شرح بلوغ المرام الدرس 139 حديث(158 ) (أعتم رسول الله ذات ليلة بالعشاء )

شرح بلوغ المرام الدرس 139 حديث(158 ) (أعتم رسول الله ذات ليلة بالعشاء )

مشاهدات: 498

بلوغ المرام  ــ باب المواقيت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

158ــ حديث عائشة رضي الله عنها (( أَعْتَمَ رَسُولُ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – ذَاتَ لَيْلَةٍ بِالْعَشَاءِ, حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اَللَّيْلِ, ثُمَّ خَرَجَ, فَصَلَّى, وَقَالَ: “إِنَّهُ لَوَقْتُهَا لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي” )) رَوَاهُ مُسْلِمٌ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فمن فوائد هذه الحديث :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن قول عائشة رضي الله عنها : ( أَعْتَمَ رَسُولُ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم ) أي دخل في العتمة كما يقال : أنجد فلان يعني دخل نجدا

وكما يقال : أحرم فلان : يعني دخل في الإحرام أو دخل في الأشهر الحرم أو دخل في الحرم

فقولها ( أعتم ) هذا فيما يخص الزمن يعني دخل رسول الله عليه الصلاة والسلام في الزمن المسمى بالعتمة

وقوله ( أنجد ) يعني دخل في المكان ، فـ ( أعتم ) فيما يخص  الزمان

و( أنجد ) فيما يخص المكان ولا يختص هذا الأمر بهذين الشيئين بل هذه القاعدة كما يقال أنجد فلان أحرم فلان وهكذا

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أن قولها رضي الله عنها ( أعتم ) يعني دخل في العتمة والعتمة هي ما تأخر من الليل

ولكن هنا إشكال وهو :

أنها وصفت العشاء بأنها عتمة والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند مسلم : (( لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء فإنهم يسمونها بالعتمة وهم يعتمون بحلاب الإبل ))

وفي حديث آخر : (( فإنها في كتاب الله العشاء ))

 

والغلبة : هي الاغتصاب فإذا انساقوا وراء التسميات التي  اعتادوا عليها قبل مجيء الإسلام فكأنهم غلبوا يعني اغتصب منهم الاسم الشرعي وبالتالي فإن هذا الحديث وهو ذكر العتمة يتعارض مع ما جاء من أحاديث وصف النبي عليه الصلاة والسلام أو سمى العشاء بأنها عتمة ولذلك في حديث أبي برزة  ( وكان يؤخر العشاء التي تدعونها بالعتمة )

 

فما هو الجواب ؟

الجواب عن هذا :

قيل بالنهي مطلقا أن تسمى العشاء بالعتمة وهذا مما كرهه ابن عمر كراهة شديدة بل إنه رضي الله عنه وهو راوي الحديث ( لا تغلبنكم الأعراب ) كان كما جاء في مصنف عبد الرزاق أنهم كانوا إذا قالوا له عن العشاء  العتمة غضب ورفع صوته بالصياح منكرا عليهم

 

وبعض العلماء  :  قال بالجواز مطلقا

وبعض العلماء وهو الصحيح : أن النهي للكراهة وليس للتحريم والأولى عدم تسمية العشاء بالعتمة وذلك حتى لا يغلب على الاسم الشرعي  ثم إن تسمية العشاء بالعتمة فبها وصف لهذه العبادة بوصف دنيوي هذا الوصف الدنيوي : هو إعتام الأعراب في ذلك الزمن بإحلاب الإبل وحلب الإبل أمر دنيوي فلا ينبغي أن توصف هذه العبادة بأمر دنيوي

 

ثم هذا الأمر الدنيوي : وهو مذموم من حيث الأصل أضافوا إليه ذما آخر وهو أنهم يعتمون بحلاب الإبل بمعنى أنهم يؤخرون زمن الجدب وزمن القحط يؤخرون حلاب الإبل إلى زمن متأخر من الليل حتى لا يدركهم الفقراء فهنا ذم على ذم فلا توصف هذه العبادة بهذا الوصف

 

أما ما جاء من أحاديث فهي محمولة على ما ذكرنا من أنه لبيان واقعهم أو أن بعضهم قد لا يعرف هذه الصلاة إلا بهذه التسمية ولذلك ماذا قال في حديث أبي برزة  ” التي تدعونها “ تدعونها أي أنتم ما اعتدتم عليه بالعتمة

 

ولتعلموا وهي فائدة أخرى :

 

أنه جاء عند البخاري من حديث عبد الله المزني أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( لا تغلبنكم الأعراب على صلاتكم المغرب ))

قال : (( فإنهم يقولون هي العتمة ))

 

قال : القائل من ؟ أهو راوي الحديث كما قال بعض العلماء أم أنه النبي عليه الصلاة والسلام يخبر عن حال الأعراب هذا هو الصواب لرواية الإسماعيلي

 

الشاهد من هذا :

أنهم كانوا يسمون المغرب بالعشاء

ولذلك كرهت طائفة من أهل العلم تسمية المغرب بالعشاء إلا إذا قيدت أو ذكرت تغليبا

 

يعني : لو قلت عن المغرب العشاء الأولى يتسامح في هذا مع أن بعض العلماء لا يتسامح في هذا مطلقا لا تغليبا ولا تقييدا

 

أما أن تقول عن المغرب هي  العشاء فهذا ما كانت عليه عادة العرب يسمون المغرب بالعشاء ، ولم تأت تسمية المغرب على لسان النبي عليه الصلاة والسلام لم تأت تسميتها بأنها عشاء ، ورد عن العشاء بأنها عتمة ؟ ورد ، أما تسمية المغرب بأنها عشاء لم يرد

 

لكن لو أنها ذكرت تقيدا العشاء الأولى لا إشكال في هذا لم ؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام سمى العشاء العشاء الآخرة

إذاً هناك عشاء أولى

أو تغليبا كأن تقول : سأزورك بين العشاءين ، يعني بين المغرب والعشاء

 

فخلاصة القول :

ـــــــــــــــــــــــــــ

 

أن المغرب لا تسمى عشاء كما هي عادة العرب كانوا يسمونها بهذا الاسم ، ولم ترد تسمية المغرب بأنها عشاء في لسان الشرع

 

الأمر الثاني : العشاء كانوا في الجاهلية يسمونها بالعتمة وجاءت بعض  النصوص في تسميتها بذلك ولكن الشرع بين أن الأفضل والأكمل أن تسمى بالعشاء لأنها هي المذكورة في كتاب الله

وهذا يدل على أن الحقائق الشرعية ينبغي أن تبقى على ما هي عليه وألا يعتاض عنها بشيء لم يرد به الشرع مطلقا مثل ماذا ؟ مثل المغرب تسمى بالعشاء مع أن الشرع لم يرد منه حديث في تسميتها أعني المغرب بالعشاء فكيف بما لم يسمه الشرع

 

يعني مثل بعض الناس الآن :

يقولون عن المواقيت في الحج يقولون حتى وللأسف من طلاب العلم يقولون بمن مر من قرن المنازل أحرم من السيل الكبير أحرم من أبيارعلي التي هي ذي الحليفة أحرم من رابغ ، هذا خطأ

 

صحيح أن الناس لا يعرفون إلا السيل الكبير لكن لما يسألني سائل نقول : أحرم من قرن المنازل الذي يسميه الناس السيل الكبير

أما أن نقول أحرم من السيل الكبير أحرم من أبيار علي إذاً مع مرور الزمن والآن هي ظاهرة لا يعرفون أن ميقات أهل نجد هو قرن المنازل ولا أن ميقات المدينة ذو الحليفة

هذا خطأ

فلا نغيب الحقائق الشرعية

 

مثلها مثل العقيقة :

النبي قال عن العقيقة  : (( إني لا أحب العقوق من أراد أن ينسك فعن الغلام شاتان وعن الجارية شاة  ))

يعني العقيقة :

الجنين إذا ولد يذبح له عقيقة التسمية الشرعية نسيكة هذه لا نعرفها مع أنها التسمية الشرعية المستمرة أن يقال : انسك عن ابنك

لو سأل سائل : ياشيخ ما رأيك في النسيكة لو أخرتها إلى ما بعد اليوم السابع هذا أفضل من أن يقول العقيقة مع أن العقيقة وردت في لسان الشرع ( كل غلام مرتهن بعقيقته ) لكن الاسم الشرعي الحقيقي ما هو ؟ النسيكة

فالعقيقة لا إشكال أن تقال أحيانا

فما ظنكم بما يقوله بعض الناس عن النسيكة والعقيقة باسم لم يرد على لسان الشرع إلا ذما كالتمائم  ؟!

التمائم من الشرك  ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) فلننبه نحن طلاب العلم ننبه هؤلاء لو سأل قال : ما رأيك لو أخرت تمية ابني إلى ما بعد كذا

نقول : أخطأت قل نسيكة أو عقيقة أما تمييمة فخطأ

 

لو قال قائل : عائشة قالت هنا ( أعتم ) هل في هذا القول منها تأييد أو هو جريان منها على ما كان في الماضي  أم المقصود منها تأخير صلاة العشاء ولم ترد أن تسمي العشاء بالعتمة ؟

ما المقصود ؟

أنها لم ترد التسمية وإنما أرادت أن العشاء أخرها النبي عليه الصلاة والسلام إلى زمن العتمة ولم ترد أن سمي العشاء بالعتمة بدليل أنها قالت :

( حتى ذهب عامة الليل )

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أنه مر معنا أنه يؤخر وقت صلاة العشاء إما إلى ثلث الليل أو نصف الليل قالت هنا ( حتى ذهب عامة الليل ) فلا إشكال كأنه عليه الصلاة والسلام صلى العشاء بعد منتصف الليل وهذا فيه إخراج للصلاة عن وقتها أو فيه دليل لمن قال : إن العشاء لها وقتان اختياري واضطراري وحتى على قولهم بأنه وقتان فإنهم لا يجوزون أن يؤخر العشاء إلى ما بعد وقتها الاختياري من غير عذر

 

إذاً : هنا عامة الليل يعني كثير من الليل وليس بأكثره ( حتى ذهب عامة الليل ) المقصود كثير من الليل لا الأكثر منه

وبالفعل ما بين مغيب الشفق إلى نصف الليل لاشك أنه ذهب كثير من الليل

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الأصل في فعل الصلوات الخمس أن تؤدى في أول الوقت في جميعها إلا ما جاء الشرع في تأخيره

لو قال قائل : ما الدليل ؟

الدليل : تلك الأدلة التي أمرت بالمسابقة إلى الخيرات في الكتاب والسنة وأصلح من ذلك ما جاء في الصحيحين أن النبي عليه الصلاة والسلام لما سئل عن أفضل الأعمال قال : ( الصلاة على مواقيتها ) ولكن إذا جاء دليل بالتأخير كما هنا فنقول : يستحب في صلاة العشاء أن تؤخر إلى ثلث الليل أو نصفه ما لم يخرج وقت صلاة العشاء الذي هو نصف الليل

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

حرصه عليه الصلاة والسلام على رفع المشقة عن أمته ولذا علل فقال :

( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي )

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أنه قوله عليه الصلاة والسلام ( إنه لوقتها ) إن من أدوات التعليل كما قال الأصوليون يعني لما أخر الصلاة لما ذهب عامة الليل علل هذا التأخير فقال ( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي )

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن قوله ( إنه لوقتها ) أي وقت ؟

الوقت الأفضل هو هو وقتها ( لولا أن أشق على أمتي )

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن كلمة لولا ما معناها في اللغة ؟

أداة امتناع لوجود يعني امتنع النبي عليه الصلاة والسلام من تأخيرها إلى هذا الوقت لوجود المشقة على أمته وقد ترد للتمني كما مر في البلاغة

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن من دلائل عدم وجوب الشيء أن يعلل بمثل هذه العلة كما مر معنا في السواك ردا على من أوجب السواك فالنبي عليه الصلاة والسلام قال  :

( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )

 

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن تأخير صلاة العشاء استحبابا يصدق عن المنفرد الذي تخلف عن الجماعة بعذر مثل المريض لو أن المريض ما استطاع الحضور لصلاة العشاء جماعة هنا نقول له يستحب لك أن لم تكن عليم مشقة أن تؤخر الصلاة

 

ــ إنسان فاتته صلاة العشاء لأنه يدافع الأخبثين ففرغ الناس من صلاة العشاء هنا الأفضل أن يؤخرها إلى ثلث الليل

 

ــ جماعة في الصحراء خرجوا لنزهة هنا يؤخرون الصلاة إلى نصف  الليل

 

ــ النساء في البيوت السنة في حقهن أن يؤخرن صلاة العشاء إلى ثلث الليل

ولذلك يذكر للنساء هذا الأمر

ولذلك بعض النساء قد تكون عندها وليمة أو طعام تعده وإذا لها تقل لم أصل العشاء تأخرت عن صلاة العشاء وذلك بعد أن خرج الناس من الصلاة بساعة وهي لا تعلم أن السنة أن تؤخر صلاة العشاء إلى ثلث الليل

 

ــ وأيضا من يباح له الجمع له التأخير إذا كان التأخير أرفق به نقول حظيت بفضيلتين :

ــ أنك فعلت الأرفق

ــ أنك أخرت هذه الصلاة إلى ثلث الليل

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

حديث : ( لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء )

 الأعراب : مفردها أعرابي وهو من يعيش في البادية وغالبهم ذو جهل لم يتعلم وكون أهل المدن وهم الأخيار ينساقون وراء هؤلاء في ألفاظهم فإن هذا مما لا يليق بالمتعلم ولا بطالب العلم أن يسيروا في نفس ما سار عليه الآخرون أو الجهال من ألفاظ

 

ولذا بعض الناس وقد ينسبون إلى العلم الشرعي تجد أنه يتلفظ ببعض الألفاظ التي يعتاد عليها الناس وهي في الحقيقة تحط من مروءة الإنسان وقد تكون ألفاظا سوقية لا ينبغي أن يتلفظ بها

 

وهذا رأيته في تغريدات بعضهم تجد أنهم ينساقون وراء متابعيهم تجد أنه لما تذكر له كلمة سوقية تجد أنه يرد عليه بكلمة سوقية أخرى ، هذا خطأ ، أين الميزة وأين الفرق بينك وبينه يفترض ألا أنساق وراءه وألا أنساق في كلامي وراء كلامه ، وإنما أكون موجها لكلامه إذا جاء بكلمة سوقية أن أوجهه ، أما أن أزيد الطين بلة ، هذا يأتي بكلام سوقي ويرد عليه بكلام

سوقي إذاً : هذا خطأ على خطأ

 

فالشاهد من هذا :

مع أن العرب كانوا يقولون ذلك والنبي عليه الصلاة والسلام وصفهم بأنهم أعراب فكيف ننساق وراء الكلمات التي يقولها الجهال ففرق بين طالب العلم وبين غيره

 

والفتوى من باب أولى  : يفترض لما يكون الإنسان متصدرا للفتوى أنه إذا أجاب للناس يجيب على مقتضى ما جاءت به الشريعة من حيث الدليل ومن حيث الأسلوب

 

والفتية تبني على الدليل الشرعي والدليل الشرعي ثقيل :(( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5))) يجب أن يجعلك ذا ثقل وذا رزانة وإلا فكيف يكون لعلمك أثر  (( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)))

 

حتى إن بعض الدعاة يأتي ببعض الأشياء من الكلمات التي ربما قيلت على ألسنة مغنيين أو ممثلين أو ممثلات لا ينبغي

 

والغالب أن مثل ذلك الداعية أو ذلك المفتي إذا كان يريد إضحاك الناس في الغالب أنهم يعتادون على الحضور إليه لا من أجل الفائدة وإنما من أجل معرفة الجواب الذي يأتي في صورة ضحك وهذا لا يجدي ولا يفيد

 

يعني لما أسمع مقطعا لأحد الدعاة أو المفتين وأجاب إجابة فيها إضحاك مثل ما يقال فرفشة لكن ما هو المردود على قلبي على إيماني على ثقافتي على عقليتي على أسلوبي حينما أتكلم؟

والإنسان يتأثر بمن يجالس أو بمن يسمع ولو لم يره إذا كان يكثر من سماع كلامه فإنه يتأثر به من حيث الأسلوب

 

ولذلك من اعتاد على قراءة كلام شيخ الإسلام رحمه الله مع أنه لم يسمعه ولم يره فإنه في أسلوبه يتأثر فكيف بمن يبسمع كلام الآخرين؟

 

ولذلك على ألإنسان أن يحرص  على سماع من يغذي قلبه وعقله وفكره حتى يستفيد في مستقبل امره لأنك لو ضحكت هذه المرة والثانية والثالثة وبعد سنة وسنتين ثم ماذا ؟ لا يفيد ولا يجدي

 

فاختيار الكلمات محسوبة على المسلم فكيف بطالب العلم فكيف بالعالم ؟

 

يعني بعض الناس في كلماته هو يقول أنا أؤثر ،  هؤلاء الذين يحضرون له لو ثبرت حالهم أو الأكثر منهم لا يستمرون على الهدى والاستقامة

الذي يبقى العلم الشرعي

العلم الشرعي المبني على الدليل هو الذي يبقى

كم من دعاة اشتهروا شهرة بالغة في سالف ما مضى من الأيام أين علمهم الآن ؟

 

لكن انظر إلى كلام الشيخ ابن باز ابن عثميبن وهم أموات يستفاد منهم

 

الآن لما تأت حادثة فيما يخص العقيدة أو يخص الولاة يبحثون عمن ؟ عن كلام أولئك ولا يبحثون عن كلام هؤلاء

 

لكن هؤلاء لما يأتون بكلمت جاءت على لسان مغنيين إذاً قد سمعها وإلا كيف تحفظها الكلمات الغنائية ؟ هكذا مكتوبة . وأحيانا يلحنها بلحن يتوافق مع لحن الغناء

هذا لا يجوز

فانتبهوا

 

ولذلك قد ترى الإنسان إذا به على أحسن ما يكون لكن لما يتكلم إذا بالأمر يتغير فليتنبه طالب العلم إلى هذا الأمر

 

لا إشكال أن أنزل إلى واقع الناس ولكن لا أتأثر بهم المفروض أنه هو الذي يؤثر فيهم لا أن يتأثر بهم  ، أنزل إلى واقع هؤلاء ولكن بما لا يضر بي لا في كلامي ولا في عقليتي ولا في إيماني ولا في قلبي

 

وإلا إذا نزلت إلى ما يريده الناس وأصحاب الرغبة ما أبقيت شيئا

يعني بعض الناس ممكن يرغب أن تخرج بفانلة وسروال هذا هوى الناس بعض الناس يهوى هذا

كلمة الدعاة للأسف امتهنت امتهان عظيم يعني كل من هب ودب يسمى داعية هذا ليس بصحيح ،الداعية : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ))

 

يقولون هذا البرنامج المسمى بـ ( الكيك ) يعني إنسان داعية يصور نفسه بفانلة وسروال وهو في غرفته ، لم ؟ يقولون من أجل أن يتقرب إلى الناس

هذا ضياع سقوط أمام الناس بفانلة وسروال لم يأمرنا الإسلام بهذا

قل ما قاله الله وقاله النبي عليه الصلاة والسلام بوقار من قبل فبها ونعمت من لا يقبل لا يقبل بل هذا أرى أن فيه امتهانا للرسالة التي يحملونها والتي وصفوا بها بأنهم دعاة