أما بعد : فيا عباد الله :
مازال الحديث متواصلا في ذكر العلامات الصغرى للساعة ،
فمن العلامات الصغرى للساعة :
( أن تظهر نساء كاسيات عاريات ، وكذا أشار عليه الصلاة والسلام إلى هذه المركوبات من السيارات التي نقودها ) جاء في مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ) والرحل : هو ما يوضع على البعير ، وكذلك البيت يسمى رحلا ، فلعل الإشارة بهذه إلى أن هذه السيارات التي نركبها على سعة البيوت التي كانت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم هي المعنية في هذا الحديث ، قال ( سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد ) ثم أشار إلى النساء ، قال ( نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العِجاف ) ثم قال عليه الصلاة والسلام ( لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم )
وقد بيَّن عليه الصلاة والسلام عقوبة النساء الكاسيات العاريات ، هن يلبسن الثياب لكنهن في الحقيقة عاريات ، قال صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم ( صنفان من أمتي لم أرهما نساء كاسيات عاريات مائلات مُِميلات على رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )
ما معنى ( مائلات مميلات ) ؟
أشمل هذه الأقوال التي ذكرها النووي رحمه الله في شرح مسلم ” أنهن ( مائلات ) يعني زائغات عن طاعة الله عز وجل ( مميلات ) أي يُعلمن غيرهن هذا الزيغ وهذا الضلال ، وهذا القول يدخل تحته الأقوال الأخرى من أنهن ( مائلات ) في مشيتهن ( مميلات ) أي بأكتافهن ، أو أنهن ( مائلات ) إلى الرجال ( مميلات ) يعني يجعلن الرجال يملّن إليهن لأنهن يُبدين زينتهن .
قال صلى الله عليه وسلم ( على رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة )
يعني أنهن يجمعن شعور رؤوسهن حتى يكون هذا الشعر على منتصف الشعر فيشبه أسنمة البُخت المائلة .
وقد بيَّن أبو هريرة رضي الله عنه ( أن من أشراط الساعة أن يظهر ثياب يلبسهن نساء كاسيات عاريات ) وهذا واقع ومشاهد ، ولذا نرى في مجتمعنا – أعني المجتمع السعودي – قد ظهرت بعض الثياب التي تصل إلى الساق أو إلى الركبة ، وإن كان هذا موجودا في بعض الدول الإسلامية لكنه تفشى وظهر في مجتمعنا ، وهذا من العلامات الصغرى للساعة .
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن تَصدُق رؤيا المؤمن ) قال ابن أبي جمرة ما معنى هذا ؟
معناه : أن هذه الرؤيا التي رآها في منامه تقع كما هي لا تحتاج إلى تفسير ، ويدل لهذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه كما في الصحيحين ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا ) وفي لفظ البخاري قال ( فإن النبوة لا تكذب ) متى يكون هذا ؟
قال بعض العلماء” يكون في زمن عيسى عليه السلام ” لم ؟
لأن الدين في زمن عيسى يظهر ، فيكون من في زمن عيسى أصدق الناس حديثا “
وقال بعض العلماء – وهو محتمل – ” أنه متى ما كثرت الفتن وقَلَّ العلم الشرعي وظهر الفسق والفجور وقلَّ أهل الإيمان أتت الرؤيا للمؤمن تؤنسه ، ويدل لذلك ما عند مسلم ( يتقارب الزمان ويُقبض العلم ) وهذا من لطف الله عز وجل بالمؤمن ، ولذا النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يُوحى إليه كان يؤنس بالرؤيا الصادقة .
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن يكثر الكذب وأن تتناقل الأخبار من خير تثبت ) وهذا واقع ولاسيما مع وجود وسائل التقنية ، فإن الإنسان متى ما جاءه خبر في جواله أو عبر بريده الإلكتروني أو ما شابه ذلك من وسائل الاتصالات سارع بنشره ولم يتثبت فيه ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( سيكون في أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ) وفي رواية عند مسلم ( لا يضلونكم ولا يفتنونكم ) وعند مسلم في مقدمته – ومقدمة صحيح مسلم تختلف عن الأحاديث الواردة في صحيح مسلم ، لأن ما في الصحيح قد اشترط فيه مسلم الصحة ، بينما المقدمة قد يكون فيها شيء من الضعف وقد لا يكون فيها شيء .
جاء في مقدمة صحيح مسلم أن ابن مسعود رضي الله عنه قال ” إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يُحدِّث بهذا الحديث “
وكذلك في مقدمة صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما والقول قول عبد الله ، ومثل هذه الأقوال لا يمكن أن تقال بالاجتهاد ، فدل على أنها من قبيل الأحاديث المرفوعة حكما ، قال ( إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان يوشك أن تخرج على الناس فتقرأ عليهم قرآنا )
قال النووي رحمه الله ” هم لا يقرءون القرآن ، لكنهم يأتون بأحاديث يقولون إنها من القرآن وليست من القرآن من أجل أن يفتنوا الناس “
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن تكثر النساء وأن يقل الرجل ) لما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أشراط الساعة أن تكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القَيِّم الواحد ) وليس المراد العدد وإنما المراد المبالغة ، ولذا جاء في رواية عند مسلم قال ( إن الرجل يُرى يتبعه أربعون امرأة يَلُذْن به ) متى تكثر النساء ويقل الرجال ؟
قال بعض العلماء ” إذا كثرت الفتن وعمّت الحروب وطحنت الرجال ، هنا يتفانى الرجال ويبقى النساء “
وابن حجر رحمه الله نقل مثل هذا وقال ” ربما أن الفتوحات الإسلامية تكثر فيكون لدى الرجل أكثر من موطوءة – يعني من السبايا – ولكن يقول ابن حجر رحمه الله ” إن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه يدل على أن العدد يقل حقيقة ، قال رحمه الله ” فدل هذا على أن من يلد الرجال من النساء يقل ، وأن النساء اللواتي يلدن الإناث يكثرن ، وقلة الرجال وكثرة النساء في الزمن الأخير من هذه الدنيا يتناسب مع قلة العلم الشرعي وكثرة الجهل ” لأن النساء يكثر فيهن الجهل .
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ) ما المروج ؟
المروج هو الأرض الواسعة المليئة بالخضرة ، قال النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ) قال ( حتى تعود ) دل على أنها كانت فيما مضى مروجا وأنهارا ، يعني مشهورة بالخضرة والأنهار ، فتعود في آخر الزمن ، قال الألباني رحمه الله ” وكون أرض العرب تعود مروجا وأنهارا يدل على قوة العرب “
ويدل لهذا – وهذا شيء نشاهده ونلمسه – ما جاء في صحيح مسلم في غزوة تبوك لما بارك الله عز وجل في الماء الذي صَبّه النبي صلى الله عليه وسلم في تلك البئر قليلة الماء فنبع الماء وكثر ، ماذا قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ ؟ قال ( يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا ملئ جِنانا ) ومن المعروف لدينا في هذه السنوات المتأخرة أن مدينة تبوك قد اشتهرت بالزراعة وبوفرة المياه ، وهذا معجزة للنبي عليه الصلاة والسلام .
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( كثرة المطر وقلة النبات ) ولذا في مسند الإمام أحمد ، قال عليه الصلاة والسلام ( لا تقوم الساعة حتى يُمطر الناس مطرا عاما ولا تنبت الأرض شيئا ) ويؤيده ما جاء عند مسلم ( ليست السَنة ) يعني ليس القحط ( ليست السنة ألا تُمطَروا ) ولا شك أننا إذا لم نُمطر هذا قحط ، لكن القحط الأعظم أن يكون هناك مطر ولا يحصل خير وبركة من هذا المطر ، قال : ( ليست السنة ألا تُمطَروا ولكن السنة أن تُمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئا ).
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب ) الفرات : نهر يلتقي بنهر دجلة ويصب في الخليج العربي ، هذا النهر يُخرج جبلا من ذهب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة ( لا تقوم الساعة حتى يَحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون كل رجل يقول لعلي أنجو به ) وعند ابن ماجة ( يُقتل تسعة أعشارهم ) ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم ( فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا )
قال ابن حجر رحمه الله ” لما ينشأ من أخذه من الفتن والقتل “
وزعم بعض الناس أن هذا الذهب الذي يحسره الفرات زعم أنه ( البترول ) وهذا خطأ ، لم ؟ لأنه قال ( يحسر عن جبل من ذهب ) ولم يقل من ( نفط ) وإن كان النفط يسمى ذهبا أسودا ، لكن ليس في عرف الشرع بهذا الاعتبار ، ثم إنه عليه الصلاة والسلام قال ( يحسر ) ومعلوم أن البترول يستخرج بالآلات ، ثم إنه نص على أنه في نهر الفرات ، ومعلوم أن النفط يُستخرج من البر ومن البحر ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا ) لو كان كذلك لما جاز لنا أن نأخذ هذا البترول ، فدل هذا على أنه جبل حقيقي وليس المقصود هو النفط .
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن يُكلم السباعُ والجماداتُ ابنَ آدم ) قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في المسند ( إنها أمارة من أمارات الساعة قد أوشك الرجل أن يخرج من بيته فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله من بعده ) وفي رواية ( لا تقوم الساعة حتى يُكلم السباعُ الإنسي ويُكلم الرجلَ عَذَبَة سوطه وشِراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده )
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن يُتمنى الموت ) وهذا من شدة البلاء ومن شدة الفتن ، في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بالقبر يقول يا ليتني مكانه ) وعند مسلم قال ( ما به إلا البلاء ) سبحان الله ، يمكن يتمنى الإنسان الموت ، لكن إذا تمناه وقرُب من القبر ورأى حال القبر ربما يتراجع ، لكنه مع هذا من شدة العناء يرى القبر أمامه ،بل يأتي إلى القبر ويتمرغ عنده ويقول ( يا ليتني مكانه وليس به إلا البلاء ) ولذا قال ابن مسعود رضي الله عنه ( سيأتي على الناس زمان لو وجد أحدكم الموت يُباع لاشتراه ) ولذا في حديث حذيفة رضي الله عنه كما عند الطبراني ( يأتي على الناس زمان يتمنون الدجال ) فتنة الدجال فتنة عظيمة ومع ذلك يتمنون الدجال ( يأتي على الناس زمان يتمنون الدجال ، قيل يا رسول الله مما ذاك ؟ قال من العناء والعناء )
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن يحرص الناس على الدنيا ويزدادوا من الله بُعدا ) جاء عند الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يزداد الناس من الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) وفي حديث آخر يشابهه عند الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس منها إلا قربا ) وضُبط ( ولا يزداد الناس منها إلا بعدا ) فكيف التوفيق بينهما ؟
قال المناوي رحمه الله في ” فيض القدير ” : ( ولا يزداد الناس منها إلا قربا ) لأنهم منشغلون بهذه الدنيا فتضمي عليهم الأيام وإذا بالآخرة قد أتت .
ومعنى ( ولا يزداد الناس منها إلا بعدا ) بمعنى أنهم في غفلتهم يظنون أن هذه الدنيا مستمرة وباقية فيتباعد في أذهانهم أن تقوم الساعة .
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن العمل القليل من الدين مع كثرة الفتن خير )
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يحدث الصحابة رضي الله عنهم ( إنكم في زمان من ترك عشر ما أُمر به هلك ، وسيأتي زمان من عمل بعشر ما أُمر به فقد نجا )
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن يُباع الحُكْم بالرشاوى )
فيقضى للظالم من أجل ما يستقبله هذا الحاكم من الرشاوى ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني ( بادروا بالأعمال ستا ) ذكر منها ( بيع الحكم ) وذكر منها ( استخفاف بالدم ) يستخف الناس بالدم ، يذبح الآدمي كأنه يذبح عصفورا أو دجاجة ، ولذا في المسند قال عليه الصلاة والسلام ( حتى إن الرجل يلقاه أخوه فيقتله ) .
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( يتهاون بالصلوات المفروضة ) لأن عُرى الإسلام تنتقض ، يعني تتخلخل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند من حديث أبي أمامة رضي الله عنه ( لتنتقضن عرى الإسلام عروة عروة ، كلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، أولها نقض الحكم ) وهو بيع الحكم بالرشاوى ( وآخرها الصلاة ) يعني آخر ما يُنتقض من الإسلام الصلاة ، ولذا متى ما رأيتم المجتمعات تهاونت في الصلاة فاعلموا أنها آخر عروة في دين الله عز وجل .
ومن العلامات الصغرى للساعة :
ما جاء في مسند الإمام أحمد قوله عليه الصلاة والسلام ( ستكون معادن يحضرها شرار الناس ) قال الألباني رحمه الله في ” الصحيحة ” قال ” شرار الناس هم الكفار ، يحضرون هذه المعادن لاستخراجها من بلدان المسلمين “
وربما أن ( شرار الناس ) هنا يصدق على المؤمنين الذين يضعف إيمانهم فتكثر الفتن فيقتتلون على هذه المعادن .
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن بعضا من الناس يجمع المال عن طريق لسانه ) سواء كان ممن يُنتسب أمره إلى أهل الدين فيتلمس بالدين الدنيا ، أو ليس من أهل الدين لكنه يتكلم ويثني على الأشخاص الآخرين بنثر أو بشعر من أجل أن يأخذ ما في أيديهم ، ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في المسند من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه ( سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر من الأرض ) يعني يجمع المال جمعا جماً غفيراً عن طريق لسانه .
الخطبة الثانية
أما بعد فيا عباد الله /
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن يحصل افتراق واختلاف دنيوي في مصر )
في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام ( إنكم ستفتحون مصر أرضا يُقال فيها بالقيراط ، فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما ) وفي رواية ( فإن لهم ذمة وصهرا ) وهذا يرجع إلى أن هاجر زوج إبراهيم عليه السلام من مصر ، وكذلك مارية القبطية التي تحت النبي عليه الصلاة والسلام فولدت منه إبراهيم أيضا هي من مصر ، ثم قال عليه الصلاة والسلام ( فإذا رأيت رجلين يختصمان في موضع لبنة فاخرج منها )
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن يحصل حكَّام دكتاتوريون ) وفيه تحفظ في الشرع بالنسبة للفظة ( دكتاتوري أو ديمقراطي ) فأوصاف الشرع واضحة ” كافر – ظالم – فاسق – مؤمن “الشاهد من هذا أن هؤلاء يكثرون لدرجة أنهم يتحدثون بالحديث الباطل فلا يستطيع أحد أن يرد عليهم لقسوتهم وغلظتهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني ( يكون أمراء يقولون ولا يُرد عليهم يتهافتون في النار يتبع بعضهم بعضا )
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن يغزو المسلمون الهند ) قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند وسنن النسائي من حديث ثوبان رضي الله عنه( عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار ، عصابة تغزو الهند وعصابة مع عيسى بن مريم )
ومن العلامات الصغرى للساعة :
( أن الناس ينجِّدون بيوتهم ويكسونها كما تكسا الكعبة ) مع أنهم في دين الله عز ودل ليسوا بأولئك ، يفترض مع توفر النعمة وتوفر العيش أن يحرص الناس على دينهم أكثر ، لكن أن يرى العكس كما هو مشاهد فهذه هي الخيبة والخسران ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني ( ستفتح عليكم الدنيا حتى تُنَجِّدوا بيوتكم كما تنجّد الكعبة ) ثم قال ( فأنتم اليوم خير من يومئذ ) يعني أنتم الآن أفضل ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة ذات يوم ( كيف بأحدكم يُغدى عليه بقصعة ويراح عليه بأخرى ؟ ) قصعة مليئة بالطعام يغدى عليك في أول النهار بها وفي آخر النهار بأخرى ، قال ( كيف بأحدكم يُغدى عليه بقصعة ويراح عليه بأخرى ؟ قالوا يا رسول الله نكون كما أمرنا الله ، فقال فأنتم اليوم خير من يومئذ ) النبي صلى الله عليه وسلم عد وجبتين ، كم نأكل من وجبة في اليوم ؟ ثلاث وجبات رسمية ، ثم ما الذي يداخلها ؟ يداخلها وجبات أخرى ، الشاهد من هذا أن على الناس أن يرجعوا إلى دينهم ، ولعل الخطبة القادمة تكون هي الأخيرة في العلامات الصغرى للساعة بإذن الله تعالى ، ثم بعدها نشرع في ذكر العلامات الكبرى للساعة .
الخاتمة : …………….