شرح كتاب التوحيد ( 5 ) [ باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله ]

شرح كتاب التوحيد ( 5 ) [ باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله ]

مشاهدات: 460

 

شرح كتاب التوحيد

( 5 )

باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا هو رابط هذا الدرس على القناة العلمية الصوتية للشيخ :

 

https://www.youtube.com/watch?v=t-_zaAJs3os&index=6&list=PLLqPd_eY0IBM6kO0TRJOVvrp3H7mmLbbz

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله 

 

وقول الله تعالى:  ﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف 108].

 من الفوائد :

1 ـ وجوب الدعوة إلى الله عز وجل ، ومن ثمَّ فإن  إيراد هذا الباب بعد الأبواب السابقة من مقتضياته أن يدعو الإنسان إلى التوحيد، فإن المسلم لما عرف فضل التوحيد وفضل من حققه أراد أن يبين أن من طعم هذا الخير فعليه أن يطعم غيره بالدعوة إليه وتبيينه، ولهذا ذكر المؤلف في الأصول الثلاثة المسائل الأربع :  [العلم و العمل والدعوة إلى الله عز وجل و الصبر على تحمل الأذى في الدعوة إليه عز وجل ].

2 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم  أُمر أن يقول : هذه طريقتي أدعو بها إلى الله عز وجل  أنا وأتباعي ، وقد قام بذلك صلى الله عليه وسلم  حق القيام فظل ثلاثا وعشرين سنة يدعو إلى الله عز وجل ، منها ظل ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد في مكة.

3 ـ وجوب الإخلاص في الدعوة إلى الله لقوله تعالى : ﴿أَدْعُو إِلَى اللهِ﴾ فلا يجوز للإنسان أن يدعو إلى غير الله عز وجل ، ولا يجوز له أن يدعو إلى نفسه، وكيف يدعو إلى نفسه؟ أن يغضب إذا رُدَّ قوله، أما إذا غضب لأن الحق قد رُدَّ، لا لأن قوله قد رُدَّ،  فإن هذا من إخلاصه، أما إذا غضب لكون كلامه قد رُدَّ فإن هذا يدعو إلى نفسه.

4 ـ أن الدعوة إلى الله عز وجل  يجب أن تكون على علم لقوله تعالى : ﴿عَلَى بَصِيرَةٍ﴾  [يوسف 108] يعني على علم ، وهي شاملة للعلم بالحكم الشرعي وللعلم بحال المدعو وللعلم بالطريقة المناسبة لدعوة هذا المدعو .

5 ـ أن من دعا إلى الله على بصيرة فهو من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم .

6 ـ أن على الداعية إلى الله عز وجل أن يحذر من الشرك، لأنه قد يغتر، ولذا ختمت الآية بقوله عز وجل : ﴿وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ108﴾  [يوسف].

7 ـ فيه الرد على من غلا في النبي صلى الله عليه وسلم  فرفعه فوق منزلته ، فإذا كان صلى الله عليه وسلم ينزه اللهَ عز وجل  من أن يكون له شريك ، فكيف يرضى صلى الله عليه وسلم من هؤلاء عملهم برفعه إلى منزلة الله عز وجل ؟ ولذا قال الله عز وجل  آمراً له  صلى الله عليه وسلم :  ﴿قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾  [الزخرف81].

8 ـ أن الداعية إلى الله عز وجل  يمضي عليه الوقت وإنَّ أحسن وأنفع ما يعينُه على الدعوة إلى الله أن يذكر الله عز وجل  وأن يُكثر من ذكره وذلك لأن التسبيح من ذكر الله، ولمَّا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ: لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»

والداعية والعالم تمضي أوقاته في طلب العلم وفي الدعوة إلى الله عز وجل  فعليه أن يكثر من الذكر.

 

عن ابن عباس رضي الله عنهما :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن قال له: «إِنَّكَ تَأْتِى قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فليكنْ أولَ مَا تَدْعُوهُم إِلَيْهِ  شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ»  وفي رواية «إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ»  أخرجاه.

 من الفوائد :

1 ـ حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن يرسل الدعاة في أقطار الأرض لنشر التوحيد ، فإنه بعث معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن وكان قد بعث قبله أبا موسى رضي الله عنه  فكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه  في عدن وكان معاذ رضي الله عنه  في صنعاء.

2 ـ بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم يبين لأصحابه ما هي هذه البصيرة التي يُدعا بها إلى الله عز وجل ، فإنه لما بعث معاذاً رضي الله عنه  إلى اليمن قال: «إِنَّكَ تَأْتِى قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ»

وهذا فيه بيان بحال المدعو، وأن المدعو لديه علم فليحترس الداعية في ثنايا دعوته.

3 ـ أن على الداعية أن يبدأ بالأهم فالأهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم  أمره أن يدعو أولَ ما يدعو إلى التوحيد ثم ثنَّى بذكر الصلاة، ثم ثلَّث بذكر الزكاة.

4 ـ أن رواية «إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ» لا تتناقض مع رواية «فليكنْ أولَ مَا تَدْعُوهُم إِلَيْهِ  شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» وذلك لأن الشهادة هي التوحيد وأن التوحيد هو الشهادة.

5 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هنا ما فيه ظلمٌ للخالق وظلمٌ للمخلوق، فإن الشرك ظلم في حق الخالق، وإن أخذ كرائم أموال الناس في الزكاة ظلم في حق المخلوق.

6 ـ أن اليهود والنصارى كانت تسكن طوائف منهم في اليمن .

7 ـ أن دعوة المظلوم مستجابة حتى ولو كان كافراً  قال صلى الله عليه وسلم «فكفره وفجوره على نفسه»

8 ـ أن الصدقة فيها أخذ وإعطاء، قال: «تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ على فُقَرَائِهِمْ» ومن ثمَّ فإنه لا يجوز أن يُسْقَط الدينُ بنية الزكاة كما لو كان على فقير دين لغني فوجبت الزكاة على الغني فلا يجزئ أن يسقط هذا الدين بنية الزكاة.

9 ـ أن الصلوات الواجبة خمس، والمراد في حصر الصلوات في خمس إنما هي الصلوات التي تتكرر في اليوم، وإلا فهناك صلوات واجبة عند وجود سببها ، وذلك كصلاة العيد على أصح الأقوال، وكصلاة الكسوف على أصح الأقوال.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ولهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه :

” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وْيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُه، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ»، قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَوا غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟» فَقَيل: هو يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأْتُونِي بِهِ، بَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ وَقَالَ: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ تعالى فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرُ النَّعَمِ»

يدوكون: أي يخوضون.

 من الفوائد:

1 ـ إثبات صفة المحبة منه عز وجل  وأنه يُحب المخلوق إذا أطاعه ، وأن المحبة من الصفات الفعلية، ولذا فقد يحب الله عز وجل  مخلوقاً في وقت ويبغضه في وقت آخر ، وذلك بحسب أحواله من الإقبال على الطاعة أو الانصراف عنها.

2 ـ إثبات صفة المحبة من المخلوق للخالق عز وجل ، فإنه عز وجل   يُحِب ويُحَب، وفيه رد على الجهمية وغيرهم ممن نفى صفة المحبة لله مفسرا لها بأنها الثواب، فيقولون: إن محبته عز وجل  أي إثابته لهذا العبد، وأيضاً نفوا أن يكون المخلوق يُحب الله عز وجل  فقالوا: إن محبة المخلوق للخالق إنما هي التقرب إليه، ولكن معتقد أهل السنة والجماعة كما سبق.

3 ـ حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير، ولذا فإنهم اشتغلوا بهذه البشارة وهي محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أكثر من انشغالهم ببشرى الفتح فإنه قال صلى الله عليه وسلم «يفتح الله على يديه»  وهذا إن دلَّ فإنه يدل على محبتهم لثواب الآخرة على ثواب الدنيا.

4 ـ أن السهر لتحصيل مصلحة شرعية دون أن يفوت على العبد خيراً أعظم منه كصلاة الفجر فإنه جائز، وذلك لأن الصحابة باتوا يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها.

5 ـ وجوب الإيمان بالقضاء والقدر، فإن الصحابة رضي الله عنهم لما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفعلوا السبب لكنهم لم ينالوا ما ذكره صلى الله عليه وسلم   فاطمأنت نفوسهم ورضوا بقضاء الله عز وجل وقدره.

6 ـ أن الله عز وجل  إذا قدَّر شيئاً للعبد فإنه آتيه  ولذلك قال صلى الله عليه وسلم  «أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟». 

7 ـ أنه يجوز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم كشعره وريقه، ولذا فإنه لما بصق في عين علي رضي الله عنه  ودعا له برأ كأن لم يكن به وجع.

8 ـ أن التبرك حكم شرعي لا يجوز إلا باليقين ، فإذا جوزنا التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم  المنفصلة عنه لا يثبت إلا بيقين، فمن زعم أن هناك شعراً للنبي صلى الله عليه وسلم  في هذا العصر فلا يلتفت إلى قوله،  لأن الأصل زوال واندثار هذه الآثار بعد مضي هذه السنوات.

9 ـ أن الدعوة إلى الله لابد فيها من الرفق، ولذا قال  صلى الله عليه وسلم:  «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ» وهذا من الحكمة المذكورة في قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل125].

10 ـ أن التوحيد نعمة من الله عز وجل على الداعي وعلى المدعو، فإن فضله على المدعو واضح من خلال ما ذكره في باب فضائل التوحيد، وأما فضله على الداعي فكما قال  صلى الله عليه وسلم: «فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرُ النَّعَمِ».

11ـ أن «حُمْر النَّعم» هي الإبل النفيسة عند العرب، فيكون المعنى: أن هداية الله لعبد بسبب دعوتك خير لك من أن تمتلك هذه الإبل، وهذا أصح من قول بعض الشراح إذ قال : هي خير لك من أن تتصدق بهذه الإبل.

12 ـ أن الداعية يبدأ بالأهم فالمهم ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم  لعلي رضي الله عنه : « ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ » وثنى بقوله: «وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ تعالى فِيهِ».

13 ـ أن التوحيد حق لله عز وجل ، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ تعالى فِيهِ» فدل على أن التوحيد هو حق الله عز وجل  على العبيد، كما أشار صلى الله عليه وسلم  إلى ذلك في حديث معاذ.

14 ـ أنه يجوز الحلف من غير أن يُستحلف الحالف ، بل يندب إلى ذلك إذا دعت الحاجة ، لقوله صلى الله عليه وسلم: «فَوَاللَّهِ لَأَنْ…»

15 ـ أن قوله صلى الله عليه وسلم:«فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ»  فالهداية من الله عز وجل ، وإنما على الداعية أن يبذل السبب وأن يأتي بالهداية التي تخصه، وهي هداية التبيين والإيضاح والإرشاد، أما هداية التوفيق والإلهام فهي من الله عز وجل .

16 ـ استحباب عقد الرايات، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد الراية وكذلك اللواء فكان له صلى الله عليه وسلم  ألوية، وقد قال بعض العلماء: إن الراية كاللواء، وبعض العلماء قال: إن اللواء ما كان ملتوياً، وأما الراية فهي التي لم تلو.

17 ـ أن كلمة «الغد» تطلق على ما بعد اليوم الحاضر ، وقد تطلق على ما هو أبعد مما بعد اليوم الحاضر إذا كان هذا الشيء محققاً في الوقوع كما قال تعالى عن يوم القيامة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر18].

18 ـ المنقبة الكبرى التي نالها على بن أبي طالب رضي الله عنه، إذ شهد له صلى الله عليه وسلم  أنه يحب الله ورسوله وأن الله ورسوله يحبانه.

19 ـ معجزة النبي صلى الله عليه وسلم  إذ أخبر فوقع ما أخبر به إذ قال:«يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ» ولذا لما قدم عليهم  صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ»

20 ـ أن على المسلم أن يرجو الخير حتى لو تحقق له بعد رجائه أنه لا يناله، فإن رجاء الخير والاهتمام به يثاب عليه العبد، وهذا يدل على محبته للخير ويؤجر من هذه الحيثية، ولذا قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين:«إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً» فهذا هو الهم بالخير، فكيف بمن همَّ وفعل ولكن لم يقدِّر الله عز وجل  له ذلك.

21 ـ أن المرض الذي ألم بعلي رضي الله عنه مرض شديد لدرجة أنه أُتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم  فكأنه كاد أن يفقد بصره.

22 ـ إثبات صفة العلو لله عز وجل  لقوله صلى الله عليه وسلم: «مِنْ حَقِّ اللَّهِ تعالى»

23 ـ أن البعض قد ينطق كلمة «حُمْر النعم» قد ينطقها  حُمُر  بضم الميم، والأصل فيها تسكين الميم «حُمْر» أما ضم الميم حُمُر فإنها جمع حمار كما قال تعالى : ﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ﴾  [المدثر 50].

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ