شرح كتاب التوحيد ( 16 ) [ باب قول الله تعالى : { حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ }  [سبأ 23]

شرح كتاب التوحيد ( 16 ) [ باب قول الله تعالى : { حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ }  [سبأ 23]

مشاهدات: 452

شرح كتاب التوحيد

( 16 )

باب قول الله تعالى :

{ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ  }  [سبأ 23].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا هو رابط هذا الدرس على القناة العلمية الصوتية للشيخ :

 

https://www.youtube.com/watch?v=N7tC_0QIG1A&index=17&list=PLLqPd_eY0IBM6kO0TRJOVvrp3H7mmLbbz&spfreload=10

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 من الفوائد:

1 ـ أن هذا الباب يتوافق مع الباب السابق في نفس الموضوع، فإذا كان صلى الله عليه وسلم  لا يملك نفعاً ولا ضراً وكذلك المدعوون من الأنبياء والأولياء فكذلك هنا الملائكة الذين لا يعصون الله، يخافون بطش الله عز وجل  ويخشونه ، فإذا كان الملائكة مع ما لهم من المنزلة عند الله عز وجل  يخافون هذا الخوف فكيف تُعْبَد الملائكة أو من هو دونهم؟ ومن باب أولى كيف تنفع هذه الأصنام الجمادات عابديها ؟

ولذا قال الشيخ رحمه الله في الأصول الثلاثة , قال: «إن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل».

2 ـ أن الملائكة لهم عقول لأنه قال:﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ﴾  [سبأ 23 ] والعقل يكون في القلب على أحد قولي السلف، ويدل له قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ [ق 37] أي عقل، وأيضاً قوله تعالى:﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾ [الحج 46]، وكما أن لهم قلوبا فإن لهم أجساداً، «فإن النبي صلى الله عليه وسلم رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ»

الجناح الواحد ما بين المشرق والمغرب وما ورد عند أحمد أن «كل جناح سد الأفق» فضعيف ويؤيد بالرواية السابقة.

3 ـ أن الله عز وجل  لا يقول إلا الحق، قال تعالى:﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنعام 115]، ﴿صِدْقاً﴾ في أخباره  ﴿عَدْلاً﴾ في أحكامه، فلا يقول إلا الحق وذلك لأنه عز وجل  هو الحق.

4 ـ أن النص إذا جاء في بيان الواقع فإنه لا مفهوم له، فلا يفهم من ذلك أن الله عز وجل  قد يقول غير الحق – كلا-  فهو عز وجل  لا يقول إلا الحق.

ولو قال قائل: لماذا استفهمت الملائكة؟ ﴿مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ﴾  [سبأ 23 ] وهم يعلمون أنه لا يقول إلا الحق؟

فالجواب أن هذا من باب الثناء على الله عز وجل .

5 ـ إثبات صفة العلو لله عز وجل  في قوله:﴿وَهُوَ اَلْعَلِيُّ﴾  [سبأ 23 ].

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: 

«إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ يَنفذهم ذلك ﴿حتى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ َ- وَصَفهَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَّفهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ – فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوْ الْكَاهِنِ فَرُبَّمَا أَدْرَكَه الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ فَيُقَالُ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنْ السَّمَاءِ»

 من الفوائد تحت هذا الحديث :

1 ـ أن النبي  صلى الله عليه وسلم  فسَّر الآية السابقة فلا يقبل قول من يفسرها بتفسير آخر، لأن أعظم ما يفسر به القرآن بعد القرآن التفسير بالسنة.

2 ـ أن قضاء الله عز وجل  نوعان، وسبق الحديث عن ذلك، في قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلُّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء23] الآية

3 ـ أن كلام الله عز وجل  ليس كصوت السلسلة المضروبة على الحجر الأملس لأن صفاته عز وجل  مجهولة الكيفية لنا معلومة المعنى، فهي لها كيفية لكنها مجهولة الكيفية لنا، وإنما فيه تشبيه لما يصيب قلوب الملائكة من الفزع.

4 ـ أن العلماء اختلفوا هل كان الجن يُرْمَون بالشهب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم  أو إنما رُمُوا بها حينما بُعِثَ؟

قولان : والأدلة تدل على أنهم كانوا يُرْمَون قبل بعثته صلى الله عليه وسلم في وقت دون وقت آخر وفي مكان دون مكان آخر:

قال تعالى:﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً ﴾  [الجن9]، قال قبلها: ﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً ﴾ [الجن8] فقوله:  ﴿مُلِئَتْ﴾ يدل على أن الجن في السابق قبل بعثته   صلى الله عليه وسلم  يرمون في وقت دون وقت، وقال تعالى: ﴿وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴾ [الصافات8] فَفُهِمَ أنهم كانوا قبل ذلك يقذفون من جانب دون جانب آخر، ويدل له ما جاء عند مسلم :

«رُمِي بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِىَ بِمِثْلِ هَذَا  قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ كُنَّا نَقُولُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهَا لاَ يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ»

الشاهد أنه قال  صلى الله عليه وسلم: «مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِىَ بِمِثْلِ هَذَا»؟

5 ـ أن استخدام الوسيلة التعليمية لإيصال المعلومة إلى الآخرين بأسهل وأسرع ما يكون من السنة، فإن سفيان رحمه الله بدَّدَ بين أصابعه لما ذكر وَصْفَ استراق السمع.

6 ـ أن صِدق الساحر أو الكاهن إنما يكون عن طريق الجن التي تستمع الخبر ثم تقذفه في أذنه وإنما ينطلي على الجهال فيظنون أن هذا الكاهن قد صدق، وَصِدْقُه إنما هو من الكلمة التي سمعها من الجن، فانساقوا مع هذه الكلمة وتركوا المائة الكذبة التي كذب فيها مع هذا الخبر.

لو قال قائل: إن هذه النصوص تدل على أن الملائكة يخفى عليها ما يقول الله عز وجل  فكيف تتوصل الجن إلى معرفة ما قاله عز وجل  أو قضى به ؟

فالجواب: أن هذه النصوص في الأمور المتعلقة بالوحي، أما ما يتعلق بغير الوحي فقد جاء في صحيح مسلم: «إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ فَيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قَالَ – قَالَ – فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَوَاتِ بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَتَخْطَفُ الْجِنُّ السَّمْعَ فَيَقْذِفُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ»

فالملائكة يخفى عليهم ما يكون متعلقا بالوحي، ولذا يسألون جبريل  عليه السلام، كما سيأتي في الحديث الآخر حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، ولذا وصف الله عز وجل  جبريل  عليه السلام  بأنه أمين قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَقَولُ رَسُولٌ كَرِيمٌ﴾  [التكوير19] إلى أن قال: ﴿مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٌ ﴾ [التكوير21].

7 ـ بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم  هل بقيت السماء محروسة من استراق السمع أم لم تبق؟

قولان لأهل العلم : قال بعضهم: إن الحراسة قد زالت لأنها متى ما زالت العلة زال المعلول، فقد حُرِسَت السماء حتى لا يختلط الباطل بالوحي وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم  انتهى الوحي ، وليس هناك دليل صريح في هذا ، والأقرب والعلم عند الله عز وجل  أنها عادت إلى ما كانت عليه قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .

8 ـ أن قوله: «فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ» أنها جاءت للمبالغة ، وليس المراد التحديد لهذا العدد، لأنه جاء في الصحيحين: «فيكذبون معها أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ»

9 ـ أن حرف الجر «عن» يفيد المجاوزة، فقوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُزِعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ﴾  [سبأ23] بمعنى حتى تجاوز الفزعُ قلوبَهم وذهب.

10 ـ أن الله عز وجل  قادر على أن يمنع الجن من أن يصلوا إلى خبر السماء، لكنه عز وجل  يقضي بأن يَقْذِف، وأن يُلْقِيَ هذا الجنيُ ما سمعه إلى صاحبه حتى يصل إلى الكاهن قبل أن يدركه الشهاب ابتلاءً واختبارا للبشر هل يُصَدِّقون الكاهن أم يكذبونه؟

11 ـ أن للملائكة أجنحة وهم يختلفون في ذلك  ؛  ولذا قال تعالى :﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾ ثم قال : ﴿يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾  [فاطر1].

12 ـ بيان خضوع الملائكة لقوله عز وجل .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه ، قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 

«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ تعالى أَنْ يُوحِيَ بالِأَمْرٍ تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ، أَخَذَتِ السَّمَاوَاتِ مِنْهُ رَجْفَةٌ – أو قال – رعدة شديدة – خوفاً من  اللَّهِ عز وجل ، فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ صُعِقُوا وَخَرُّوا لله سُجَّدًا فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام فَيُكَلِّمهُ اللَّهُ مِنْ وَحْيهِ بِمَا أَرَادَ ثم يَمُرُّ جبريل عَلَى الْمَلائِكَةِ كُلَّمَا مَرَّ بِسَمَاءٍ سأله ملائكتُها مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَيَقُولُ جِبْرِيلُ قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَقُولُونَ كُلُّهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ جِبْرِيلُ، فيَنْتَهِيَ جِبْرِيلُ حَيْثُ أَمْرَهُ اللَّهُ عز وجل »  .

 من الفوائد :

1 ـ إثبات صفة الكلام لله عز وجل وأنه يتكلم بصوت مسموع له معانٍ وحروف متى ما شاء عز وجل .

2 ـ فيه الرد على الأشاعرة الذين يقولون إن كلام الله عز وجل  صفة أزلية فهو لا يتكلم متى ما أراد وإنما هو كلام موصوف به في الأزل ، فإذا قيل لهم ما هذا الكلام الذي كلَّم الله عز وجل  به موسى  عليه السلام  أهو في الأزل ؟.

قالوا : هذه عبارة عن عبارات مخلوقة يعبر بها عَمَّا في نفسه ، وهذا الحديث يرد عليهم  ، وذلك لأن تكلمه بالوحي ليس في الأزل ، إذاً صفة الكلام صفة ذاتية وفعلية ، فهو يتكلم متى شاء عز وجل .

3 ـ أن هذه السماوات العظيمة ترتجف وترتعد إذا تكلم بالوحي جل وعلا فإذا كانت السماوات تصاب بالرعدة وهي جماد فمن باب أولى أن يصاب العبد بهذه الخشية لأن الله منحه العقل.

4 ـ إثبات صفة العزة لله عز وجل  وقد سبق الحديث عن معانيها

5 ـ فضيلة جبريل عليه السلام لأنه أول من يرفع رأسه.

6 ـ فيه رد على الروافض الذين قالوا: « خان الأمينُ فَصَدَّها عن حيدرة».

يقولون: خان الأمين: يعني أن جبريل عليه السلام خان الأمر فذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وصدها عن حيدرة: يعني عن علي رضي الله عنه، وهذا يدل على  فساد عقولهم لأنهم وصفوه بالأمين، فكيف يخون الأمين؟

7 ـ إثبات صفة العلو لله عز وجل .

  • ـ أن إرادة الله عز وجل نوعان :

1 ـ إرادة كونية قدرية.

2 ـ إرادة دينية شرعية.

وما قيل في التحريم ، وفي الأمر ، وفي القضاء كذلك يقال في الإرادة.

9 ـ أن من بين الأدلة على أن الذي يخفى على الملائكة إنما هو يتعلق بالوحي هذا الحديث ، ولذلك أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام  ويسألونه ولا يجيبهم لأنه أمين ،  فيقول: قال الحق، فيقولون كما قال جبريل عليه السلام .

10 ـ أن أهل السماوات يصعقون ويخرون لله سجداً وهذا يدل على أن السجود من أعظم العبادات لله عز وجل  ولذا النبي صلى الله عليه وسلم  في حديث الشفاعة حينما يشفع  «يخر لله ساجداً».

ولذا قال صلى الله عليه وسلم  كما عند مسلم: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»

حتى إن العلماء اختلفوا هل السجود في الصلاة أفضل أم القيام في الصلاة ؟

قال بعضهم : إن القيام أفضل ، لقوله صلى الله عليه وسلم  كما عند مسلم لما سئل عن أفضل الأعمال قال : «طُولُ الْقُنُوتِ» يعني القيام وبعض العلماء يقول : السجود أفضل لأنه حالة ذُلٍّ وقُرْبٍ من الله عز وجل ، ومدح الله عز وجل  الساجدين بتقديمهم في الذكر في قوله تعالى : ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر9].

وعلى كل حال فشيخ الإسلام  رحمه الله له رأي فيقول : إن القيام أفضل باعتبار الذكر الموجود فيه وهو قراءة القرآن ، والسجود أفضل من القيام باعتبار الخضوع والذل لله عز وجل .

11 ـ أن كل سماء فيها عُمَّارٌ من الملائكة يعمرونها.

12 ـ أمانة جبريل  عليه السلام  إذ لما سألوه قال : قال الحق ، حتى قال: فينتهي جبريل عليه السلام بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل ، فكيف يسوغ للرافضة أن يصفوا جبريل عليه السلام بأنه أمين ثم خائن؟

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ