الشرح الموسع لثلاثة الأصول ـ الدرس الثامن

الشرح الموسع لثلاثة الأصول ـ الدرس الثامن

مشاهدات: 452

 

شرح ثلاثة الأصول

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

 

ثم قال رحمه الله :

( اعلم – رحمك الله – أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلاث المسائل ، والعمل بها ) .

قوله ( اعلم ) ما ذكرناه هناك يُذكر هنا ، ثم أتى بعبارة رقيقة ( رحمك الله ) وهذا أسلوب كما قلت ينبغي للداعية أن يأخذه .

( يجب ) الوجوب هنا كما أسلفنا وجوب عيني ، يعني يجب على كل شخص بعينه ، ما هن هذه المسائل الثلاث ؟

( الأولى : أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا ، بل أرسل إلينا رسولا ، فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ) .

هذه هي المسألة الأولى ( خلقنا ) قال تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات56 ( ورزقنا ) ما الذي بعد هذه الآية ؟ { مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } الذاريات57 ، وإذا ذُكر خلق الله سبحانه وتعالى والأمر بالعبادة تجد أنه سبحانه وتعالى غالبا ما يذكر الرزق ، يدل على ماذا ؟ يدل على أنك – يا عبد الله – لا تشقى  ولا تتعب عليك أن تبذل السبب في طلب الرزق ولا تلهث وراءه لأنك مخلوق لعبادته سبحانه وتعالى وبما أنه خلقك لعبادته فسيأتيك رزقك ما دمت حيا لكن بفعل السبب ،{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ }  { وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{16} إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُون } والآيات في هذا المعنى كثيرة {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً }البقرة29 ،من أجل أن نعبده سبحانه وتعالى فهو خلقنا ولم يتركنا هملا بل نحن مأمورون بطاعته سبحانه وتعالى ، وأقام علينا الحجة إذ أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ، والآيات في وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة قال تعالى{ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ } النساء80 { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69 ، فهذه لابد أن تعلق بذهنك أن الله خلقك ورزقك ولم يتركك هملا .

( والدليل : قوله تعالى : { إنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً{15} فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً } [ المزمل : 16،15] .

أي الدليل على هذه المسألة ، كما أرسل سبحانه وتعالى إلى فرعون الرسول وهو موسى عليه الصلاة والسلام ليكون شاهدا عليه وعلى قومه كذلك أرسل إلى الناس رسولا شاهدا عليهم فلما عصى فرعون الرسول وهو موسى عليه الصلاة والسلام أخذه الله أخذا وبيلا أي مهلكا شديدا فظيعا فكأنه يحذر إذا عصينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَحل مثل ما حلَّ بالأمم السالفة مثل فرعون .