القول الفصل من ابن تيمية في أهل الرفض ـ الجزء الثالث

القول الفصل من ابن تيمية في أهل الرفض ـ الجزء الثالث

مشاهدات: 33

  القول الفصل من ابن تيمية في أهل الرفض ـ الجزء الثالث 

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــ

( أما بعد : فيا عباد الله  )

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن الرافضة يقول :

” إن الرافضة في دولة العبيديين أحدثوا ما يسمى بقبر علي بالنجف ، وعلي رضي الله عنه كما صحت بذلك الأخبار وتواترت لم يُدفن بالنجف ، وإنما دُفن رضي الله عنه بالكوفة لما مات فيها ، هذا هو قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لكن الرافضة زمن العبيديين أحدثوا هذا الأمر بسبب أن رجلا أتى إلى قبر بالنجف جاء ليعتذر قال إني أعتذر إليك مما صنعت بأبنائك ، فظُن أن هذا القبر هو قبر علي بالنجف ، فأصبح هذا المكان يزار وتصرف فيه العبادات لغير الله عز وجل ، وهذا هو شأن البدع ، ولذلك قال رحمه الله أمثال ما نُسب من أن ذلك المشهد الذي بدمشق هو مشهد لأبي بن كعب رضي الله عنه ومشهد لأويس القرني ، وكذلك ما يُذكر من مشهد هود ونوح عليهما السلام من أنهما بدمشق ، وكذلك ذلك المشهد الذي بحرَّان والمنسوب إلى جابر رضي الله عنه ، وكذلك ما ينسب إلى عبد الرحمن بن عوف في جزيرة العرب ، إلى أمثال هذه المشاهد التي يطاف بها وتزار وتصرف فيها العبادات لغير الله عز وجل ، حتى إنه في العراق من شدة ما وقع بأهل السنة من الرافضة في دولة العبيديين ممن لهم اتصال ببني بويه في العراق ، خرج الخرقي رحمه الله صاحب المختصر في الفقه ، خرج من بغداد لما انتشر سب الصحابة رضي الله عنهم ، وجرى ما جرى من القرامطة الذين أخذوا الحجر الأسود ووضعوه عندهم مدة من الزمن ، وأتوا إلى بيت الله الحرام وقتلوا الحجاج وألقوهم في بئر زمزم .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن رأس الحسين يقول :

” إنه ليس بعسقلان ، يعني ليس بالشام ، ولا بمصر ، ولا بكربلاء ، الدليل على هذا :

أن من جمع أخبار الحسين كأبي بكر بن أبي الدنيا ، وأبي القاسم البغوي وغيرهما لم يذكر أحد أن الرأس حمل إلى عسقلان ولا إلى القاهرة .

قال رحمه الله :

والذي يعتمد عليه عند المؤرخين أن رأس الحسين لما قتل رضي الله عنه بكربلاء أنه حمل إلى المدينة ودفن عند أخيه الحسن .

وقد قيل إن الرأس دفن مع البدن بكربلاء ، وقيل ، إن الرأس حمل إلى دمشق ، وقيل  حمل إلى حلب ، وقيل إلى القاهرة .

قال رحمه الله : وتلك الأقوال لا يعتمد عليها لأنه لا أصل لها ، إنما الثابت عند البخاري في صحيحيه :

( أن الرأس حمل إلى قُدَّام عبيد الله بن زياد بالعراق ، وجعل ينكت بالقضيب على ثنايا رأس الحسين  ) يعني على أسنانه ( بحضرة أنس بن مالك رضي الله عنه )

وفي المسند ( بحضرة أبي برزة الأسلمي )

هذا هو الثابت قال رحمه الله :

إما ما يُذكر في السير بذلك الإسناد المنقطع :

( من أن النكت بذلك القضيب كان بمحضر يزيد بن معاوية )

قال هذا باطل ، لم ؟

لأن أنس بن مالك ، ولأن أبا برزة كانا حينها بالعراق ، وكان زيد بن معاوية بالشام حين قُتل الحسين رضي الله عنه .

ومما يؤكد أن الرأس حُمل من العراق إلى المدينة أن هذا هو الثابت ، وهذا الشأن في سيرة القوم ، فإن القوم إذا قتل لهم قتيل فإنه يحمل إليهم ، كما فعل الحجاج بن يوسف الثقفي ، لما قتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، لما قتله وصلبه بعد ذلك سلَّم بدنه إلى أمه أسماء ، فدفن رضي الله عنه

هذه هي السنة الثابتة .

إذاً / خلاصة القول : رأس الحسين لا بمصر ولا بدمشق ولا بالشام ولا بالعراق ، وإنما الرأس بالمدينة ، إما بدنه رضي الله عنه فإنه مدفون بكربلاء ، بل نص الإمام أحمد رحمه الله كما قال ابن تيمية من أن الرافضة تزور قبر الحسين بكربلاء ، قال رحمه الله والمقصود أن نقل رأس نقل الحسين إلى الشام لا أصل له في زمن يزيد ، فكيف بنقله بعد زمن  يزيد ، وإنما الثابت هو نقله من كربلاء إلى أمير العراق عبد الله بن زياد بالكوفة إلى أن دفن رأسه رضي الله عنه مع أخيه الحسن بالمدينة .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن يزيد بن معاوية يقول :

إن الحسين قُتل زمن خلافة يزيد بن معاوية ، يزيد هو بن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، قال ويزيد أتى بأمور منكرة ، مثل ما فعل بأهل الحرة بالمدينة وقتل فيهم قتلا ذريعا ، والرافضة يبغضون يزيد بن معاوية ، بل يكفرونه ، والعدل والإنصاف أن يزيد بن معاوية في شأن الحسين لم يأمر يزيد بقتل الحسين ، بل إنه أظهر التألم لمقتله ، بل قال لعن الله أهل العراق لقد كنت أرضى من طاعتهم بدون مقتل الحسين ، وقال يزيد عن ابن زياد الذي قتل الحسين ، قال أما لو كان بينه وبين الحسين رحم ما قتله ، فأظهر يزيد النوح في بيته لمقتل الحسين ، وخير ابنه عليا ، هناك ابن للحسين اسمه علي كان ساكنا في الشام ، فخيَّر ابنه عليا بين المقام عنده وبين الذهاب إلى المدينة ، فاختار علي السفر فجهزه يزيد أحسن الجهاز  .

قال رحمه الله : فهذا ونحوه مما نُقل بالأسانيد الصحيحة التي هي أصح وأثبت من ذلك الإسناد المنقطع المجهول ، والله أعلم بسريرة يزيد .

قال رحمه الله : وقد عُلم أنه لم يأمر بقتل الحسين ابتداء ، لكنه مع ذلك ما انتقم ممن قتله ، ولا من عامتهم ، لم ؟

قال رحمه الله : لأنهم إنما قتلوه من أجل أن يحفظوا ملكه الذي كان يخاف عليه من الحسين ومن أهل البيت .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن مقتل الحسين يقول :

” إن مقتله نعمة من الله عز وجل وكرامة للحسين لينال بذلك منازل الشهداء ، حيث لم يجعل له في أول الإسلام ما جعُل لسائر أهل بيته كجده عليه الصلاة والسلام وكأبيه وكعمه  .

ثم قال رحمه الله :

ولما كان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة  وكانا ولدا بعد الهجرة في عز الإسلام ولم ينلهما من الأذى ما نال أسلافهما الطيبين أكرمهما الله عز وجل بما أكرمهما به من الإبتلاء ليرفع الله درجاتهما وذلك من كرامته جل وعلا عليهما لا من هوانهما عنده ، كما أكرم حمزة وعليا ، وغيرهم بالشهادة .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن خزعبلات الرافضة يقول :

” يقولون إن الجمل البخاتي الذي له سنامان ، قالوا إنما هو جمل واحد له سنام واحد وهو المعروف عند الجميع ، خلقه الله عز وجل ، لكن الله أنبت له سناماً ثانيا ، لم يا هؤلاء ؟

قالوا / لأن بني أمية لما أرادوا أن يسبوا أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يفر من يفر من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أنبت له سناما على الجمل حتى لا يُرى .

قال ابن تيمية رحمه الله :

ولم ينقل أن أهل البيت سبي منهم أحد ، والحجاج لم يقتل أحدا من بني هاشم ، بل بنو مروان لم يقتلوا أحدا إلا زيد بن علي وابنه في الكوفة ، ولم يثبت نبت سنام للجمل ، فالبخاتي الذي له سنامان هو هو كما خلقه الله عز وجل لم يتغير .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن الرافضة يقول :

إن الرافضة يطلقون على من ترضى على أبي بكر وعمر يطلقون عليهم أنهم نواصب ، يعني أنهم عادوا عليا رضي الله عنه ، ولذا هم يقولون من يحب عليا يجب عليه أن يبغض وأن يلعن الصحابة  رضي الله عنهم .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن الرافضة يقول :

” هم يجعلون ديار المسلمين كلها يجعلونها دار ردة ، وهم يعتبرون أن أقوالهم إذا لم تظهر في بلاد المسلمين فهي بلاد ردة وهي أسوء عندهم من ديار وبلدان اليهود والنصارى .

قال رحمه الله : ولا ريب أنهم أبعد طوائف المبتدعة ، المبتدعة ضالون عن الكتاب وعن السنة ، لكن يقول رحمه الله أضل الطوائف المبتدعة البعيدة عن الكتاب والسنة هم الرافضة .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى

يقول :

جمهور عامة السلف من العوام إذا قال ” أنا سني ” قال رحمه الله يقصد بذلك أنه ليس برافضي .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى يقول :

إن الخوارج مع عظم شرهم قال هم أهون شرا من الرافضة ، لم ؟

قال رحمه الله : لأن الخوارج معروفون بالصدق ، أما هؤلاء فإنهم معروفون بالكذب .

ثم إن الخوارج مرقوا – يعني خرجوا – مرقوا من الإسلام أما هؤلاء فإنهم نبذوا الإسلام .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن الرافضة يقول :

أنهم أكثر اختلافا من غيرهم من أهل البدع ، كيف ؟

يقول رحمه الله :

إن قوله تعالى : { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ{118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ }

قال فأهل الرحمة لا يختلفون “

وأقف وقفة هنا ، أهل الرحمة لا يختلفون ، إذا رأيت بين المسلمين ولاسيما بين طلاب العلم ، إذا رأيت بينهم اختلافا وفرقة فإنهم بعيدون عن الكتاب والسنة على حسب ما يكون من ذلك البعد إما إن يكون قليلا وإما أن يكون كثيرا ، لم ؟

لأن أهل الاجتماع هم أهل الرحمة ، وأهل الرحمة  هم أهل الاجتماع .

قال رحمه الله :

{ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ{118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ }

فأخبر جل وعلا أن أهل الرحمة لا يختلفون ، وأهل الرحمة هم أتباع الأنبياء قولا وعملا وهم أهل القرآن وأهل الحديث من هذه الأمة ، فمن خالفهم في شيء فاته من الرحمة بقدر بذلك ، ولذلك كان بين الطوائف فيما بين أنفسهم بينهم اختلاف عظيم ، والرافضة أعظم الطوائف اختلافا فيما بينهم ، لأنهم بعيدون عن الكتاب والسنة  .

فإذا رأيت الخلاف قد نبت وللأسف بين أهل الخير فاعلم بأن هؤلاء أو أن بعضهم قد بعد عن الكتاب والسنة ، لم ؟ لأن الكتاب والسنة يجمعان ولا يفرقان .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن الرافضة يقول

إن الرافضة لما خرجت أول ما خرجت في عهد علي رضي الله عنه ، يزعمون أنه خص بأسرار لا يعلم بها إلا هو ، وهم الآن يفعلون ذلك ويؤيدون ذلك حتى دخلت ما تسمى بالطائفة الباطنية عن طريق هؤلاء .

قال رحمه الله / وكان علي رضي الله عنه ينكر ذلك ويخطب في المنابر أنه لا يعلم شيئا إلا مما يعلمه من كتاب الله عز وجل .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن الرافضة يقول

هم أساس الزندقة ، لم ؟

لأنهم إذا طعنوا في الصحابة الذين أثنى الله عز وجل عليهم في القرآن وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد قدحوا في نقل الرسالة وفي فهمها وفي اتباعها .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن الرافضة يقول

إن الرافضة يزعمون أن أبا طالب قد مات على الإسلام ، ويأتون بحديث عن العباس بن عبد المطلب يقولون إن العباس قال للنبي صلى الله عليه وسلم ( يا ابن أخي ألا تنظر إلى شفتي أخي قد تحركتا بالشهادة ؟ )

قال ابن تيمية رحمه الله :

هذا باطل ، لأن العباس أصلا لم يحضر وفاة أبي طالب ، يقول رحمه الله ولو كان منتشرا لكن انتشار إسلام أبي طالب أهم وأعظم من انتشار حمزة والعباس رضي الله عنهما .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن الرافضة يقول :

إن الرافضة  جهال ليس لهم عقل ولا نقل ولا دين ولا دنيا منصورة ، لم ؟

لأن الخوارج لو طالبوهم بإثبات فضل علي رضي الله عنه ، لا يمكن لهؤلاء الرافضة أن يثبتوا فضل علي إلا عن طريق أكابر الصحابة رضي الله عنهم ، لم ؟

لأن الأحاديث التي يأتون بها لا شك أنها أحاديث منقطعة ، لأنه لم تكن هناك رافضة ولم تكن هناك شيعة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا أتوا بأحاديث فلا مناص لهم ، بين أن يكذبوا فيقولون قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن هناك رافضة ولا شيعة في زمنه عليه الصلاة والسلام ، وإنما عليهم أن يسلموا بفضل أكابر الصحابة ، لأنه لا يمكن أن يعرف الرافضة فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى يحاججوا ممن ينكر فضله لا يمكن أن يثبتوا ذلك إلا عن طريق صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا طعنوا في الصحابة رضي الله عنهم فمن أين لهم أن يأتوا بأحاديث تبين فضل علي رضي الله عنه ؟!

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن الرافضة يقول:

الرافضة يقولون إن الصحابة أخفوا خلافة علي والنص أتى بها لأنهم يحبون الرئاسة – سبحان الله – يقول ابن تيمية رحمه الله :

إن الصحابة رضي الله عنهم لم يقاتلوا مسلما على الولاية ، ولا على الخلافة إنما قاتلوا الكفار ، ككسرى وقيصر وأشباههما ، بل إن عثمان رضي الله عنه أحيط به في داره ومع ذلك هو رضي الله عنه لم يقتل أحدا ولم يأمر بقتل أحد مع أن ولايته ستنتزع من قِبل الخوارج الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى عن الرافضة يقول :

إن الرافضة  يسبون معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، يقول كيف يطعنون في معاوية ذلكم الصحابي المجاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعاوية كان أمينا يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ، كيف وعمر الذي هو أعرف الناس بالرجال وأجرى الله الحق على لسانه كيف وقد ولاه ؟

كيف يكون معاوية بهذا القدر عند الرافضة والنبي صلى الله عليه وسلم ولى أباه أبا سفيان على الولاية ، ومع ذلك فإن معاوية أفضل من أبيه باتفاق المسلمين ، بل إن معاوية أحسن إسلاما من أبيه ، ولم يؤثر ولم ينقل أنه ارتد مع من ارتد ، بل إنهم يقولون في معاوية قولا فظيعا ، يقولون إن معاوية مات ووجهه تجاه المشرق ، ليس على اتجاه القبلة والصليب على وجهه .

يقول رحمه الله :

وهذا من أعظم الفرية من كل عاقل ، فلو قيل هذا الكلام في حق من هو دون معاوية بكثير لرد هذا القول ، بل لو قيل بكفر ابنه يزيد بن معاوية فقد افترى عليه ، فإن يزيد الذي هو ابن معاوية هو ملك من ملوك المسلمين كسائر الملوك ، وأكثر الملوك لهم حسنات كثيرة ولهم سيئات كثيرة .

ابن تيمية رحمه الله يقول في مجموع الفتاوى :

يقول /

من يقرر دين اليهودية ودين النصرانية ودين المجوس على دين الخلفاء والصحابة لا يكون إلا من أجهل الناس .

هذه خلاصة تمكنا أن نلقيها على مسامعكم والخطبة القادمة هي آخر خطبة تتعلق بهذا الموضوع .

الخاتمة. ………………..