بلوغ المرام ــ باب المواقيت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
154 ـ وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: (( كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يُصَلِّيَ اَلْعَصْرَ, ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى رَحْلِهِ فِي أَقْصَى اَلْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ, وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ مِنْ اَلْعِشَاءِ, وَكَانَ يَكْرَهُ اَلنَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا, وَكَانَ يَنْفَتِلُ مِنْ صَلَاةِ اَلْغَدَاةِ حِينَ يَعْرِفُ اَلرَّجُلُ جَلِيسَهُ, وَيَقْرَأُ بِالسِّتِّينَ إِلَى اَلْمِائَةِ )) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
155ـ – وَعِنْدَهُمَا مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ: (( وَالْعِشَاءَ أَحْيَانًا وَأَحْيَانًا: إِذَا رَآهُمْ اِجْتَمَعُوا عَجَّلَ, وَإِذَا رَآهُمْ أَبْطَئُوا أَخَّرَ, وَالصُّبْحَ: كَانَ اَلنَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ )) .
156- وَلِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى: (( فَأَقَامَ اَلْفَجْرَ حِينَ اِنْشَقَّ اَلْفَجْرُ, وَالنَّاسُ لَا يَكَادُ يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)
الشرح :
ــــــــــــــ
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
أن راوي هذا الحديث هو أبو بزرة وهذه كنيته ، والكنية تختلف عن اللقب وتختلف عن الاسم : فاسمه فضلة بن عبيد رضي الله عنه وكنيته كما هنا أبو برزة
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
استحباب تعديل صلاة العصر فإن السنة منه عليه الصلاة والسلام في صلاة العصر أنه كان يعجل بها أول وقتها كما ذكر هنا والشمس حية ، وحياة الشمس تختلف عن موتها
وموتها هو بإدخال أو بدخول الصفرة عليها فإذا دخلت الصفرة عليها فإنها تموت يموت فيها ماذا ؟
تموت حرارتها وتموت أشعتها ولذلك صح في سنن أبي داود عن بعض التابعين أنه قال : ( والشمس حية ) قال : ( موتها بضعف حرارتها )
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
أن في هذا الحديث ردا على رأي أبي حنيفة رحمه الله ، وأبو حنيفة قد يشنع به من بعض الناس في هذا العصر
فلأبي حنيفة قدره عند السابقين لأنه كبير ولا يعرف الكبير إلا الكبير لكن في مثل هذا العصر يشنع بأبي حنيفة
وأبو حنيفة : يكفيه من الفخر أنه معدود عند كثير من العلماء أنه من التابعين لأنه التقى ببعض الصحابة
يكفي من مناقبه : أنه أول الأئمة في علم الفقه فأول ما يذكر من الأئمة يذكر أبو حنيفة
وأبو حنيفة : تكون له أقوال فيها مخالفة صريحة بينة لما جاء به النص الشرعي فيحمل عليه من هذه الحيثية
وما علموا أن أبا حنيفة كان في العراق والعراق لها جانبان الكوفة والبصرة
الرأي : في أهل الكوفة
والعبادة : في أهل البصرة
فهو نشأ في تلك البيئة وهو لا يأخذ برأي الناس كلا ، فهذا بناء على اجتهاده ، لأنه رحمه الله ما كانت تبلغه النصوص الشرعية لبعد المسافة بينه وبين من في الحجاز الذين تلقوا من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام
وبالتالي قد لا يبلغه الخبر
ولذلك : كل ما تأخر عصر من العصور بعد هؤلاء الأئمة أو بعهد إمام وأتى بعده إمام آخر فإن ذلكم الإمام يستفيد مما فات الأول ويطلع على ما لم يطلع عليه الأول
ولذا : من مزايا مدرسة ابن تيمية أنه اطلع على كلام الأئمة الأربعة فخلص منها إلى آراء رائعة موافقة ليس هذا من عقله فقط لاشك أنه أوتي عقلية إضافة أنا نحسبه والله حسيبه أعطي ذكاء
لما اطلع على تلك المذاهب كما قال الذهبي والبزار وغيرهما من طلابه كان رحمه الله يجادل أتباع المذاهب في مذاهبهم فيعلو عليهم وبالتالي فإنه لما أتت آراءه أتت صافية قريبة إلى الدليل الشرعي لأنه اجتهد بتوفيق من الله واطلع على كلام هؤلاء الأئمة
فكيف يشنع على أبي حنيفة ويعظم جرمه عند بعض من الناس ؟!
وهذا جرم ليس في حق أبي حنيفة لا بل في حق الأمة ،
وهذا الرجل معذور ويكفي أنه مجتهد ويكفي أن اسمه ارتسم في التاريخ من أنه أول الأئمة الفقهاء فكيف يأتي أشخاص في هذا الزمن ممن لا علم عنده ولو في نسبة واحد في المائة من علم أبي حنيفة لأنه كلما تأخرت العصور ضعف الناس وضعف الجهد إضافة إلى وجود المغريات والصوارف
فإذا لم نعرف لهؤلاء الأئمة قدرهم فليس لنا في الحقيقة قدر لم ؟
لأن الكبار عرفوا هؤلاء الكبار
وأظن أنهم ما قرءوا سير هؤلاء وتراجمهم لو قرءوا مثلا كتاب ميسر في متناول الجميع كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله وكيف يثني هذا الرجل على هؤلاء ثناء عاطرا مع أن بعضهم لديه من المخالفات العقدية ما يشيب له الرأس لكنه يعلم أنه مجتهد
ومع هذا كان يقول رحمه الله قال : ( ومن يسلم من الخطأ ولو أنا أخذنا بزلة كل عالم ما أبقينا أحدا )
فكيف بهؤلاء في هذا العصر يعني كأنهم نصبوا أنفسهم من قبل الله يعني لسان حالهم كأنهم مفوضون من قبل الشرع أن يحكموا على هؤلاء الأئمة
لن يسلم أحد
الخوارج يقولون مرتكب الكبيرة كافر أيسلمون من الكبائر ؟ يعني هم لما يقولون هذا القول زكوا أنفسهم كأنهم ما يقعون في الكبائر هذا محال
هؤلاء أيضا لما شنعوا بأبي حنيفة كأنهم لا يخطئون كأنهم قد عصموا من قبل الشرع
وهذا من الخطورة بمكان
ولكن أقول : لا يعرف قدر هؤلاء الكبار إلا الكبار
والله إن من يقرأ في سير أعلام النبلاء للذهبي ولغيره من الأئمة يتربى يعرف
هذا الذهبي الحافظ الإمام العظيم القدر يقول عن هؤلاء هذا القول إذاً من أنا يفلان أو يا علان لسنا بشيء
لو قيل لبعضهم اسرد لي عشرين أو ثلاثين حديثا من سنن أبي داود أو الترمذي أو البخاري
بل إذن بعضهم بدأ الآن لأنه لا يستيطع ولو انفتح له الباب لقال بعضهم بدأ يلمز بشيخ الإسلام
هؤلاء للأسف ليسوا علمانيين ليسوا كفارا ليسوا فساقا في الحقيقة هؤلاء هم ممن ينتسب إلى العلم الشرعي ويقولون هذا القول
لاشك أن الأمر جد الخطير على الأمة وعلى هؤلاء وعلى دينهم
يعني يطاح بأبي حنيفة غدا يطاح بالشافعي بمالك
بعض الآراء لمالك مع أنه في المدينة مثل دعاء الاستفتاح ما يراه سنة
لم ؟ لأن الخبر لم يبلغه
عمر بن الخطاب يجهل حديث الاستئذان ثلاثا : (( فإن أذن لك وإلا فارجع )) حتى أعلم أبو موسى الأشعري وشهد له أثر القوم
لست بشيء لا تظن أنك عظيم
فالشاهد من هذا :
أن أبا حنيفة هنا يرد عليه في مثل هذا الحديث وأحاديث أخرى يرد عليه لما نقول إنه يستحب تعجيل صلاة العصر لهذه الأحاديث يرد عليه لما قال رحمه الله قال : ” إن أول صلاة العصر ـ قد خالف الجمهور ـ قال إن أول صلاة العصر أن يصير طول الشيء مثليه “
سبحان الله !
يذكر هذا القول ابن حجر والأئمة ومع ذلك لم يشنع به وقال : أن بعض طلابه رد هذا القول وبعضه انتصر له
مع أن ابن حجر رحمه الله لم يسلم منهم بعضهم يقول : هذا الفتح فتح الباري يجب أن يحرق
سبحان الله !
لم ؟
قالوا لأن على صاحبه بعض المخالفات ، والله ما قرءوا فتح الباري والله لو قرءوا فتح الباري لوجدوا أنه فتح من الله على هذا الرجل
جهد جبار عظيم ومع ذلك هو كبير ولما يتحدث عن من هو كبير تجد أنه محترم في تعليقه في شرحه ، ولذلك لما ذكر قوله ذكر دليلا له لأبي حنيفة دليل لكن ليس كل من أتى بدليل أن هذا الدليل يكون صحيحا أو يكون صريحا فيما ذهب إليه
هو يقول رحمه الله لأن النبي أمر بالإبراد في صلاة الظهر
ومعلوم أن الإبراد في آخر وقت صلاة الظهر ، ولا يمكن أن يحصل إبراد إلا إذا كان طول الشيء مثله هذا يحصل فيه إبراد
هذا رأيه لكنه مردود بالأدلة الأخرى
فالشاهد من هذا :
أن طلاب العلم لأننا لو قسنا أنفسنا فيما مضى نحن عوام فإن كنا طلاب علم يجب أن نعرف لهؤلاء الأئمة قدرهم
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
أن صلاة الصحابي مع النبي عليه الصلاة والسلام في مسجده ثم يعود إلى رحله في أقصى المدينة الرحل هو المنزل والشمس لا تزال حية هذا يدل على التعجيل بها
هنا الرواية عندكم ما هي ؟
( ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة ) كيف يقول يرجع ؟
لماذا لم يقل يذهب ؟
يعني كأن الرجوع هو رجوع إلى المسجد مرة أخرى في ظاهره أن كان يصلي في بعض الروايات مع النبي في المسجد فيذهب إلى ررحله في أقصى المدينة ثم يرجع
ولذلك قال ابن حجر عبر هنا عن الذهاب بالرجوع لأنه أولا أتى من بيته إلى المسجد ثم من المسجد ذهب فعدا الذهاب من المسجد إلى بيته رجوعا
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
بيان حرص الصحابة على صلاة الجماعة
انظروا :
تلك المسافة بين مسجده عليه الصلاة والسلام وبين رحل وبيت هذا الصحابي في أقصى المدينة ومع ذلك يأتي ويصلي مع النبي عليه الصلاة والسلام ثم يعود
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
أنه يستحب في صلاة العشاء التأخير وهذا هو الصواب لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( والله إن هذا لوقتها لولا أن أشق على أمتي ) لكن هو عليه الصلاة والسلام لما رأى المشقة بأصحابه فإنه إن اجتمعوا وعجلوا عجل بصلاة العشاء وإن تأخروا أخر صلاة العشاء مراعاة لأحوالهم
وبالتالي : فإن على الأئمة أن يراعوا أحوال المأمومين ولذلك عليه الصلاة والسلام قال : ( أنت إمامهم واقتد بأضعفهم ) ولكن يراعي أحوالهم على حسب ما جاءت به السنة لا على ما تهواه أنفسهم لأن الهوى متردد فيه ومضطرب فما تهواه أنت لا يهواه غيرك وهكذا
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
أن قوله : ( كان يستحب ) يدل على ماذا ؟ يدل على الأفضلية وأن عبارة الفقهاء يستحب كذا وكذا وهو ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه وهو أن لهم مستندا في وضع هذا المصطلح
لأن المستحب من هو ؟ النبي عليه الصلاة والسلام في أمر يذم تاركه أو لا يذم ؟
لا يذم
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
النهي عن النوم قبل صلاة العشاء وهل هذا محل اتفاق أم محل خلاف ؟
اختلف العلماء في هذا :
قال بعضهم : ينهى عن النوم مطلقا لأن النبي عليه الصلاة والسلام كما هنا كان يكره النوم قبلها
وقال بعض العلماء : لا يكره في رمضان هو مكروه إلا في رمضان لم ؟ لأن الحاجة داعية في رمضان إلى النوم قبل العشاء حتى يتقوى بهذا النوم على الصلاة
وقال بعض العلماء : لا كراهة في النوم قبل العشاء إذا كان هناك من يوقظه أو أنه يغلب على ظنه أن صلاة العشاء لن تفوته ويستدلون بفعل ابن عمر كان إذا غلبه النوم أمر من يوقظه فنام رضي الله عنه
ويستدلون أيضا :
بحال الصحابة أنهم انتظروا النبي عليه الصلاة والسلام حتى أعتم يعني تأخر فنادى عمر : رقد النساء والصبيان
والروايات الأخرى تدل على أنهم كانوا ينامون يضعون جنوبهم كما في سنن أبي داود وغيره
وقال بعض العلماء : قال إن النوم قبل دخول وقت صلاة العشاء جائز أم بعد أن يدخل فلا لأنه إن نام بعد دخول الوقت كان ذلك ذريعة إلى التخلف عن الصلاة
الرد على من قال بأن النوم قبل العشاء جائز إلا إذا دخل وقتها نرد عليهم بماذا ؟
بعموم الحديث الأمر الثاني : أن الصحابة رقدوا متى ؟ بعد أن دخل وقت الصلاة
والصحيح :
أن النوم قبل العشاء سواء قبل دخول وقتها أو بعد دخول وقتها أنه منهي عنه وأنه لا يسمح للإنسان أن ينام إلا إذا غلبه النوم ووجد من يوقظه كحال ابن عمر وكحال من ؟ كحال الصحابة رقد النساء والصبيان ، وكذلك بعض الرجال من الصحابة لأن النوم قد غلبهم لأنهم آمنون من أنهم سيوقظون ولو من النبي عليه الصلاة والسلام
ولذلك لما خرج كما في إحدى الروايات قال علام تنذروني ؟
فالنذر هنا هو الإلحاح يعني ألححتم علي في الخروج فخرجت
فإذاً : النوم قبل العشاء منهي عنه إلا إذا غلبه النوم وكان هناك من يوقظه
والكراهة من حيث الأصل في النصوص الشرعية إلا إذا أتى ما يدل على عدم ذلك الأصل في الكراهة التحريم
ولذلك : لما ذكر عز وجل منهيات في سورة الإسراء قال : (كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ) لما ذكر الزنى وقتل النفس وما شابه ذلك قال : (كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا)
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
النهي عن الحديث بعد صلاة العشاء وهذا لا يطبق في وقتنا نهائيا لا من طلاب علم ولا من غيرهم وخصوصا مع هذه الوسائل وسائل التواصل تجد أن الناس متصلون: الحالة متصل
فالنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن أن يتحدث بعد صلاة العشاء
لم ؟
لأنه وسيلة إلى ترك صلاة الوتر أو إلى ما هو أعظم من ترك الحضور لصلاة الفجر جماعة أو وقتا
إلا إذا كانت هناك مصلحة شرعية كأن ينزل بك ضيف أو أن تتدارس العلم الشرعي
والنصوص في ذلك كثيرة :
ــ النبي عليه الصلاة والسلام حدث بعض أصحابه بعض صلاة العشاء ببعض الأحاديث
الأصل النهي عن الحديث بعد صلاة العشاء إلا إذا وجدت مصلحة شرعية ثم إذا وجدت المصلحة الشرعية فسمح بالحديث يجب ألا يترتب على هذا الحديث أو هذا السمر فوات ما هو واجب
ولكن الناس في هذا العصر خالفوا شرع الله وخالفوا أيضا فطرة الله لأن الفطرة مقتضاها أن تنام بالليل وأن تصحو بالنهار فأصبح الناس منعكسين ولما عكسوا فطرة الله انعكست عليهم حياتهم فليسوا بسعداء لا من حيث الباطن ولا من حيث الظاهر لا من حيث القلوب سعداء ولا من حيث الأبدان ، فأمراض الأبدان متنوعة وأمراض القلوب أيضا متنوعة
ولذلك ما يجبر بعض طلاب العلم على البقاء باعتبار أن هذا الواقع هو واقعه أنه يبقى من أجل أن يفيد غيره
ومع هذا كله إذا ترتب على إفادتي للغير أن أتضرر فلا
خذها قاعدة :
إذا رأيت الناس كلهم يهلكون فالواجب عليك أن تنقذهم لكن إذا ترتب على إنقاذهم أن أهلك في دين الله فلا : ((وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ )) هذه نجاة أنفسنا (وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) )
لكن أن أسهر مع من يسهر في وسائل التواصل وأجيب وأرد وبالتالي إذا بي قد هلكت في ديني بتضييع صلاة الفجر هذا ليس بخير
ولذلك : لو أن طائفة اجتمعت فقالوا نحفظ القرآن أو نتدارس القرآن وهم يغلب على ظنهم في تلك المدارسة أنهم سيفوتون صلاة الفجر هنا تلك المدارسة حرام
فهي قضية هامة جدا ولذلك نسأل الله أن يصلح أحوال الناس وأن يعيدهم على ما فطروا عليه وعلى ما أمروا به شرعا لأنه ليس هناك لذة كلذة النوم بعد صلاة العشاء
وأنا أعرف أشخاصا كانوا على ما كانوا عليه وكبرت أعمارهم ومع ذلك في أعظم ما يكونون في قواهم ومن أحرص الناس على الحضور إلى صلاة الفجر لأنهم كانوا ينامون بعد صلاة العشاء مباشرة .
فهي سعادة لا توازيها سعادة لو أعطي الإنسان ما أعطي من متع الدنيا فإنه لن يجد هذه السعادة إلا في مثل هذا
ولذك علينا أن نتواصى ونحن مستهدفون ونعرف أننا مستهدفون ومع هذا نستقبل ما يأتي بالضرر علينا في ديننا وفي دنيانا لأن الناس الآن يحبون الإجازات يحبون ألا يداوموا ، كسل
هذا الكسل ناتج من أن الناس لم ينظموا أوقاتهم ونحن في هذا المجتمع نحن غير نظامين لا في نومنا لما ترى حالنا في النوم ليس هناك نظام في الأكل ليس هناك تنظيم .
وهذه التقنية نستقبل كل ما فيها كل ما يأتي إلينا أبواب مشرعة وكأننا ما نزل علينا هذا القرآن وكأننا ما قرأنا سنة النبي عليه الصلاة والسلام
ويجب أن نتواصى ، نعرف أن هذا الأمر قد يكون عسيرا أو قد يكون التغير له مستبعدا لكن لا يستبعد
لما يتواصى أهل الخير على هذا الأمر فيما بينهم ربما تأتي سنوات إذا بالناس يعودون إلى الله
لأنك لو ثبرت حال النبي عليه الصلاة والسلام وحال الصحابة قبل الفتوحات ما كانوا يظنون أنها تبلغ ما بلغت
ولذلك : أسامة بن زيد يقول في غزوة بدر لما أتتنا بشائر النصر يقول فرحنا لكن يقول ما اطمأننت اطمئنانا كبيرا إلا لما وجدت الأسرى في البيوت
يدل على أن الأمر كان عندهم من الصعوبة بمكان
لكن وضع الناس على ما هم عليه يخالف هذا الحديث ويخالف الفطرة
وأدركنا ونحن صغار ما نعرف النوم بعد صلاة الفجر
كانت النساء في ذلك الوقت يستيقظن قبل صلاة الفجر كل من حولك قد استيقظ قبل صلاة الفجر والناس نائمون في السطوح هذا يقرأ قرآن وهذا يشعل النار من أجل أن يعد قهوة وما شابه ذلك
وإذا بالناس قبل الفجر إذا بهم مستيقظون
والله كنا نخرج في شدة الظلام ومع ذلك نخرج وإذا بالناس قد امتلأت بهم المساجد بعدها لن تنام لأن الناس ينفرون
وإذا جاء المغرب إذا بالإنسان قد خارت قواه يقولون اصبر سيؤذن للعشاء صل العشاء ونم
ما عندهم إلا الصلاة ما عندهم إلا الخير
وإذا بالناس في أحسن ما يكون من القوة والأكل والعبادة
والله إني آتي بعد أذان الظهر إني أجد صفين في الجامع الكبير وتسمع بقراءة القرآن دوي كدوي النحل
أنت ابن بيئتك
فالقضية قضية مهمة جدا فيما يخص القلوب والله إذا صلحت القلوب ولا صلاح لها إلا بشرع الله والله لصلحت الأبدان
هذه جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر هذه مقولة بعض السلف لما كان عمره مئة سنة ووثب وثبة ما يثبها بعض الشباب فقال هذه المقولة
الآن بعض الشباب بل بعض الأطفال في سن العاشرة يقول والله أقدامي تؤلمني إذا ماذا عسى كبير السن أن يقول ؟!
لو يأمر الكبير الصغير بأمر كأن يأتي له بماء أو ما شابه ذلك كأنه لم يسمع من الكسل الأول هذا ما يعرف نهائيا ولا يكرر عليه قم يافلان مباشرة قم
ولذلك كانت أحوالهم من أحسن ما يكون وكانوا أقرب إلى الله عز وجل
وكان الفاسق لو شاء أن يفسق فسق في خفية ما يفسق علانية ، لما علموا أن بيتا من البيوت بها راديو أقاموا الدنيا ولم يقعدوها
من يحلق لحيته قديما كان يعاقب فيعزر بدفع عشرة قروش مخالفة يكتبون له مخالفة شرعية
ولذك قرأت لبعض القضاة قديما في رسائل له ورفعت إلى الشيخ محمد بن إبراهيم أن هناك طائفة قالوا عثر على طائفة من الشباب في القطيف يلعبون الكرة وهذا من اللهو ومن الصد عن ذكر الله ورأى أن يعزروا
فنسأل الله للجميع الهداية والسداد