بسم الله الرحمن الرحيم
التحذير من تمثيل أو تصوير الغيبيات واليوم الآخر في تصاميم أو أفلام
فإنها تضر إيمانك
الشيخ/ زيد بن مسفر البحري وفقه لله
———————————
نؤمن بكل ما يكون في يوم القيامة من تفاصيل، مما جاء به الخبر الصحيح:
هذا الأمر الأول: نؤمن به.
الأمر الثاني: ما نُكيِّفه؛ كيفيتُه اللهُ أعلم بحقيقته.
ولذلك يُخطئ مَن في هذا العصر خطأً فادحًا؛ إما بسوء قصد؛ وإما بحُسنِ نية لكن هو سوءُ فِعل!
نرى ورأينا أن هناك من يضع فيلمًا -إما فيلمًا كرتونيًا أو مدبلجًا – مما يكونُ في القبر حينما يموتُ الإنسان! فوضعوا رجلًا وأتوا بمَلَكين!
المهم أنهم صوروه فيلمًا، أو حتى صورة! لو صورة ما يلزم أن يكونَ فيلمًا.
وهناك مَن وَضَع فيلما لجسرِ جهنّم؛ والناس يمشون عليه!
هناك مَن وضَع تصويرًا لفيلم مدبلَج للنار؛ وهناك آيات من القرآن والسنة؛ وهناك أناس يسقطون فيها أو ما شابه ذلك! انتبه!
كلُّ هذا لا يجوز في شرع الله؛ لأننا لا نعرف كيفيّة هذا الأمر.
حتى إن بعضَهم ذَكَر حديثًا: ” سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ” الحديث؛ ووضع ظلًا! هذا خطأ!
نؤمن بذلك؟ نؤمن بذلك، لكن الكيفية اللهُ أعلم بها.
كيف لهؤلاء أن يأتوا، وأن يصوروا صورًا أو أفلامًا أو ما شابه ذلك
ويقول: والله هذا الحوض، هذا هو الصراط، هذا هو كذا؛ هذا هو ما يكون في القبر…
لا يجوزُ هذا!
ولذلك ماذا قال جل وعلا؟
﴿فَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أُخفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ [السجدة: ١٧]
وإن كانت الأسماء في الدنيا هي الأسماء التي هناك في الجنة: ﴿وَأُتوا بِهِ مُتَشابِهًا﴾ [البقرة: ٢٥]
مِن حيثُ الاسم، لكن من حيث الطعم والكيفية اللهُ أعلم بذلك
ولا شك أن ما يكون في الجنة أفضل وأطيب مما يكون في هذه الحياة الدنيا، لكن لا يعني أنهما إذا توافقا في الاسم أنهما يتوافقان في الكيفية.
إذًا: ﴿فَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أُخفِيَ لَهُم﴾
﴿فَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أُخفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ [السجدة: ١٧]
قال النبي ﷺ قال الله عز وجل -كما في الحديث القدسي-:
” أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَالًا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ”
النبي ﷺ قال كما في الصحيحين واللفظ لمسلم:
” لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ ما عِنْدَ اللهِ مِنَ العُقُوبَةِ، ما طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، ولو يَعْلَمُ الكَافِرُ ما عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، ما قَنَطَ مِن جَنَّتِهِ أَحَدٌ “.
فدلَّ هذا على أننا لا ندري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ