ودليل الملائكة . ودليل شرك من عبد الملائكة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــــ
ودليل شرك من عبد الملائكة
الملائكة :
كما قال عليه الصلاة والسلام عند مسلم 🙁خلقوا من نور )
وقال عليه الصلاة والسلام : (( وخلق الجان من نار ، وخلق آدم مما ذكر لكم ))
ما الذي ذكر لنا ؟
أنه خلق من طين .
ومن ثم :
فما تزعمه غلاة الصوفية وما تختلقة من أحاديث ، من أنه عليه والصلاة والسلام خلق من نور كل هذا باطل
لاشك أن الله عز وجل سمى الرسول صلى الله عليه وسلم أو وصفه بأنه نور لكن نور معنوي:((قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ))
(نور) أي الرسول عليه الصلاة والسلام
أما أنه خلق من نور أو أنه يكون له نور في شخصه فهذا لم يرد .
على كل حال :
هؤلاء الملائكة وعباد مخلوقون خلقوا من نور والمخلوق كما أسلفنا لا يستحق أن يكون إلها
ولذا :
لما سمع (جبير بن مطعم ) النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور في صلاة المغرب . وقد قدم مشركاً ليتحاور مع النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الأسرى يقول سمعته يقرأ : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ{35} أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ{36}))
فماذا قال ؟
قال :
[ كاد قلبي أن يطير ]
فأثرت فيه هذه الآية .
يدل على ماذا؟
على التأثر الذي وقع في قلبه لأنه يعلم أن هذه الأصنام التي يعبدها مخلوقة وهي لا تخلق .
ولذا :
أنكر جل وعلا عليهم في عبادتهم للأصنام همال أنتم أفضل وأكمل خلقاً من هذه الأصنام :
( أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا)
أي هذه الأصنام
فكيف تعبدون من أنتم أكمل منهم خلقاً ؟
والإيمان بالملائكة :
من أصول الإيمان الستة ويجب أن نؤمن بما جاء مفصلاً عنهم وبما لم يأتي مفصلاً نؤمن به إجمالاً . ذكر جل وعلا أن من بين الملائكة ( جبريل ) ذكر في النصوص ( ميكال ) . أو ( ميكائيل ) ( إسرافيل ) يجب أن نؤمن بهؤلاء.
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم خلقة ( جبريل ) :
وأن له ستمائة جناح وأن الجناح يسد ما بين المشرق والمغرب هنا نؤمن بما جاء مفصلاً عنهم . وما جاء مجملاً نؤمن به أيضاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودليل الملائكة :
قوله تعالى :
((وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً )) الآية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــ
الآية التي استدل بها المؤلف رحمه الله على شرك من عبد الملائكة (وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً) الآية
(وَلاَ يَأْمُرَكُمْ)
من ؟
هذه الآية مرتبطة بالآية التي قبلها :
قال جل وعلا:
(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ)
أي ولكن يقول (وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)
ثم قال 🙁 وَلاَ يَأْمُرَكُمْ) أي هذا البشر الذي أوتي ما أوتي في مطلع الآية السابقة (وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً)
يعني :
لا يأمر هذا البشر الناس أن يتخذوا الملائكة أو أيضاً يتخذوا النبيين (أَرْبَاباً)) يعني : معبودين يعبدونهم من دون الله
ولذا :
ماذا قال في ختام الآية ؟
(أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْر)
هذا استفهام تعجبي استبعادي
يعني :
يستبعد أن يكون هذا النبي آمر بعبادة غير الله حتى لو كان هذا المعبود شريفاً كالملائكة والنبيين
ولذا :
قال جل وعلا : (أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ)
يعني :
لا يأمركم بهذا
فتدل هذه الآية على أن من عبد الملائكة أو من عبد النبيين فهو كافر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودليل الأنبياء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــــ
أي دليل شرك من عبد الأنبياء
الآية السابقة يمكن أن تتكون دليلاً ، بل تكون دليلاً على شرك من عبد الملائكة والنبيين .
لكن :
لماذا أفرد الشيخ رحمه الله الأنبياء بدليل منفصل عن الدليل السابق .
؟
فالجواب عن هذا والله أعلم :
1ـــ أن عبادة الأنبياء لها شأن عظيم عند يعبدهم ، فأراد أن يأتي بدليل منفصل عن الدليل السابق .
2ــــ أو أنه رحمه الله رأى أن الدليل السابق عام لأنه ذكر النبيين وهنا دليل لعبادة شخص واحد وهو عيسى عليه الصلاة والسلام ، وهو من أظهر الأنبياء ممن عبد من دون الله جل وعلا .
ولذا :
يأتي هذا النداء منه جل وعلا لعيسى عليه الصلاة والسلام يوم القيامة كما في هذه الآية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودليل الأنبياء :
قوله تعالى :
(وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــــــ
(وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى) متى كانت هذه المقولة ؟
هل كانت ومضت ؟
أم أنها آتية؟
بعض المفسرين يقولون : ” مضت وأنها قيلت له عليه الصلاة والسلام حينما رفع إلى السماء “
ودليلهم :
( إذ ) لم يقل ( وإذا ) :
ففرق بين ( إذ ) و ( إذا ) :
فـــ (إذ) ظرف لما مضى
( إذا ) ظرف لما يستقدم
{وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ }المدثر33
يعني :
مضى فناسب أن يأتي بــ (إذ)
{وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ }المدثر34 :
يعني : فيما يستقبل
فقالوا : إن ( إذ) تدل على شيء مضى .
وبعض العلماء يقول :
” إن هذا القول يكون في عرصات القيامة
لماذا خرجوا عن هذا الأصل ؟
الأصل في ( إذ) ماذا ؟
المضي، وفي ( إذا ) الإستقبال .
قالوا : ” لأن الله جل وعلا قال في نهاية هذه المقولة :
((قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ))
وهذا يكون أين ؟
في يوم القيامة .
وإنما عبر بـ(إذ) ولم يعبر ب(إذا) :
لأن يوم القيامة كائن لا محالة فكأنه قد وقع ، هو واقع لا محالة فكأنه وقع
(وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( قال )) :
((يَا عِيسَى ))
إثبات النداء من الله جل وعلا .
فإذاً :
من صفاته جل وعلا : القول
ومن صفاته جل وعلا : النداء
فإذاً:
هو ينادي يوم القيامة :
ينادي من ؟
(عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ)
لماذا عيسى بالذات ؟
لأنه هو النبي الذي ظهرت عبوديته ممن عبده لغير الله جل وعلا
هناك أنبياء عُبِدُوا :
نبينا صلى الله عليه وسلم عبد ، عُبِد حتى في هذا الزمن ، من يستغيث به عند قبره ويدعوه ، هذه عبودية صرفت لغير الله جل وعلا .
لكن :
الانتشار والظهور والشيوع في حق عيسى عليه الصلاة والسلام أكثر من غيره .
ولذا لم يصرح جل وعلا باسم امرأة قط ما عدا مريم :
((وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ))
((وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا))
{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ }المسد4
((اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ))
((اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ))
كثير …. كثير …… كثير …..
فلم يذكر اسم امرأة ما عدا مريم :
والفائدة من هذا :
الستر على النساء
لكن لماذا ذكرت مريم ؟
لأن هناك مصلحة كبرى وهي إثبات أن عيسى ليس ابناً لله وإنما هو ابن لمريم .
(وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا سؤال ، والله جل وعلا عالم أقالها في الدنيا أم لم يقلها ، هو عالم
لكن لماذا استفهم ؟
للاستعظام وللتقرير .
كيف ؟
لاستعظام هذا الفعل وهو الشرك ولتقرير عيسى أن يتبرأ مم نسب إليه والذي نسب إليه : أمره لهم بعبادته
فيكون في هذا تحقير وتبكيت لمن ؟
لمن عبده
(أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(سُبْحَانَكَ) :
هذه جملة اعتراضية ، عند البلاغيين أنها من أنواع الإطناب يمكن أن يكون الكلام : ” قال ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق “
لكن أتى بهذه الجملة الإعتراضية ويراد منها التنزيه والتقديس لله جل وعلا
((قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ )) المائدة116
فهنا تبرأ عيسى عليه الصلاة والسلام مما نسب إليه .
ولذا :
في الآية التي بعدها : (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ)
ما هو ؟
(أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ)
والآية فيها من الفوائد شيء كثير
لكن موضع الشاهد :
أنه عز وجل قال :
((أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ))
ففيه بيان أن من عبد النبي فإنه مشرك وقد صرف العبودية لغير الله عز وجل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ