شرح بلوغ المرام الدرس 153 حديث 178ـ 179 حديث عبد الله بن زيد ( طاف بي وأنا نائم .. ..) ( 2 )

شرح بلوغ المرام الدرس 153 حديث 178ـ 179 حديث عبد الله بن زيد ( طاف بي وأنا نائم .. ..) ( 2 )

مشاهدات: 463

شرح بلوغ المرام ــ  باب الأذان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بَابُ اَلْأَذَانِ

178- عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ – رضي الله عنه – قَالَ: { طَافَ بِي -وَأَنَا نَائِمٌ- رَجُلٌ فَقَالَ: تَقُولُ: “اَللَّهُ أَكْبَرَ اَللَّهِ أَكْبَرُ, فَذَكَرَ اَلْآذَانَ – بِتَرْبِيع اَلتَّكْبِيرِ بِغَيْرِ تَرْجِيعٍ, وَالْإِقَامَةَ فُرَادَى, إِلَّا قَدْ قَامَتِ اَلصَّلَاةُ – قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: “إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٍّ…” } اَلْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ, وَأَبُو دَاوُدَ, وَصَحَّحَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ, وَابْنُ خُزَيْمَةَ  .

وَزَادَ أَحْمَدُ فِي آخِرِهِ قِصَّةَ قَوْلِ بِلَالٍ فِي آذَانِ اَلْفَجْرِ: { اَلصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ اَلنَّوْمِ }

179- وَلِابْنِ خُزَيْمَةَ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ: { مِنْ اَلسُّنَّةِ إِذَا قَالَ اَلْمُؤَذِّنُ فِي اَلْفَجْرِ: حَيٌّ عَلَى اَلْفَلَاحِ, قَالَ: اَلصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ اَلنَّوْمِ }

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  (2)

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الشرح :

ــــــــــــــ

 

فمازلنا في ذكر فوائد حديث عبد الله بن زيد

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن هذا الحديث بين أن من صفات الأذان وأن جمل الأذان خمس عشرة جملة وهذا الذي يسمى بأذن بلال وهو المعول به عندنا في السعودية

 

وقد جاءت أحاديث أخرى بينت أن الأذان سبع عشرة جملة وذلك الترجيع مع تثينة التكبير في أوله

 

وجاءت أحاديث أخرى تبين أن الأذان تسع عشرة جملة بذكر التكبير في أوله أربع مرات مع الترجيع

 

والترجيع يكون للشهادتين وذلك بأن يقول الشهادتين سرا يسمع نفسه ثم يرفع بها صوته ويمد بها صوته حتى يسمع غيره ممن  بعد عنه

 

وقلنا : إن موقف المسلم من هذه السنن المتنوعة سواء الواردة في الأذان وفي التشهد وفي الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام أو في غيرها مما ورد على وجوه متعددة قلنا : ” إن على المسلم أن يعمل بها كلها وذلك بأن يعمل بهذه الصفة الورادة تارة وتلك تارة أخرى “

 

لأن العمل بالسنن الواردة وهي متنوعة تعطينا فوائد مر ذكرها :

من بينها :

استحضار النية :

فإن المسلم إذا اعتاد على صفة واحدة فلربما أدى تلك الصفة دون حضور قلب لكن لو كان أمامه أربع صفات أو خمس صفات فإنه قبل أن يطبق يتأمل أي صفة سأطبقها وبالتالي يحضر قلبه

 

ومن فوائد تطبيق السنن المتنوعة الواردة على عبادة واحدة :

أن نعمل بالسنن كلها حتى لا تهجر حتى لا تضيع

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

التسهيل على المكلف لأن بعض الصفات قد تكون أخصر من غيرها ، فلربما يكن الإنسان في ذلك الوقت غير نشط فيأتي بما هو أيسر وأسهل له

 

ومن فوائد تطبيق السنن المتنوعة  :

المحافظة على السنة والاقتداء والتأسي بالنبي عليه الصلاة والسلام

 

لكن لو قال قائل :

لم لا نعمل بهذه الصفات كلها التي وردت في الأذان ؟

الجواب عن هذا :

أن العمل بها قد يحدث تشويشا عند عوام الناس ، ولذلك قال علي كما عند البخاري ( حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله )

 

بمعنى أنه لو طبقت صفة من صفة الأذان كالترجيع مع الثنية أو مع التربيع لربما بل أجزم أن كثيرا من عوام الناس ربما يقول : إنكم أتيتم إلينا بدين جديد ، لقد عهدنا هذا من سنين ونحن على هذه الحال

فللخوف من الإثارة والتشويش فإنه لا يعمل بها

 

لكن أيترك الناس على جهلهم ؟

الجواب : لا

هناك التوضيح والتبيين للناس عن طريق النظر

 

بمعنى أن العالم يبين للناس أن هناك صفات متنوعة وردت في الأذان بحيث نهيئ نفوس هؤلاء إلى أن تقبل هذه السنن فيما لو تيسر تطبيقها في المستقبل

ثم لنربي النشء القادم على أن ما يعمل إنما هو صفة واحدة فلربما يسيرون خلف ما عهدوه من أجدادهم فظنوا أن الأمر هو هو لا يتغير

فإذا بين لهؤلاء فإننا نستفيد

ويمكن أن تطبقها فعليا وذلك كأن يكون الإنسان مع أصحابه في نزهة أو مع طلاب علم في مكان فالسنة في حقهم إذا أذنوا أن يؤذنوا بأذان أبي محذورة بالترجيع أو بأي صفة أخرى وكذلك الشأن في الإقامة كما سيأتي إن شاء الله

 

ومن فوائد هذا الحديث :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الواجب على المسلم أن يتقيد بما جاء به الشرع ولا يأتي بجملة ولو كانت واردة في الشرع فيضعها في موضع ليس بموضعها فكلمة وجملة الصلاة خير من النوم إنما تقال في صلاة الفجر

 

فإذا اعتاد الناس في زمان ما على أن يناموا بعد صلاة العصر ، ربما أناس يعتادون بأن يناموا بعد العصر،  ويكون هذا معظم فعل من يكون في ذلك العصر لكن لو كان قال إنسان أقول في صلاة المغرب : الصلاة خير من النوم

فنقول : هذا من البدع

والدليل : أن ابن عمر لما سمع مؤذنا يؤذن في الظهر فقال : الصلاة خير من النوم ، خرج فسئل فقال أخرجتني البدعة

 

فهذه بدعة مع أنها جملة شرعية لكنها لا تقال إلا في موضعها

 

وهذا يدل على أن إحداث البدع أنواع :

منها ما ينشأ ابتداء دون أن يكون له أصل في الشرع

وإما أن يكون له أصل في الشرع :

فجملة الصلاة خير من النوم لكنها توضع في موضع ليس بموضعها

 

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

استحباب أن يكون المؤذن صيتا

بدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام  كما في سنن أبي داود قال لعبد الله بن زيد ” قم فألقه على بلال فإنه أندى صوتا منك “

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

من الاستحباب في الأذان أن يؤدى بجمع التكبيرتين فيقول :¨الله أكبر الله أكبر   الله أكبر الله أكبر

وهذا هو الصواب خلافا لمن قال وهو ما اشتهرمن مذهب الحنابلة أنهم استحبوا لمن يؤذن أن يقول الله أكبرْ فيقف عن الراء جزما كلمة كلمة

 

والصواب ما أسلفننا :

أنه يجمع في الأذان بين التكبيرتين الله أكبرُ الله أكبر

وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام كما سيأتي معنا إن شاء الله أمر بلالا أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة

 

وأيضا حديث عمر في صيحح مسلم  لما بين النبي عليه الصلاة والسلام كيف يتابع المؤذن ، جمع عليه الصلاة والسلام  بين التكبرتين

 

وأما حديث  : ((  إذا أذنت فترسل )) فإنه ضعيف ولو صح فإنه لا ينفي  أن يجمع التكبيرتين وإنما المطلوب الترسل والتأني والتأني ممكن إن يحصل بجمع التكبيرتين

 

وأما حديث ”  التكبير جزم “  يعني قف عند الراء جزما ولا تحرك الله أكبر فإنه حديث لا يصح سندا ولا متنا لأن التكبير أضيف إليه والسلام جزم

فدل على أن المقصود بذلك التكبير الذي يكون في الصلاة  ثم إن الجزم مصطلح لغوي محدث لم يكن معهودا في عصره عليه الصلاة والسلام

ولذلك لو سئل أحد الصحابة يذهب زيد :

يذهب : فعل مضارع مرفوع ، ما يعرف هذ ا الكلام لأنهم يتكلمون بالسليقة هذه ما ظهرت إلا بعد أن استعجم اللسان العربي وتأثر بالعجمة فلما تأثر الناس وضع العلماء هذه المصطلحات

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن الترجيع جاء في حديث أبي محذورة وهذا الترجيع لا يكون إلا في الشهادتين   لم ؟

لفضل الشهادتين

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن الترجيع وردت به رواية في التكبير وقلنا إن الترجيع ما أتى في الشهادتين فيكون ما سوى ذلك مما ورد من ترجيع التكبير فإنه حديث منكر

 

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

” أندى صوتا “ مأخوذ من النداوة ، والنداوة هي الرطوب

ولذلك يقول كلما كان فم الإنسان رطبا كلما كان أحسن حديثا وحسن الحديث والكلام يتضمن رفع الصوت

 

ولذلك إذا استعجم الأمر على الخطيب أو المتحدث فإن ريقه ينشف ولا يكون لديه صوت لأن معلوماته تتبعثر ولا يكون نديا ولا حسن الكلام والنداوة ، إنما تكون لرطوبة الفم

 

ولا يكون الإنسان رطب الفم في الحديث إلا إذا كان مجتهدا في أول أمره فيعتاد اللسان على القول الصحيح ويعتاد الذهن على طرح المعلومة الصحيحة المتيقنة المحفوظة حينها يلقي ما يشاء

 

ولذلك ربما يلبس على من هو ندي الكلام حاضر المعلومة فصيح اللسان ربما فيما لو أنه تعرض لمسألة أن موضوع لم يحضر له جيدا لأن إلقاءه لا  يكون كإلقائه في ما مضى في موضوع

 

فكلما كنت متمكنا فيما تقوله فإنك تستحضره ويكون اللسان رطبا

ويعتاد الإنسان ويعود نفسه لأنه ربما يكون الإنسان حاضر المعلومة حافظا لها متقنا له لكن يزعجه ويقلقه الجمع الكثير أو ربما ليس بذلك الجمع وإنما هو لا يتأثر بالجمع لكن ربما يأتي شخص لم يعهد أنه يتحدث أمامه فإذا به ليس هو ذلك الذي كان يتحدث

 

وهي تحتاج إلى مران مع اجتهاد ، المعلومة تحضيرها

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن الأذان توحيد وتعظيم لله كما قال القرطبي لأنه في بداية تكبير تعظيم لله والمعظم هو الذي يستحق التوحيد

 

وهذا التوحيد لا يمكن أن يوضح إلا عن طريق الرسل فذكر شهادة أن محمدا رسول الله

فإذا تمكن القلب أو تمكن التوحيد من القلب فإن هذا التوحيد يدعو الإنسان إلى أن يؤدي ما أمر الله به ومن أعظم ما أمر الله به بعد التوحيد الصلاة  ولذلك أتت كلمة حي على الصلاة حي على الصلاة لأن بها الفلاح حي على الفلاح حي على الفلاح

ثم رجع إلى التوحيد مرة أخرى     لم ؟

لأن العبادة هي توحيد لله جل وعلا فأنت في أول الأمر لابد لك من التوحيد في أداء العبادة وفي أثنائها لابد من التوحيد لأن هذه العبادة تعظم التوحيد عندك

ولذلك في الختام : الله أكبر الله أكبر ــ تعظيم لله جل وعلا

في الختام لا إله إلا الله  لأنه لا معبود بحق إلا الله

 

ولذلك :

وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها دعوة تامة التي لا يتخللها ولا يعتريها نقص فكلمات الأذان تامة

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن الأذان مبتدأ بالتوحيد ومختتم بالتوحيد

وهذا إن دل يدل على أن الإنسان في أول قدومه في هذه الدنيا يسمع التوحيد بالأذان وإذا مات أو احتضر فإنه يلقن التوحيد ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله )

فدل على أن حياة الإنسان من أولها إلى آخرها بحاجة إلى التوحيد ولأنه متى مازال التوحيد فإنه لا حياة حقيقية لابن آدم مهما فعل الإنسان من الجرائم وانتهك من الحرمات فليس هناك شيء أفظع من أن يترك التوحيد وأن يشرك بالله

 

وهذا التوحيد يطعن في أصوله وفي فروعه في هذا الزمن وذلك من خلال ما ينشر من البدع بسبب انفتاحنا على العالم الخارجي

وبسبب تواصل المسلمين مع غيرهم في وسائل التواصل

 

 الذي يدمر التوحيد البدع

فالبدع إذا انفتحت ذهب معها الدين وبالتالي يذهب معها التوحيد ، ولذلك هي الأساس فالواجب على طالب العلم في مثل هذا الزمن أن يحرص على التوحيد وعلى ذكره

 

ولذلك :

أستحضر الآن عبارة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كشف الشبهات لما قال ” إن من يقول إن التوحيد قد عرفناه فهو من أجهل الناس “

سبحان الله ! كانت تمر هذه العبارة هكذا كنا نشرح وكانت تمرهكذا أحيانا كيف ؟

عرف التوحيد لأن المجتمع سليم لكن يفترض أن المجتمع ولو كان سليما أن يعود التوحيد وأن يربى الأطفال والنشء على التوحيد ليل نهار خيفة من أن ينفتح على الناس باب لا يستطيعون أن يغلقوه وبالفعل انفتح على الناس باب لم نستطع أن نغلقه

 

البدع الآن تنشر في كل وقت ويتلقاها أبناؤنا وبناتنا عن طريق الانترنت والمواقع ولذلك ضعف كثير من الشباب وضعفت كثير من الفتيات بل كثير من الكبار ضعفوا

 

لأن التوحيد لو كان مؤصلا في نفوسهم في زمن السلامة من الفتن وفي زمن الانغلاق عن العالم الخارجي لما تأت مثل هذه يطاح وينسف بها فالحق يدمغها ، التوحيد يدمرها

 

لكن استقبل الناس هذه البدع وعندهم من التوحيد وقد درسوه لكنهم يدرسونه من أجل الشهادة في كثير منهم وبالتالي لو سألت بعضهم ما الأصول الثلاثة ما عرفها

 

سبحان الله ! كان الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديارالسعودية كان إمام المسجد ملزما بتعليم الناس الأصول الثلاث في ذلك الزمن

 

هؤلاء تربوا على التوحيد و أسس فيهم التوحيد وكثف عليهم في التوحيد من أجل أنه لو انفتح باب كانوا على أهبة الاستعداد

لكن انفتح الباب والقلة هم الذين يفقهون ويفهمون

 

لو سألت بعضهم ما هي الأصول الثلاثة ؟ ما يعرف

ما يعرف القواعد المتعلقة بالتوحيد

 

مثل هذا يطاح به مثل الريشة في فلاة ولذلك نحرص نحن طلاب العلم على أننا إذا فسرنا آية أو حديثا علينا أن نتعرض لهذا الأمر ،

 التوحيد هو الأساس لأن الإنسان لو كان لا يفتر عن صوم ولا عن صلاة ولا عن صدقة فتوحيده فيه خلل يطوف بالقبور يدعو غير الله يذبح لغير الله ينذر لغير الله فإن تلك الصلاة والصوم والصدقة لا تنفع ((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23)))

التوحيد هو من أعظم ما يكون كيف وقد جاء في المسند وغيره في قصة ذلكم الرجل الذي ينشر له تسعة وتسعون سجلا مد البصر ما فيها إلا العظائم الكبار فيقال لك حسنة بطاقة فيها ” لا إله إلا الله “ قال : وما تنفع تلك البطاقة مع هذه السجلات

كان على التوحيد ، صحيح أن عنده ذنوبا كثيرة وعظيمة ،لكن سبحان الله !  كانت تلك الكلمة التي امتثل كثيرا من مقتضياتها أنقذته فوضعت هذه البطاقة في كفة وتلك السجلات في كفة فطارت تلك السجلات وبقيت هذه البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء

 

التوحيد عظيم

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أنه قال ” طاف بي وأنا نائم “ هنا جملة حالية والجملة الحالية تقيد الطواف الذي طيف به في المنام أيمكن أن يطاف بالإنسان وهو يقظان

ما معنى الطيف ؟

الجملة حالية تقيد هذا الطيف من أنه وهو نائم فقيدت الحال

إذا قلنا إن الجملة الحالية تقيد فإذاً يمكن أن يكون الطيف أيضا في حال اليقظة ؟

أيمكن ؟

((فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)))

هذا الذي أتاهم لم يأتهم في نومهم أتاهم في يقظة لكن في حالة النوم

فاستفدنا من ذلك أن الإنسان قد يطيف به الشيء فيراه في منامه وقد يطيف به الشيء في يقظته وهو نائم ((فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20))) في قصة أصحاب البستان

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن من تيسير الشرع أن الأذان بالقول وليس بالفعل لكي يتمكن كل شخص من هذا الأذان

بينما لو كان فعلا ، ولذلك مر معنا في سنن أبي داود أن يوضع راية ، هذا لاشك أن فيه مشقة

أن يكون ببوق أن يكون بناقوس قد لا أجد ناقوسا أو بوقا ، فمن يسرهذه الشرعية أن جعل الأذان والإقامة كلاما ليتيسر لكل شخص أن يؤذن

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن قوله ” إنها لرؤيا حق  “ يدل على أنه هناك رؤيا ليست بحق وإنما تكون حلما مزعجا أو أضغاث أحلام

وأضغاث أحلام هو ما يأتي الإنسان في منامه مما أهمه في يقظته

بعض الناس قد يفكر في زواج أو شراء بيت أو أرض أو سيارة فيكون قلبه مهتما بهذا الشيء في اليقظة فيرد عليه في المنام هذه أضغاث أحلام لا يترتب عليها حكم شرعي

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أنه مر معنا في سنن أبي زيادة ” إنها لرؤيا حق إن شاء الله “

المشيئة هنا هل هي مشيئة تحقيقة أو تعليقية ؟

قد يقال لك إن شاء الله  تحقيقا أو تعليقا ؟

التحقيق هو الشيء الثابت المتيقن منه

وذلك كقول الله تعالى : ((لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)) وهم سيدخلونها قطعا لا محالة لكن لماذا أتى بالمشيئة ؟

لفوائد :

لكن من بينها :

التبرك بذكر اسم الله في المشيئة

مثل دعاء الزائر للمقابر  : (( وإنا إن شاء الله بكم للاحقون))  لكن المشيئة هنا للتبريك

هذه هي المشيئة التحقيقة

أما تعليقا فإنه الشيء الذي لا يلزم به وللذك قال تعالى : ((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ))

 

فقوله هنا ” إنها لرؤيا حق إن شاء الله ” يمكن أن تكون رؤيا تحقيقية بمعنى أنه عليه الصلاة والسلام قال إنها لحق إن شاء الله يعني أن ما رأيته في منامك صدق وواقع وحق والمشيئة هنا من باب التبرك باسم الله

 

وإما أن تكون ” إن شاء الله ” تعليقا باعتبار أنها ” إن شاء الله حق فيما سنؤيد به من قبل الله

فهذه أمارات على قبول الله لها

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

في هذا الحديث ذكر لصفة من صفات الإقامة قال هنا ” الإقامة فرادى إلا قد قامت الصلاة “

يعني أن جمل الإقامة تكون مفردة واحدة إلا قد قامت الصلاة ما الحال فيها ؟ تثنى

ولكن أين التكبير في أوله نحن نقول في الإقامة : الله أكبر الله أكبر

فإذاً هنا صفة من صفات الإقامة

والإقامة وردت لها صفات ، تلك الصفات مبنية على أحاديث وإن كانت قليلة لكن العلماء كل على حسب ما فهمه من الجمل

وردت صفات الإقامة متعددة :

ــ تسع جمل ،  كيف  تكون تسعا ؟

إفراد كل جملة ماعدا قد قامت الصلاة يعني :

الله أكبر

أشهد ان لا إله إلا الله

أشهد أن محمد رسول الله

حي على الصلاة

حي على الفلاح

قد قامت الصلاة

قد قامت الصلاة

الله أكبر

لا إله إلا الله

 

ودليله أين ؟

هنا  قال : ( والإقامة فرادى إلا قد قامت الصلاة )

 

الصفة الثانية في الإقامة عشر :

ــ نفس إقامتنا بتثنية التكبير وإفراد كل جملة حتى قد قامت الصلاة يعني :

 

الله أكبر

الله أكبر

أشهد ان لا إله إلا الله

أشهد أن محمد رسول الله

حي على الصلاة

حي على الفلاح

قد قامت الصلاة

الله أكبر

الله أكبر

لا إله إلا الله

 

 

إذاً كلها مفردة ما عدا التكبير

 

هنا أين الدليل ؟

فهم بعض العلماء ” ويوتر الإقامة ”   ( إلا قد قامت الصلاة ) هذا استثناء ذكره بعض الرواة ولم يذكره بعض الرواة

لما قال ” يوتر الإقامة “

إذاً الإقامة كلها فرادى إذاً لماذا التكبير في أوله ؟

قالوا : لأن التكبير في الإقامة وتر باعتبار أن التكبيرتين في الإقامة وترإذا قورنت بالأذان لأنه قال ” ويشفع الأذان “ لأنها أتت في جملة وادة يشع الأذان ويتوتر الإقامة

 

ورد إحدى عشرة جملة وهي إقامتنا :

 

الله أكبر

الله أكبر

أشهد أن لا إله إلا الله

أشهد أن محمد رسول الله

حي على الصلاة

حي على الفلاح

قد قامت الصلاة

قد قامت الصلاة

الله أكبر

الله أكبر

لا إله إلا الله

 

وورد سبع عشرة جملة :

كيف  ؟

أذاننا بزيادة قد قامت الصلاة يعني يقيم كما يؤذن ولكن بزيادة قد قامت الصلاة

الدليل :

بعض الرويات التي وردت في حديث أبي محذورة

 

ما الحال في هذه الصفات والعمل بها وهل تطبق أو لا تطبق ؟

القول فيها كالقول في الأذان الذي تعددت صفاته وأسلفنا الحديث عنه في أول الدرس

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن قول الصلاة خير من النوم فيها خلاف بين أهل العلم هل تقال في الأذان الذي يكون لدخول الوقت أو قبل اوقت ؟

قلنا إن الصواب في سنن أبي  داود عد دخول الوقت

وهنا ما يؤيده وهو :” إذا قال المؤذن في الفجر “ فدل هذا على أن المقصود به هو الأذان الثاني