تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس الحادي والتسعون ـ حديث ( 506 ) الجزء الخامس

تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس الحادي والتسعون ـ حديث ( 506 ) الجزء الخامس

مشاهدات: 486

تعليقات على سنن أبي داود ــ الدرس الحادي والتسعون

28 – باب كَيْفَ الأَذَانُ .

وشرح حديث ( 506 ) الجزء الخامس

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

506 – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى قَالَ أُحِيلَتِ الصَّلاَةُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ – قَالَ – وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَقَدْ أَعْجَبَنِى أَنْ تَكُونَ صَلاَةُ الْمُسْلِمِينَ – أَوْ قَالَ الْمُؤْمِنِينَ – وَاحِدَةً حَتَّى لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبُثَّ رِجَالاً فِى الدُّورِ يُنَادُونَ النَّاسَ بِحِينِ الصَّلاَةِ وَحَتَّى هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رِجَالاً يَقُومُونَ عَلَى الآطَامِ يُنَادُونَ الْمُسْلِمِينَ بِحِينِ الصَّلاَةِ حَتَّى نَقَسُوا أَوْ كَادُوا أَنْ يَنْقُسُوا ». قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى لَمَّا رَجَعْتُ – لِمَا رَأَيْتُ مِنَ اهْتِمَامِكَ – رَأَيْتُ رَجُلاً كَأَنَّ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ فَقَامَ عَلَى الْمَسْجِدِ فَأَذَّنَ ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا إِلاَّ أَنَّهُ يَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ – قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى أَنْ تَقُولُوا – لَقُلْتُ إِنِّى كُنْتُ يَقْظَانًا غَيْرَ نَائِمٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى « لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ».

وَلَمْ يَقُلْ عَمْرٌو « لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَمُرْ بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ ». قَالَ فَقَالَ عُمَرُ أَمَا إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِى رَأَى وَلَكِنِّى لَمَّا سُبِقْتُ اسْتَحْيَيْتُ. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا قَالَ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ يَسْأَلُ فَيُخْبَرُ بِمَا سُبِقَ مِنْ صَلاَتِهِ وَإِنَّهُمْ قَامُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ بَيْنِ قَائِمٍ وَرَاكِعٍ وَقَاعِدٍ وَمُصَلٍّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ عَمْرٌو وَحَدَّثَنِى بِهَا حُصَيْنٌ عَنِ ابْنِ أَبِى لَيْلَى حَتَّى جَاءَ مُعَاذٌ. قَالَ شُعْبَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ حُصَيْنٍ فَقَالَ لاَ أَرَاهُ عَلَى حَالٍ إِلَى قَوْلِهِ كَذَلِكَ فَافْعَلُوا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ فَجَاءَ مُعَاذٌ فَأَشَارُوا إِلَيْهِ – قَالَ شُعْبَةُ وَهَذِهِ سَمِعْتُهَا مِنْ حُصَيْنٍ – قَالَ فَقَالَ مُعَاذٌ لاَ أَرَاهُ عَلَى حَالٍ إِلاَّ كُنْتُ عَلَيْهَا. قَالَ فَقَالَ إِنَّ مُعَاذًا قَدْ سَنَّ لَكُمْ سُنَّةً كَذَلِكَ فَافْعَلُوا. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَمَرَهُمْ بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ثُمَّ أُنْزِلَ رَمَضَانُ وَكَانُوا قَوْمًا لَمْ يَتَعَوَّدُوا الصِّيَامَ وَكَانَ الصِّيَامُ عَلَيْهِمْ شَدِيدًا فَكَانَ مَنْ لَمْ يَصُمْ أَطْعَمَ مِسْكِينًا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فَكَانَتِ الرُّخْصَةُ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ فَأُمِرُوا بِالصِّيَامِ. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا قَالَ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَفْطَرَ فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَ لَمْ يَأْكُلْ حَتَّى يُصْبِحَ. قَالَ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَرَادَ امْرَأَتَهُ فَقَالَتْ إِنِّى قَدْ نِمْتُ فَظَنَّ أَنَّهَا تَعْتَلُّ فَأَتَاهَا فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَرَادَ الطَّعَامَ فَقَالُوا حَتَّى نُسَخِّنَ لَكَ شَيْئًا فَنَامَ فَلَمَّا أَصْبَحُوا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ).

صحيح

ــــــــــــــــــــــــــ

 

 

(قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى لَمَّا رَجَعْتُ – لِمَا رَأَيْتُ مِنَ اهْتِمَامِكَ – رَأَيْتُ رَجُلاً كَأَنَّ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ فَقَامَ عَلَى الْمَسْجِدِ فَأَذَّنَ)

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــ

 

أن لبس الثوب الأخضر جائز ،  وإن كان لا يستدل بهذا فقط وإنما يستدل بأدلة أخرى لأن هذا الرجل الذي رئي في المنام كما جاء مفسرا في الرواية الأخرى هو ملك ، لكن لبس الأخضر يجوز

نحن نتحدث عن الجواز ولكن قد يحرم اللون من اللباس لأمر آخر فإذا لبس لباس أخضر على هيئة معينة يعرف بها أهل البدع كالصوفية ونحوهم فإنه  لا يجوز أن يتشبه بهم ولا يجوز أن يلبس هذا اللباس لا لكونه أخضر وإنما هو محرم باعتبار غيره  وليس محرما باعتبار ذاته لأن لو أنه قال : هناك لباس يلبس كعمامة مثلا بهيئتها وصورتها لا تدخل ضمن التشبه بهؤلاء  المبتدعة فنقول جائز

الممنوع منه أن تكن هيئة اللباس مشابهة للباس أهل البدع 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

 

((ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا إِلاَّ أَنَّهُ يَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ))

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن هذا الحديث  ذكر فيه الأذان والإقامة من قبل الملك فتكون الإقامة أيضا رئيت في المنام كما رئي الأذان

ـــــــــــــــــــــــــ

 

(( وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ – قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى أَنْ تَقُولُوا ))

هذا يتعلق بالروايات يعني يفترض أننا تحدثنا عن روايات هذا الحديث ثم أتينا لكن يمكن أن نأتي عليها بعد انتهاء الشرح رواية ابن المثنى رواية عمرو بن مرة

ــــــــــــــــــــــــ

 

((وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ – قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى أَنْ تَقُولُوا – لَقُلْتُ إِنِّى كُنْتُ يَقْظَانًا غَيْرَ نَائِمٍ))

 

هذه الجملة تدل على ماذا ؟ تدل على أنه ضبط هذه الرؤيا إلى درجة أن تلك الرؤيا خيفة من أن يقال أني تقولت لقلت إني يقظان غير نائم

غير نائم جملة مؤكدة لكملة يقظان لأن اليقظان غير نائم ، وغير نائم هو اليقظان  فدل هذا على أن الرؤيا كلما كان صاحبها يشعر بأنها كاليقظة فإنها تكون أقرب للصدق

ـــــــــــــــــــــــــــــ

( (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى « لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ».

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هل يستحب لمن رأى رؤيا صاحلة أن يقول : من تذكر عنده من معبر أو محب : أراك الله خيرا ؟

أو أن هذا إخبار منه عليه الصلاة والسلام من أن هذه الرؤيا خير ، خير باعتبار أنها صدق ولا تحتمل الكذب ؟

يحتمل هذا ويحتمل هذا

وقد جاء في مصنف عبد الرزاق أن عمر قال لأبي  موسى الأشعري : “ إذا قصت عليك رؤيا فقل خير لنا وشر لأعدائنا  “

قال ابن حجر رواته ثقات إلا أنه منقطع يعني لا يصح هذا الأثر

 

وجاء عند الطبراني أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا أصبح قال :

(( من رأى منكم رؤيا ” فقال رجل : أنا يا رسول الله

فقال: خيرا تلقاه وشرا تتوقاه خير لنا وشر لأعدائنا والحمد لله رب العالمين اقصص رؤياك ))

لكنه حديث ضعيف

لكن ذكر بعض أهل العلم وذكر ذلك ابن حجر أن هذا من آداب المعبر لكن ليس هناك دليل فيما نعلم أنه يقال مثل هذه الجمل اللهم إلا أن تسعفنا هذه الجملة في هذا الحديث ( (لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا))

فمن قال لا يشدد عليه ومن ترك أيضا فلا يثرب عليه

ــــــــــــــــــــــ

 

( (وَلَمْ يَقُلْ عَمْرٌو « لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَمُرْ بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ »))

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هذه من فوائد تتبع الروايات وهي لها لذة بشرط ألا يغفل طالب العلم عن الأهم الذي هو المتن لأن الإسناد قد كفانا مؤنته العلماء السابقون لكن المتن هم كفونا أيضا لكن نحرص عليه

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن أمور الشرع أو مصالح الأمة يختار لها الأنفع والأحسن مع أن عبد الله بن زيد كفء لكن من حيث نداوة الصوت في الأذان فبلال أكفأ فقال ( مر بلالا ) فليست العبادات ومصالح الأمة مبناها على المحاباة ، لا ، مع أنه رآه وقد يظن ظان أنه أحق به لما رآه

ــــــــــــــــــ

((قَالَ فَقَالَ عُمَرُ أَمَا إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِى رَأَى وَلَكِنِّى لَمَّا سُبِقْتُ اسْتَحْيَيْتُ))

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مر معنا كلام عمر في الأحاديث السابقة والتوجيه له

 

ـــــــــــــ

((قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا قَالَ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ يَسْأَلُ فَيُخْبَرُ بِمَا سُبِقَ مِنْ صَلاَتِهِ وَإِنَّهُمْ قَامُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ بَيْنِ قَائِمٍ وَرَاكِعٍ وَقَاعِدٍ وَمُصَلٍّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-))

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن هذه بداية الحالة الثانية

الحالة الأولى التي تغيرت فيها الصلاة :

أنهم كانوا يصلون منفردين فأراد عليه الصلاة والسلام أن يجمعهم على إمام واحد وأن يجتمعوا في الصلاة

الآن بدأت الحالة الثانية تتغير اجتمعوا لكن إذا أتى شخص مسبوق بركعة أو ركعتين فإنه يسأل من يصلي مع النبي عليه الصلاة والسلام كم فاتتني من ركعة ؟

فيخبر فيصلي

أهو يدخل مع النبي عليه الصلاة والسلام فيصلي ما فاته مثلا كأن يكون عليه الصلاة والسلام في الركوع وإذا بهذا الرجل قد فاتته ركعة فيكبر تكبيرة الإحرام ويصلي تلك الركعة ثم يتابع النبي عليه الصلاة والسلام

إذاً القضاء هنا في أول الصلاة لا في آخرها ولذلك قال : (  وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ يَسْأَلُ فَيُخْبَرُ) هذه جملة مبهمة بينتها جملة  (بِمَا سُبِقَ مِنْ صَلاَتِهِ وَإِنَّهُمْ قَامُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ بَيْنِ قَائِمٍ وَرَاكِعٍ وَقَاعِدٍ وَمُصَلٍّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم)

أي هناك من الصحابة من هو راكع ومن هو قائم ومنهم من هو قاعد للتشهد أو بين السجدتين ومصل يعني موافق للنبي عليه الصلاة والسلام

أيصلي معه ؟

ظاهر الحديث أنهم يدخلون معه

الرواية الأخرى : تبين أنه يخبر فيصلي وحده كما عند  أحمد فيدخل مع النبي عليه الصلاة والسلام

هو لما يأتي فيسال فيخبر أيتكلمون؟

الظاهر يتكلمون

الرواية الآتية إن شاء الله فأشاروا إليه ( بالإشارة )