تعليقات على سنن الترمذي ( 88 ) حديث ( 410 ) الجزء الأول

تعليقات على سنن الترمذي ( 88 ) حديث ( 410 ) الجزء الأول

مشاهدات: 494

شرح سنن الترمذي

الحديث ( 410 ) الجزء الأول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

 

 

302- باب [ ما جاء ] في التسبيح في أدبار الصلاة

 

 

410 – (( حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ الفُقَرَاءُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الأَغْنِيَاءَ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ أَمْوَالٌ يُعْتِقُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ: ” فَإِذَا صَلَّيْتُمْ، فَقُولُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً، وَالحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً، وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكُمْ تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَا يَسْبِقُكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ “)

حديث ضعيف الإسناد

 

قال :  وَفِي البَابِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَأَنَسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ  وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ: يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيَحْمَدُهُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُهُ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيَحْمَدُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُكَبِّرُهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ ” ))

 

ضعيف الإسناد والتهليل عشرا فيه منكر

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هذا الحديث حكم عليه الألباني بأنه ضعيف الإسناد وضعف إسناده لأن هذه الجمل ليست على ما جاءت به الأحاديث الأخرى كحديث أبي هريرة وحديث  أبي ذر

 

وهذا الحديث لا تظهر به الفائدة الجلية إلا بذكر ما ورد ما يتعلق به من أحاديث في الصحيحين أو في غيرهما من السنن

 

فعندنا هذا الذكر يقال متى ؟

يقال بعد الصلوات

لا ننظر إلى حكم الألباني وإنما هذا الحديث له أصل ، بل أصول لكن من حيث بعض الزيادات حكم عليه بالضعف

وحكم عليه بالضعف باعتبار الإسناد

ولذلك :

من يلحظ الألباني في تصحيحيه أو تضعيفه في السنن أحيانا يقول صحيح أو ضعيف

 

لكن في بعض الأحاديث يقول ضعيف الإسناد أو صحيح الإسناد يعني كأنه يقول أنا أحكم على الحديث سندا أما المتن فقد يكون له اعتداد باعتبار آخر ولاشك أن هذا المتن له اعتداد بالأحاديث الأخرى كما في الصحيحين كحديث أبي ذر وحديث أبي هريرة

 

فهذا الحديث وما يأتي إن شاء الله من ذكر روايات حوله تعطينا فوائد شاملة  تحت هذا الحديث

 

من الفوائد :

ــــــــــ

 

أنه ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام قال تقولون دبر كل صلاة

دبر الدبر ما هو ؟

الدبر إما أن يكون في آخر الشيء أو يكون بعده منفصلا عنه

يعني :  قول بعض الأدعية :  (( ” لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ” ))

 

متى تقال ؟

قال : ( دبر ) هنا تقولون دبر كل صلاة

فدل هذا على أن الدبر يكون في الشيء في آخره ويكون بعد الشيء منفصلا عنه

 

وبالتالي :

فإن الدبر وهو ما يخص الصلاة إذا كان دعاء فالسنة أن يكون قبل التسليم

يعني قول : ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) الأفضل أن يكون قبل التسليم وهذا هو رأي شيخ الإسلام  من أن الدعاء الذي ورد فيه كلمة الدبر يكون قبل التسليم

 

وأما الأذكار فتكون بعد التسليم  :

بدليل قول الله تعالى : ((فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)))

((فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا))

 

وهل يدعى بعد قول هذه الأذكار أو يدعى بعد التسليم مباشرة بدعاء ؟

فيه خلاف

على كل حال نحن نقول  الدبر إما أن يكون في آخر الشيء متصلا به كما في دعاء  : (( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) ويكون بعد الشيء منفصلا عنه كما هنا

 

لكن لو قال قائل : لماذا فسرتم الدبر هنا بعد التسليم ؟

نقول وردت رواية ” تقولون خلف كل صلاة “

وكذلك حديث ابن عباس في الصحيحين قال : ”  ما كنا نعرف انقضاء الصلاة إلا بالذكر “

وفي رواية ” إلا بالتكبير “

 

ابن عباس لا يعرف أن النبي عليه الصلاة والسلام فرغ من الصلاة إلا إذا سمع الناس يرفعون أصواتهم بالذكر

وهو رضي الله عنه أكان يصلي معهم أم كان لا يصلي ؟

هو رضي الله عنه كان صغيرا فيحمل على أنه كان لا يصلي معهم فلا تجب عليه الصلاة ويحمل على أنه كان يصلي معهم ولكنه في مؤخرة الصف ، فلا يسمع تسليم النبي عليه الصلاة والسلام

 

ومن الفوائد:

ـــــــــــ

 

أنه قال هنا  ” أتى الفقراء “

من هم الفقراء ؟

في صحيح مسلم وضحت الرواية أنهم فقراء المهاجرين

من بين هؤلاء ما تدل عليه رواية مسلم تلميحا وليست تصريحا من بين هؤلاء ( أبو هريرة )

وقد ورد التصريح به كما في سنن أبي داود

وكذلك أبو ذر كما في سنن أبي داود

 

لو قال قائل : هم من ؟  فقراء المهاجرين

ورد عند النسائي :

 

أن من بينهم زيد بن ثابت ، وزيد بن ثابت من الأنصار

فهنا فيه تعارض ؟ لا ، من باب التغليب أتى فقراء المهاجرين يعني تغليبا وإنما من بينهم فقراء ولكنهم قلة ممن ؟ من الأنصار من بينهم  زيد بن ثابت

 

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــ

 

أن هؤلاء الفقراء أتوا لأي شيء ؟ أتوا ليوضحوا أن الأغنياء سبقوهم

 

ولذلك :

في الصحيحين  ” ذهب أهل الدثور من الأموال “ ذهبوا  بالأجر

قال الخطابي وردت رواية : ” ذهب أهل الدور “ ولكن الصحيح الثابت أهل الدثور وهم أصحاب الأموال

 

ذهبوا بالأجور     لم ؟

 

(( ” يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ” ))

في رواية ” ويذكرون الله كما نذكر الله “

وفي رواية ” ويجاهدون كما نجاهد “

(( “ويحجون كما نحج ” ))

هذا محمول على أن هؤلاء الفقراء حجوا حجة واحدة لكن هؤلاء الأغنياء شاركوهم في الحجة الأولى بينما الحجج الأخرى لم يتمكنوا

 

ولذلك :

ضبط بعضهم هذا الرواية قال ( يُحجون ) بضم الواو يعني يحججون غيرهم

 

يعني لو شاء إنسان أن يقول :

أعطني دليلا على فضل دفع مال لتحجيج شخص أتبرع بشخص لمال لكي يحج حجة الإسلام أو حجة تطوع

 

لو قال أين الدليل ؟

الدليل :

(( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )) لكن يمكن أن يقال هنا ” قد تضبط هذه الرواية بضم الياء يعني يحججون غيرهم

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــ

 

أن هذا الذكر سهل أم عسير ؟ سهل ميسر وهو قول باللسان فيكون هذا الذكر الميسر أفضل من الصدقة المتعدي نفعها ؟

ظاهر الحديث كذا

ولذلك فإن هذا الحديث يرد على من قال من العلماء : إن التطوع المتعدي نفعه أفضل مطلقا من التطوع القاصر نفعه على الشخص ليس على سبيل الإطلاق لاشك أن العمل المتعدي النفع أولى لكن ليس على الإطلاق

بدليل ما ذكرهنا

 

وأيضا يستفاد من هذه :

ـــــــــــــــ

 

أنه ليس على إطلاقه أن الأجر يتضعف بضعف المشقة لأنه لاشك أن دفع المال فيه مشقة بينما هذا الذكر ليست فيه مشقة

فلاشك أن الأصل أن العمل يعظم الأجر فيه إذا كانت هناك مشقة لكن ليس على وجه الإطلاق

بدليل أن كلمة التوحيد ما أيسرها وأسهلا ( لا إله إلا الله ) لكن أي فضل لها  ؟ فضل عظيم

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــ

 

أن التسبيح المذكور   كم مرة ؟ ثلاث وثلاثون

والتحميد ثلاث وثلاثون

والتكبير أربع وثلاثون

الوارد في الصحيحين : أن التكبير ثلاث وثلاثون  كما هو حال التسبيح والتحميد

ولذلك في لفظ في الصحيحين : (  ” تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ”  )

 

يعني هل هذا المجموع لجميع الجمل أو هذا المجموع لكل جملة ؟

 

لجميع الجمل إذاً تكون التسبيحة إحدى عشرة مرة والتحميدة إحدى عشرة مرة والتكبيرة إحدى عشرة مرة

لكن لو قلنا إن هذا المجموع لكل جملة فإن التسبيح ثلاث وثلاثون وكذلك التكبير والتحميد

 

ما رأيكم ؟

 

إن التسبيح ثلاث وثلاثون وكذلك التكبير والتحميد

لكن بعض العلماء وفهم منه ( سهيل بن أبي صالح ) كما في رواية مسلم أنه جلعها للجميع ففسر الحديث فقال إحدى عشرة تسبيحة إحدى عشرة تكبيرة إحدى عشرة تحميدة فالمجموع ثلاث وثلاثون

بينما على ما ذكرناه المجموع تسع وتسعون

 

ولذلك قال ابن حجر :” لم يتابع سهيل بن أبي صالح على ما ذكر لم يتابعه أحد قال : ولم أجد حديثا ينص على إحدى عشرة مرة لكل جملة إلا حديث ابن عمر عند البزار ولكنه حديث ضعيف “

 

فخلصنا من هذا :

 

إلى أن الصفة المذكورة هنا التسبيح ثلاث وثلاثون التحميد ثلاث وثلاثون التكبير ثلاث وثلاثون

 

هل يجمع بينهما ؟

 

بعض الناس الآن يقول : سبحان الله والحمد لله والله أكبر

وبعضهم يفردها :  سبحان الله سبحان الله ……….. حتى يبلغ ثلاثا وثلاثين

الحمد لله   الحمد لله …………..

الله أكبر الله أكبر …………

 

أيهما أصح أن يجمع بينها أم يفرد كل جملة على حدة ؟

 

الجواب عن هذا :

 

أن كلتا الصيغتين جائزة وثابتة

وفضل الجمع  :

أن الواو يؤتى بها  لكن في الإفراد ليس فيها واو بينما الأولى فيها واو تفضل بمجيء الواو

 

لكن بعض العلماء قال : بدون واو تفضل  لم ؟

 

قالوا : لأنه حال العدد سيحتاج إلى تحريك إما أن يحرك أصابعه أو يحرك شيئا لكي يحسب هذا العدد وكلما حرك سيكون عدد التحريك بالنسبة إلى الواو الثلث

بينما بدون واو يكون هناك ثلثان

لأنه لما يحصي بالواو كم سيحرك من مرة ؟ ثلاثا وثلاثين مرة

لكن لما يحصي بدون الواو كم سيحرك ؟ تسع وتسعين مرة

إذاً كم نصيب الواو ؟ الثلث من ذلك المجموع من تسع وتسعين مرة

ويعمل بهذا ويعمل

 

ولذا :

على المسلم أن ينوع مرة يفعل هذه ومرة يفعل هذه

وأظن أن الغالب يجمع بالواو

 

ولا شك فيما يظهر والعلم عند الله أنه بدون الواو في بعض الأحيان يكون القلب أخشع من الواو وكل على حسبه لكن أنا أشعر أنه بدون واو يكون فيه تأمل سبحان الله   سبحان الله  لكن لما يجمع يريد أن ينتهي سبحان الله والحمد لله والله أكبر

يعني ما يجتمع ذهنه على معنى هذه الكلمات

 

على كل حال :

هذا وارد وهذا وارد يعمل بهذا مرة ويعمل بهذا مرة لكي يجمع بين الخيرين