البلاغة
من الفوائد البلاغية :
الاستفهام بالهمزة
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما فائدتنا البلاغية في هذه الليلة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقد مضى الحديث معنا عن الاستفهام وتعريفه وأدواته
ومن أدواته :
الهمزة :
والهمزة يستفهم بها :
عن التصور وعن التصديق
ما الفرق بينهما ؟
ما معنى هذا الكلام ؟
معناه : أن الاستفهام تصور يراد منه التردد في تعيين أحد الشيئين
مثاله :
أزيدٌ مسافر أم عمرو ؟
الهمزة هنا : للاستفهام عنده جزم بان السفر حاصل
لكن وقع ممن زيد أو من عمرو ؟
هذا معنى التصور
أزيد مسافر أم عمرو
بينما التصديق :
الاستفهام عن التصديق : هو التردد في ثبوت الشيء من عدمه
أسافر زيدٌ ؟
هو لا يدري هو متردد عن السفر ذاته بينما في التصور تردد في تعيين أحد المسافرين وليس في السفر
لو قال قائل :
كيف نفرق بينهما من حيث المثال ؟
نحن فرقنا بينهما من حيث التعريف
الفرق بينهما من حيث المثال
لو تأملنا في مثال :
أسافر زيد أم عمرو
وفي مثال :
أسافر زيد ؟
نجد أن مثال التصور أتت فيه أم المتصلة
فيذكر معها المعادل
لم يذكر زيد وحده وإنما ذكر مع زيد عمرو
بينما التصديق لا تأتي فيه أم
ولو أتت في الشعر فلا تكون متصلة وإنما تكون أم المنقطعة بمعنى ” بل “
قال الشاعر :
فلست أبالي بعد فقدي مالكا
أموتي ناءٍ أم هو الآن واقعٌ
هو افتقد شخصا يقدره فيقول : أموتي بعيد أم هو الآن واقع فالموت عنده قريب
يعني: أموتي ناء بل هو الآن واقع
فلو نظرنا إلى مثال التصديق :
هل هناك أم ؟
لا
هل هناك معادل ؟
لا
ثم لو نظرنا على مثال التصديق وجدنا أن بعد الهمزة فعل
فغالبا ما تأتي همزة التصديق في الجمل الفعلية
تدخل على الجمل الفعلية .
هذا فيما يتعلق بالاستفهام
الجواب عن الاستفهام في التصور :
يُعيَّن :
أزيد مسافر أم عمر؟
الجواب :
زيد
يعين الجواب
بينما في التصديق : إما بنعم أو لا
أسافر زيد ؟
نقول نعم ــــــــــــ لو سافر ( إثباتا )
لا ـــــــــــ لو لم يسافر ( نفيا )
خلاصة الدرس :
أن الهمزة يستفهم بها :
عن التصور وعن التصديق
التصور :
هو التردد في تعيين أحد الشيئين
ويكون التصور تأتي معه في الغالب أم المتصلة والجواب يكون بالتعيين
أما الهمزة التي يستفهم بها عن التصديق :
التصديق:
التردد في ثبوت الشيء من عدمه
لا يأتي معه أم المتصلة ولو دخلت أم فإنها تكون أم المنقطعة
همزة التصديق تكون في الجمل الفعلية في الغالب ويندر دخولها على الجملة الاسمية
والجواب لا يعين ، بل يكون الجواب بنعم أو لا