خذله الشيطان

 ﴿ وَكانَ الشَّيطانُ لِلإِنسانِ خَذولًا﴾ [الفرقان: ٢٩]

 يتركه في وقت يحتاج فيه إليه

 نعم!

 في الدنيا وفي الآخرة

في غزوة بدر غرَّ الشيطان -في صورة آدمي- غرَّ كفار قريش

﴿وَإِذ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ وَإِنّي جارٌ لَكُم فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيهِ وَقالَ إِنّي بَريءٌ مِنكُم إِنّي أَرى ما لا تَرَونَ إِنّي أَخافُ اللَّهَ﴾ [الأنفال: ٤٨]

  ولذلك قال إبراهيم عليه السلام لأبيه

 ﴿يا أَبَتِ إِنّي أَخافُ أَن يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحمنِ﴾ يعني إن لم تتب

 ﴿فَتَكونَ لِلشَّيطانِ وَلِيًّا﴾ [مريم: ٤٥] 

يتولاك الشيطان في الدنيا والآخرة لكن التولية خذلان منه

 ﴿كَمَثَلِ الشَّيطانِ إِذ قالَ لِلإِنسانِ اكفُر فَلَمّا كَفَرَ قالَ إِنّي بَريءٌ مِنكَ إِنّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ العالَمينَ﴾ [الحشر: ١٦]

﴿قالَ قَرينُهُ رَبَّنا ما أَطغَيتُهُ﴾ ما أوقعته في الضلالة

 ﴿وَلكِن كانَ في ضَلالٍ بَعيدٍ﴾ [ق: ٢٧] يتخلى منه القرين.

22- الشيطان (الرأس): في يوم القيامة:

﴿وَقالَ الشَّيطانُ لَمّا قُضِيَ الأَمرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَما كانَ لِيَ عَلَيكُم مِن سُلطانٍ إِلّا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لي فَلا تَلوموني وَلوموا أَنفُسَكُم ما أَنا بِمُصرِخِكُم وَما أَنتُم بِمُصرِخِيَّ ﴾ [إبراهيم: ٢٢]

 لست بمنقذكم ولن تنقذوني.

23- من يتحاكم إلى غير شرع الله فهو ضلال بعيد من الشيطان

﴿ يُريدونَ أَن يَتَحاكَموا إِلَى الطّاغوتِ وَقَد أُمِروا أَن يَكفُروا بِهِ وَيُريدُ الشَّيطانُ أَن يُضِلَّهُم ضَلالًا بَعيدًا﴾ [النساء: ٦٠].

24- الشيطان ضعيف أمام قوة الله فليتحصن العبد بالله

 ﴿فَقاتِلوا أَولِياءَ الشَّيطانِ إِنَّ كَيدَ الشَّيطانِ كانَ ضَعيفًا﴾ [النساء: ٧٦].

25- لولا الله وفضله ورحمته لاتبع الخلق كلهم الشيطان

 ﴿ وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطانَ إِلّا قَليلًا﴾ [النساء: ٨٣]

القليل هنا معناه العدم

يأتي القليل في لغة العرب بمعنى العدم

 أو أن كلمة القليل تعود إلى أذاعوا به

 أو إلى الذين يستنبطونه

 ولا يلزم أن يكون الاستثناء تابعًا لما قبل أداة الاستثناء

قد يكون لما قبله والنصوص في هذا كثيرة لكن في غير هذا الموطن

 ﴿ وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطانَ إِلّا قَليلًا﴾.

26- الشيطان يحرص على الذنوب التي تفرق بين المؤمنين

  ﴿إِنَّما يُريدُ الشَّيطانُ أَن يوقِعَ بَينَكُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ فِي الخَمرِ وَالمَيسِرِ وَيَصُدَّكُم عَن ذِكرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَل أَنتُم مُنتَهونَ﴾ [المائدة: ٩١] .

27- الشيطان قد يُنسي العبد أمرًا من أمور الشرع لكن متى ما تذكر يجب عليه أن يتنبه ﴿وَإِذا رَأَيتَ الَّذينَ يَخوضونَ في آياتِنا فَأَعرِض عَنهُم حَتّى يَخوضوا في حَديثٍ غَيرِهِ وَإِمّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيطانُ﴾ يُنسِيَنَّكَ هذا النهي

 ﴿فَلا تَقعُد بَعدَ الذِّكرى مَعَ القَومِ الظّالِمينَ﴾ [الأنعام: ٦٨].

28- الشيطان يحب أن تُكشف العورات

 ولذلك يُتنبه في مثل هذا الزمن مع هذه الوسائل كُشفت العورات

 ﴿فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطانُ لِيُبدِيَ﴾ ليظهر

﴿لِيُبدِيَ لَهُما ما وورِيَ عَنهُما مِن سَوآتِهِما﴾ [الأعراف: ٢٠]  

العورة سوءة لأن الإنسان يسوؤه أن تُكشف عورته في كل زمان وقد عَظُم في مثل هذا الزمن ﴿فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطانُ لِيُبدِيَ﴾

اللام للتعليل: من أجل، وقد قيل من أنها للعاقبة

 لأنه لا يدري ما يكون من وسوسته مما يجري لهما

 لكن هذا له وجه، يُحب الشيطان أن تُكشف العورة.

29- بعض الناس قد يكون رمزًا في الطغيان إذا اتبع هواه وانسلخ من الدين

 فيكون الشيطان تابعًا له

 [الأعراف:١٧٥ –  ١٧٦] ﴿وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ الَّذي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ﴾

 قال: ﴿فَأَتبَعَهُ الشَّيطانُ﴾

 كأن الشيطان يتبعه، يعني لحقه الشيطان وأدركه، كأنه أمام الشيطان -أعوذ بالله-

 ﴿فَأَتبَعَهُ الشَّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ – وَلَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخلَدَ إِلَى الأَرضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ﴾

وهناك وجه: ﴿فَأَتبَعَهُ الشَّيطانُ﴾

 يعني حضه الشيطان على تتبع خطواته

يعني على خطوات الشيطان.

30- متى ما أتت وسوسة لك فالجأ إلى الله بالاستعاذة

 ﴿وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾

 لذلك أتت هذه الآية بعد ذكر آية الأخلاق:

 ﴿خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ – وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾ [الأعراف:١٩٩ – ٢٠٠].

31- وفي سورة فصلت

 ﴿وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذي بَينَكَ وَبَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ﴾

إلى أن قال:

 ﴿وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ العَليمُ﴾ [فصلت:٣٤ – ٣٦]

فالقول الحسن يُبعد الشيطان

 ولذلك لا يتلفظ الإنسان إلا باللفظ الحسن مع الكفار ومع المسلمين

 ﴿وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوًّا مُبينًا﴾ [الإسراء: ٥٣].

32- وسوسة الشيطان لا يخلو منها المتقون

 ما أحد يسلم

لكن المتقون يعودون

إذا تذكروا شرع الله

 ووعيد الله بالعقوبة ووعده بالثواب لمن ترك الشر

 ﴿إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوا إِذا مَسَّهُم طائِفٌ مِنَ الشَّيطانِ تَذَكَّروا فَإِذا هُم مُبصِرونَ﴾ [الأعراف: ٢٠١] البصائر: بالقلب يُبصر أنه على خطأ فيكف.

33- الشيطان يوقع العداوة والبغضاء بين الأخوة من النسب

﴿لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ [يوسف: ٥] الأصل أن الإنسان يُخبر أحبابه بما لديه من نعمة وخير

 لكن إذا عرف أن إخوانه أو أن بعض إخوانه يضمر له الشر؛ لا يظهر النعمة التي عليه

 ﴿يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ ولذلك جاء الحديث الذي هو مُختَلَف فيه

لكن معنى الآية يؤيد الحديث

هذه الآية تؤيد معنى الحديث الذي هو:

 “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود”

 هذه الآية تدل:

 ﴿لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا﴾

 ولذلك في آخر السورة لأنه عليه السلام -يوسف- عفا عنهم

 ففي وقت الصفاء والود ما تُذكر الأحداث الماضية المؤلمة لا

﴿وَجاءَ بِكُم مِنَ البَدوِ﴾

 ماذا قال؟ ﴿مِن بَعدِ أَن نَزَغَ﴾ يعني أفسد

 ﴿مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَيني وَبَينَ إِخوَتي﴾

 ما جرى منه شيء

 لكنه جعل ذلك من باب أن لا يُتعب إخوته فأتى بهذا الكلام

 ﴿مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَيني وَبَينَ إِخوَتي﴾ [يوسف: ١٠٠].

34- الشيطان يبث الشكوك والشبه على أصحاب القلوب الضعيفة المريضة

 ﴿لِيَجعَلَ ما يُلقِي الشَّيطانُ فِتنَةً لِلَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ وَالقاسِيَةِ قُلوبُهُم﴾ [الحج: ٥٣]

 لكن أهل الإيمان والعلم

 ﴿وَلِيَعلَمَ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَيُؤمِنوا بِهِ فَتُخبِتَ لَهُ قُلوبُهُم﴾ [الحج: ٥٤].

35- إبليس ما ظَنَّهُ وقع، ماذا ظن؟

 ﴿ وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِن عِبادِكَ نَصيبًا مَفروضًا﴾ [النساء: ١١٨]

 فما الذي جرى؟

 أكثر الخلق تَبِعه ولذلك ماذا قال تعالى؟

 ﴿وَلَقَد صَدَّقَ عَلَيهِم إِبليسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعوهُ إِلّا فَريقًا مِنَ المُؤمِنينَ﴾ [سبأ: ٢٠] .

36- ولذلك ماذا قال عز وجل؟

 ﴿ وَعِدهُم وَما يَعِدُهُمُ الشَّيطانُ إِلّا غُرورًا﴾ [الإسراء: ٦٤]

 ﴿يَعِدُهُم وَيُمَنّيهِم﴾ [النساء: ١٢٠]

 طُرُقه متنوعة:

 ﴿وَاستَفزِز مَنِ استَطَعتَ مِنهُم بِصَوتِكَ﴾ كل صوت يدعو إلى الشر فهو صوت إبليس

 ﴿وَاستَفزِز مَنِ استَطَعتَ مِنهُم بِصَوتِكَ وَأَجلِب﴾ يعني صِحْ: ارفع صوتك بالصياح

 ﴿وَأَجلِب عَلَيهِم﴾

 بماذا؟

﴿ بِخَيلِكَ وَرَجِلِكَ﴾

يعني كل شيء يُركب وكل شيء يمشي إلى المعصية فهو خيلٌ وماشٍ في طريق الشيطان

 ﴿وَأَجلِب عَلَيهِم بِخَيلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكهُم فِي الأَموالِ ﴾ الطرق المحرمة: ربا رِشوة

 ﴿فِي الأَموالِ وَالأَولادِ﴾ من الزنا

﴿ وَشارِكهُم فِي الأَموالِ وَالأَولادِ وَعِدهُم وَما يَعِدُهُمُ الشَّيطانُ إِلّا غُرورًا﴾ [الإسراء: ٦٤].

37-  ولذلك يُزين الشيطان للناس الذنوب

 بل ويزين الشرك

 ولذلك الهدهد ماذا قال لسليمان؟

 ﴿وَجَدتُها وَقَومَها يَسجُدونَ لِلشَّمسِ مِن دونِ اللَّه

 وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم فَصَدَّهُم عَنِ السَّبيلِ فَهُم لا يَهتَدونَ﴾ [النمل: ٢٤]

 ﴿وَعادًا وَثَمودَ وَقَد تَبَيَّنَ لَكُم مِن مَساكِنِهِم

 وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم فَصَدَّهُم عَنِ السَّبيلِ وَكانوا مُستَبصِرينَ﴾ [العنكبوت: ٣٨]

أُمم سابقة ولذلك ماذا قال عز وجل؟

 ﴿ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ اليَومَ وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ [النحل: ٦٣]

اليوم يشمل على الصحيح الدنيا وفي الآخرة

 لكن من تولى الشيطان وتولاه الشيطان خاب وخسر.

38- طُلب منا قبل أن نقرأ القرآن أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم

 حتى لا يُلبس علينا القراءة

 ﴿فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ﴾ [النحل: ٩٨]

أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

________________________

 

الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﷺ أما بعد:

 فيا عباد الله:

39- الشيطان يُسوِّل ويملي

 ﴿إِنَّ الَّذينَ ارتَدّوا عَلى أَدبارِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى الشَّيطانُ سَوَّلَ لَهُم﴾

 الشيطان سول لهم وزيَّن لهم

 ﴿الشَّيطانُ سَوَّلَ لَهُم وَأَملى لَهُم﴾ [محمد: ٢٥]

 يعني بالأماني الكاذبة هذا على قول

 لكن قول الجمهور:

 ﴿الشَّيطانُ سَوَّلَ لَهُم﴾ هذا فيما يتعلق بالشيطان.

 ﴿وَأَملى لَهُم﴾ يعني أملى الله لهم

 فمدهم بما أعطاهم وأطال أعمارهم

 ولذلك ماذا قال تعالى؟

﴿وَأُملي لَهُم إِنَّ كَيدي مَتينٌ﴾ [الأعراف: ١٨٣]

﴿وَلا يَحسَبَنَّ الَّذينَ كَفَروا أَنَّما نُملي لَهُم خَيرٌ لِأَنفُسِهِم إِنَّما نُملي لَهُم لِيَزدادوا إِثمًا﴾ [آل عمران: ١٧٨]

40- النجوى التي يتناجى بها أعداء الله أمام أهل الإيمان يُحزن أهل الإيمان لأنه من الشيطان ﴿إِنَّمَا النَّجوى مِنَ الشَّيطانِ لِيَحزُنَ الَّذينَ آمَنوا وَلَيسَ بِضارِّهِم شَيئًا إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ﴾ [المجادلة: ١٠]   لا الشيطان ولا الحزن؛ لن يضرهم شيءٌ إلا بأمر الله عز وجل

 لأن الآيات قبلها النهي عن التناجي وهذا أظهر

 وبعض المفسرين قال:

﴿إِنَّمَا النَّجوى مِنَ الشَّيطانِ ﴾ أي الأحلام المفزعة

 وهذا قد جاء به الحديث

النبي ﷺ قال: ” الحلم من الشيطان”

ولما في صحيح مسلم قال رجل:

 ” رأيت أن رأسي قد قطع وأنه يتدهده وأنا أتبعه.

قال عليه الصلاة والسلام لا تُخبر بتلاعب الشيطان بك”

﴿إِنَّمَا النَّجوى مِنَ الشَّيطانِ ﴾ يعني الأحلام المفزعة

لكن لن تضر الإنسان إذا فعل ما أمر به النبي ﷺ:

 من الاستعاذة بالله عز وجل من الشيطان الرجيم ثلاث مرات

 والنفث ثلاث مرات عن يساره

 والاستعاذة بالله من شرها

وأن يتحول من جنبه الذي كان نام عليه إلى الجنب الآخر.

نعوذ بالله من الشيطان الرجيم

________________________

القرآن تحدث عن الشيطان

 وما أتينا به، به الكفاية

 وإلا فكتاب الله عز وجل مليء

 ولذلك لتكن هذه قاعدة يتأمل الإنسان إذا مر عليه ما يتعلق بالشيطان ويتأمل ويعتبر

 فليس هناك كتاب أعظم من كتاب الله

أن يُقرأ وأن يُتأمل وأن يُتدبر

 فنسأل الله عز وجل أن يعصمني وإياكم من شره ومن وساوسه

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود

 اللهم كن لهم ناصرًا ومعينًا اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الرافضة الحاقدين اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين

 اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا

 اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك

 اللهم من أراد بهذه البلاد شرًا وفتنة فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره

 واجعل تدبيره تدميرًا عليه يا قوي يا عزيز

 ﴿رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ﴾ [آل عمران: ٨]

﴿ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [البقرة: ٢٠١]

 اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

 كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم

 إنك حميد مجيد

 وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين

 إنك حميد مجيد.

________________________