القول الفصل من ابن تيمية في أهل الرفض ـ الجزء الرابع
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــ
( أما بعد : فيا عباد الله )
هذه الخطبة هي آخر خطبة نتحدث فيها عما نقلناه عن شيخ الإسلام رحمه الله فيما فعلته الرافضة .
$ سميت الرافضة بهذا الاسم لأنهم كانوا يجلسون في مجلس زيد بن علي بن الحسين فسألوه عن أبي بكر وعمر فأثنى عليهما خيرا ، فرفضوا مجلسه فقال لهم رفضتموني ، فسموا بهذا الاسم .
$ أو لأنهم رفضوا إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .
” ابن تيمية رحمه الله يقول كما في منهاج السنة “
الرافضة تسمى ” بالخشبية ” لم ؟
لأنهم يقولون لا نقاتل إلا مع إمام معصوم ، فإنهم يرفعون سيوفا من خشب حتى يخرج مهديهم كما زعموا .
” ابن تيمية رحمه الله يقول عن الرافضة كما في منهاج السنة “
يقول :
لفظ ” الرافضة ” لم يكن معروفاً فيما مضى ، وبهذا يعرف كذب كل حديث ذكر فيه لفظ ” الرافضة “
” ابن تيمية رحمه الله يقول عن الرافضة كما في منهاج السنة “
يقول /
” إنهم يشقون عصا الجماعة ويخرجون على ولاة أمور المسلمين “
” ابن تيمية رحمه الله يقول عن الرافضة كما في منهاج السنة “
يقول / يتوافق اليهود مع الرافضة في أمور ذكر منها :
$ اليهود يقولون لا يصح الملك إلا في آل داود ، والرافضة تقول لا تصح الولاية والملك إلا في آل علي .
$ اليهود يقولون لا جهاد إلا مع الدجال ، لأنه كما ثبت ذلك الحديث ( يقاتلون مع الدجال إذا خرج )
والرافضة تقول لا جهاد إلا مع الإمام المعصوم .
$ اليهود حرفوا التوراة ، والرافضة حرفوا القرآن .
$ كلتاهما تؤخر الصلاة – يعني صلاة المغرب – إلى استقبال النجوم .
$ كلتاهما تزول عن القبلة شيئا قليلا إذا صلوا .
$كلتاهما تسدل أثوابها في الصلاة .
$كلتاهما لا يرون الرواية عن النساء .
$كلتاهما تقول افترض علينا خمسون صلاة .
$كلتاهما في السلام تقول ” السام عليكم ” بدون ” اللام ” يعني اللعنة عليكم .
$كلتاهما لا ترى المسح على الخفين .
$كلتاهما تستحلان أموال الناس .
$كلتاهما لا تسجد حتى تخفق برؤوسها مرارا كما يشبه الركوع .
$ كلتاهما تبغض جبريل عليه السلام ، إذ قالت الرافضة إن جبريل غلط فأعطى الرسالة محمدا وهي لعلي ، ولذلك يقولون ( خان الأمين فصدها عن حيدرة ) وهو لقب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه .
$كلتاهما يستمتعون بالنساء من دون صداق ، ومعلوم أن الرافضة تستحل نكاح المتعة .
$كلتاهما يحرمون الأرنب والطحال ، كما قال رحمه الله .
$كلتاهما ترى غش كل مسلم .
$كلتاهما لا يعدون الطلاق شيئا إلا عند كل حيضة .
$كلتاهما لا يلحدون القبر ، يعني لا يضعون الحفرة الصغيرة التي هي تجاه القبلة في القبر ، لا يضعونها في قبورهم .
$كلتاهما يدخلان مع موتاهم في الكفن سعفة رطبة .
إلى غير ما ذكر رحمه الله .
هذا هو التوافق بين اليهود وبين الرافضة .
$إن الرافضة تشابه النصارى في الغلو في الأئمة ، فالنصارى يزعمون أن الحواريين أصحاب عيسى عليه السلام أنهم أفضل من إبراهيم وعيسى وغيرهما من الأنبياء ، وأن الحواريين شافههم الله بالخطاب ، لأنهم يرون أن الله هو المسيح أو أن المسيح هو ابن لله عز وجل .
$ كذلك الرافضة جعلت الأئمة الاثني عشر أفضل من السابقين الأوليين المهاجرين ، بل إن غاليتهم يقولون إن هؤلاء الأئمة أفضل من الأنبياء ، لأنهم يعتقدون فيهم الإلهية .
$النصارى ترى أن الدين مربوط بالرهبان وبالأحبار ، فما حللوه فهو الحلال ، وما حرموه فهو الحرام .
وكذلك الشأن في الرافضة مع أئمتهم .
هذا هو وجه التوافق بين الرافضة وبين النصارى ، وما ذكر قبل ذلك هو التوافق بين اليهود وبين الرافضة
قال ابن تيمية رحمه الله ومع هذا التوافق فإن اليهود والنصارى فضلت على الرافضة بشيء ، ما هو هذا الشيء ؟
قال رحمه الله / قيل لليهود من خيار ملتكم ؟
فقالت اليهود أصحاب موسى عليه السلام .
وقيل للنصارى من خيار ملتكم ؟
قالوا / حواري عيسى عليه السلام .
وقيل للرافضة من خيار ملتكم ؟
قالوا : لا خيار ، جعلوا الأولين السابقين هم شرار الأمة ، أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم .
” ابن تيمية رحمه الله يقول عن الرافضة كما في منهاج السنة “
يقول رحمه الله : إن الرافضة استدلوا بقوله تعالى :
{ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة55
أنها نزلت في علي بن أبي طالب فهو الذي تولاه الله عز وجل كما ذكر في سورة المائدة دون غيره من سائر الصحابة ، لم ؟
لأنه لما كان في الركوع أمر الناس بالزكاة فكان علي رضي الله عنه في يده خاتم فتصدق به في حالة الركوع “
قال ابن تيمية رحمه الله :
والمدح لا يكون إلا على واجب أو مستحب ، وإيتاء الزكاة في نفس الصلاة ليس كذلك بالاتفاق ، ولو كان هناك فضل في الصدقة حال الصلاة لما كان هناك فرق بين الركوع وبين غيره ، بل إن الصدقة في الصلاة حال القيام وحال القعود أثبت وأمكن.
ثم قال رحمه الله ولم يكن في تلك اللحظة لم يكن علي رضي الله عنه تجب عليه الزكاة ، لأنه لا يملك نصابا ، وليس معه خاتم حينها ، وكذلك لم يقل كثير من الفقهاء بأن الزكاة بالخاتم مبرئ للذمة ، فهم لا يكادون يحتجون بآية إلا كانت تلك الآية ترد عليهم ، لم ؟
لأنهم استدلوا بهذه الآية على أن الله عز وجل جعل الولاية وهي الإمامة وهي الإمارة في حق علي رضي الله عنه .
فيقول رحمه الله / إن الولاية المذكورة في الآية هي الولاية التي هي ضد العداء .
” ابن تيمية رحمه الله ذكر موقفا للقاضي أبي الطيب مع النصارى .
النصارى قدحوا في عائشة رضي الله عنها من خلال الرافضة ، لما أرسل المسلمون القاضي أبا بكر رحمه الله إلى النصارى بالقسطنطينية فخافت النصارى إذا دخل هذا القاضي ألا يسجد لملكهم فأدخلوه من باب صغير ليدخل منحنيا ، فتفطن لشأنهم فدخل وقد أعطى الملك ظهره لما دخل عليه ، فقالت النصارى له ألم تسمع ما قيل في عائشة من قِبل من هو منكم – لأن الرافضة ينتسبون إلى الإسلام وهم ليسوا من الإسلام في شيء – ؟
فقال القاضي أبو بكر الطيب رحمه الله :
اثنتان رميتا بالزنا كذبا وافتراء ” مريم وعائشة ” فمريم أتت بالولد من غير زوج ، وعائشة أتت من غير ولد ومعه زوج ، فأبهت النصارى بذلك ، لم ؟
لأنه لو كان كما زعمتم لكانت الشبهة قائمة في مريم أوضح وأبين ، لم ؟
لأنها أتت بالولد وليست ذات زوج ، بينما عائشة رضي الله عنها لم تأتي بولد وكان لها زوج .
” ابن تيمية رحمه الله يقول عن الرافضة “
يقول / إنهم يدعون بأنهم يحبون آل البيت ، وهم الذين بسببهم دخل التتر العراق في الخلافة العباسية ، فقتلوا عددا كبيرا لا يحصى من بني هاشم وسبوا نساءهم .
” ابن تيمية رحمه الله يقول عن الرافضة كما في منهاج السنة “
ونسأل الله عز وجل أن يعطينا العلم الشرعي ، لأن من صرف الله قلبه عن العلم الشرعي وصرف الله عز وجل قلبه عن الصراط المستقيم أتى بأشياء لا تفعل من جنس بني آدم .
يقول رحمه الله عن حماقات الرافضة :
سائر حماقاتهم كثيرة من بينها /
” كونهم لا يشربون من ماء بئر حفره يزيد بن معاوية ، لأنهم يبغضونه بل يكفرونه ، فيقول رحمه الله كيف والنبي صلى الله عليه وسلم شرب من آبار الكفار ؟
( ومن حماقات الرافضة )
أنهم يكرهون التلفظ بلفظ العشرة ، لا يحبون لفظ العشرة ولا يبنون بناء على أعمدة عشرة ولا على جذوع عشرة ، فهذا اللفظ مبغوض في قلوبهم ، لم ؟
لأنهم يبغضون خيار الصحابة وهم العشرة المبشرون بالجنة إلا عليا .
والعشرة المبشرون بالجنة هم ” أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير بن العوام ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو عبيدة بن الجراح “
فهم يبغضون هؤلاء العشرة إلا عليا رضي الله عنه ، وهذا من العجائب ، لم ؟
لأن الله عز وجل مدح لفظ العشرة ، قال تعالى :
{ تِلْكَ عَشَرَةٌ }البقرة196
وقال تعالى : { وَالْفَجْرِ{1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ{2}
وفي السنة / ( التمسوها في العشر ) ( ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله من هذه الأيام ) يعني أيام العشر .
مع أنهم يحبون ويوالون لفظ ( التسعة ) مع أن الله ذكر أولئك الرهط ، قال عز وجل :
{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ }النمل48
( ومن حماقات الرافضة )
قال رحمه الله /
إنهم يأتون إلى السرداب الذي فيه إمامهم كما يزعمون فيقولون ” اخرج مولانا ، ويشهرون سلاحهم دون أن يكون هناك عدو يقاتلهم حين بقاؤهم عند هذا السرداب .
( ومن حماقات الرافضة )
والإنسان يخرج من جنس البشر إلى جنس الحيوان بل يكون جنس الحيوان أفضل منه .
من حماقاتهم / أنهم يمثلون بمن يبغضونه بالجماد أو بالحيوان وينكلون به أعظم العذاب ، كاتخاذهم نعجة حمراء ويمثلونها بأنها عائشة ، لأنها هي ( الحميراء ) رضي الله عنها ، فينكلون بهذه النعجة باعتبار أن هذه النعجة هي عائشة .
يتخذون إناء مملوءا بالعسل والسمن ثم يبعجونه كما قال رحمه الله فيشربون ما فيه يقولون هذا هو دم عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
سموا حمارين من الحُمُر التي يدار بها في الرحى ، سموا أحدهما أبا بكر والآخر عمر .
ثم يعاقبون هذين الحمارين عقوبة عظيمة لأبي بكر وعمر ، وتارة يكتبون أسماء أبي بكر وعمر على نعالهم وعلى أقدامهم حتى أدرك بعض الولاة شخصا منهم قد كتب اسم أبي بكر وعمر على قدميه فجعل هذا الوالي يضرب قدميه فيقول ” أحْ أحْ ” فيقول أنا لا أضربك وإنما أنا أضرب أبا بكر وعمر فلا أزال أضربهما حتى أعدمهما .
يقول ابن تيمية رحمه الله :
من المعلوم أن الحيوان أو من به روح لا يجوز أن ينكل به وأن يعذب ، ولا يصنع هذا إلا من هو أجهل الناس .
قال رحمه الله / لو أردنا أن نعاقب من ثبت بالدليل القطعي أنه من أهل النار كأبي لهب وأبي جهل وفرعون ومثلنا هؤلاء بحمار أو بدابة فأصبحنا نضرب هذا الحيوان باعتبار أنه أبو جهل أو أبو لهب أو فرعون لكان هذا من أعظم الجهل ، بل قال رحمه الله إن تمثيل الكافر بعد قتله ، كأن يجدع أنفه أو أذنه هذا من المنهي عنه في الشرع كما جاء في صحيح مسلم ، فلا فائدة من التنكيل بالميت الكافر بعد قتله ، لم ؟
لأن المقصود إزالة شره وقد أزيل شره .
( ومن حماقات الرافضة )
قال رحمه الله /
إنهم يقيمون المآتم على قتل الحسين – سبحان الله – قتل عدد من الأنبياء ممن هو أفضل من الحسين وقتل عثمان مع أنه أفضل من الحسين ، وبقتل عثمان حصل الشر والفساد على الأمة أكثر من مقتل الحسين ، ومع ذلك ما أقام المسلمون ولا غيرهم مآتم .
( ومن حماقات الرافضة )
أنهم يقولون لا يوقد خشب الطرفاء ، وهي نبت ينبت في الصحراء ، لأن دم الحسين وقع عليه فبالتالي لا يجوز أن توقد عليه نار ,
يقول رحمه الله / ومعلوم أنه لا يكره أن يوقد بأي خشب ولو وقع عليه من الدم من أي كائن كائنا من كان .
هذا خلاصة ما ذكره ابن تيمية رحمه الله ، وقد أسلفنا الحديث عن ذلك مطولا في الخطب السابقة ، نقلنا هذا من الفتاوى وفي هذه الخطبة من منهاج السنة النبوية ، حتى يطلع الناس على حقيقة الرافضة لأن شرهم قد زاد واستطال ، فنسأل الله عز وجل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الفساد والبدع وأهلها .
أما بعد فيا عباد الله /
بينما كنت أتصفح مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله وقعت عيني على سؤال سئل عنه رحمه الله ، فلما وقعت عيني على هذا السؤال عجبت منه ، كيف لذلك السؤال في ذلك العصر أن يشاع ويذاع في هذا الزمن ، ذلكم السؤال وللأسف ، ولعل ما أذكره يتوافق مع ما جرى من رد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كرد حديث شرب بول الإبل أو حديث حذيفة
تلك العبارة التي قرأتها عن شيخ الإسلام رحمه الله أنه قيل له ” سمعنا أن هناك من يقول بأنه لا فضل ولا خير لعلماء الحيض ، ويستدلون بأن رابعة العدوية أتت إلى بيت المقدس فصلت الليل كله ، وإذا بجانبها فقيه يقرأ ويتعلم باب الحيض ، فلما أصبحت قالت يا هذا وصل الواصلون وأنت ما زلت في حيض النساء ؟!
وللأسف هذه العبارة الآن تتناقل على ألسنة من يكتب ويطعن في العلماء الكبار ، يقول بعض هؤلاء الكتَّاب ” هؤلاء الشباب المتدينون قدموا لنا خدمة في هذا العصر ، كيف ؟
كنا في السابق إذا تحدثنا عن أي شخص من العلماء الكبار قامت علينا الدنيا ولم تقعد ، أما الآن فهم فتحوا لنا الباب أكثر من ذي قبل ، فهذا نتيجة الجهل .
الآن بعض طلبة العلم ينقم على كبار العلماء ويقول إنهم يعنون بمسائل الحيض والنفاس ، ويقول بعضهم إنهم يعنون بالأمور التعبدية ، وليس لهم دور في المجتمع ، يعني يلمزون بهؤلاء العلماء الكبار بهذا اللمز الذي كنا نسمعه من قبل من الكتاب .
سبحان الله – لا يكون الإنسان عالما إلا إذا خاض في كل ما يقع ، أين الدليل ؟
لا أكون عالما إلا أن يكون لي تغريدة أو بيان في كل حادثة تقع ؟
أعطني دليلا من الكتاب أو من السنة أو حالا من أحوال السلف عن هذا ؟
ثم ليس بصحيح أن كل ما يقع يتحدث عنه
{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ }النساء83
هل هو خير فيشاع ؟ أو أنه شر فيكتم ؟
{ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء83
الآن طعن في حديث ( شرب بول الإبل ) ما عسى من ينتسب إلى الدعوة أو إلى العلم الشرعي ما عساه أن يقول عن علماء الحيض !
لأن هذا الحديث يتعلق بالأمور التعبدية .
من يقول إن حديث ( تسمع الأمير وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ) قال إن كان واحدا أو اثنين فإنه يسمع ويطيع ، أما إذا كانوا جماعة فلا سمع ولا طاعة .
ماذا عساه أن يقول هنا ؟
ماذا عساه أن يقول لمن قال إن هذا الحديث أخرجه مسلم في المتابعات ثم أسهب وأسهب إلى أن قال الحديث ثابت من طرق أخرى .
أنا لا أتحدث لغرض شخصي – لا والله – ولكن من مقتضى إبراء الذمة ، هذه علم شرعي يجب أن يعرف .
بماذا أجاب شيخ الإسلام رحمه الله ؟
قال رحمه الله /
لا شك أن من أعطاه الله الإيمان والعلم أفضل ممن أعطاه الإيمان فقط ، والعلم هو العلم الذي دل عليه الكتاب والسنة وهو العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن العلماء هم ورثة الأنبياء )
قال / وهذا العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أصناف ، وكلها محمودة وممدوحة
الصنف الأول / هو العلم بأسماء الله وصفاته وما يتبع ذلك، وفي مثل ذلك أنزل الله سورة الإخلاص وآية الكرسي وغيرها من السور .
الصنف الثاني / العلم بما أخبر الله عز وجل به من الأمور الماضية والمستقبلية وما هو كائن وفي ذلك أنزل الله عز وجل آيات القصص والوعد والوعيد والجنة والنار وغير ذلك .
الصنف الثالث / هو العلم بما أمر الله عز وجل به عباده مما يتعلق بأعمال القلوب وبأعمال الأبدان ، قال ويندرج في ذلك ما كتبه الفقهاء من العلماء بأحكام الأفعال الظاهرة ، فإن ذلك جزء من جزء من جزء من علم الدين .
ولما انصرف هؤلاء عن تعديل سلوك الشباب والشابات وعن الإيمانيات التي في قلوبهم ، هل حالنا وحال شبابنا وحال بناتنا الآن في الخير والصلاح كحالهم قبل عشر أو عشرين سنة ؟ الجواب لديك ، ولا يعني أن المنكر لا ينكر – لا – لكن بالأساليب الشرعية .
قال رحمه الله / ومن عبد الله بغير علم – تصور لو أن المرأة لا تعرف أحكام الحيض أو لا تُعلَّم أحكام الحيض فصلت ، كيف يكون أمر صلاتها ؟ باطلة .
فيقول رحمه الله / ومن عبد الله بغير علم فقد أفسد أكثر مما يصلح وإن اقتدى به خلق كثير من العامة ا.هـ
لو قال قائل من هي رابعة العدوية ؟
يقول الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء ، قال :
$” هي رابعة العدوية البصرية الزاهدة العابدة الخاشعة أم عمرو ، رابعة بنت إسماعيل ، كانت تقوم الليل كله ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم الليل كله ، ولذلك لما سمعت صالح المري يذكر الدنيا في مواعظه قالت منادية له ” يا صالح من أكثر من ذكر شيء فقد أحبه “
ولما دخل عليها سفيان الثوري ومعه مجموعة من العلماء فذكروا فيما ذكروا الدنيا ، فقالت لخادمها إذا أتى هذا الشيخ وهؤلاء معه فلا تأذن لهم فإني سمعتهم يذكرون الدنيا .
$ وقد عاشت ثمانين سنة ، وتوفيت سنة مائة وثمانين للهجرة .
$ وهذه المرأة الزاهدة قد نسبت إليها أشياء ليست صحيحة ، كقول الشاعر :
لقد جعلتك في الفؤاد محدثي
وأبحت جسمي من أراد جلوسي
فنسبوها إلى الحلولية ، قال الذهبي رحمه الله فهذا غلو وجهل ، ولعل من نسب إليها هذا البيت من أجل أن يتحجج بهذا البيت وبها على كفره .
وقال رحمه الله / حكى عنها سفيان وشعبة وغيرهما ، فدل على بطلان ما قيل فيها .
$ وابن تيمية رحمه الله في الفتاوى لما سئل عنها ، فقيل لها ” إن رابعة تقول إن الكعبة هي الصنم المعبود في الأرض “
فقال رحمه الله كما في الفتاوى ” هو كذب على رابعة ، ولو قال هذا القول كائنا من كان لكان كافرا بالاتفاق ، فيستتاب فإن تاب وإلا قتل ، لكنه كذب على رابعة ، فالناس لا يعبدون البيت ، وإنما يعبدون رب البيت لما أمرهم الله به من الصلاة والطواف وغير ذلك .
قال وكذلك ما نقل من قولها ” والله ما ولجه-يعني البيت – ولا خلا منه “
قال هذا كلام باطل وعلى هذا مذهب الحلولية ا.هـ
هذه هي رابعة العدوية ، هناك ” رابعة الشامية “
$ قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء :
” هي العابدة وهي مشهورة وهي أصغر من رابعة العدوية ، وقد تدخل حكايات هذه في تلك “
أسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وأن يثبتنا على الحق حتى الممات .
الخاتمة : …………………..