الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (184) قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (184) قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب)

مشاهدات: 593

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس( 184)

قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثم ذكر المصنف رحمه الله قوله تعالي :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ }

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــ

فقوله عز وجل  :

{ ألم } الهمزة هنا للاستفهام .

والاستفهام  :

[ هو طلب العلم عن الشيء المجهول للسائل بإحدى أدوات الاستفهام]

وأداة الاستفهام هنا  :

( الهمزة )  .

ولتعلم أن جميع أدوات الاستفهام أسماء ما عدا أداتين:

[ الهمزة – هل ]

وهذا نستفيد منه فائدة وهي / :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن القاعدة في الأصول :

[ أن أسماء الاستفهام تفيد العموم ]

لم يقولوا : إن أدوات الاستفهام تفيد العموم .

وإنما قالوا :

إن أسماء الاستفهام تفيد العموم ، ومن ثم فإن الهمزة حرف والاستفهام هنا ليس على بابه وإنما خرج لغرض آخر .

وذلك : لأن الاستفهام قد يخرج من أصله إلى غرض آخر حسب السياق .

فالاستفهام هنا يفيد [ التقرير ] :

فيقرر عز وجل ، لأنه جل وعلا لا يخفى عليه شيء فخرج هذا الاستفهام عن أصله مع التقرير مع علمه عز وجل بما صنعه هؤلاء

{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء }.

و [ لم  ]:

أداة جزم ونفي وقلب ، فهنا جزمت الفعل المضارع

[ تر  ] :

فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة .

وقلب :

لأنها قلبت الفعل المضارع إلى ماضي  { ألم تر }

فيكون المعنى / :

أرأيت الذين أوتوا نصيبا من الكتاب .

والفعل المضارع [ ترى ] أهو من الرؤية البصرية أم من الرؤية العلمية   ؟

لأن الرؤية نوعان :

رؤية علمية                  ورؤية بصرية .
الجواب /  :

ــــــــــــــــــــ

فالرؤية هنا رؤية بصرية لأنها عديت بـ ” إلى “

{ ألم تر } الخطاب لمن  ؟

للنبي صلى الله عليه وسلم .

{ ألم تر إلى الذين أوتوا } :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ أوتوا } يعني أعطوا .

وهذه الكلمة تشعر بفضل الله عز وجل على العبد إذا أعطاه الله عز وجل علما ، لأن العلم فضل من الله عز وجل

لكن ينظر إلى الذي أوتي هذا العلم ماذا صنع به ؟

أشكر الله عز وجل على هذه النعمة أم أنه لم يشكرها  ؟
وبالتالي فإن على طالب العلم أن يكون على حذر مما يلي :-

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولا :

ــــــــــــ

ألا يغتر بعلمه فإن العلم قد لا يصون الإنسان العالم عن المعصية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ  لم  ؟

لأن هؤلاء وقعوا في الشرك ، والكفر بالله عز وجل فالمعصية من باب أولى .

ثانيا :

ـــــــــــ

أن يشكر الله عز وجل على نعمة هذا العلم بتبليغه ونشره ، ولذا نرى أن هؤلاء الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ما نشروه بل إنهم كتموه وهذا واضح في آيات كثيرة ذكرها الله عز وجل عن أهل الكتاب

ثالثا :

ــــــــــــــ

أن العالم يستوجب علمه أن يكون على درجة عالية من التواضع ، فلا يفخر ولا يتبجح ولا يتباهى

ــــــ  لم  ؟

لأنه لم ينل هذا العلم بحوله ولا قوته وإنما من الله عز وجل ، ولذا قال { أوتوا } ،

قال عز وجل { أوتوا نصيبا } :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النصيب  : هو الحظ .

والذي أوتي نصيبا من العلم ولم يحافظ عليه ابتلي ببلايا

ولذا قال عز وجل عن اليهود :

{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }

إذاً هذه آثار نسيان نصيب من العلم .

وقال عز وجل عن النصارى :

{وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ }

ما النتيجة ؟

} فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ }

فنشر بينهم العداوة والبغضاء .

ولذا قال تعالى { من الكتاب } :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أهذا الكتاب هو التوراة  ؟

أم التوراة والإنجيل  ؟

فإن كان التوراة والإنجيل فإن هذا السياق يشمل اليهود والنصارى .

وإن كان المراد منه التوراة فإنه خاص باليهود ،

قولان لأهل العلم .

والأصل :

أن الذين أوتوا الكتاب هم اليهود والنصارى .

لكن هذا النص جاء لسبب مما قد يدلل على أن المراد هم اليهود :

وذلك :

(( أن حيي بن أخطب ، وكعب بن الأشرف ، ومعهم جماعة أتوا إلى مكة ليجتمعوا على محاربة النبي صلى الله عليه وسلم ،

فقال أبوا سفيان  : نحن لا نأمنكم حتى تسجدوا لأصنامنا

فسجدوا

ثم قال لهم أبو سفيان : أينا أهدى سبيلا  أنحن أم محمد؟

فنحن نذبح الكوماء – وهي الناقة السمينة –  ونسقي الحجيج الماء مع اللبن ، ونخدم وفود الله إلى بيته أم محمد الذي قطع الأرحام ، وتبعه السراق من غفار  ؟

فقالوا : أنتم أهدى  .

فأنزل الله عز وجل هذه الآية :

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً }

وقوله عز وجل { يؤمنون بالجبت } :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما هو الجبت  ؟

أهو تعريف لكلمة أو لشيء واحد أم أن هناك أشياء تندرج تحت هذا الجبت  ؟

ـــ بعض المفسرين قال : إن الجبت هو السحر .

ـــ وبعضهم قال : هو الشيطان .

ـــ وبعضهم قال : هو الصنم .

ــــ وبعضهم قال : هو الكاهن .

والقاعدة في التفسير  – كما قال شيخ الإسلام رحمه الله –  :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ أن هذا في الأصل من اختلاف التنوع لا من اختلاف التضاد ]

لأن الاختلاف نوعان :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــ اختلاف تنوع

ــــ واختلاف تضاد

ثم ذكر رحمه الله قواعد تبين اختلاف التنوع  :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من بين هذه القواعد /  :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ أن تفسر الكلمة بالمثال من باب إيضاح المعنى وتقريبه لا من باب الحصر ]

فيكون هذا من باب تفسير الآية بالمثال لتقريب الفهم إلى الناس ، لا من باب الحصر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله تعالى :

((يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ   )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فـ [الجبت ]:

ـــــــــــــــــــــــ

اسم يدخل تحته أنواع كالسحر والكهانة والشيطنة وسائر ما ذكره المفسرون تحت هذه الكلمة

فما ذكروه رحمهم الله إنما هو من باب تفسير الآية بالمثال .

وتفسير الآية بالمثال لا يعني الحصر  :

وهذا ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله قال :

” إن غالب اختلاف المفسرين إنما هو اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد ، وقد ذكر عز وجل في سورة البقرة أن اليهود لما أعرضوا عن كتاب الله عز وجل ابتلوا بالسحر :

قال تعالى :

{وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

ما العاقبة  ؟

{ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ}

فنلحظ من هذه الآية  :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن الشيطنة والسحر داخلان تحت مسمى الجبت

وسيأتي معنا في باب الكهانة تفسير لبعض الصحابة للجبت .

فخلاصة القول :

ـــــــــــــــــــــــــــ

أن ما ذكر من أقوال لا اختلاف بينها ، فمن فسرها بالسحر أو بالشيطان أو بالكاهن أو بنحو مما ذكر فإن تفسيره صحيح .

لكن شيخ الإسلام رحمه الله يقول :

(( إن الإحاطة بكل ما ذكره المفسرون تحت الآية مما هو من نوع اختلاف التنوع يكون أبلغ وأكمل وأفهم لمراد الله عز وجل ))

ولذا يقول رحمه الله :

(( إن ما أتقن قراءة من القراءات السبع ليس حاله كحال من أتقن أكثر من قراءة وليس حاله كحال من أتقن القراءات كلها))

وقوله تعالى :{ والطاغوت } :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ الطاغوت ] :

ــــــــــــــــــ

لو نظرنا إلى اشتقاقه اللغوي لوجدنا أنه مأخوذ من طغى أي تجاوز .

ولذا قال تعالى :

{ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ }

لما تجاوز حده المتعارف عليه جرى ما جرى من إهلاك قوم نوح ،فالطغيان من حيث اشتقاقه اللغوي يدل على التجاوز .

[ الطاغوت ] :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

فسر بأنه من عبد من دون الله وهو راضٍ ، وقد ذكر الامام المجدد رحمه الله في الأصول الثلاثة :

أن الطواغيت كثر ورؤوسهم خمسة / :

ذكر منهم :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــ من عبد من دون الله وهو راضٍ

ـــ من دعا إلى عباده نفسه .

ـــ من ادعى علم الغيب .

ـــ من تحاكم إلى غير ما أنزل الله .

ـــ إبليس فهو إمامهم .

ولذا لو نظرت إلى هذه الأشياء لوجدت أنها داخلة تحت مسمى الطاغوت .

يجملها ، ويحصرها ابن القيم رحمه الله في قوله :

” هو ما تجاوز العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع.”

وسبق الحديث عن هذا .

ولذا لو نظرنا إلى حال اليهود لوجدنا أنهم تحاكموا إلى  غير ما أنزل الله :

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً   }

فدل على أن : ذكر الشيطان هنا مما يؤكد أن الشيطان داخل تحت مسمى الطاغوت .

{ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين أمنوا سبيلا } :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه الجملة واضحة ووضوحها يفهم من ماذا  ؟

من سبب نزول الآية .

ولذا يقول شيخ الإسلام رحمه الله – كما في مجموع الفتاوى- يقول :

إن معرفة سبب النزول مما يعين على فهم الآية .

ففي الآية السابقة :

لما أتوا إلى قريش وجرى ما جرى – فيما ذكر من سبب النزول  – قالوا : من هو أهدى أنحن أم محمد  ؟

فقال اليهود : أنتم أهدى من محمد .

فحكم الله عز وجل عليهم بقوله :

{ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً }

فلعنهم الله عز وجل .

وأتى باسم الإشارة الذي يشار به إلى البعد .

فلم يقل  : هؤلاء الذين لعنهم الله ، من باب الإشارة إلى القريب .

وإنما قال :{ أولئك }

من باب الإشارة إلى البعيد مما يدل على بعد وعظم ما ذهبوا إليه من  قال بهذا القول فاستحقوا لعنة الله عز وجل

ثم ذكر جل وعلا ما ذكره عن هؤلاء  – ولسنا بصدد ما ذكر عن هؤلاء –  لكن المقصود هنا ما ذكره المصنف رحمه الله تحت هذا الباب .

لو قال قائل :

ما علاقة وما مناسبة وما صلة هذه الآية بهذا الباب  ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجواب /  :

ـــــــــــــــــــــ

العلاقة تظهر من خلال ضم هذه الآية إلى ما ذكر في الحديث الذي ذكره المصنف رحمه الله في قوله عليه الصلاة والسلام:

( ( لتتبعن سنن ما كان قبلكم ) )

فبما أنه عليه الصلاة والسلام أخبر بأن هذه الأمة ستتخذ وتتبع سنن من كان قبلها ، فإن الشرك واقع فيها لا محالة ــــــــ  لم  ؟

لأن من قبلها وهم اليهود وقعوا في الشرك .

ما الذي أدرانا أنهم وقعوا في الشرك  ؟

ما ذكره عز وجل :

{  يؤمنون بالجبت والطاغوت }

ولذا وصفهم عز وجل بأنهم مشركون مع أنه وصفهم عز وجل بأنهم أهل كتاب  :

قال تعالى :

{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ }

إلى أن قال  :

{ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

فختم الآيات بتنزيه الله عز وجل عن شرك هؤلاء فدل على أنهم مشركون .

وهذا إن دل إنما يدل على عظم السنة في تفسير مراد الله عز وجل ، فإن هذه الآية ما كان يعرف سبب وضعها تحت هذا الباب ما كان ليعرف إلا عن طريق الحديث .

ولهذا مراتب تفسير كلام الله عز وجل كثر :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأعلى :

تفسير القرآن بالقرآن .

تفسير القرآن بالسنة .

تفسير القرآن بما أثر عن الصحابي .

تفسير القرآن بما أثر عن التابعين :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما أخذ بذلك بعض العلماء ، ولا يكون قول التابعي حجة على ما بعده أو من هو في عصره إلا إذا اتفقوا ،

ولا شك أن تفسير التابعي هو أقرب لفهم مراد الله عز وجل من تفسير من جاء بعدهم .

لأنهم في الغالب تلقوا التفسير عن الصحابة ، والصحابة تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ولاسيما مجاهد بن جبر وهو الذي أخذ التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ولذا قال بعض المفسرين إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به ،

لماذا مجاهد ؟

لأنه عرض القرآن على بن عباس ثلاث مرات يسأله عن كل آية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ