الخطبة رقم ( 3 ) عن ( فضل العلم وضرورة تعلمه وتعليمه ونشره في هذا الزمن )

الخطبة رقم ( 3 ) عن ( فضل العلم وضرورة تعلمه وتعليمه ونشره في هذا الزمن )

مشاهدات: 35

الخطبة رقم ( 3 ) عن

( فضل العلم وضرورة تعلمه و تعليمه ونشره في هذا الزمن )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضل العلم وفضل تعلمه ونشره في هذا الزمن:

النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين: ” فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم” وحمر النعم بإسكان الميم هي الإبل النفيسة عند أهلها، فيقول صلى الله عليه وسلم: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ـ في هذا العالم ـ خير لك من أن تمتلك هذه الإبل النفيسة.

قال ابن القيم كما في مفتاح دار السعاد قال: فما ظنك بمن يهتدي على يديه  طوائف كثيرة في هذا العالم.

النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم: ” من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل من أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا”

يقول ابن القيم كما في مفتاح دار السعادة يقول: من دعا إلى هدى بذل نفسه ووقته وطاقته لهداية هؤلاء الناس، ذاك بذل طاقته ووقته من أجل إضلال الناس فأقامهما النبي صلى الله عليه وسلم مقام الفاعل، يعني كأنهم فعلوا، الصنف الأول كأنه فعل الهداية بنفسه من غير أن ينقص من أجر العامل أي شيء، وكذلك الشأن في الصنف الثاني الذي دعا إلى ضلالة، ولذلك يقول رحمه الله: من دعا إلى غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهو العدو الحقيقي له صلى الله عليه وسلم، كيف؟ قال: لأن كل من اهتدى بسنته صلى الله عليه وسلم حصل للنبي صلى الله عليه وسلم أجر؛ لأنه هو الذي بلغ الرسالة، وأمر الأمة بذلك، فيقول: فإذا لم يبلغ السنة، وبلغ الضلالة، ودعا الناس إلى الضلالة، قال: فقطع الأجر الذي يصل للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول: هذا هو عدوه الحقيقي، ثم ختم فقال: ” نعوذ بالله من الخذلان”

قلت: ولذا قال شيخه شيخ الإسلام قال: ” لا يستحب لأي مسلم أن يتصدق، فيقول ثوابها للنبي صلى الله عليه وسلم، لا يستحب، لم؟ قال لأن كل فعل يفعله أي مسلم فإن للنبي صلى الله عليه وسلم مثل أجره يعني مثل أجر العامل.

النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي ذكر له رجل عالم وعابد، فقال صلى الله عليه وسلم: ” فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، وإن الله وملائكته، وأهل السموات والأرض حتى النملة… ”  ـ حتى هنا عاطفة، والنملة منصوبة؛ لأن حتى عاطفة، أو حتى النملةِ على أنها جارة، أو حتى النملةُ على أن حتى ابتدائية، لكن الأصح أنها ناصبة ـ ” حتى النملةَ في جحرها والحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير”

يصلون عليه، يقول ابن القيم: ” فجعل الله عز وجل من صلاته، ومن صلاة ملائكته، وأهل سمواته وأهل أرضه نصيبا لمن يعلم الناس العلم، لم؟ لأنه دعاهم إلى ما فيه صلاحهم، إلى ما فيه فلاحهم، إلى ما فيه سعادتهم، فكان الجزاء من جنس العمل، قال أيضا: ” وكذلك العالم، وطالب العلم بينا ما لله من حقوق لله، ما لله من أسماء وصفات، ما أوجبه الله على عباده من الأحكام، فكانت هذه الصلاة من الله ومن الملائكة ومن أهل السموات والأرض كانت ثناء له وإظهارا لفضله، كما أن هذه الصلاة سبب لفلاحه وسعادته لما سعى إلى دعوة الناس إلى فلاحهم وإلى سعادتهم.

وذلك يقول ابن عباس: العالم رجلان: عالم بذل العلم لله عز وجل، ولم يأخذ عليه صفدا، الصفد هو العطاء، لم يأخذ عليه عطاء، لم يرد الدنيا، لم يأخذ عليه صفدا، ولم يأخذ به ثمنا. كذلك يصلي عليه أهل السموات وأهل الأرض والملائكة الكرام الكاتبون قال: ورجل ضنَّ بالعلم بخل به، وأخذ عليه صفدا، وأخذ به ثمنا، فأولئك يؤتى يوم القيامة بلجام من نار” هذا موقوف على ابن عباس رضي الله عنهما، وقد رفعه ابن عبد البر كما قال ابن القيم، وفي رفعه نظر.

الشاهد من هذا: أن هذا فضل لمن تعلم العلم، وطلبه وبلغه، ولذلك ثبت عند الترمذي قوله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك له طريقا إلى الجنة” اللفظ المشهور: ” سهل الله له به طريقا إلى الجنة”، لكن نحن بصدد هذا الحديث، ولذلك فيه حديث يحسنه ابن القيم رحمه الله، وفيه كلام لأهل العلم: ” من غدا إلى علم ليتعلمه فتح الله له به طريقا إلى الجنة”

الحديث الذي معنا عند الترمذي: ” من سلك طريقا…” وبعض الروايات عند الترمذي، المهم: ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك طريقا إلى الجنة”، يقول ابن القيم رحمه الله كما في مفتاح دار السعادة يقول: ” يسلك طريقا إلى الجنة، لم؟ لأنه سلك في الدنيا طريق العلم الذي يرضي الله، والذي يوصل إلى الجنة.

ثم قال صلى الله عليه وسلم: ” وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم”، ما معنى هذا الكلام؟ تضع أجنحتها لطالب العلم، وذلك لأنه يشاركهم في النصح لهذه الأمة، ولذلك قال بعض التابعين ما وجدنا أنصح الخلق للبشر كالملائكة ولذلك يستغفرون للمسيئين المذنبين  {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}، فتضع أجنحتها تواضعا لطالب العلم؛ لأنه يحمل ميراث النبوة، وهذا أيضا من باب التواضع، ولذلك: في حديث صفوان بن عسال، واللفظ للطبراني بإسناد صحيح قال: يا رسول الله أتيت لكي أطلب العلم، قال صلى الله عليه وسلم: ” مرحبا بطالب العلم”

وهذا أيضا فيه فائدة، وهو أن من أتى ليطلب العلم يرحب به، بل ثبت من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم وصى صحابته وهي وصية للأمة أن من أتى يطلب العلم يوصى به، ويحرص عليه، ويرحب به قال: ” أتيت لطلب العلم قال مرحبا بطالب العلم”

“إن الملائكة لتحف طالب العلم بأجنحتها وإنه ليركب بعضها على بعض إلى السماء الدنيا محبة لما يطلبه” يطلب العلم، فيقول ابن القيم رحمه الله كما في مفتاح دار السعادة: هنا تضمن أمرين، ما هما؟

ـ أن الملائكة تتواضع له، ومن التواضع أنها تحبه الملائكة تحب طالب العلم وتتواضع له.

ـ وأن الملائكة لتحف بأجنحتها عليه من باب حفظه، فهو في حفظ الله وفي رعاية الله إذ أمر الملائكة أن تحف به.

ثم قال صلى الله عليه وسلم: ” وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر يستغفرون له”، من باب فضله.

قلت: أيضا من باب أنه قد يشغل بطالب العلم، فلا يتمكن من ذكر الاستغفار، فهنا فضل.

ولذلك يقول ابن القيم: يستغفر له كل من في الأرض من حيواناتها الناطقة، وغير الناطقة، ولذا ذكر الحوت وذكر النملة، فدل هذا على عظيم فضل العالم الذي يعلم الناس العلم.

قلت: ولاسيما في مثل هذا الزمن الذي يحتاج الناس إلى نشر العلم الصحيح، الذي في مثل هذا الوقت تستهدف عقيدة أهل السنة والجماعة عبر القنوات الفضائية الفاسدة، وعبر وسائل التواصل التي تبث على الناس في معظمها تبث على الناس سمومها وأضرارها.

ثم قال صلى الله عليه وسلم: ” وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب” سبحان الله! انظر إلى هذا التشبيه، العالم أفضل من العابد، فضل ماذا؟ فضل القمر على سائر الكواكب، سبحان الله! ذكر القمر كما قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة قال: ” يدل على أن الجهل ظلام، أن الجهل ظلام”؛ لأنه ذكر هنا القمر الذي به نور، وذكرت الكواكب التي بها نور، فدل هذا على ماذا؟ على أن الجهل ظلام، فيقول رحمه الله يقول: لماذا كان العالم أفضل من العابد كفضل القمر على سائر الكواكب؟ الكوكب ينير إنارة لنفسه، أو حوله، ولا يتعدى إلى مكان بعيد، هذا مثل العابد به خير، وله نور، لأن نفعه مقتصر عليه، وإن تعدى تعدى إلى شيء قليل، لكن العالم أثره كأثر القمر حيث ينتشر علمه في أقطار الدنيا.

ولماذا لم يشبه بالشمس؟  الشمس أقوى إضاءة، قال رحمه الله: ” لأن الشمس نورها واحد مستقر، لكن القمر يتفاوت، القمر يتفاوت يقل نوره، ثم يظهر، ثم يظهر، فيقول: فكذلك العلماء درجات، بعضهم علمه من حيث  كثرته، ومن حيث ظهوره وخروجه كالقمر ليلة البدر، وبعضهم على حسب ما قل من علمه، وما ظهر من علمه، كأقل من ليلة البدر بليلة، وآخر بثانية، وآخر بثالثة وهكذا، فهم يتفاوتون، ثم أيضا لم يشبه بالشمس؛ لأن العلم الشرعي يستمد، والقمر نوره ليس أصلا فيه، نور القمر يستمد من الشمس، فيقول: فكأنه شبه العلم لما يؤخذ يؤخذ من شمس الرسالة، من شمس الرسالة، (وإن العلماء ورثة الأنبياء) سبحان الله! هذا فضل عظيم، قال: “وإن العلماء ورثة الأنبياء” الذي يرث من؟ هو القريب إلى المورث الذي يرثه مالا، فيقول: دل هذا على قرب العلماء من النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أحق  الناس به، وهم أنصح الخلق للخلق بعد أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، ولذلك قال هنا: ” والعلماء ورثة الأنبياء” ورثة الأنبياء، وأقصد بذلك العلماء، إذا تحدثت عن العلماء؛ لأن في مثل هذا الزمن كل ينسب نفسه إلى العلم، العلم كما سلف، وكررت ذلك مرارا، العلم هو ما جاء في كتاب الله، وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما فهمه سلف هذه الأمة، ولذلك: انتبه، لو قال قائل وأكرر هذا أكثر من مرة، لماذا قلتم على سلف هذه الأمة، لماذا لا نخوض بعقولنا، هم رجال ونحن رجال؟!

فنقول: اسمع، النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في السنن من حديث العرباض قال: “عليكم بسنتي… ” سكت؟ لا، ” وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ”

ما تفهم الشرع بفهمك، ولذلك خاض الناس في مثل هذا الزمن، وأفسدوا دين الله، النبي صلى الله عليه وسلم كما في السنن لما ذكر الفرقة الناجية من ثلاث وسبعين فرقة: ” كلها في النار إلا واحدة، قيل ما هي يا رسول الله الفرقة الناجية؟ قال: ما أنا عليه، سكت؟ لا، ” أنا وأصحابي”

الله جل وعلا لما قال {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} قيد بإحسان، ولذلك سبحان الله قال الله {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

قال ابن القيم رحمه الله: أهل الذكر هم أهل العلم بما جاء عن الله، وعن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ليس كل من صدر أو صدر للفتيا أنه يؤخذ منه في قناة، أو في وسائل التواصل،  أو فيما شابه ذلك، فتنبه رعاك الله..

فقال صلى الله عليه وسلم: ” والعلماء ورثة الأنبياء” إذا كانوا ورثة الأنبياء، إذاً ماذا يحملون؟ يحملون موروث النبي صلى الله عليه وسلم وهو العلم، وإذا حملوا هذا العلم ما الذي يقتضي؟ يقتضي أن يقدروا أن يحترموا أن يحموا أن يحبوا، لم؟ لأنهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم.

وأيضا يقتضي على العلماء لما كانوا ورثة النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوموا بمثل ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم من النصح لهذه الأمة، من بذل الغالي والنفيس من أجل أن يرفعوا الجهل عن هذه الأمة كحال من؟ كحال من ورثوه، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، لينظروا إلى سيرته صلى الله عليه وسلم، وكيف كان ناصحا للأمة يبذل وقته وماله وحياته صلوات ربي وسلامه عليه من أجل أن يبلغ دين الله، فكذلك هؤلاء العلماء عليهم أن يسيروا كما سار النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضا بما أنهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته ماذا كان يفعل؟ عنده الحلم والصبر والاحتساب وما شابه ذلك من هذه الصفات التي يحتاج إليها طالب العلم، فمن ورثوه وهو النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبر تضيق به الدنيا، فيصبر، يؤذى فيصبر، يأتيه الجاهل فيحلم عليه صلى الله عليه وسلم، فكذلك العلماء عليهم في مثل هذا الزمن أن يكونوا رفقاء بالناس، أن يكونوا صابرين، أن يبذلوا أوقاتهم وأنفسهم وأموالهم من أجل رفع الجهل عن الناس، لا، نسأل الله السلامة والعافية، لا أن يجعل بعضهم العلم مطية له لكسب الدنيا وللثراء ولأخذ الأموال، نسأل الله السلامة والعافية.

” والعلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما”، ولذلك انظر سبحان الله! حتى لا يقال إن هؤلاء أمثال الملوك يقول ابن القيم رحمه الله سد الأبواب، فلربما أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما رغب في الدنيا؛ لأنه كان يجمع المال لذريته؛ لأن البعض قد يحرم نفسه من أجل أن يبقي شيئا لأولاده، فقطع هذا الطريق، ولذلك قال: ” نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة”، فدل هذا على أنهم أنبياء لله عز وجل، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: “والأنبياء لم يورثوا دينارا، ولا درهما، وإنما ورثوا العلم” وهذه دعوة لكل مسلم أن يطلب العلم الشرعي حتى ينال هذا الفضل، ليس محصورا في العلماء الموجودين، لا، عليك أن تتعلم، وأن تنشر الخير حتى تظفر، سبحان الله! الله وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض يصلون على طالب العلم، ومعلم الناس الخير، أي فضل أعظم من هذا الفضل، أهل الأرض وأهل السموات يستغفرون لطالب العلم والمتعلم والذي ينشر العلم، أي فضل بعد هذا الفضل، ولذلك قال: ” لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر”

سبحان الله! بحظ وافر، نصيب وافر يقول ابن القيم رحمه الله: أعظم الحظوظ الذي ينفعك ويبقى نفعه، ما أن تنتفع به، ثم ينتهي، يقول: لا، الحظ الوافر هو الذي تنتفع به، ويبقى نفعه، فيقول رحمه الله: فحظهم يبقى؛ لأنه موصول بالحي الذي لا يموت، فحينما تنقطع السبل التي ينتفع بها الناس لكن يبقى علم هؤلاء وفضل هؤلاء، ولذلك في حديث في حديث فيه كلام لأهل العلم طويل وابن القيم رحمه الله يحسنه فهذا هو تحسين ابن القيم مع العلم أن غيره يخالفه

حديث:” وموت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، ونجم طمس، وموت قبيلة أهون من موت عالم”، لم؟

يقول ابن القيم: تصور لو أن شخصا في الدنيا عنده مال كثير، وكريم والناس بحاجة إليه، وإذا به يعطيهم ويبذل لهم، وإذا بهم أحبوه لما أسدى إليهم من النفع، فيقول: لموت هذا الرجل الكريم وقع مؤلم عليهم، فيقول موت العالم أعظم من موت هذا، لم؟ يقول: لولا الله ثم العلماء لطمست على معالم الدين.

فنسأل الله الكريم من فضله نسأله عز وجل أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يثبتنا، وكما سلف تعلم تعلم العلم الشرعي من أهله، وعلم أنا أقول في مثل هذا الزمن ليس لأحد حجة، ما أحد يقول ما عندي علم،  الدين يستهدف بالليل وبالنهار، فأين أنت؟ أليست هناك مواقع لعلماء ربانيين يسيرون حيث سار النبي صلى الله عليه وسلم، واتبعوه واتبعوا السلف، وكل منكم ممن حضر وممن يسمعني عبر ما يسمعني، ويدخل في اليوتيوب، ويدخل في الانترنت في المواقع يدخلها بالليل وبالنهار معه هذا الجهاز ألا تأخذ من موقع عالم أو من قناة عالم موثوق بعلمه تأخذ منه مقطعا أو كلاما، ثم تضع ذلك في صفحتك.

كم من الخير، كم من الخير العظيم حتى ندحض هذا الغث الفاسد، بل السم القاتل الذي يكون في وسائل التواصل، حتى تحوز على هذا الفضل كم من فضل عظيم، كم من فضل عظيم حتى العلماء كما قال: وقد جاء بذلك حديث لكن به ضعف لكن يقول: رؤية النجوم، العلماء مثل النجوم، قال: “رؤية النجوم في المنام هم العلماء” النجوم فيها إنارة فيها إضاءة، لم؟

يقول رحمه الله: لأن هذه النجوم وهذه الكواكب إذا اختفت، وانتهت انطمس هذا العالم وقامت القيامة {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2} فيقول: إذا مات العلماء طمس نور الأرض، ولو كانوا أحياء، ولو كانوا يأكلون ويشربون، فانتبه، ليس لأحد حجة، وليس لأحد عذر في مثل هذا الزمن، والمصيبة العظمى أن البعض ربما ينشر لأهل الأهواء ولأهل البدع، ولأهل الطوائف الضالة، فنسأل الله السلامة والعافية….