الرد على من يقول ( إن العلماء لا يحبون الجهاد وأنهم مخذلون ) وما عندهم إلا الدعاء ؟

الرد على من يقول ( إن العلماء لا يحبون الجهاد وأنهم مخذلون ) وما عندهم إلا الدعاء ؟

مشاهدات: 432

الرد على من يقول ( إن العلماء لا يحبون الجهاد وأنهم مخذلون ) وما عندهم إلا الدعاء ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سبق معنا في أكثر من موطن ، وهذا ما دلت عليه النصوص الشرعية وما عليه سلف هذه الأمة من أن الجهاد لا يمكن أن يكون إلا بولي أمر ، فلابد من إذنه حتى لو كان جهادا واجبا عينيا ، فلابد من إذنه ، ولذلك نص ابن قدامة رحمه الله على أنهم حتى في الجهاد الواجب أنهم لابد أن يستأذنوه فيما لو خرجوا للاحتطاب أو غيره ، فدل هذا على أن الجهاد لا يمكن أن يقوم إلا بأمير بولي أمر المسلمين

 ولذلك معتقد أهل السنة والجماعة :  أنه يغزا مع كل إمام بر أو فاجر فإذا لم يأذن ولي أمر المسلمين ، ونزل بالمسلمين نازلة فالوالجب على المسلمين أن يقوموا بالواجب الذي أنيط بهم حسب استطاعتهم ما هو ؟

الدعاء

هذا ما يملكه المسلم إلا إن أذن ولي أمره فعلى ما ذكرته النصوص  الشرعية ، وما ذكره أهل السنة والجماعة أما أن يجتهد أناس بأن يقولوا بالنفير أو أنهم يعدون العدد أو أنهم يخرجون من غير إذن ولي أمر المسلمين فإن مثل هذا لا يجوز

 فالجهاد لها شروطه فهي نفس تقدمها تريد أن تقدمها لله فلا تأخذك العاطفة والغيرة ولاشك أن الإنسان لابد أن يكون ذا غيرة على إخوانه المسلمين يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم لكن عليه أن يقوم بما أوجبه الله عليه وهو الدعاء لهم

إلا إن أذن ولي أمر المسلمين بالجهاد بالنفس ، فسمعا وطاعة

معتقد أهل السنة والجماعة : أن يغزا مع كل أمير بر أو فاجر

إن أذن ولي أمر المسلمين بالجهاد بالمال بأن يجمع المال لجهات خصصها هو فسمعا وطاعة بناء على ما جاءت به النصوص الشرعية ، وما  ذكره أهل السنة والجماعة

أما أن يجتهد أناس في إعداد العدة من قبل أن أنفسهم أو تجييش الشباب للذهاب إلى تلك المناطق فإنه إن ذهب فإن هذا الذهاب يكون به عاصيا لأنه لم يستأذن من ولي أمر المسلمين

ولذلك نص الفقهاء ومنهم ابن قدامة قال : ”  ولا ينفرد أحد منهم إلا إذا أتى عليهم عدو يخشون كلبه “

يعني : لم يتمكنوا من استئذان ولي أمر المسلمين باعتبار أنهم معه ، هم معه في نفس الجهاد لكن طائفة منهم مثلا أتى عليهم العدو وأحاط بهم هنا لم يتمكنوا من ماذا ؟ من استئذانه ، فهنا من باب الدفع عن أنفسهم دفع الصائل فيقاتلوا لدفعه ؛ لأنهم يخشون أن يعتدي عليهم

 لأن بعضهم يقول إذن الجهاد الواجب لا يشترط فيه أي شرط

وهو جهاد الدفاع جهاد الدفاع ، جهاد الطلب أن تذهب إلى الأعداء

جهاد الدفاع أن يأتي العدو ويحاصر البلد فهنا كما قال العلماء لا يستأذن دائن ولا يستأذن والدان ، لكن ليس معنى ذلك كما فهمه البعض أنه لا يستأذن ولي أمر المسلمين لأنه لا يمكن أن يكون هناك جهاد حتى جهاد دفاع إلا عن طريق ولي أمر المسلمين لكن لوأنهم مثلا في مكان ثم أحاط بهم العدو ولم يتمكنوا من استئذانه فهنا يقاتلونه

ولذلك العاطفة إذا لم تربط بالأدلة الشرعية لأن بعض الشباب قد تكون لديه غيرة ويرى وهذا يأسف له أي مسلم لأن بعضهم قد يتهم العلماء فيقول : هؤلاء مخذلون أو أنهم جبناء أو أنهم لا يريدون الجهاد

سبحان الله !

أيمكن أن يتهم هؤلاء ؟! بعضهم يمكن أن يكون عمره في السبعين أو في الثمانين شابت لحاهم ورؤوسهم في طلب العلم وفي العبادة

( وأعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين ) فكيف يتهم هؤلاء في مثل هذا بمثل هذه الأوصاف ؟!

ـــ والواقع يشهد بهذا يعني لا يغمض الإنسان عينيه ولا يكن كالأعور يرى بعين دون العين الأخرى ، ما أقيم من جهاد من غير إذن ولي أمر المسلمين في بلدان شتى ما عواقبها لأنها ليست تحت إمرة

بعضهم يقول : نحن تحت إمرة

أي إمرة ؟

يقول عندنا راية

أي راية ؟

أنت في عنقك بيعة لذلك الإمام لهذا الوالي فكيف تخرج منه وتبايع شخصا آخر في منطقة أخرى ؟!

فمثل هذا ينبغي يتنبه له ، وهذا من باب العاطفة ، ولاشك أن أي مسلم يحزن لما يرى ما يرى

ولذلك حصلت إبادات يعني هذه الطريقة التي نقولها هي طريقة علمائنا السابقين الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله

هذه طريقتهم ، ولذلك سمعت بأذني من الشيخ ابن عثيمين لما سألوه عن ” كوسوفو ” قديما حصل فيها قتل جماعي وإبادات فكانوا يسألون الشيخ أسئلتهم متكررة ، فيقول ليس علينا إلا الدعاء ، هذا هو قدرنا ، وهذا ما نستطيعه

لكن أن يخرج الإنسان بنفسه أو بطريقة أو بأخرى فلا

هؤلاء الشباب الذين يقولون عن هؤلاء العلماء عليكم بالدعاء يقولون إنما يقولون عليكم بالدعاء ، فهم إما جبناء أو أنهم يخذلون أو أنهم لا يريدون الجهاد أو أنهم علماء سلطة ويرون من يقول لهم هبوا إلى الجهاد يرون أنه هو العالم الحقيقي المجاهد

فنقول سبحان الله ! سبحان الله !

من يأمرك بالذهاب إلى الجهاد يفترض أن يتقدم فليس له حجة ، لم ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتقدم الجيوش ، فأين أنت من النبي صلى الله عليه وسلم كبار الصحابة كانوا يتقدمون الجيوش فلماذا لم تذهب ؟

ولذلك إذا حرض هؤلاء الشباب وحرضوا فيما مضى فوقعت مصائب للأمة ومصائب للأسر ، بعض الأسر لا تدري أين ولدها في أي مكان هل هو حي ؟ هل هو ميت ؟

فانتبهوا

بعض الأمهات يمكن أن بعضهن لها سنوات وهي تتحسر بالليل وبالنهار لا تدري ما حال ولدها ؟

هل هو يأكل ؟ هل هو يشرب ؟ هل هو حي ؟ هل هو ميت ؟ هل هو يعذب ؟ ماذا صنع به ؟

هذه مصيبة وهؤلاء وبعض هؤلاء ، هؤلاء يقولون للشباب جاهدوا إذن جاهد أنت

يقولون ترى أن هذا جهاد ، ونحن لا نراه جهادا ، لأن الجهاد كما سلف لابد من إذن ولي أمر المسلمين ، وله شروطه

 نحن لا نراه جهادا لكن على نظرك على أنه جهاد لماذا لم يتقدم ؟ أنت أيها الشاب تسأل نفسك لماذا لم يتقدم هذا ؟

فإن قال إن بقاءهم خير للأمة فهم على ثغر فأين الخيرية ؟

في بقائهم مع تحريضهم لهؤلاء الشباب وبالألوف المؤلفة وإن كان هذا الكلام وإن عرض أكثر من مرة قد لا يروق لبعض الشباب لكن هذا الحق لأنه مبني على النصوص الشرعية وهذا هو فهم السلف

وليأت هؤلاء لنا بكلام من الشرع يقرر

فإذن لمذا لا يتقدم هؤلاء ؟

بل إن بعض هؤلاء لأن وسائل التواصل فضحت

بعض هؤلاء لما حرض هؤلاء الشباب هو بنفسه يعرض ما لديه من متع الدنيا يعرض قصره سفرياته يعرض سيارته يعرض ذهابه وإيابه ويملأ فمه بالضحك وما شابه ذلك ، وفي ذهاب وإياب ، وهو الذي حرض

إذن على أقل الأحوال إن كان يرى أن هذا من الجهاد على أقل الأحوال يستتر ولا يظهر النعم ولا يظهر متع الدنيا ، وأيضا عليه أن يلتجئ إلى الله أن ينصر المسلمين ، لكن المسلمين يقتلون ويذبحون ليل ونهار ، وهو في ذهاب وإياب ، ويعرض للناس متع الدنيا

أين العقول ؟ لابد أن يتنبه هؤلاء الشباب ونحن لسنا ضد أشخاص معينين ، لا، نحن ضد الباطل ، الباطل نرده بالدليل الشرعي

لكن أن يدلس على هؤلاء الشباب وما يكون

كم من أم ملأ الحزن قلبها من خمس أو أربع سنوات أو ست سنوات وما شابه ذلك

كم من أب ،  وكم…. وكم ….

على أقل الأحوال أنت أيها المحرض الذي حرضت هؤلاء باسم الجهاد لتخف ما لديك من متع الدنيا وأي متع ؟

متع ما يملكها أوساط الناس يملكها أثرياء فماذا عسى أن يقول الناس تفعل

فالإنسان أعطاه الله عقلا وخطاب الله لأولي الألباب وأصحاب العقول فليتنبه

والكلام هذا لا نقوله من باب أننا لا نحزن على ما يصيب المسلمين لكن هذا واقع المسلمين وأنت على حسب وسعك وطاقتك { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }

القاعدة الشرعية لا واجب مع العجز

والجهاد ولو وجب مع العجز لا يجب

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } علينا بالدعاء