( أحاديث مشتهرة ضعيفة ) ( 2 )
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
أما بعد : فيا عباد الله :
لا يزال الحديث متواصلا عن الأحاديث المشتهرة التي تُنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منها براء ، مع العلم أن بعضا من هذه الأحاديث قد يكون معناه صحيحا باعتبار الأحاديث الواردة في ذلك ، أما أن يُنسب هذا اللفظ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه قاله ولم يقله ، فإن هذا حرام .
فمن هذه الأحاديث التي نُسبت إليه عليه الصلاة والسلام وهي لا تصح عنه :
( إن الله ليعجب من الشاب الذي لا صبوة له ) أي الذي لا ميل له إلى الشهوة .
ومنها :
( العرق دسَّاس )
ومنها :
( عذرٌ أقبح من ذنب )
ومنها :
( العِدة دين ) يعني من وعد شخصا بشيء فإن هذا الوعد يكون دينا عليه ، ولا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومنها :
( عفوا تعف نساؤكم وبروا بآبائكم تبركم أبناؤكم )
ومنها :
في النساء ( عقولهن في فروجهن )
ومنها :
( علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل )
ومنها :
( العلم خزائن ومفاتيحها السؤال )
ومنها :
( العلم في الصغر كالنقش على الحجر )
ومنها :
( على الخبير سقطَت ) وهذا يصح عن ابن عباس رضي الله عنهما .
ومنها :
( عليكم بدين العجائز )
ومنها :
لما رأى الشمس قال ( على مثل هذا فاشهد أو دع ) ولا شك أن المعنى صحيح ألا يشهد الإنسان إلا بما يعلمه علما تاما ، لكن هذا اللفظ ليس صحيحا عنه عليه الصلاة والسلام .
ومنها :
حديث جهينة ، كما يقال ( عند جهينة الخبر اليقين ) من أن أهل الجنة لما أرادوا أن يسألوا عن أهل النار ، قالوا ( اسألوا جهينة ) وهو آخر من خرج من النار ، فقالوا ( عند جهينة الخبر اليقين ) .
ومنها :
حديث خرافة ، من أن رجلا أسقط به ، يعني نزلت به الجن ، فخرج فجعل يُحدث بأشياء مثل الخرافة .
ومنها :
( الفاتحة لما قرئت له )
ومنها :
( ربح المخفون )
ومنها :
( في آخر الزمان يُنقل برد الروم إلى الشام وبرد الشام إلى مصر )
ومنها :
( في الحركة بركة ) وهذا منسوب لبعض السلف .
ومنها :
( في بيته يؤتى الحكم )
ومنها :
وهو مشهور ( القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ) هذا اللفظ بذاته لا يصح عنه عليه الصلاة والسلام ، ولا شك أن في القبر روضة وإما عذابا .
ومنها :
( قبر إسماعيل في الحِجر )
ومنها :
( قدر الشراكة لا يغلي ) يعني من كانا شريكين فإن قدرها لا يغلي ، وهذا يذم فيه الشراكة ، ولكن جاءت النصوص الأخرى تبين أن الشراكة في شرع الله عز وجل لا بأس بها ، ولكن قليل من يكون عدلا أمينا في شراكته .
ومنها :
( قراءة سور القلاقيل أمان من الفقر ) وهي السور المبدوءة بـ ( قل )
ومنها :
أن أحاديث النهي عن قطع شجر السدر كلها ضعيفة ، ومن صححها من العلماء فإنه حملها على النهي عن قطع السدر الذي يكون في الحرم ، مع أن كثيرا من العلماء يرون أن كل حديث ورد في النهي عن قطع السدر أنه حديث لا يصح
ومنها :
( القناعة كنز لا يفنى )
ومنها :
( كاد الحليم أن يكون نبيا )
ومنها :
( كاد الفقر أن يكون كفرا )
ومنها :
( كفارة من اغتبته أن تستغفر له )
ومنها :
( كفى بالموت مفرقا )
ومنها :
وهو أثر مشهور وأحببت أن ادرجه ضمن هذه الأحاديث وهو منسوب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو قوله ( كلٌ أفقه من عمر ) معلوم أن عمر رضي الله عنه نهى عن المغالاة في المهور وهذا شيء ثابت رضي الله عنه ، ولكن ما جاء من أنه خطب وقامت امرأة وقالت أنأخذ بكلامك أم بكلام الله ؟ ثم قال هذا القول ، فإن قصة هذه المرأة لا تصح .
ومنها :
( كل ما هو آت قريب )
ومنها :
( كل ممنوع حلو ) وعندنا ( كل ممنوع مرغوب )
ومنها :
( كما تدين تُدان )
ومنها :
( كما تكونوا يُول عليكم )
ومنها :
( كنت نبيا وآدم بين الطين والماء )
ومنها :
( كنتُ نبيا ولا آدم ولا طين ولا ماء )
ومنها :
( كن ذنبا ولا تكن رأسا ) وهذا يُنسب إلى إبراهيم بن أدهم رحمه الله .
ومنها :
إنشاد أبي محذورة بعض الأبيات كما يزعمون – وهذا من تلفيق الصوفية – أنشد أبياتا عند النبي صلى الله عليه وسلم وهي :
لسعتْ حيةُ الهوى كبدي |
|
فلا طبيب لها ولا راقي |
إلا الحبيبُ الذي شُغفت به |
|
فعنده رقيتي وترياقي |
يقولون لما أنشد هذين البيتين كانت بردة على كتف رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواجد ، يعني كان النبي صلى الله عليه وسلم اهتز لهذه الأبيات من الوجد والمحبة ، فأخذ فقراء الصفة يتقاسمون هذه البردة ، وهذا كلام باطل .
ومنها :
( لعن الله الراشي والمرتشي والرائش ) لفظة ( لعن الله الراشي والمرتشي ) ثابتة ، أما كلمة ( الرائش ) وهو الوسيط بين الطرفين هذه لم تثبت في هذا الحديث ، لا شك أن الرائش عليه جرم عظيم ، ولكن أن تكون هذه اللفظة ثابتة عنه عليه الصلاة والسلام فلا .
ومنها :
( لعن الله الكاذب ولو كان مازحا )
ومنها :
( لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد )
ومنها :
( لكل ساقطة لاقطة )
ومنها :
( لكل مجتهد نصيب )
ومنها :
( لكل مقام مقال ولكل زمان رجال )
ومنها :
( للسائل حق ولو جاء على فرس )
ومنها :
( لن يغلب عسرٌ يسرين ) ولا شك أن معنى هذا صحيح ، قال تعالى { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{6} } لأنه كرر العسر بلفظ أل ، فيكون العسر واحدا في الآية ، إنما كلمة ( يسر ) كررت في الآية مرتين ، لكن هذا اللفظ غير ثابت ، أما معناه فصحيح .
ومنها :
( لن ينفع حذر من قدر )
ومنها :
( لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من قتل مسلم)
ومنها :
وهذا من تلفيق عبَّاد الأوثان والأصنام ( لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه الله به )
ومنها :
( لو أن أهل العلم صانوه ووضعوه عند أهله لسادوا به أهل زمانهم )
ومنها :
( لو اغتسل اللوطي بماء البحر لم يأت يوم القيامة إلا جنبا )
ومنها :
( لو دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله )
ومنها :
( لو بغى جبل على جبل لدك الباغي )
ومنها :
( لو تعلم البهائم ما تعلم ابن آدم من أمر الموت ما أكلتم منها سمينا أبدا )
ومنها :
( لو صدق السائل ما أفلح من رده )
ومنها :
( لو علم الله في الخصيان خيرا لأخرج من أصلابهم من يوحد الله ولكن علم أن لا خير فيهم فأجبهم )
ومنها :
( لو علم الناس رحمة الله بالمسافر لكان الناس على سفر)
ومنها :
( لو كانت الدنيا دما عبيطا لكان قوت المؤمن منها حلالا ).
ومنها :
( لو كان الأرز رجلا لكان حكيما )
وأحيانا بعض هذه الأحاديث يلفقها من يسوِّق سلعة له من الخضراويين أو من أصحاب السلع ، كما في الحديث الموضوع ( الباذنجان لما أُكل له ) فكثير من هذه الأحاديث يسوق لها من يبيع هذه السلع – نسأل الله السلامة والعافية .
ومنها :
( لو كان الصبر رجلا لكان كريما )
ومنها :
( لو كان الفحش رجلا لكان رجل سوء )
ومنها :
( لو كان المؤمن في جحر فأرة لقيض الله إليه من يؤذيه)
ومنها :
( لولا عبادٌ لله رُكّع وصبية رُضّع وبهائم رتع لصب عليكم البلاء صبا )
ومنها :
( ليس الأعمى من عمي بصره لكن الأعمى من عميت بصيرته ).
ومنها :
( ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة لا في قبورهم ولا في نشورهم )
ومنها :
( ليس لفاسق غيبة )
ومنها :
( من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له )
ومنها :
( ليس للمؤمن راحة دون لقاء ربه )
ومنها :
( ما أصرَّ من استغفر ولو أذنب في اليوم سبعين مرة )
ومنها :
( ما أضيف شيء إلى شيء ما أضيف حلم إلى علم )
ومنها :
( ما أفلح صاحب عيال قط )
ومنها :
( ما أكرمَ شابٌ شيخا إلا قيض الله عز وجل له من يكرمه عند كبر سنه )
ومنها :
( ما اجتمع الحلال والحرام إلا غلب الحرامُ الحلالَ )
ومنها :
( ما بُعث نبي إلا عاش نصف ما عاش النبي قبله )
ومنها :
( ما ترك القاتل على المقتول من ذنب )
ومنها :
( ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ولا عال ) يعني ما افتقر ) ولا عال من اقتصد )
ومنها :
( ما خلا جسدٌ من حسد )
ومنها :
( ما خلا يهوديان بمسلم إلا هَمَّا بقتله ).
أما بعد : فيا عباد الله /
من الأحاديث المشتهرة والتي تُنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منها بريء ، قولهم ( ما ضاق مجلس بمتحابين )
ومنها :
( ما عُبد الله بشيء أعظم من جبر القلوب )
ومنها :
( ما فضلكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا بكثرة صوم ولكن شيء قد وقَرَ في قلبه ) فهذا لا يصح أن ينسب إليه عليه الصلاة والسلام .
ومنها :
( ما كل مرة تسلم الجرة )
ومنها :
( ما من رمانة من رمانكم إلا تلقح بحبة من رمان الجنة )
ومنها :
( ما من طامة إلا وفوقها طامة ) والأصح أن يُنسب إلى أبي بكر رضي الله عنه ، أما كونه حديثا مرفوعا إليه عليه الصلاة والسلام فلا يصح .
ومنها :
( ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعا إلا كان شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم )
هذه جملة من الأحاديث المشتهرة عنه عليه الصلاة والسلام ، وحتى يكتمل العقد بالتحذير من هذه الأحاديث المشتهرة يتبقى لنا خطبة حول هذا الموضوع في الجمعة القادمة بإذن الله تعالى .
الخاتمة : …………