أحاديث نبوية وفوائد شرعية عن اليمن

أحاديث نبوية وفوائد شرعية عن اليمن

مشاهدات: 637

أحاديث نبوية وفوائد شرعية عن اليمن

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما بعد فياعباد الله :

لدي في هذا اليوم ستة أمور :

الأمر الأول :

هؤلاء الحوثيون الرافضة المعتدون على أرض اليمن هؤلاء تبين شرهم واستضح خبث مذهبهم ، ولا عجب فالرافضة لم يألوا علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة لم يألوا جهدا في بيان شرهم وأنهم لا يضمرون المحبة للسنة أبدا مهما قالوا ومهما تظاهروا في الفعل

قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى قال : ” عامة جمهور السلف من عوامهم إذا قال أنا سني فهو يقصد أني لست رافضيا “

وهذا مما يدل على أنه لا اتباط ولا توافق مع هؤلاء

بل قال رحمه الله كما في منهاج السنة قال : ” دع عنك ما يسمع وينقل مما خلا “

يعني مما مضى يعني ما يذكر عن هؤلاء  الرافضة في التاريخ من الشر والفساد عظيم

لكن قال رحمه الله أقرب لك بشيء يكون في واقعك قال : ”  دع عنك ما يسمع وينقل مما خلا فإن كل عاقل إذا رأى الشر والفساد والفتن في الإسلام  في زمنه أو ما يقرب من زمنه عرف أن معظم هذا الشر وهذا الفساد وهذه الفتن إنما هو من قبل الرافضة”

بل قال رحمه الله قال : ” إنهم أعظم الناس فتنة وشرا وفسادا فإنهم لا يقعدون عما يوقع بين المسلمين من الشر والفتنة والفساد والإيقاع بينهم “

انتهى كلامه رحمه الله

وأبو بكر بن العربي رحمه الله :

كما في العواصم وهو متوفى سنة خمسمائة وثلاث وأربعين للهجرة لما ذكر آراء الرافضة في كتابه العواصم ماذا قال ؟

قال عن آرائهم : في كفر بارد

قال : ” في كفر بارد لا تسخنه إلا حرارة السيوف أما دفء المناظرة فهي لا تؤثر فيه “

فواجب علينا حتى نصد شر هؤلاء أن نتعلم التوحيد حتى نفدع شبه وخطر هؤلاء المبتدعة من الرافضة وغيرهم ، وعلينا أن نكون ملتفين حول ولاة أمرنا وأن نبين ما بينه الشرع لهم من حقوق على المنابر ، وفي المجالس وفي وسائل التواصل وأن نأخذ من علمائنا الكبار وأن ندعو الله لهذه البلاد ولسائر بلاد المسلمين أن يحميها من شر هؤلاء

تنوقل وانتشر في مزاياة ما مضى تنوقل حديث :

وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((  إن أناسا بالمدينة سبقت سهامهم سهامكم ، قالوا كيف يا رسول الله ؟ قال بدعائهم ))

هذا الحديث بعد البحث لم نجد له أصلا في كتب السنة ولذا لا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يتأكد من ثبوته وصحته

ولاشك أن الدعاء في الأزمات ولاسيما في الحروب فهو من سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه في غزوة بدر وغيرها

تنوقل حديث وهو :

(( قيل يا رسول الله متى تنتهي الحرب ؟ قال إذا امتلأ الوعاء بقول حسبنا الله ونعم الوكيل ))

هذا الحديث بعد البحث عنه لم نجد له أصلا في كتب السنة ومن ثم فلا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يثبت وتتأكد صحته

ولاشك أن ظاهر هذا الحديث من حيث الظاهر أنه يخالف حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين حديث عروة (( الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم  ))

يعني أنه باق إلى قيام الساعة بل نص أهل السنة في كتبهم على أن الجهاد ماض وباق إلى قيام الساعة كما قال الطحاوي لا ينقض ولا يبطل

لم ؟

لأن الرافضة لا ترى الجهاد إلا مع إمامهم المعصوم كما زعموا

وإن كانوا يريدون أن قول حسبنا الله ونعم الوكيل تقال عند الأزمات والملمات فلا حاجة لنا بحديث لا يعرف له أصل لأنه ثبت عند البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((حسبنا الله ونعم الوكيل لما قيل له إن أبا سفيان في غزوة أحد قد رجع إليك قال ابن عباس كما عند البخاري حسبي الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حينما ألقي  في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم لما قيل { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل }

 

تنوقل حديث فيما مضى :

وهو : (( إذا غلبت عليكم الفتن فعليكم بأطراف اليمن ))

وهذا الحديث قال عنه شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى هذا لا يعرف لفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فواجب على المسلمين أن يأخذوا الحذر والحيطة من نشر أحاديث قد تدعم مذهب أهل الأهواء من الرافضة وغيرهم

 

وردت أحاديث في فضل اليمن :

من هذه الأحاديث ما جاء عند الحاكم بإسناد صحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل قوله تعالى { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } أشار إلى اليمن وصح كما في مستدرك الحاكم أنه قال : (( رجال أهل اليمن هم خير الرجال ))

وجاء عند مسلم :

أن النبي صلى الله عليه وسلم قالت له اليمن ابعث لنا رجلا يعلمنا الإسلام والسنة فبعث إليهم أبا عبيدة وقال (( هذا هو أمين هذه الأمة  ))

وجاء في صحيح مسلم :

أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه  يزود الناس بعصاه عند حوضه ليشرب أهل اليمن

وجاء في الصحيحين :

قوله صلى الله عليه وسلم (( الحكمة يمنية والفقه يمان والإيمان يمان ))

وجاء عند الطبراني بإسناد صحيح :

(( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله ولى وجهي قبل الشام وولى ظهري إلى اليمن فقال يا محمد إني جعلت ما تجاهلك غنيمة ورزقا وما خلفك مددا ))

وجاء عند أحمد قال عن أهل اليمن :

قال (( كأنهم السحاب هم خيار أهل الأرض ) قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد رجاله رجال الصحيح وقال الألباني له شواهد في السلسلة الصحيحة

وجاء في المسند :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كما صح عنه قال : (( الشرعة في أهل اليمن ))

يعني العلم في أهل اليمن

وأما حديث عند أبي داود (( أول من جاء بالمصافحة أهل اليمن )) فهو لم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام وإنما الصحيح هو قول أنس رضي الله عنه

هذه أحاديث وهناك أحاديث أخرى من بينها :

ما جاء عند الحاكم :

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( جاء نصر الله وجاء الفتح وجاء أهل اليمن هم أنقى الناس قلوبا ))

وجاء عند أحمد بإسناد صحيح :

(( أنهم أنزع طاعة ــ يعني أسرع ــ وأنفع استجابة ))

لكن :

السؤال الذي يطرح هنا :

هل هذه الأحاديث المذكورة عن فضل اليمن هل المقصود هو ما كان بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم أم لا ؟

فالجواب عن هذا :

قال النووي في المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج قال : ”  قال بعض العلماء إن المقصود من هذه الأحاديث مكة

وقال بعض العلماء : المقصود من ذلك مكة والمدينة لأنه قالها صلى الله عليه وسلم لما كان في تبوك وكانت الوجهة من تبوك تجاه مكة والمدينة وهي بينه وبين اليمن

وقال بعض العلماء  : هم الأنصار لأن أصل الأنصار من اليمن

ولذلك جاء في صحيح مسلم : ((  الإيمان في أهل الحجاز ))

ونسب الإيمان إليهم لأن الأنصار ناصروا أهل الإيمان

قال أبو عمرو بن الصلاح قال : ومن جمع الأدلة تبين له أن المقصود هم أهل اليمن ولا ينفي غيرهم يعني من الأنصار ومن غيرهم

قال : وهم ممن أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ممن قوي قلبه وسلم إيمانه ومن جاء بعد ذلك كـ ” أويس القرني  “

قال أما أن يصدق الحديث على اليمن في كل زمان قال فهذا لا يتوافق مع ظاهر الأحاديث

هكذا نقله النووي ونقله ابن حجر في الفتح وقال ابن حجر في الفتح لقد أبعد الحكيم الترمذي لما خص هذا الحديث بأويس القرني وذكر أن سبب تسمية اليمن أنها عن يمين الكعبة

 

 

هناك حديث :

قد فسر من قبل بعض الناس بعقله وهذا الحديث كل له رأي يدلو بدلوه حول هذا الحديث دون الرجوع إلى كلام أهل العلم السابقين ممن لهم معرفة بدلالة الألفاظ والروايات

وهذا يتعلق بالفرس وبالروم

وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :

(( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ))

هذا الحديث قد يورد عليه إشكال وهو :

كيف يهلك الفرس وكيف يهلك الروم وقد  بقوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولازالت أطراف لهم في هذا الزمن كيف يبقون والحديث يقول : (( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ))

يقول النووي في شرحه على صحيح مسلم قال : ”  قال الشافعي وسائر العلماء المراد من هذا الحديث هلاك ملك فارس والروم في هذين الإقليمين يعني في العراق والشام فقط ، والسبب كما قال الشافعي أن قريشا لما أسلمت وكان تجارتهم من قبل الشام والعراق خشوا أن تمنع عنهم التجارة فقال النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث فدل هذا على أن هذا الحديث عند أكثر أهل العلم على أن المقصود منه زوال مملكة فارس من العراق وزوال مملكة الروم من الشام

ولذا :

قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح

قال رحمه الله : ” وظهر بذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتحت فارس في عهده “

ثم ذكر رحمه الله قول الشافعي قال : ” وصدق ما قال من أن الله قطع الأكاسرة من العراق وكل هذا يصدق بعضه بعضا مما يدل على أن شيخ الإسلام يرى ما يراه الشافعي وأكثر أهل العلم

بل قال رحمه الله كما في منهاج السنة قال  : ” وأنفق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كنوزهما في سبيل الله يعني في طاعة الله وفي طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقرب إلى طاعتهما ولم ينفقهما في الأهواء المباحة فضلا عن المحرمة فكيف بعد ذلك أن ينافح عن أبي لؤلؤة المجوسي الذي قتله فالذي ينافح عنه هو من أعظم الناس كفرا

قال وصحت بذلك خلافة عمر ، لِم ؟

لأنه أنفق كنوز فارس والروم في سبيل الله

هذا هو معنى الحديث عند أكثر أهل العلم

يعني زوال مملكة فارس من العراق والروم من الشام

قلت :

وجدت في كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي مبينا أنه لو قيل بعموم هلاك فارس والروم من جميع أقطار الأرض قال ابن الجوزي: ” هذا الحديث يدل على أن مملكتهما تمحق وتزول شيئا فشيئا “

مثل ماذا ؟

قال مثل المريض الذي تأتيه أمارات الموت شيئا فشيئا يقال هذا ميت مع أنه لم يمت وإنما لما كانت أمور الموت تأتيه تباعا شيئا فشيئا قيل إنه ميت

وذكر عن أبي الوفاء بن عقيل أنه قال كانت العرب بمثابة القرى تتلاعب بها فارس والروم حتى زال ملكهما قال رحمه الله حتى زال ملكهما فإن بقي اسم كسرى وقيصر قال فإنه اسم فارغ لا معنى له

لم ؟

لأنه كانت لهم السلطة على العرب تماما

هذا معنى هذا الحديث

أما أن يدخل الإنسان في كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ويأتي بما يشاء خلافا لما ذهب إليه أكثر أهل العلم وكذلك خلافا لما ذهب إليه السابقون من اهل العلم فإنه يخشى عليه وعلى من يتلقى منه ، وبالتالي فإن الواجب على المسلم أن يأخذ  العلم من أهله

ولذلك صح عن ابن سيرين أنه قال كما في مقدمة صحيح مسلم قال : ” إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم “

هناك فائدة أخيرة تتعلق بهذا الحديث

وهي أن هذا الحديث ورد في الصحيحين : (( هلك كسرى فلا كسرى بعده ))

وفي رواية في الصحيحين : (( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ))

وورد عند مسلم : (( مات كسرى ))

فكيف نوفق ؟

يقول : ( إذا هلك كسرى )

ثم يثبت أنه هلك كسرى ومات كسرى

فقال القرطبي كما ذكر ذلك ابن حجر عنه في الفتح من أن أبا هريرة رضي الله عنه سمع حديثا قبل وفاة كسرى وسمع الحديث الآخر بعد وفاة كسرى

ويمكن أن يكون معنى الهلاك هلاك كسرى يعني هلاك مملكته وأما موت كسرى فموته حقيقة

وقال ابن حجر أحسن منه أنه لما قال ( هلك كسرى ) بمعنى أنه قد وقع مع أنه لم يقع لقوله إذا وقع لأنه سيقع في المستقبل مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا هلك كسرى )

قال إن رواية ( هلك كسرى ) بمعنى أنه تحقق وقوعه ولو لم يقع الآن لكن سيقع

لم ؟

لأن ما أخبر به الشرع مما سيقع سيقع لا محالة

مثل قوله تعالى { أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }

هل أتى ؟

لكن أتى بصيغة الماضي لأنه آت لا محالة