البلاغة
التمني
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أضرب الطلب :
التمني:
وتعريف التمني :
هو طلب الشيء المحبوب الذي لا يرجى حصوله .
أما إن كان هذا المحبوب يرجى حصوله فهو:
” الترجي “
والترجي ليس موضع حديثنا
وأدوات الترجي : لعل ،وعسى
لكن الحديث هنا عن التمني :
وهو طلب حصول المحبوب الذي لا يرجى حصوله إما لكونه مستحيلا
كقول الشاعر :
ألا ليت الشبابَ يعود يوما
فأخبرَه بما فعل المشيب
أو يكون ممكنا لكنه غير مطموع في الحصول عليه :
((يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ))
وأدوات التمني أربع أداوت :
والأصل فيها :
” ليت “
وهناك ثلاث أداوت فرعية لا تستعمل في التمني إلا في أمر معين
فإذاً عندنا ليت هي الأصل
لكن ” ليت “ قد يؤتى بها للتندم على الشيء كما في قوله تعالى :
((يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ))
يراد منها التندم هنا
وقد تستعمل في الترجي :
ما هو الترجي ؟
هو طلب حصول المحبوب الذي يرجى حصوله
فيؤتى بـ” ليت “ وليت من أداوت التمني لإبراز صورة ما هو مرجو في صورة المستحيل
كما قال الشاعر :
فيا ليت ما بيني وبين أحبتي
من البعد ما بيني وبين المصائبِ
على كل حال :
نقول :
إن أدوات التمني أربع:
الأصل : ليت
لكن هناك ثلاث أداوت تستعمل في التمني
ما هي هذه الثلاث ؟
هل
لو
لعل
هل : الأصل فيها أنها من أداوت الاستفهام
لو : الأصل فيها أنها من أداوت الشرط
لعل : الأصل فيها أنها من أداوت الترجي
ولذا لا نلجأ إلى القول بأنها للتمني إلا في حالة واحدة وهي : [ القطع بعدم وقوع الشيء ]
وإلا فالأصل أن :
هل للاستفهام
لو للشرط
لعل للترجي
مثال : هل :
كما في قوله تعالى:
((فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا))
مثال : لو :
((لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))
ومثال : لعل :
كما في قول الشاعر:
أسرب القطا من يعير جناحَه
لعلي إلى من هويتُ أطير
هل إحداكن ستعيرني جناحيها حتى أطير إلى من أهواه في تلك البلاد النائية .
فإذاً خلاصة هذا الدرس :
بأن التمني هو:
طلب حصول المحبوب الذي لا يرجى حصوله إما لكونه مستحيلا أو لكونه ممكنا غير مطموع في حصوله ويكون بأداة واحدة وهي ” ليت “
وتأتي ثلاث أداوت بشرط :عدم وقوع وتحقق الشيء .