انظر إلى حال السلف في الخوف من الوقوع في الفتن بقلوبهم فضلا عن أيديهم وسيوفهم

انظر إلى حال السلف في الخوف من الوقوع في الفتن بقلوبهم فضلا عن أيديهم وسيوفهم

مشاهدات: 508

انظر إلى حال السلف في الخوف من الوقوع في الفتن بقلوبهم فضلا عن أيديهم وسيوفهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار قال عليه الصلاة والسلام ( عبادة في الهرج كهجرة إلي )

 الهرج يعني الفتن كون الإنسان يشتغل بالطاعة ويصرف نفسه عن الفتن هذا خير له ، ولذلك في السنة لأب بكر الخلال ” لما قتل الوليد بن يزيد كان بالكوفة رجل سديد العقل فقال خلف بن حوشب لما وقعت الفتنة قال اجمع بقية من بقي واصنع طعاما فجمعهم فقال سليمان قال أنا لكم النذير كف رجل يده وملك لسانه وعالج قلبه “

ولذلك في الصمت لابن أبي الدينا قال سفيان قال : ” كنا عند الأعمش فذكروا قلت زيد بن علي ، فقال أنا لكم النذير العريان  ” النذير العريان هو من يخلع ثيابه من أجل أن ينذر قومه وهو عنهم عن بعد حتى يفروا من العدو الذي سيأتيهم

قال ” أنا لكم النذير العريان كف رجل يده وأمسك لسانه وعالج قلبه ” يعني النهي هنا من أن يقع الإنسان بيده أو بلسانه وحتى بقلبه في الفتن ، لا ، حتى بالقلب فما ظنكم بمن شارك بلسانه أو بيده أو بسلاحه هذا بالقلب  وعالج قلبه

 ولذلك في الإبانة الكبرى لابن بطة ماذا قال شريح ؟ قال : ” ما أخبرت خبرا ولا استخبرت خبرا منذ وقعت الفتنة ولا أصيب من مال رجل ولا من دينه “

 يعني يقول ما تلقفت أخبار الفتنة ولا حرصت عليها ولم أتكلم بها منذ أن وقعت ثم قال شريح لرجل قال لو كنت مثلك ما كنت أبالي لو مت الساعة يقول أنت على خير مع أن شريح لم يشارك لا بماله ولا ببدنه ولا بأذنه ولا بلسانه من أجل أن يتلقى ويسمع الأخبار

ما الذي دعا شريحا أن يقول هذا الكلام ؟

قال شريح” فكيف بقلبي وهواي ما التقت فئتان إلا وقلبي يهوى أن تظفر إحداهما “

عد ما يكون في القلب ميول للفتن وهذا يؤكد ما قاله الأعمش  ” وعالج قلبه “